٠٨

54 7 85
                                    


فتح الباب ثم وضعها في الباب الخلفي وكاد يستدير ليتجه الى باب السائق لولا إن وايت قد وقفت في وجهه كالجدار، حاول التحرك يمينًا او المرور يسارًا لكنها كانت تتحرك مع حركته وهي تصر على احتاجها الصمت ذاك، فقرر التنازل وانزال عينه للنظر اليها في الاسفل، بدا كما لو كان يحدق في قطة قد اعترضت طريقه، ورفع حاجبه بشكل طفيف كأنما يقول: ماذا تفعلين؟

عندها ضربت وايت كتفه من جهة اليسار، وفي تلك الاثناء وصل ناي وكاد يزيحها عن طريق كاي لولا إنه اشار له أن الامور على ما يرام، ثم وضع يديه في جيبه باسترخاء وهو يبتلع ذاك التوبيخ الجاف منها:

لماذا لا تتركها وشأنها؟ ما الضير الذي جاءك منها؟ حتى إنها في هذا الحال بعد أن كانت معك! أخبرني.. ماذا فعلت لها؟ أتحاول اختطافها علنًا؟

لم يكد يخفي ضحكته التي سرعان ما تحولت الى برود قح، عندها قال:

من أين ابدأ؟ حسنًا محاولتها قتلي عندما جاءت الى الشركة قبل أسبوع وهذا كان بعلمك، تسللت الى مكتبي وحاولت سرقة هاتف وحاولت للتو خنقي انها المرة الثانية و.. لعلمك كان يفترض بي تركها هناك بدل التفكير بأخذها الى المستشفى!

وختم كلامه بينما بدا على قناعة تامة من ان ما يفعله الآن هو انسانية مفرطة فتوجه لفتح الباب واشار اليها برأسه بينما يقول: حسنًا يمكنك اخذها بنفسك، لقد فعلت اكثر مما يقع على عاتقي.

اخذت وايت نفسًا عميقًا اوحى بثقة فارطة في البداية لكنها ما إن حدقت في الأرجاء حتى قالت بينما تحاول اخفاء احراجها: لكن.. هلى تعلم أين اوقفت جيني سيارتها.. جئت بالدراجة لذا سيكون من الصعب أن..

قاطعها بكل برودة دم: لا أعلم.

تنهدت وهي ترغب داخليًا بلكمه على وجهه لكن بما إنها كانت مضطرة فأنها قد نظرت الى ناي الذي بدا أكثر وقاحة من كاي حيث كان يرمقها بتحدي واستمتاع لهذا الموقف الصعب، فعلمت إنه سيكون من الحماقة ان تنتظر منه مساعدة وقد اكد ذلك بقوله:

لا تنظري إلي كنت ساتطوع لاخذها للمستشفى ولكنني جئت بالدراجة مثل حالك أضافة الى إنني لا اخون صديقي.

توجهت وايت بعزم الى الباب وحاولت ان تجعل جيني تسترجع وعيها لكنها بدت وكأنها في سبات، لذا استدارت واخذت بيديها لمحاولة حملها على ظهرها، كل ذلك كان تحت مراقبة كاي وناي، حيث قرر كاي:

حسنًا دعيها تبقى .. ولكن

استدارت وايت وكادت تشعر بالخجل من هذا الكرم لولا الشرط الذي وضعه كاي بعد تلك اللكن:

مالذي سأستفاده من هذه الخدمة أعني.. هل ستعطينا معلومة بالمقابل؟

بدت وايت مصدومة عندما قالت: هل أنت جاد!

استدار كاي وذهب الى مقعد السائق فيما توجه ناي الى المقعد الامامي وجلس، لكنه قبل ان يجلس ضرب على سقف السيارة عدة ضربات لأخراجها من صدمتها الجزئية وتحيرها، حيث قال:

أسفوديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن