البارت الثامن والعشرون

1.9K 21 0
                                    


انحنـى أوس وهو يرفع الليّــث اللي غاب عن الوعِي مباشره ولحِسن حظه خَـرجوا بعض المحـامين من مكـاتبهم يساعدِونه بـ حمَل جسَد الليّــث الثقيِـل واللي زاد ثِقله من غاب عن الوعَــي لـ ظهر ذيّـاب اللي ما يدري كيف شاله ..
رفع أوس عيونه وهو كان يجي ياخذ جيلان وسرعان ما لفِـت انتباهه الشخَـص اللي يمشِي بالرصِيف اللي قدامه ؛ وقف !
لف نظَـره له لثواني وأوس بيعرفه مبـاشره لو فِتح الكاب عنه ، لف بوجهه للجهه الثانيه وسرعان ما بِـدا يركض مبتعَد عنه
وسع أوس عيونه وسرعان ما انطَـلق ركض وراه لجل يِـلحقه ، شاك فيِه من الشنطَه الغريبه اللي بـ ايده ، وزاد شكَه لانه متغطي بـ كاب وجاكيت رغم ان الجَو حار ، تحَول شكَـه ليقين من انطَـلق يركض لـ بعيد عنه
كانـوا يناظرون من الشبِاك مصعوقيِن تماماً من اللي حصَـل ، من بدايه المَـوقف كانوا يتأملونهم ويقيسون الشَبه بينهم
شهقت جيلان بذهول وهي مو مستوعبَه اي شيء تجمعت الدموع بمحاجرها من شده خوفها على الليّث وتفكيرها تلقائيا راح لـ كيان ، زاد خوفها من شكل ذيَـاب وهو يصرخ بشكل يخوف ويحاول يصحي الليّـث ، وزاد اكثر من شافت أوس يركض خَـلف شخص وهي تدعي ما يصيبه شيء
المحَـامي صالح وهو يشوفهم مرعوبين ؛ اجلسوا الحين لحد ما يستتب الوضع ثم تخرجون !!
جَـلسوا الثنتيِن وهم يسمعون نقاشات متفاوته كثيره ، لفت جيلان نظرها للجوال اللي يرن قدامها وهو جوال ذيَـاب
اتصَـالات كثيره من عمَه محمـد "ابو قاسم " وابِوه ، وامِه ، من قَاسم ويـاسر كمان وغيرها كثَيـر
تركت جواله من جاء المحامي صالح وهو يِرد على ابِو ذيَـاب
صَـالح ؛ الخبَر ما يسّرك يا عبدالجَليل !
ابَـو ذيَـاب وايده على قَـلبه ؛ صار له شَـيء صح !
صـالح ؛ مو ذيَـاب ، ولد عمه
وسع ابِـو ذيَـاب عيونه وهو يفِهم انه الليِــث لان ياسر وقَاسم بالشركه ؛ الليّــث !! كيف !!
صالح وهو يفِرك جبيِنه ؛ ما كِنت شاهد ، بس الواضح انها قويه حيل ياعبدَالجليل !
ابِـو ذياب وهو يوقف بذهول ؛ وين طيب ما تدري !!
رفع كتِوفه بلا معَرفه ؛ مكان الرصاصه ما ادري ، والمستشفى اقرب مستشفى من مكتبنا !!
سكَـر ابِو ذيَـاب وهو يخرج ركَض من مكتبَـه للخارج ، كلهم يتصلون على ذيَاب لانهم مو قادرين يوصلِون لـه ولا لـ الليّـث اللي جواله مُغلق اساساً وهم ينتظِرونهم لجل يِبدون الاجتماع مع الشخَص اللي عقَـد معه الليّــث الصفقَه بـ الشَـرقيه
ما يدري كيَـف دخل غُرفه الاجتماعات بهالسرعه وسِرعان ما عَرفوا ان مصِيبه حَـلت عليهِم من وجهه المخَـطوف
ابَـو الليّــث بذهَـول ؛ عبـدالجَـليل !
ابَـو ذيّــاب وهي ما يدري وش يقِول من كثِر خوفه ؛الليِــث يا عَــزام!!
ما استَـوعب لثواني وهو يسمع ابَـو قاسَم يسِأله ؛وش فيه !!
ابَـو ذيّــاب ؛ عجل ما ادري !!
خرج ابَـو الليّــث ركض وابِو ذيَـاب وراه وابِو قاسم اعتَذر للـشخص اللي أمـامه وانطَلق وراهم
كَـانوا بالدِور الاسفَـل يشيِكون ع الاوراق
وقَف شعَـر راسَه وهو يشِوف اعمامه يركضِون ؛ يَــاسر !
لف يَـاسر وسرعان ما ارتسَـمت علامَات استفهام كثيره على وجهه وش هَـالخوف والركَـض هذا
قاطعَ ذهَولهم صوت ابِـو قاسم وهو يصِرخ فيهم لجل يتحـركون
رمـى قاسم الاوراق اللي بـ ايده وهو يركَض بعَدم استيعَاب خَلف ابوه ، استَوعب ياسَر بعد ثـواني طويله وهو يركض وراهم ولا يَدري وش السبب
_

<< بيَـت سلطِـان >>
قَـام من وصِله الخبَـر بـ اصابه الليّــث ، وان عَـزيز اشتكَى عليه
فِتح البـاب وهو بيخرج وسرعان ما اوقفَه ابِو أوس قدِامه
ابَـو أوس ؛ السـلام عليكم يا سلطان !
سَـلطان ؛ وعليكم السلام يا ذيَـاب !!
أبـو أوس بهدوء ؛ تفضَل يا سلطان
رفع سلطان حواجبه وهو يرجع للداخَل وابِو أوس خلفه
ابَـو أوس ؛ سِلطان ، انت فيَك شيء !
هز سلطان راسَه بالنفي وهو يناظره ، يحتاج يفضفض ووصِل فيه القهَر مالا نهَايه ؛ لا ، بس برجع بنتي وينحل كل شيء !
ابَو أوس وهو يجلس قدامه ؛ طيب اسمعني ، انت تحب كيان صح !
سلطان ؛ مافيه ابو ما يحب بنته !
ابَو أوس بهداوه ؛ ولا فيه ابِو يضّر بنته ، سلطان بنتك تصير بنتي واخت عيالي تتوقع اني برضى عليها بالشين ؟ لا تقول الليّـث ما يناسبها ولا تقول عمرها صغير انت ما شفت اللي احنا نشوفه ! ما تعرف الليث كيف يعاملها ولا تعرف هي كيف تحب الليث ! نتفق زواجهم صار عكس لكن انا اشوفه خير كثير على كيان ، وعلى الليث بنفس الوقت !، صدقني لو حاولت تبعدها عن الليث ، ما بتكره غيرك والله !
سلطان بحده ؛ انا ابوها !!
ابَـو أوس ؛ انت ابوها ما نختلف ، بس انت تشوف نفسك نفس ابوها اللي كان معاها قبل ؟ نفس التصرفات ؟ انا ما اشوف سلطان ! اشوف شخص ثاني تماماً كل همه التمَلك وبس ! شوف مصلحه بنتك وين وصدقني انت اللي بتخليها عند الليث !



سلطان بجمود ؛ على اي اساس اخليها عند واحد بدون رحمه ؟ الليِـث عكس عزام بكل شيء !
ابِو أوس ؛ انت تعرف الليِـث كيف يتعامل مع كيان ؟ تعرف شلون حاطها من اولوياته ؟ انت اكثر من يعرف يا سلطان بس مو راضي تستوعب !
سلطان بجمود ؛ بنتي تضررت بوجودها بجنب الليّـث اكثر من استفادتها ، خطفها السيّاف بالاول ، ثم الليّث انصاب وانا على اساس اني توفيت ، ثم رجع السياف اعتدى عليها وسوا فيها مثل غيداء ! انا وين اخليها بجنبه فهمني وين وهو مو قادر يحميها !!
ابَـو أوس بهدوء وهو يناظره ؛ الليّـث يجاهد نفسه عشان بنتك يا سلطان ! يحميها من نفسه قبل لا يحميها من غيره ولا تجادلني بهالموضوع لانه مو عذر ! روح اوقف قدام كيان وقول لها بتوقفين بصف الليث والا بتتركينه لكن لا تدمر حياتها وتخيّرها بينك ، وبين الليّـث ابداً يا سلطان بتكسر فيها قَلب ورُوح !
ناظره لثواني وهو يفهَم معنى جملِته الاخيره فعلاً ، بيكسَر فيها قَلب اللي هو الليّـث ، وروُح المقصود فيه نفسه
ابَـو أوس بابتِسامه خفيفه ؛ لا تكسَر وحيدتك يا سلطان ابداً ، مثل ماهي بنتك بنتي وانا ما ارضى بكسرها ! طيّب بخاطرها واجلس معاها الحين هي بَوقت تحتاجك فيه اكثر من اي وقت ! اوقف معاها بصّف الليّـث لا توقف ضدها فيه ! زوجَها مصَاب الحين واكيد ما وصلها الخبر روّح يمها وكِون عون لا تكون فرعون !
خرج وهو تارك سلطان يحاول يجِمع شتات نفَسه وافكٰاره ، ما بعَد النصِيحه من ابِو أوس اللي حِكمته توزن بلد من صَدقها وطيِبته مستحيل يوقف مع الشر ، حنون جداً بالنسِبه لانسِان عاش كثيِر من مشَاهد القسِوه بحياته ، بـ مهنته ، وغيرها ! والحيَن أوس يورثِه بكِل صفاته وكـ أنه يحاول يثِبت للكل انه ولَد ذيّـاب اسم ، وصِفـه
_

<< بـ المسِـتشفى >>
جالس ع الارض ومغَطي وجهه بكفِوفه من شده هَول المنظر اللي شافه وشِده قهره انه ما انتبه والا ما كان يسمِح لـ هالرصاصه توجع ظهَر الليّـث
يبكي بصمت وعيونه ع البَـاب من شده خوفه عليه ، اول مره ثوبه وايديِه كلها دَم
وده يصِرخ من شده حرقته ان الليِــث ما كان قِدامه خيار الا انه يحط ظهِره بدل ذياب ، وان ابعدو الليّـث وذياب الاثنين ما صابت واحد فيهم ، بتَصيب السياره اللي خلفهم وبتسبب دمار شَامل بـ المكان كله
اختار اقَل ضرر ع الكِل ، بس اكبَر ضرر على نفسه
رفع عيِونه لهم من حس بخطِواتهم او ركَضهم لعنده بالاصح !
ابِـو الليّــث بذهول وهو يشوف ذيّاب يبكي ؛ ذيَــاااب !
رفع ذيَـاب كتوفه بضعَف وهو يبكَي ؛ ما قدرت ما قدرت !!
ابِو ذيّــاب وهو ينحنِي لعند ذيَـاب ؛ فهَـمني طيب !
ما يقِدر يتكلم من كثر الشعَور اللي يحس فيه من الذنَب ان الليّــث رمى نفسه عشان يحميِه ، ملامحه اللي جمدت من اختَرقت الرصاصه ظهره ، تلقَائياً تتجمع الدمِوع بمحاجر الشخَص المصُاب وان كـان اقَوى قِوي ، تكسَر ظهره هـ الدموع لا كانت من الليِــث .
زفّر ابو ذيَـاب وهو يضمه لصدره ؛ سلَـيم ان شاء الله يا ذيّــاب سليم !
جَلس ابِو الليّــث ع الكراسي بذهَول وهو يناظر بسَ ، ما يدري وش السالفه لكن اللي يَعرفه ان وحيَده بغَرفه العمَـليات الحيِن والواضح من شكَل ذيّاب انه شيَء كبير جداً
حس بالايد اللي تنحَط على كتفه من ابِو قَـاسم اللي يّوحد الله ؛ وحَد الله يـا عّزام !
تحَركت شفَايفه وهو يحَس بقَلبِه يضيق عليه ، صِوته يادَوب يخرج ؛ لا الِه الا الله !
_

<< بيَــت الليّـــث >>
ماسكِه جوالها ومتردده بَين الاتصِال وعَدمه ، تحَس انها زعّلته كثير بس هو كان اقَسى عليها ، ودها بس تسمع صوته الحين ع الاقل لاَن شعور سَيء يداهمها
قربت بتتصِل وسرعان ما فزت من مكانها وهَي تسمِع صوت الجَرس ، توقعَت انه ناسي مفتاح البَيت ونِزلت ركض ، تعبَت من صدها لكِل الابواب ناحيته وبتكسَر عنادها واخيِراً ، لو يعَرف المكَان اللي احتَلِه بقَلبها لدرجه انها تكسِر عنادها وغرورها عنده ، ما فَرط فيها لثِانيه ، وهو بِدون معرفته ما يفَرط فيها اساساً
ابتَسمـت وهي تفِتح البـاب ؛ ليَــ ، ماكَملت اسمه وهي تشَوفه أوس
أوس ؛ آسـف اني ما كِنت المطلوب ، تعالي ننتظرك !
ناظَرته لثواني بشَك ؛ صاير شيء صح ؟
هَز أوس راسه بالنفي ؛امَي اشتاقت لك ما يصير ؟ الليّـث عنده شغل الحين ما بيرجع اليوم !
هزت راسها بالنفي وهي تناظر بعيِونه ؛ الليّــث صار له شيء صح !!
مسَتحيِل يقِول لها ، ما يقدر يِواجه حِزنها لحاله ؛ الليّـث بخير بس مشغول شوي ، وانا حاكيته اساساً قال خلها تروح معك يمكن ما ارجع هاليومين !!
ناظرت فيه لثواني بعَدم تصَديق ؛ ليِه ما كلَمني ؟
ما وده يكَذب اكثِر ويطلعون متراضِين اساساً
مَرت لمِحه حِزن بعيونها وهِي تهمس ؛ لانه زعلان ! رفعت عيونها له بهدوء ؛ جايه !



تنهَد وهو يمسح على جبيِنه ، حاول يلحَق الشخص بكّل المباني وتعّب نفسه كثيِر بالركض مع كتفِه المصاب ، جواله وجهازه بالسياره ، وما معه الا سلاحِه لكن ما يقِدر يطلق على هالشخَص اللي دخَل بـين مجموعه كبيره من الناس وتجَمهر ، خصوصاً انه لو اطلق عليه بيسبب فوِضى كبيره بالشوارع من صوت الرصاصه
رجع لسَيارته وهو يشوف جيِلان ساكته للحين
أوس برجاء ؛ لا يَزل لسانك !
هزت راسهَا بـ زين والمنظَر مو راضي يغيب عن بالها ، كيف يصّرخ ذياب وكيِف ان الليّـث لف نفسه لجل تصِيبه الرصاصه ما تصِيب ولد عمَه ، كيف أوس راح يركضِ خلف ذاك الشَخص المجهول وايده اليسِار خلف ظهره لجل يسحب سِلاحه بـ أي وقت
ركَبت كيان بهدوء وهي تسَلم على جيِلان اللي عيونها شاَحبه وكأنها خايفه من شيء
قَربت بتتكلم وسِرعان ما رَن جوال أوس وهو يقاطعها
رد بهدوء ؛ آمـر
العميِـد نايف ؛ متِـى الجَيه يا أوس ؟
أوس ؛ قَريِب طال عمرك ، تآمر على شيء ؟
هز العمَيد راسه بالنفِي ؛ لا تجَي خلاص ، انا رجَعت بنشتغِل من هنا !
ابتَـسم أوس لثواني ؛ تم ، تَبي اجيك ؟
العمَـيد بابتسامه ؛ ما اقول لك لا ، صار شيء جديد ؟
أوس ؛ ايه بس ما اقدر اعطيك تفاصيل الحين يا طويل العمر ، لا جيتك ان شاء الله !
هز العمَيد راسِه بـ زين ؛ بانتظارك ،فمان الله !
أوس ؛ بحفظه !
كشرت كيان وهي تلف للجهه الاخُرى ، قلبها مو متَطمن ابداً
_

<< بـ المستَـشفى ، غِرفـه العمليـات >>
مسح على جَـبينه من شده دقِه هالعمِلـيه ، يتصبب العَرق من جَبينه لان اي غَلط يحِرق الليّــث ، ويحِرق مهنته
اخذ نفَس لثِواني وهو مو قَادر يِوصل للرصَاصه اللي استقَرت بـ وسط ظهره من الخلف من جهه اليسار
رفع ايدِه وهو يبعد عن ظهر الليّـث لثواني ؛ يارب يارب !
الممَرض وهو يمِسك ايد الدكتور ؛ انتظر خذ نفَس بالاول !
ناظره لثواني وهو يستغَرب منه
الممرض ؛ عطني انا اطلعها ، صدقني ما بغلط !
هز الدكتِور راسه بالنفي ؛ مسَتحيل ، تعرف مين ذا انت !
الممرض بهدوء ؛ عارف ، لا تآخذ باسم اهله ، خذ بنفسك وعطيني اطلعها ! لو طولت الرصاصه بجسمه اكثر يمكن تتحرك يصيبه شلل لا قدر الله !
ناظره الدكتور لثواني وهو ياخذ نفس ؛ اقدر اطلعها ، اقدر انتظر !
زفّر الممرض وهو يتراجع للخلف ، ما يقدر يضغط عليه اكثر ولا بيشّك فيه ولا وده يلفت الانظار لنَفسه


( بـ الخارج ، امـام غِرفه العملِيات )
ودهم يحاكون ذيَـاب يفهمون منه التفَاصيِل لكن ولا شخص منهم يتجرأ يقربه ، يناظِر بـ باب العملَـيات بجمود تَام وسرعان ما بَدت ملامح الغضَب تظهِر بوجهه ، عرِوق عنقه ، وعِرق يبرز بخده بـ جنب عينه اليمين كِل ما اشتَد غضِبه ، قام وهو يتوجه للخارج متجِاهل نداهم له تماماً
ابَو ذيّـاب برعب وهو يناظر ياسِر ؛ الحق اخوك لا يسوي شيء
قرب ياسر بيمِشي وقاطعته ايد ابِو قاسم اللي انمَدت قدام صدره ؛ اجلس ! انا رايح له !
هز ابَو ذيّاب راسه لـ ياسر بمعنى اسِمع كلام عَمك ، وبالفعل جلس ياسر بتوتر وابِو قاسم خـرج خلف ذيَـاب
وقِف قدام سيَاره ذيّـاب من جاء بيحّرك ؛ انــزل !
ناظره بغضب ؛ عمَــي ابعد !
ابَو قـاسم بحده ؛ عمّك يقول لك انـزل يا ذيَــاب !
ناظره ذيَـاب بحده لثواني ؛ عمّي !!
ابَـو قاسم بحده ؛ذيّــاااب !
التفتوا كل الموجوديِن عليهم من اصواتهم اللي بِديت تعلـى
نزل ذيَـاب وهو شوي وينفجَر فيه ؛ ابعد عني !
مسك ابِـو قاسم ذراع ذيّــاب وهو يلِويها ؛ ال عُدي كذا يصير فيهم لا غاب واحد ، ارجع جنب عمامك وابوك ! يكفي ولَد عمك بين الحياه والموت داخل لا تزيدها علينا !!
ذيَــاب وهو يفهَم قصِد عمه بـ لَوي ذراعه بـ انه لا غاب فرد منهم تنلوي ذراعهم كلهم ؛ ال عُدي ما كانوا كذا !! ما كانوا كذا !
ابَو قَـاسم بحده ؛ اشتغَل كل واحد على كيفه وهواه وصاروا كذا وبيصيرون اردى من كذا !
ناظره ذيّــاب لثواني بحده وسرعان ما زفّـر بغضب من دخلَه ابِو قـاسم تحت ذراعه وهو يمشِي فيه للداخل ؛ كسَر ظهرنا ولِد عمك لا تزيَد كسرنا فيك !!
دخَلوا للداخل وكِل منهم دعَـوات كثيِره بقلبه ، غضَب وحزن وخَوف ومشاعر متشتته كثيَـر فيهم
_

<< بيَـت ابَـو أوس >>
نَـزلت وسِرعان ما ابتسَمت وهِي تشوف ام أوس جالسه عند الَورد ، تحبِه مثل محبَه ابِـو أوس له
كيَـان بابتسِامه ؛ اللي عنَده كيـان وش يبَـي بالورد !
شهقت ام أوس وهي تلف عليها ؛ كيييان !
ابتسمت كيان وهي تحضنها ؛ اشتقت لك
ابتسَمت ام أوس وهي تضمها بحنيِه وتستنشقها، باست خدها وهي ترجع تضمها مره ثانيه ؛ والله مو كِثري يا بنَتي ، ليِه قِل الوصل يمه !
كيَان بُلطف وهي تبَوس راسها ؛ مو بيَدي والله مو بيَدي !!
ابتسَمت ام أوس ؛ ذيّـاب ويِنه يا أوس !
بلعت جيِلان ريقها بخوف وسرعان ما ابتسمت ..


ابتَسمت ام أوس وهِي تشوف أبِو أوس داخل ؛ الطيّب عند ذكره !
ابتَسم ابِو أوس وهو يشِوف كيان ؛ يا هَلا بـ بنَتي !
ابتسَمت كيان وهِي تسـلم عليه ، سكتت لثِواني ثم ناظرته ؛ الليّــث فيه شيء ؟
قَرب أوس بيتكلِم لكن قاطعه ابِوه وهو ياخذها تحت ذراعه ؛ كيَـان
دّب الخوف بقَلبها لثِواني وهي تشوف نظَرات الرجَاء من أوس لابَوه ؛ صار شيء صح !
هز ابَو أوس راسَـه بـ ايه ؛ الليّــث مو بخيَر مره ، لكن بنفَس الوقت مِو بـ ذاك السِوء !
ناظرته برجاء وسرعان ما تجمِعت الدموع بمحاجرها من قال لها ان رصَاصه صَابته بـظهره
مسِكت نفسها لثواني وهي تتذكر طَريقته بالكَلام معاها قبِل لا يخرج ، كـ أنه حاس ان فيه شِيء بيصيِبه
زفَر ابِو أوس وهو يضمها من حسَ فيها تبكي ؛ بيصَير بخيَر بـاذن الله يابنتي ، يحتاج دعواتك !
كيَان وهي توزن نبرتها ؛ قَويه حيل ؟
قرب أوس بيتكلم ويقول لا لكَن مره ثانيه قاطعه ابِوه ؛ ما نَدري للحين ، ان شاء الله تكون عرضيه !
زفر أوس وهو يشوف ابَوه يأشر له بحَواجبه بمعَنى كيف تطمنها وتعَطيها امَل وهو حالته من سيء لـ أسوأ خصوصا انه ما طلع من غِرفه العمليات للحين
مسحت دموعها بعشوائيه وهي تحاول تمسك نفسها ، تراجعت للخلف تلقائياً من شافت ابوها جاي لناحيتها
ابَو أوس بهدوء ؛ حاكي ابوك يا كيان ، ما بيجبرك على شيء !
تركوها وهم يدخِلون للداخل وسِلطان امامها
ابتسم وهو يناظرها بحنيه ؛ آسف يا كيان !
ناظرت فيه لثواني وهي تعرف هالنظره من ابوها زين ، نظره ندم مو غيرها
ضمها وسرعان ما بكَت بحضنه من شده خوفها ع الليّـث وشَوقها لابوها ، سِلطان اللي تعرفه مو الشخص الغريب اللي انفعل عليها ومسك ذراعها بشده
سِلطان بحنيه ؛ بتَظليِن ويا الليِـث لو تبين ، وانا بنفَسي اوقف القضيه وسبع قضايا وراها لو تبينه بكامل قلبك وعقلك ! بس اثبتِي لي انك ما تندمين بعدين يا كيان !
بكت وهِي تمسِح دموعها بعشَوائيه بعدم وعَي ؛ انا ما اقدر بدونه !! زفَـر سلطان وهو يضمها ، كيف طاوعه قلبه يصرخ عليها بـ ذاك الشكل ويوجعها انه بيفّرقها عنه ، كان يعرف فداحه الشيء اللي يسويه لكن ما استوعبها الا بعد كلام ابو أوس
كيَـان برجاء ؛ وديني عنده !
هز سلطِان راسَه بالنفي ؛ ما خرج من العمليه للحين ، بعدين ال عُدي ما اذكر انهم يسمحون لاحد يجيهم اذا كان احد منهم بالمستشفى ! الليث ما خبّرك وبيزعل لو صحى وانتِ موجوده صدقيني !
كيَـان برجاء وهي تناظَر ابوها ؛ انت ما تعرف الليّـث ! ما تعرفه ! يضرب بـ ال عُدي كلهم عشاني !!!
ناظرها لثواني برجاء ؛ بس يصحى اوديك لعنده ، وش تقولين ؟
هزت راسها بالنفي ؛ الله يخليك لا تكسرني !
زفَر سلطان وهو يناظرها لثواني ، ما وده يقول لها لا ويكسِر بخاطرها وتو تصَالح معاها ؛ تمـام يلا !!
ما تدري كيَف لفّت نقابها وهي تركض لسياره ابَوها ، كلِ همها الليّــث الحين وبس ..
_

<< بـ المسَـتشفى >>
خرج الدكتِور والممرض خَـلفه
الدكتِور بهدوء ؛ الحمدلله عَدت على خير ، الوالد ممكن تتفضل معي ؟
ناظره ابَـو الليّــث لثواني ورجِوله مو جَـايه تشيِله من كثِر خوفه على الليّــث ، قام بصعوبِه تامه بعد ما سنَده ابَـو ذيّـاب
ابَـو الليّــث بهدوء ؛ قول ما بَه غريب !
الدكتِور بتردد ؛ الليّـث لحد الحين حالته تمام الحمدلله ، لكن الرصاصه اثرت على ظهره كثير ، هالفتره كلها ما بيقدر يمشي بدون مساعده ومع العلاج الطبيعي بيرجع مثل اول واحَسن باذن الله !
ابَـو قاسم ؛ يعني بيرجع يمشي !
هز الدكتِور راسه بـ ايه ؛ بـاذن الله !
تعَالت الاصَوات من شده فَـرحهم الا ذيّـاب، يعَرف ان اللِــيث ما يتحمَل شعوره بالضعَف والحاجه لاحَد ابداً ، ما يتحمِل
خرج ذيَـاب من المستشفى وهو يركب سيارته وسرعان ما بكَى ، يكره نَفسه انه ارسَل له يجيه للمكَتب ، ويكِره كل شيء كان السبب بوجود الليّـث عنده
اخَـذ نفس لثواني وهو من كثِر خوفه ع الليّـث حالياً يشِك بالكل ، يحس ان فيِه شيء بيصير بس مو عارف من اي طرف
عدل نفسه وهو يرجع للداخل ، ناظر انبَساطهم وهو يتكي بسخريه
ابَو قاسم بهدوء ؛ اقَل الاضرار يا ذياب !
ذيَـاب ؛ اقلها على جسده ، ونفسيته !
ابَو ذيّــاب ؛ الليّـث مو بزر يا ذيّـاب ، وبنَيته ما اتوقع انها بالضعَف اللي يسمح له يطَول تعبان ماشاءالله !
زفّـر ذيَـاب وهو يناظر بـ الباب لـ غرفه الليّــث ، نقلوه للغرفه لكِن للحين ما سمحَوا لهم بالدخِول لحد ما يتطمِنون عليه صح
تنحنح سلطان ؛ السـلام عليَـكم !
قرّب ذيَـاب بيكشّـر ويهاوشِه لكَن هَديـت كل عواصفه وهو يشِوف كيان خلفه ، سكت بهدوء وهو يشتت انظَـاره لبعَيـد ، احِترامها من احتَرامه لـ الليّـث
ابَـو الليّــث بهدوء ؛ وعليَـكم السلام يا سلطان !



قامَوا ياسِـر وقاسم وهم يبعدِون بعيَـد وذيَـاب خلفهم
ضحك ابِو قـاسم بسخَريه من حالهم ، ما كانوا يتفَرقون ويبعدون عن بعَض بالمصَايب والحين عيِالهم من انفَسهم يقومون لا جات زوجَه الليّــث ويعتبَرونها فَرد من ال عُدي واقَرب بعد
ابَـو الليِـث بحَنيِـه وهو يشِوف كيان ؛ الليّــث بخيَـر يا بنتي ، لا تخافين !
لف سلِطان على كيان ؛ تطَمنتي الحين ؟
هَزت راسها بالنفي وهي تحَس بـ نظرات ابِو قاسم
لف سلطان لناحيه ابَو قـاسم ورجَع انظاره لها ؛ ما بيسمحون لاحد يَشوفه الحين اكيد ، لا قام انا اجيبك بنفسي وش قَولك ؟
ابَو الليّــث بابتسِامه لجل يريحَها ؛ ايه روحي وارتاحي ، ما ودنا نواجه عواصف الليث اليوم ابد !
انلخَمت وهي ما تدري وش تقول من كلمته اللي تبَين لها انِه ما وده تتعب ويعَصب عليهم الليّـث بعَدين
ودها تخرج بـ أسرع وقت من النَظرات اللي تجيها من ابَو قَـاسم
جلس ابو قاسم بسخريه وهو يناظَر بـ ابو الليّـث ؛ لا تكَـبر راسَها علينا !
ابَـو الليّـث بهدوء ؛ يحق لهَـا بنت الاصول !
ابَـو قاسم وهو يناظره ؛ العَتب مو عليك ، العتب على سلطان اللي رافعها فوق راسَـه اللي تَـبيه تم !
ابَـو الليّـث وهو يناظره ؛ وحيِدته ومفَتخر فيها يا محمد !
زفَـر ابِـو قاسم وهو يلف ع الجهه الاخُرى بنرفزه
_

<<مكــان آخــر >>
ابتَـسم بهدوء وهو يِطق بـ اصابعه بعد ما وصَل له الخبَـر من الممرض اللي مّوكله ان الليّـث بخير لكنه ما يقدِر يمشي
ابتسم بهدوء وهو ينـاظر بـ ذراعه الايمَن ، وقنّاصه اللي صاب الليّـث ؛ رصاصتك جابت النتيجه اللي ودي فيها ، وش احلى من انَك تحرق الليّـث بـ ولد عمه بعَد ما يعجَز عن حمايته !
نَـاظر فيِه لثواني باستغراب ؛ كيف يعني ؟
ابتَـسم ؛الليّـث بيصير شبه مُقعد هالفتره كلها وذيَـاب مستحيل يفارقه ، ما ودي تتخبـى بين المباني ، ودي تخَلي ذيّـاب يخضع لك قدام الليّــث ! فاهم عليّ !
ناظره لثواني وهو يبتَسـم ؛ يعجبَني تفكيرك !
ابتَـسم بهدوء وهو يحَـط رجِل على رجَل ؛ يعجبَني حُبك للانتقـام ، جداً يعجبني يا بَــاتر !(( للي ما يعرف معنى الاسم او غَريب عليه ، من اسمَاء السيّف ويعني القاطع ))
ابتسَــم البـاتر بغرور كبيـر ؛ هذا الشَـبل من اخوه يا حمَـزه !
ابتسَـم حمزه وهو يدخَـن سيجارته ؛ جبِت لك ال عُدي على طَـبق من ذهب ، طِب وتخيّر بس عجل ما اتحملهم !
ضحك البَـاتر وهو ينَظف سلاحه ؛ ما يهَموني ال عُدي بقد ابن ذيَـاب " أوس " و غاده !
حمَـزه بتذَكـر ؛ للحين ما قدرت توصل لها ؟
البَـاتر ؛ مراقَبـها للحين ، تراجع عند دكتِوره من فتره بس للحين ما فضيت اعرف وش فيها !
حَـمزه وهو يناظره بتردد ؛ يمِكن حـامل !
هز البَـاتر راسَـه بالنفي ؛ مسَـتحيل !! وان كـانت كذا مسَـتحيل من السيّـاف ما استبَعد عنها شيء !
رفَع حمزه كتوفه وهو يبِين لـه عدم المعَرفه ؛ يقهرني برودك يا باتر ، يقهرني !
ابتسَـم بَـاتر بـروقان وهو يقوم ؛ ابن ذيَـاب ، وبنت العميَـد ! وش قَـولك !
ضحك حمَـزه من تفكيَره وهو يفهَم المخطط اللي يِدور بمخ بـاتر ؛ يا مكّــاار !
ضحك البَـاتر وهو يخَـرج ؛ نلعب ع الثقَيـل شوي يا بنَت نايف ، ونترك ملاك الخيَر ابن ذيَاب يساعدك !
_

<< العشَـاء ، بيَـت عبدالرحمن >>
بتمَوت من كثِر الوجع ببطَـنها ، صار لهَا من الصبِاح على معده خاويه كِل ما اكَلت شيء رجّعته مباشره
رفعت جـوالها وهِي تقرب بتتصل على عبَـدالرحمن ، قاطعها اندفاعه وهو يدخل من الباب ؛ جميله !
كانت تبكي وايدها على بطنها من شده الالم ؛ بموت !
ناظرها لثِواني ونفَس الالم ، نفس الكلمه قـالتها قبل لا تعَرف بحملـها بـ ميهاف ، انحـنى وهو يجّلسها ؛ يلا يلا !
قامت معه وهي مو قادره تَوقف صح من كثِر الالم اللي تحس فيه ، ساعدها تَلبس عبايتها وهو يدخَلها
بحضِنه وينزل للاسَـفل باستعجَـال متِوجه لـ المستشفـى وشِبه متأكد انها حـامل
_

<< بيَـت قـاسم >>
رامَـي نفسه بحضنها ع الكَنبه ويتأملون بـ عُدي اللي يَـلعب بالارض
مشَـاعل بتفكيَـر ؛ وافقِتوا ؟
رفع عيونه لها باستغراب ؛ علـى ؟
رفعت حواجبها وعلامه استفَـهام ترتسم بملامحها ؛ اللي جَـاء لخوله !
قوس شفَـايفه بعـدم معَرفه ؛ الَولد ما يعَيبه شيء ونعرفه بعد ، اذا خوله وافقت على بركه الله !



بين ضلع وروحWhere stories live. Discover now