مثل الذي في حلمٍ وقد فزّ، فزّ وهو في غير ادراكه، يطالع يمينه ويطالع يساره ولا شيء يبدو له مثل الذي اعتاده! فيتقلب خافقه ما بين استيعاب وانكار! كيف انهار كل شيء مثل صفعة ايقظته في منامه؟ كيف هُزِمَ في معركة منتهية؟ أكان قدره هو الذي يحاربه لسنين؟ وهل كان عليه ان يخوض مثل هكذا معركة بالأساس؟ إنها لمراهنة شجاعة على النصر!ويبقى السؤال الأهم: لماذا؟
-جيني..
ينطق في غير استيعاب، يرآها وهي تبكي في صمت، مكبلة يديها ومسدودة الفم، تناظره باستنجاد، كأنها تعاتبه: هل استيقظت لتوك؟ أينك منّا بعد!فجأة! تصفع عقله الذكريات فيغدو مفزوعًا عندما نهض وكل ما كان يدور في عقله هو معانقتها، معانقتها لعل الألم في ذلك يخف لعله بذاك يواسيها لعله بذلك يواسي ثلاثتهم! لولا أن ذلك الصوت الذي قد اوقفه وتلك الفوهات التي حاوطته من كل صوب واتجاه قد افسدت عليه تلك النزوة: قف مكانك!
ينظر لمصدر الصوت باستنكار وقد أحس بحسرة الانهزام إليه! كيف انقلب كل شيء؟ كيف أنحاز كل شيء الى كفته!.. وهل كان له كفة في هذا أصلًا؟ يكاد يشك!
يتسارع نبض قلبه و يرتعد خوفًا ورعبًا لفكرة انها محتجزة لهم وكلا طفليه الذين هما في احشائها نائمان دون همّ او غمّ! فكانت طامته الكبرى عندما ناظر يساره فأذ هو يرى أخيه في قبضتهما، اخيه الذي كان يناظره بخجل ممزوج بالغضب والشعور بالعار، كان يطالعه بهوان كأنما يخاطبه في انهزامه ذلك وهو يقول: سامحني يا اخي!
ينظر هذه المرة الى مصدر كل اذى في حياته، يطالعه في عينان كادت أن تذبحه في مكانه! إنه الشعور بالرغبة الكادحة لقتله! لكن دومًا ما كانت هنالك اسباب -في نظره الان هي سخيفة- لمنعه عن ذلك! مثل وصية عمه له أن لا ينصاع في طرق سواريت المظلمة فيغدو مثله! مثل رغبة جيني في الشهور الأخيرة واصرارها على منعه من القيام بمثل هكذا شيء!
طلبته منه ذات مرة أن يعدها إنه لن يقدم على اي فعل متهور وإنه لن يجعل الغضب يسوغه الى أفعال مهلكة! لكن السبب الذي جعلها تطلب منه ذلك هو معرفتهما إنهما ينتظران طفلين لا واحد! واحسا بكبر هذه المسؤولية عليهما، ومثلما جلب لهما كبر المسؤولية هذه اعباء اكبر لحماية كلاهما من سواريت مثلما تركهما مقيدان لفكرة أن عليهما النجاة من هذا بأقل الخسائر الممكنة.
-رغم انه لم تكن غلطة والداي فكرة انني تربيت بعيدًا عنهما إلا إنني وعدت نفسي ذات مرة إنني لن اسمح لأي ظرف خارجي او أي حدث مهما كان ان يبعد طفلي عني.
اخبرها يومًا في احدى لحظاتهما السعيدة، اللحظة التي جعلتها تبتسم بالبداية لكنها تستوعب امر ما فأذا هي تهاجمه بغيرتها العمياء فجأة:وهل طفلك هو الوحيد الذي لا يمكنك العيش من دونه!
ادرك زلتّه التي جعلته يقول مثل ذلك الكلام غير المراعي في مثل هكذا فترة حساسة لها لذا حرص على تعويضها عندما اخذ بكلتا وجنتيها التي امتلأت في الفترة الاخيرة وهو يتناوب في تقبيلها هنا وهناك بينما يشبعها بكلماته اللطيفة:

أنت تقرأ
أسفوديل
Romanceوإن كانت حياتي هي المسـروقة دومًــا، لكنــهُ كان قلبـي هو الــذي قدْ انســرقَ هذه المرة. . . . بدأت: ٢٠٢٤/٠٢/٠٧م أنتهت: ٢٠٢٤/٠٤/٠٨م . .