٢٩

36 6 103
                                    


-تشانيول.. علينا إلغاء الزفاف!

في الوقت الذي سحبته فيه خارج الغرفة التي كان للتو يتمازح فيها مع أخيه وهو يساعده في ربط ربطة عنقه وارتداء سترته، كانا سعداء لأنها اللحظة السعيدة الاولى التي تجمعهما، وهي زفاف كاي وجيني، لكنها تأتي فجأة وإذ هي تسحبه الى زاوية ما فتبعثر عليه كل سعادته تلك! تخبره وهي قلقة إن عليهم الغاء هذا الزفاف وبشكل مباشر دون حتى تمهيد.. ورغم إنه لم يعقل ما حصل لكنه علم إنها لن تقل أي شيء عبثًا.

فينظر من حوله.. كيف كان الجميع مشغولين بسعادتهم، هناك يرقصون وهناك أطفالٌ يلعبون، هنا تهب الريح فأذ هي تدغدغ سعادتهم وتنثر عليهم الشذا، ورغم إن جميعهم كانوا مجرد غرباء، لكنهم لم يمانعوا فكرة مشاركة ثنائي يتيم مثل هكذا حفل زفاف جميل، كان زفافًا بين الطبيعة حيث يزين الورد كل شيء، لا أحد كان عابسًا جميعهم كانوا يضحكون، وكان كل شيء أجمل مما توقعه.

ورغم إنه منذ اربعة أيام وحسب كانت فكرة إقامة حفل زفاف في كوريا مجرد احتمال بعيد بالنسبة الى أخيه، لكن كُل شيء تطور بشكل كما لو إنه مسوغ إليه، كأن هنالك مشيئة آلهية في هذا، كان مجرد أقتراح رمته جيني فجأة عندما أخبرها كاي أنه يرغب بزيارة بلده لمرة لزيارة قبر والديه.. فأذ هي تقترح عليه ذلك، لم يصدق في البداية واعتقد إن هذا مجرد حلم بعيد..

لكن أصدقائه واخاه يتعاونون على ذلك فيجعلون من الخيال واقعًا، وها هي اللحظة التي ينظر فيها الآن الى طلة حبيبته في نهاية الممر، كانت أجمل من كل خيالاته، بدت مثل زهرة التوليب رقيقة وانيقة، بفستانها الطويل الذي يزحف من خلفها، وشعرها الذي رفعته خلف أذنها وتركت هنالك زهرة صغيرة، يقترب منها سرًا وقد خرق كل القواعد التي أملتها عليه وايت.

يمسك بيدها وكلاهما يبتسمان بشكل كأنه لم تكن شفاههما الوحيدة التي تبتسم بل كانت روحهما هي السعيدة، تحدق جيني حولها بحذر وهي توبخه بسبب تسرعه وتسأله عن السبب الذي جعله يأتي ثم تعقب ذلك وهي تخبره أن وايت ستأتي في أية لحظة.. لكنه لم يبدو وكأنه كان يستوعب كلامها حيث إنه في منتصف كلامها إذ به يقبلها عند وجنتيها بالتتابع هنا وهناك وتحاول هي أبعاده بينما تتردد صوت ضحكاتها بشكل يوحي كم كان الأمر لطيفًا على قلبها، لكنها تقاوم كل شيء وتبعده عنها وهي تخاطبه أخيرًا بشكل مقنع:

أدرك إنه لم نستطيع رؤية بعضنا بشكل طبيعي منذ أربعة أيام بسبب أنشغالنا بتحضيرات الزفاف.. لكن لا تفعل هذا حسنًا؟ كان عليك رؤيتي للمرة الاولى هناك عند القس! وتدمع عينك لمدى حبك إليّ! أجل عليك أن تبكي هل فهمت؟ إن لم تبكي فلن أوافق على الزواج هل أستوعبت ذلك؟

تنهد كاي وهو يفرك وجهه بأسى لكم كررت عليه هذا الأمر حتى إنه بات يحفظه، ثم فجأة تشهق وهي تدفعه قائلة: اهرب! لقد أتت وايت.

أسفوديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن