كان شعرها الاسود المتعرج مثل شعر الأميرات التي كانت تشاهدهم في صغرها منثورًا على الأرضية أمامها وهي تعجز عن رفع جفنها حتى لمواصلة النظر اليه، كان جسدها مهشمًا ومليئًا بآثار الضرب، كان بطنها يؤلمها مثلما لو كان ضلعها قد انشطر للنصف!.. والألم في رأسها كان لا يُضاهيه شيء لم تعرف متى انهارت ومتى فقدت وعيها.. لكن رؤيتها لضوء الشمس الذي ملأ الغرفة قد اوحى لها بقدوم الصباح.. لكن وهل يقدم الصباح على حياتها بعد اليوم؟كانت خائفة جدًا.. لم تكن تذكر لو كانت قد ضعفت ووقعت تلك الأوراق بالفعل، لكن أيتركها عمها دون حصول ذلك؟ إن مجرد التفكير بهذا السيناريو المشين لهزيتمها بعد ما تحملته لسنين للعيش مع ألد اعدائها كان يشعرها باسوأ مشاعر الغضب والعار.
فجأة، تُقتحم غرفتها ويسحبها رجلًا ما بقوة لجعلها تنهض رغم إنها لم تكن تشعر بأقدامها وذلك بعد أن حرقها عمها بنيران الشموع ورسم فيها لوحة فنية تصف تعذيبه الخالي من الانسانية لها!
تتأوه بقوة وتمتلئ عينيها دموعًا من شدة الألم لكنه يسحبها بلا أي رحمة ويدفعها للمشي على أقدامها بنفسها حتى وإن فشلت وتعثرت وتمايلت بغير ثبات، فيجرها من تلك الحبال التي تُربط حتى كاد اثر تلك الحبال في يديها أن يقسم كفيها عن معصمها!
كانت تجهل الى أين يأخذونها، لكنها رأت عمها وهو يبتسم بقدارة ويرمقها بنظرات انتصار مبكرة، ثم يسحبها ويضع السكين على عنقها وإذ بها ترى الشخص الماثل أمامها على ذلك الكرسي إنه هو كاي حقًا!
لم يكن في وعيه وكان يحدق في الفراغ نحوهم، مظهره كان يوحي بذلك الشي والذي قد اكده لها أكثر هو رؤيتها لذلك الرجل الغريب الواقف عنده ويرتدي الأبيض فعلمت إنه طبيب لكن يحال أن يكون هنا لمعالجته مثلما يُعقل أن يكون هنا للتلاعب في عقله!
-عمي.
نطقها لذلك قد جعلها تنفي برأسها بلا وعي منها، كانت الدموع الحبيسة في عينيها ترفض البقاء، جاء ذلك أثر إدراكها إن توقعها قد صدق.. وكان كاي الغائب عن الأدراك ينظر لها ويخاطبها مثلما لو كانت عمه.. لم تكن قادرة على استيعاب الأمر لبرهة وتوقف عقلها عن العمل لثواني حتى أيقظها عمها بصوته الذي قال وهو يمر من جانب أذنها:نعم إنه عمك هو بين يدي.. ومصيره عندي.. بمجرد أن أثقب وريده هنا.. فسيموت
وكان يشير الى وريدها في عنقها بينما يضغط على المكان بسكينه الحاد حتى شعرت بأنها جُرحت وقد أكد لها ذلك عندما شعرت ببعض الدماء تسيل على عنقها، فتحدثت بنبرة مهتزة:كاي استيقظ! إنه يخدعك هو ليس..
ما كادت تكمل حديثها الا وعمها يغلق فمها بيده الأخرى وهو يشد على فمها الى درجة إنها شعرت بأن اسنانها ستتهشم بينما يهمس عند اذنها طلبًا منها أن تخرس وإلا سيذبح عنقها.. ثم يصمت لبرهة ويعود لإكمال عرضه المخادع..

أنت تقرأ
أسفوديل
Romanceوإن كانت حياتي هي المسـروقة دومًــا، لكنــهُ كان قلبـي هو الــذي قدْ انســرقَ هذه المرة. . . . بدأت: ٢٠٢٤/٠٢/٠٧م أنتهت: ٢٠٢٤/٠٤/٠٨م . .