أسفوديل

١٩

منذ الصباح الباكر، توجه الجميع الى مركز الأمن بسبب رسائل جائتهم في ذات الوقت تطلب منهم المجيء للتحدث بشأن القضية ولم يعرفوا في البداية من كان صاحب هذه الرسالة وظنوا إنها من الرئيس لولا إن ليك الذي التقى بالاربعة عند الباب اخبرهم إن تشانيول ينتظرهم في مكتبه، تبادل الجميع النظرات فيما بينهم وشعر بعضهم بعدم الارتياح اتجاه هذا الرجل الغريب الذي ظهر فجأة في حياتهم ودخل القضية معهم على الرغم من سريتها، وعلى العكس منهم كانت جيني تشعر بنوع من التفاؤل بهذا التقدم الملحوظ الذي يحرزه الجميع أو يسعى لإحرازه.

دخل الخمسة الواحد تلو الآخو ليجدو ان تشانيول الذي كان ينتظرهم قد تقدم منهم بابتسامة ملقيًا التحية على الجميع بصورة عامة ثم طلب منهم الجلوس على الطاولة، وعندما تحرك الجميع للجلوس في اماكنهم كان تشانيول قد اشار الى جيني للجلوس الى مقعد معين حيث تكون بجانبه.

لاحظ ناي ووايت نظرات كاي التي لم تُزاح عن ذلك المشهد لجيني وهي تعبر للجلوس عنده، ورغم إنه بدا هادئًا للغاية إلا إن يمكن الشعور فقط بمدى عدم اعجابه بالموضوع من خلال ملاحظة نظراته الغامضة التي لم تكن تزاح عنهم طوال الاجتماع، وقد لاحظت جيني في المنتصف إنه كان يخزرها لسبب مجهول.

نهض تشانيول ليسحب بلوح ابيض من زاوية الغرفة فوضعه أمامهم عند الطاولة وبدأ يكتب بينما كان يتحدث عن تفاصيل القضية:

الآن، من الواضح إن القضية تستمر بأخذ تشعبات جديدة مع كل خطوة جديدة، لدينا هنا سواريت وهو الرأس المدبر أو الرأس الكبير لكل هذا، إنه رئيس منظمة قائمة على أفعال غير قانونية، لديه شبكة مخيفة يستغل من خلالها بعض الفقراء او ضعيفي الحيلة فيعطيهم مبلغًا من المال كدين.. طبعًا هو يفعل كل هذا عن طريق رجاله اي دون استعمال أسمه الحقيقي، ليبدو الأمر وكأنهم مجرد مرابين عاديين، لكن هؤلاء المرابون يطلبون من الاشخاص المستدينين التوقيع على أوراق مجهولة.. ثم يملأونها كما يشاؤون.. قد يفكر البعض كيف يستطيع رجاله أقناعهم بالتوقيع؟ حسنًا هذا لإنه يجيد اختيار ضحاياه بشكل جيد، غالبًا ما يكونون اشخاص يحتاجون الى هذا المال بشدة ولا حيلة لديهم.. واغلب الأحيان يتم اجبارهم او مساومتهم على التوقيع.. والبعض يوقع طوعًا فقط للحصول على فرصة عمل.. لكن جميعنا نعلم ماذا ينتهي بهم الحال بعد التوقيع على تلك السندات، إنهم فقط يوقعون على بيع حياتهم لاجله بالمعنى الفعلي، يعملون في مصانعه او باماكن اخرى ربما.. لقاء اجر زهيد وهو يستمرون بذلك حتى نهاية عمرهم.. طبعًا غالبًا ما تُسرق الاموال التي يعطيها كدين من الاشخاص المستدينين أي إنه يسترجع أمواله بالنهاية.

كان يتحدث بشكل واثق مع الأدلاء بالتفاصيل مما كان يشعر البعض إنه يعرف ما يفعله اوإنه يتجه نحو وجهة صحيحة.. وبالنظر الى ناي وليك فكلاهما كانا يشعران بنوع من المشاعر او الأنطباع السيء، كان يدرك ليك مدى صعوبة الحصول على هذه التفاصيل لذا غالبًا ما كان يشك بالطريقة التي يُنفذ بها هذا الرجل عمله، وأخيرًا لدينا كاي الذي كان يعرف أغلب هذه التفاصيل نظريًا لكنه لم يحصل طوال السنين على أي دليل فعلي يثبتها وقد أشعره حديث تشانيول بنوع من الفضول لمعرفة كيف سيثبت كل هذا لهم لذا أختار التزام الصمت ولم يعبر عن رد فعله أو رأيه الصريح بالموضوع ولطالما استمر بخزر تشانيول بنظرات لاحظها تشانيول لكنه كان يحاول تجاهل الموضوع، لكنه في داخله كان يحاول فهم سبب هذه النظرات..