٢٧

43 6 124
                                    


كانت واحدة من أكثر الليالي قسوة على جيني وهي تشاهد كيف كان كل شيء مبعثرًا، كيف استطاع سواريت المغادرة بكل بساطة لكنهم لازالوا مضطرين على قضاء الليلة هنا في المركز وهم ينتظرون بأمل ان يتمكن ليك من حل الموضوع وأخراجهم من هنا.. ومع حلول الفجر كان بالفعل قد استطاع من حل أمر كلا من ناي ووايت واخرجهما من السجن بكفالة نظرًا لان تهمتهم لم تكن بهذا الكبر، حتى إن ليك قد تحدث الى الحارس الذي اعتدى عليه ناي واقنعه ان يسحب الشكوى وفعل المثل مع الحارس الثاني الذي افترت عليه وايت وهكذا سُهل عليه الأمر قليلًا.. لكن قضية كاي كانت معقدة.. وحتى الرئيس كان مربط الأيدي وغير قادرًا على فعل شيء.

كان كاي قد اقترف مخالفة عندما اُتهم بقضية خطفه لمارك ومحاولته قتله -حسب ادعاء سواريت- في الفترة التي كان هو قد دفع كفالة حتى لا يضطر على قضاء الوقت داخل السجن بانتظار أن تُحل قضية موك والفضيحة السخيفة تلك.. وإن السبب الذي جعله يتبنى مسؤلية قضية تلك العارضات اللاتي ادعين تعرضهن للمضايقات داخل أطار العمل في شركة نيتا هو فقط لرغبته أن لا تُقحم جيني مع مثل هكذا أمور سخيفة، وادعى إنه المسؤول عن شؤون الموظفين في العمل وهكذا حمل الجزء الاثقل من التهمة.

كانت قضية محلولة بالفعل لولا إنها قد اخذت صدى واسع في الأعلام ما جعل الرئيس يتصرف بحذر أكبر فقط حتى لا تنعكس الأمور عليهم سوءًا إن قاموا بخطوة خاطئة وقد أضطر على فتح ملفًا للقضية وكانوا يفكرون بأتخاذها فرصة لنبش الأمور لعلهم يتوصلون في نهايتها الى حقيقة التلاعب الذي قام به سواريت بهذا الشأن وكانوا سيقومون بضربة مرتدة ضده، وكانوا واثقين من إنها قضية رابحة لا خاسرة! لولا أن خطتهم هذه قد انقلبت عليهم بالكامل الآن.

وهناك ما هو أسوأ من كل هذا بمراحل، وهو محاولة كاي قتل سواريت في منتصف مركز الأمن.. وذلك قد ترك الرئيس في زاوية سيئة بالفعل، لكنه كان يحاول هو وليك إيجاد أكثر حل سليم للأمر.

وفي الوقت الذي لم يتوقع أحدهم حدوث مثل هذا التطور السريع، ظهر المحامي السابق لتوم وقدم دفاعه الجيد وتمكن من تخليص كاي من الأمر مثلما يخلص الشعرة من العجين! ولا أحد قد فهم في البداية كيف استطاع التفاوض مع محامي سواريت فيتنازل سواريت عن قضيته ويتنازل  تشانيول بالمقابل عن حقه حيث كان سواريت متهمًا بمحاولته القتل المتعمدة، وادعاءه إنه حاول إنقاذ أبنه لم يكون بهذه القوة، لذلك كان لا بُّد أن تُحل القضية منذ جذورها وهو بالتنازل من الطرفين.. وهذا ما اعتقده الجميع في البداية، وجهلوا ما وراء الأمر.

كانت جيني مصدومة لرؤيتها للحراس وهم يخرجون كاي من الزنزانة فتوجهت نحوه وهي تهب لمعانقته بقوة بينما هي سعيدة جدًا وكانت من شدة سعادتها عاجزة عن اخفاء ذلك، فابتعدت عنه ثم قبلته عن وجنتيه بالتتابع وهي تبتسم في وجهه ابتسامة عريضة، ورغم إنه بدا متعبًا جدًا مع كل ما حدث له في الاربع وعشرون ساعة السابقة إلا إنه ابتسم إليها وهو يقول: لكنك تدوسين على قدمي حبيبتي.

أسفوديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن