أسفوديل

١٨

بعد ان حصلت جيني على تلك القائمة باسماء الاشخاص الذي اعترف عليهم بورا كانت قد ضمتها الى القائمة السابقة التي اعطاها كاي لها، لم تكن تعرف من أين تبدأ نظرًا لأنها لم تكن تملك فكرة عن أين بالضبط يعمل هؤلاء الاشخاص ولا مكان سكنهم او اي معلومات للتواصل معهم لذا علمت أن عليها إيجاد طريقة للوصول إليهم..

كانت قد طلبت من احد الموظفين ان ينادي على الموظف المدعو بنيفين وكانت تحاول عصر مخها لتذكر أمر هذا الموظف، كانت علاقتها جيدة مع عدد كبير من الموظفين لكنها بالكاد تذكر القليل عن أمر هذا الموظف مما جعلها تشعر بالانزعاج، في الوقت نفسه كانت وايت تعبث بالحاسوب وذلك عندما كن ينتظرن قدوم ذلك الموظف في مكتب كاي نظرًا لأنه كان آمنًا..

ومع تأخر ذلك الموظف كانت جيني تشعر بالتوتر وأن صبرها بدأ ينفذ منها شيئًا فشيء، وراودتها بعض المخاوف التي قد صدقت في النهاية عندما جاء الموظف ليخبرها أن نيفين مختفي ولم يأتي للعمل اليوم.

غادر الموظف في حين جلست جيني على الأريكة وقد فركت رأسها مرارًا وتكرارًا محاولة التفكير بأي حيلة أخرى عندها كانت قد رفعت نظرها الى وايت لتسألها:

ألم تستطيعي الحصول على شي؟

كانت وايت لاتزال تضغط على الازرار هنا وهناك وبدت مشغولة عندما قالت: امنحيني بضع دقائق.. أنا أعمل على برمجة موقع ما قد يساعدنا في الوصول الى حسابات هؤلاء الاشخاص المذكورة أسمائهم في الملف لكن السيء في الأمر أن جميعهم يملكون اسماء شائعة جدًا لذا هنالك العديد من الحسابات المُسجلة بأسمهم في مواقع التواصل الاجتماعي..

نهضت جيني لتتوجه نحوها حيث وقفت خلفها بينما تنظر الى شاشة الحاسوب محاولة استيعاب اي شيء من هذا وكانت تشعر بنوع من الإحباط حيث إنه لا يوجد أي طرف خيط للتمسك به، عندها كانت قد سألت وايت:

لكن يا وايت ألا تعتقدين إن هنالك خللًا ما؟ لماذا من الصعب جدًا العثور على حساب واحد فقط لأي منهم.. أشعر إنها خدعة من سواريت.

توقفت وايت عن ضغط الأزرار والدخول الى مواقع الويب لتشرد لبرهة وقد أنعش عقلها ذلك التوقف التام عن العمل تلك الثواني حيث استوعبت:

في الحقيقة أنت محقة.. أشعر إنه لا يمكننا الوصول الى أي شيء منهم.. ولا أستبعد أن كل هذه اسماء مزيفة.. لكن مالحل؟  أنتظري سأحاول فعل شيء ما بعد..
صمتت وقررت العودة للعبث إكثر في حين خطر الى جيني شيء ما لتقول:

دعكِ من هؤلاء، لماذا لا نبدأ بالأشخاص الاقرب وفي نفس الوقت الاشخاص المضمونين؟ على الرغم من مهزلة الاستقالات يوم أمس إلا إنه يوجد شيء ما يمكن ان يساعدنا.. وهو سؤال الموظفين هنا لو كانوا يملكون أي معلومة عن نيفين هذا أو اي واحد من الخمسة الذين استقالوا قبله.. وبالتفكير بالموضوع لماذا قد يوظفهم عمي في الشركة عنده؟ أليس لأنهم مهمون او لأنهم يساعدونه عن قرب مقارنة مع الباقين؟ لذا فالعثور عليهم سيكون مجديًا أكثر! ثم يمكنهم أن يدلونا على مكان البقية!