٢٥

44 6 221
                                    


كان سواريت غاضبًا لأن رصاصته تلك قد فشلت في تصويب كاي فأصر على ان يمشي بنفسه لتسديد الطلقة في رأسه، وعندما ثبت السلاح عند رأسه، ونظر اليه من علو نظرات انتصار واستكبار كأنه يخاطبه ويقول إنه قد هُزِم أخيرًا وهاهو قد سقط أمامه.. حيث ابتسم لرؤيته لهذا الحال المُنهار لكاي الذي كان من شدة أثر الصدمة غير واعيًا لما يحدث، عندها حرك سواريت أصبعه للضغط على الزناد فأذ به يشعر بفوهة سلاح مجهولة قد لامست رأسه يصحبها جملة:

حركة واحدة فقط وسأفجر رأسك.. أنزل سلاحك اللعين وانبطح أرضًا.

لم يستطيع التعرف على الشخص صاحب الصوت ما جعله ذلك أشد غضبًا وحنقًا لهذه الحركة السخيفة من شخص مجهول يظهر من العدم فيخرب كل ما اجتهد للوصول اليه ويخرب لذته في نيل النصر! لذا سرعان ما نظر الى الرجال من حوله فصاح: ما بالكم فالتتحركوا وتبعدو هذا التافه عني!

كانت ثانية واحدة فأذ بجميع الرجال من حوله قد وجهوا أسلحتهم الى بعضهم البعض في مشهد غريب وغير مفهوم! حيث كان ذلك كفيلًا بجعل سواريت يجن لشدة الأستفزاز فأذ به يحاول الالتفات لولا الضربة التي سددت عند عنقه ما جعلته يفقد توازنه لبرهة عندها رُكلت ركبتيه من الخلف فسقط أرضًا.. ثم خطب الفاعل بالجميع:

اتركوا أسحلتكم جميعًا فالمكان محاصر والشرطة قد حوطت المكان ورئيسكم وابنه بين يدي، أي حركة خاطئة قد تضطرنا الى قمعكم باستخدام السلاح!.. لذا انصاعوا للقانون هذه نصيحة مني.

كانت بضعة ثواني حتى بدأ رجال سواريت ينزلون اسلحتهم واحدًا يليه الثاني عند إدراكهم إنهم قد سقطوا لفخ قد حاكته قوات الشرطة بكل مهارة فتسللت بين صفوفهم وانتحلت مواقع بعضهم فأضعفت بذلك عددهم وسيطرت على العدد القليل المتبقي منهم ولم يكفي هذا فحسب بل إنهم حتى لم يشعروهم بأي شيء من الشكوك حيث إنهم ما إن أوقعوهم بالجرم المشهود حتى رفعوا ضدهم الأسلحة وهم يعلنون إنهم رهن الاعتقال الآن!

حيث قامت عناصر الشرطة بجعل رجال سواريت المستسلمون سلفًا ينبطحون على الأرض في وضعية مُسيطر عليها، ثم في تلك الأثناء اتجه أحدهم نحو سواريت فسحب كلتا يداه الى الخلف وهو يقيدها بالأصفاد.. بينما بدأ البعض يتوسل لرجال الشرطة ان يعتقو عنه وإنه نادم ومجبور! فاضطر رجال الشرطة على قمعهم بالقوة والشدة حتى لا يثيروا الفوضى او يحاولون التملص او الهروب.

عندها ظهرت جيني يتبعها ناي وليك ووايت وتوجه جميعهم الى كاي، كاي الذي كان جالسًا على الأرضية في حاله الشارد ذلك، بيدين لطختها الدماء من كل صوب.. بينما يستقر رأس تشانيول الغائب عن الوعي عند طرف فخذه بطريقة لتُفلق الصخر من شدة بشاعتها!

فتجثو جيني عنده وهي تحاول التحدث معه، فتضرب وجنتيه وهي تكاد تبكي لمدى قسوة الحال الذي وصل اليها حبيبها وهو يبدو مغيبًا عن الواقع وعن الإدراك وعن الحياة برمتها! فلا يجيبها ولا يستجيب لها ولا ينظر لها ولا يحرك حتى ناظريه لأي وجهةٍ!

أسفوديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن