هز راسه بالنفي وهو يحني ذقنه فوق راسها ؛ مو قريب ، وغصب عنّي بقطع ، ما ودي اوجعك لكِن دام انه ما وصلك خبّر عني اعرفي اني بخيِر !
ابتعدت عن حضنه لثواني وهي تمسح دموعها بعشوائيه ؛ كيف يعني ! انت ما بتروح اقصى الدنيا اكيد !
رجعها لحضنه غصب عنها ؛ كيف لا تسأليني !
هزت راسها بالنفي وهي تحاول تبعدّ بعدم تصَديق انها ما بتكلمه لفتره طويله وواضح هالشيء من كلامه ؛ لا تستهبل علي ! انا ما اقدر ا
قاطعها وهو يحني راسه لـ راسها ؛ تقَدرين ، معي وبدِوني تقدرين ! اهتمّي بنفسك وهالشيء يكفيني !
كيان وهي ما تحب هالنبره من الليث ، ضربت صدره بقهر وهي تحبس دموعها ؛ لا تكلمني كأنك ما بترجع !
ابتسم بخفوت وهو يشوف اتصّـال من يوسف ، نزل عيونه وهو يناظرها ، مسك خدها بـ ايده ؛ آسف لك ، ولقلبك !
باس جبينها بتعمّق وهو يحس فيها تبكِـي
ابتسم بخفِوت وهو كَـاد ينسى ، اليِوم يِوم ميلادها لكنّه مو معاها
الليّـث وهو للحين يبِوس جبينها ؛ ما احدَ يبكي بـ يوم ميلاده ، ونتفق من الحين بعد البكي من روحتي ، ولحد رجعتي ممنوع ! بتبكيِن الله يعينك يا بنتي امسكي دموعك لحد رجعّتي !
بكت اكثر وهي تضرب ايده ؛ انت قاسي !
ابتسم وهو يمسك وجها بـ ايديه الثنتين ، يحارب كل شعور يحس فيه من سلطان اللي يناظره من فوق ، ومن الواقع المُر اللي بيعيشه بعد شوي ،انحكَم عليه اليوم بـ ٦ شهِور سجن ولها احتماليه زياده لكنه عرف يّدبر لنفسه الوقت اللي يهيئه يودعها ويّودع اهله ، وضح لهم الوضع وعمامه صّدوا عنه كل الصّد ، وذياب ما يحاكيه بعد ما عرف بتخّلي الليث وانه ما دخّله لجل يحاول يطّلعه ولا يسمح لهم يسجنونه
باس جبينها وهو يمشي وجوالاته الاثنين يرنون بجيبه ؛ تأخرت ، انتبهي لنفسك !
مسحت دموعها وهي تشوف ابتسامته تختفي ، ما كانت ابتسِامته الدائمه ، ابتسامته غريبه ماهي من قلبه ، ولا هي حق فَرح لجل تصّدق انه بخير
الليّـث برجاء ؛ ما اطلبّك الشيء الكثير ! لا تصِدين !
رفعت نفسها وهي تبوس خده ، ضمت عُنقه وهي تبكي ؛ ما اصْد ، انتبه لنفسك وارجع بدري !
حس بـ سّهم يخترق قلبه من نبرتها ، وتوسلها وهي بعُنقه ،بوستها جات مثّل الشُعله اللي الهَبت نار شِوق بـ كل تعب ومشقه اطفاها بقـلبه
ضمها وهو يحس بشِعور يخنقه ما يدري وش يفسّره ، هو ألم جسد ، والا ألم قلب لكّن الثاني اصّح
، ركب سيارته وطاحت عيّنه على شكله بـ المرايِا اللي امامه ، صد عنها بسرعه وهو يحني راسه ويشغّل سيارته ، آمن بضعفه امامها رغم كل قِوته وجبّروته وقسوه قلبه ، حمّرت عيونه من كثر معاندته لشعِوره وهو يلف للجهه الثانيه ، باغِته عزيز بـ قضيه اندفنت من سنوات ، تعارك مع مجموعه كبيره بـ حجمها وغصب عنه طلب المساعده من السيّاف ، قلب عزيز الطاوله عليه بـ انه انكَر تعاونه مع السيّـاف وهو كان له تعامل مُسبق معاهم ، طلع دليل ثاني ساعده فيه ناصر اللي يصّير قَريب لـ مُهنـد آل فيصل واللي عرف بـ سالفه اعتداء الليّـث على مهُند بشَركته
شبّك كل السوالف ببعض وربطها بـ الليّـث ، هجد عنه فتره طويله لكن ما كان خوف منه او غيره انمّا كان لجل يرتب له دعَوى بحّق وحقيق لو جاب افضل محامي يحاول يطّلعه ما بيقدر
وقف قدام بيّـت يوسف وبالفعـل ماهي الا ثواني ووصلته اصوات سيارات الشُرطه
زفّـر يوسف وهو يناظر بـ الليّـث ، رغم ان كّل الامور بـ صالحهم الحين وحتى لو كان الليّـث بينسجن هم المستفيدين ، طول الفتره اللي فاتت كان يوسف يكلم عزيز بـ ارقام وهميه يتوهه بـ طلب من الليّـث ، واليوم بعد طلب الليّـث نفسه ارسل يوسف لـ عزيز بوجود الليّـث بهالمكان اللي هو بيّـت يوسف
نزل سَـليم وهو يبتسم بسخّريه لـ الليِــث
ابتسم له الليّـث بنفَس السخريه ، وقف ذياب يمد ايده قدام سَليم ؛ من حقي اكلمه قبل لا تقّربه ، لا تحاول تقّرب والا قسم بالله ما تلقى نفسك غير بـ اقصى مركز وادنى رتبه !
ناظره سليم ووقف من كلامه ، اشّر له بـ روح وكل خليه بـداخله ودها تّلكم ذياب
وقف ذيّـاب قدام الليّــث ؛ اسمع ، غصب عن خشمك انا بتدخل ولا تحاول تّردني ، فاهم عليّ !
الليّــث بهدوء ؛ لا تتدخل ولا تقّرب الحين ، بعد ٦ شهور تعال !
عض شفته وهو يقرب بيصرخ فيه من شده قهره
الليّـث بمقاطعه ؛ يوسف يفهمك كل اللي تبيّـه ، عيني عليك ترا !
ذياب بسخريه ؛ انا اللي عيني عليك الحين ، انتبه لنفسك بس وضلوعك ذي والله ما اكون ذياب ان ما كسرتها !
ابتسم الليّـث بسخريه ؛ اكسَر سابع ضِلع لو تبي ، قبلك واجد بيكسرون وقفت عليك ؟
ضحك ذياب وهو يحك عُنقه ؛ ترا عمـامي مو ق
الليّـث بمقاطعه ؛ اللي يقصد كلامه يقوله ، ايه انا رغبتي بالسجن ولا ودي بالمساعده ما غلطوا ، الله يقّويهم !
ذياب ؛ ليّــث !
الليِــث بابتسِامه خفيفه ؛ روح الحين ، صرت خاطب ليه ناشب لي !
ذياب بسخريه ؛ مب خفيف مثلك ، انقلع
ضحك الليّـث غصب وهو يدري ان ذيّـاب مو هاين عليه كلامه لكن من شده قهره يتكلم كذا
تقّدم سليم وهو يآخذ الليّـث اللي يمثّل الحزن وهو عارف انه مِراقب ، عارف ان عـزيز حوله وبـ مجرد تمثيّل الليّـث لحزنه عزيز بيّعلق اجراس ويرقِص فيها بـظنه انتصّـر عليه
_
<< بـ المـركز >>
زفّـر أوس ولِون وجهه يتغيّـر من شده قهره ، وصله الخبَر انهم نقِلوا الليّـث للسجَن العام الحين بدون اي مقاومه منه وهالشيء يستغربه كثيّـر
العميّـد ؛ لصالح الليّـث هالحركه يا أوس ، لو عاند وطّلع نفسه هالمره اي تهمه تتوجه له لو هي ذبح نملَه بينسجن عشانها مباشره !
أوس ؛ حتى ولو ! ما هو صغير لجل ما ينتبه لحركاته ما بعد انه متزوج !
العميّـد بابتسِامه خفيفه ؛ انت وين بتروح ؟
حك حواجبه لثواني ، ضحك العميّـد ؛ روح ما بمنعك ، اساساً انا مشغول بس عيني عليك !
ابتسم أوس غصب وهو يقوم ، ابعدوه كل البعَد عن الليّـث وتحقيقه لانهم قرايب
_
<< بـ اوروبــا ، عنِـد مشعَـل وخِوله >>
تِوه راجع من الاجتمـاع وتعَب الدِنيا كِلها فيه ،ابتَسم من شافها تدندن بـ المطبخ والواضح انها تسوي شيء
مشعَـل وهو يترك اغراضه ع الطاوله ؛ سلام عليكم
ابتسمت وهي تلف ؛ وعليكم السلام ، اهلاً !
مشى لعنّد الـثلاجه وهو يآخذ له مويا ؛ وش تسوين ؟
خَوله ؛ كيك ؟
مشعل ؛ خلصتيه ؟
هزت راسها بالنفي ؛ سويته لبِكرا لازم يجلس بـ الثلاجه
هز راسه بـ زين وهو يجلّس ع الدولاب بجنبها ويراقب حماسها وهي تشتغل وتدندن
مشعَل بضحك من الدقيق اللي على وجَها ؛ واضح الخبره والفن ماشاءالله !
ناظرته لثواني وضحكت وهي تمسحه ؛ اي اجل وش تظن ! علامات احتراف وجهد وتعب !
نّط من مكانه وهو يشوفها تحط بـ الثلاجه وتعدل نفسها ، دخلها تحت ذراعه وهو يمشي لـ برا
دخل يبدل ملابسه وهي جلست تنتظره وتحاكي امها ، سكرت منها من خرج وهو يعدل شعره
مشعل بارتيّـاح ؛ باقي اسبِوعين ، هَـانت !
خوله ؛ اي والله صدق هانت ، احس لي دهر عن اهلي مو شهرين وشوي !
مشعَـل ؛ بحاول اخلص قبل بعد ونرجع ، والله ملل حياه الاجانب ذول !
ضحكت غصب وهي تنسدح .
مشعل ؛ انا اشهد انك سويتي خير كثير يومك وافقتي نقدّم زواجنا ، عز الله لو جيت لحالي هنا جنّيت !
ابتسمت خوله بخفه ؛ عشان تعرف اني نعمه ، قل الحمدلله بسرعه !
ضحك مشعل وهو يعطيها على قّد جوها ؛ الحمدلله !
_
<< بّــيت عبـدالرحمن >> '
جـالسه تمشي بـ البيت لانه قَـربت تدخل التاسع وقِرب موعد ولادتها ، ابتسمت وهي تشوف عبـدالرحمن يركض خلف ميهاف يلعَب معاها
شالها فوق راسه وهو يضحك ؛ مسكتك وين بتهربين !
ابتسمت ميهاف غصب ؛ امشي زي ماما يلا
ضحك عبدالرحمن وهو يثبت ايد خلف ظهر ميهاف لجل ما تطيح رغم انها متمسّكه براسه اساساً ، وايد خلف ظهره يقلد مشيّه جميّـله اللي تعبت من الحمل
ضحكت جميله وهي تشوف وجه ميهَاف احمر من كثّـر ضحكها ؛ لا تشرقين !
ضحك عبدالرحمن وهو ينزلها ؛ انا ماشي ، تبون شيء ؟
هزت راسها بالنفي ، وهي تمسك ايد ميهاف ويدخلون وعبدالرحمن مشِى لدوامه
_
<< بيّــت سِـلطان >>
جَـالسه والحِزن يستوطن قلبها ، ذكّرها بـ يوم ميلادها لكنه اوجع قَلبها بـ هالشكل ، تتأمل كل الورد اللي قدامها وهي ما ودها فيه ، ودها بـ صاحب قَلبها والورد
دخلِت غرفتها بعد ماودعته ورغم انها بـ وسط حزنها رسم ابتسّامه عريضه على وجَها بـ الورد اللي بـ الغُرفه ، ما لفّت نظرها الا ورده وحده ، غيّر عن كِل الورد بـ اختلافها ، استغربِت من لِونها الاسَود وهي تمسكها بـ ايدها
ناظِرت بـ الورقه اللي فيِها وهي تحس بـ مشاعر كبيِره تجتاحها ، ما فهمت مقصَده من كلامه
ومستحيل يتغّزل بـ وسط همّه وحزنه " تعَـالي من جسّور الليل ، تعـالي ضيّ " '
، غمضت عيونها لثواني وهي تسمع صوت ابوها خلفها
سِـلطان باستغراب ؛ كيّــان !
كيان برجاء ؛ ليّـث فيه شيء ؟
هز راسـه بالنفي باستغراب وهو يشِوف الورده السِوداء اللي بـ ايدها ؛ ما فيه شيء ، ليه ؟
رفعت كتوفها بعدم معرفه وهي تحس بـ كل مشاعرها تتّرجم بٰـ عيونها لـ ابوها ، قرب وهو يآخذ هالورده ، فهم مقصَد الليّـث وترجيِـه المُبهم لها انها ما تتركه بـ وقِت ظلامه ، يترجَاها تشّد على ايده ، ترجَعه للنِور
زفّـر سلطان وهو وكلِ قوته الحين لجل الليّـث وخرجته ، وحتى لو كان ضِد ولد اخوه اللي صار يشوف عمّه عدو مو عمّ بيِوقف مع بنته ؛ بيرجع قريب ، لا تخافين !
تركت الورده وهي تمسح دموعها ؛ ما فيه شيء ؟
هز راسه بالنفي وهو يضمها ؛ خافي عليه يا حلو خوفك ، بس مو لهالقد يا بنتي وش هاليأس !
كيّـان ؛ خل يغيّب لو ما فيه شيء ، يطول بكيفه بس ما يصير له شيء !
سلطان وهو يحس انها تعّرف بـ شيء بس مخبيته ؛ احد قال لك شيء بخصوصه ؟ قولي لي !
ترددت لثواني وهي تبعد ، هزت راسّـها بـ ايه بتردد ؛ عبَـدالعزيز ، قال لي الليّــث ميت ، لا تتأملين فيه واجد !
زفّر سلطان واول تشائم جاء بـ باله ، يقتلّون الليّـث وهو بالسجن !
وضح التّوتر على وجهه لثواني ، ابتسم يطمنها ؛ عزيز كلامه فاضي صدقيني ، الليث بخير وحتى ما له عداوات مع احد !
ضحكت بسخريه ؛ ما له عداوات مع احد ؟ الليّـث ؟
باس راسها وهو يخّرج لعند يِوسف بسرعه ، زادت خوفه اكثر وهو يعرف ان عزيز مو ناوي خيّـر
_
<< بـ السجّـن ، عنِد بطـلنا >>
دخَـل بكل هدوء وهو يِدور له اقرب سَـرير ، تمدد فوقه وهو يحِط ايديه خلف راسَـه
كيّـف بتمِر هالشهِور ما يدري وهي من بدايتهَا ثِقلت على صدره
يحس بـ الانظار عليه كونه جديد وهيئته ابداً مو هيئه انسان مُجرم ، واضح عليّه العّز من بعيد ~
رفع حواجبه لثّواني من شخص طّول وهو يناظره ، ما توضح ملامحه له من طُول لحيِته وتنكيسِته لـ رآسه
قام وهو يمّـشي لعنده ؛ ليّـث
ناظـره لثِواني بذهول ؛ جعفــر !
ابتسَـم جعـفر وهو يجِلس بجنبه ؛ ودي اقول نِورتنا لكن مو بهالوضع ، الله يفِكك !
الليّــث ؛ وياك ، وش عندك هنا ؟
ابتسم جعفِـر بهدوء ؛ خليها على ربَك ، ليه داخل انت !
الليّــث بسخريه ؛ سياحه ، مُجرم وبتحاسب مثل اي واحد هنا !
جعفَـر بطقطقه ؛ الليّـث ال عُدي ؟ يتحاسب هنا ؟ وال عُدي ساكتين ؟ كم انحكَمت ؟
الليّـث وهو يرجع راسه للخلف ؛ ست شهِـور ، كم صار لك هنا ؟
جعفـر ؛ من وقِت ما جيت وحذّرتك من الباتر ، بعدها صرت هنا ! اخَرج بعدك بـ ٣ شهور ان شاء الله !!
الليّـث باستغراب ؛ ووش قضِيتك ؟
قام جعفِـر عنه وهو يبتسِم ، مشِٰى لمكانه وجلس بكل هدوء والليّـث مستغِرب منه
_
<< بيِـت يـوسف >>
جَـالسين وهو وذيّـاب بعد ما فهّمه كل شيء
ذياب وهو يمسح على وجهه ؛ انا حمار طيب ؟
ابتسم يِوسف بخفوت ؛ محشوم بس محد يفكّر مثل الليث !
ذياب ؛ انا اشهد انه لا احد يفكر مثل الليّـث ، ولا احد يجي مثل الليّـث !
ابتسم يوسف ؛ صادق ولا كذبت ، المّهم مشّي اشغالك وبس
فرك حواجبَه لثواني ولفِته الخاتم اللي بـ ايد يِوسف ، اول مره يشوفه ؛ متِزوج ؟
ابتسم يوسف وهو يغطي الخاتم بـ ايده ؛ لا
رفع ذياب حواجبه ، ابتسم له بخفوت وبدا الفضِول يحرك داخله ؛ شلون لا ، انت تعرف عنّا كل شيء بس حنّا ما نعرف ، شاركنا !
يوسف بابتسِامه خفيفه ؛ الليّـث عارفني ويكفي !
ذياب بتمثيّل للزعل ؛ افا ، طيب عادي كلمه وحده !
يِوسف وهو يآخذ الفنجال من قدام ذياب ويقوم ؛ لا تفتح قديم الجروح ، خلينا طيبين !
قام ذياب بابتسِامه ؛ اللي يريحك ، تآمر على شيء ؟
هز راسه بالنفي ؛ ما يآمر عليك عدّو
ابتسم يِوسف وهو يدخَل للداخل ، تنهَد من اعماق قَلبه وهو يناظر بخَاتمه ، تِوفت عَروسـه ، وحُب طِفولته ، قبِل عرسِهم بـ يوم واحَد ، انكسَر قَلبـه وكل حُبه تلاشِى معاها ، يِتذكر آخـر مُكالمه لهم ، للحين محفِوره بـ قلبه ، قـالت له " ابذَهلك بـ الابيض ، بتنبهِر صدقني " ، شافها بـ الابيّض ، ما كذبت عليه ، بـ ابيّـض الحِزن مو فسِتان عِرسها
هز راسه وهو يستوعب على نفسه ، خرج من المطبخ بسرعه ومن بيته كله ، ما وده يتذكر ويشتت تركيزه ، صادف سِـلطان ووقف سيِـارته مباشره
سلطّـان ؛ يِـوسف
نزل من مكـانه ؛ آمرني
سّـلطان ؛ تعال شوي ، الليّـث وش فيه !
يِـوسف باستغِراب ؛ما فيه الا العافيه ، وش فيه ؟
سلطّـان ؛ ما بتكلّم كثيّـر وافهم كلامي ، قل لـ الليّـث ينتبه هناك ، وصلني حكّي ماهو بزين
ناظره يوسف لثواني ؛ قل لي الحكي ، يمكن نعرفه !
قال له سلطّـان عن كلَام كيّـان اللي بـ لسّـان عزيز
يِوسف بطمئنه؛ عارفين لا تخاف
وقف لثواني بذهول وهو يلف على سلطان ؛ كيف يعني ! عبدالعزيز قال هالكلام لـ زوجه الليّـث بنفسها ؟
هز سِـلطان راسّـه بـ ايه ؛ اي ، بس ما قالت لـ الليّـث !
زفّـر يوسف بـ ارتياح ؛ زين انها ما قالت له !
سِلطان ؛ الليّـث وش نيِٰته ؟
ابتسم يِوسف لـ سلُطان بطمئنه ؛ لا تخاف مزبطين وضعنا كله ، فتره وتعدي
سّـلطان ؛ يعني الليّـث ما يحتاج شيء ؟
يِوسف بطَمئنه ؛ مرتاح ومآخذ كل احتياطاته ، يحتاج يبعد ووقت يرجع يكون الجو صافي له ، كثروا اللي يعكّرون له والليّـث ما يحَب هالتعكيّـر !
سِـلطان بابتسّامه ؛ ما غلط عزام يوم سمَاه الليّث ، ما غلط !
ابتسم يوسف وهو يركب سيارته من مشى سلطان ، يحّب الليّـث كـ أنه اخوه واقرب ، منعه من اشياء كثير ما استِوعب انها خيَر لـه الا الحين ، اولها انتحاره ، للحين يتّذكر كميِه اليأس اللي داهمه بـ وقت موت حبَيبته ، وقف قدامه الليّـث وحط رآسه قدامه ، قال له كلام للحين يتذكره " انت اخِوي واللي يكسرك يكسرني ، انت اقوى يا يوسف ! اقوى ! "
هز راسـه وكأنه بـ دخول الليّـث لـ السجن بدا يسترجع اشياء ما وده يتذكرها
زفّـر بهدوء وهو يحّرك يشتت افكاره ونفسه
_
<< بيّـت العميِـد نايف >> '
عدلت سِلسالها وهي تبتسم وتدخل المجلس ، ابتسمت له وهي تمشي لعنده من أشر لها تجي بجنبه رغم انه يكّلم
سكر وهو يبتسّـم لها ؛ يا هلا
تَـرف بابتسِامه ؛ اهلاً بالقاطع ، وش جابك ؟
أوس وهو يسكر جواله ؛ جابني الشّوق ، كيف الحال !
ابتسمت ؛ اسَلم عليك ، كيفك انت ؟
أوس وهو يرجَع جسَده للخلف ؛ اسَلم عليك ، وش عندك ؟
ضحكت غصب وهي تلف عنه ؛ ترا انت زوجي ، انا مو مجرمه ولا انت محقق !
ضحك غصب بطقطقه ؛ انا زوجك ، بس الصراحه اني ارتعَد من ابوك ومجلسه حتى لو هو مو موجود !
ضحكت غصب وهي تغيّر الموضوع ؛ جيلان اختفت ، ليه ؟
زم شفايفه لثواني وهو يبتسم ؛ مشغوله بتخّرجها ، اتركي جيِلان الحين وش قررتي ؟
قامت تصّب له قهوه ؛ ما ادري ، انت قول وانا اوافقك
أوس ؛ الحين انا مشغول والظروف ما تسمح ، خلصّي هالترم ، وان زانت الاحوال صار بعده ، وان ما زانت نهايه السنه !
تَرف بابتسّامه ؛ نهايه السنه يناسبني وجداً ، لا تردني !
زم شفايفه لثواني باستغراب ؛ ليه ؟
تَـرف بتملل ؛ ما يحتاج اتشكّى ، انتظر اخلَص هالسنه بـفارغ الصبر اشتقت للثانوي ما حبيّت الجامعه ابد !
ضحك غصب ؛ يا شيخه ؟ ادخلي عسكريه انا اوقف معك
زمت شفايفها بطقطقه ؛ عن الغلط ، ترا اطلق براسك !
أوس ؛ ما تتفاهمين الا بهالشكل يعني ؟
ترف وهي تجلس بجنبه ؛ ايه ، انتبه لنفسك واحتِرم سمّوي
ضحك ؛ على العيّن والرأس طال عمرك !
ابتسمت بخفوت من نظراته ، ضمها، تنحنح وهو يبعد من صوت الباب
تعدلت بتّوتر وهي تو تسّتوعب على نفسها ، توردت ملامحها خجل وهي تشوفه ابوها
ضحك العميّـد وهو يخرج ، مسح أوس على وجهه بضحك ؛ ابوك يا ابوك يا بنت !
لف نظره لها وهو يشوفها تهّف بـ ايديها على وجَها
تَـرف بتوتر ؛ احس اني طحت من عينه ، تكفى !
ضحك أوس غصب ؛ ابوك مو غبَي وفوق هذا كله بالاستخبارات ، دامه ضحك امورنا بالسليم ما شاف شيء بس انه عارف !
ابتسمت ترف غصب من حضنها ؛ طيب ابعد يلا صار بالبيت ! ما ودي اطيح من عينه !
ضحك وهو يبعَد عنها ، استِوطنت يساره بشكل مو معقول رغم التضَاد الكبيّـر اللي بشخصَياتهم ، هو بارد وهي تعصَب على اتفه سبب ، هو جدّي وهي من الطبَع المَزوح ، علاقتهم غيِر بشكل مو معقول وهالشيء يعجب أوس كثير
_
<< بيِـت ابِو أوس ، العشِاء >>
خِرجت وهي بتعّدل كم شيء على وثَيقـه تخَرجها ، ابتسِمت من اتصِـاله وهي ترد
ذيّـاب ؛ وين النَـاس ؟
جيِـلان بابتسِـامه ؛ موجودين ، انت وين !
ابتسم بخفَـه ؛ عن يمينك او عن يسارك ، ما ادري بـالضبط ، بتعدَلين اوراقك الحين ؟
هزت راسها بـ ايه لانها لمحته من بعيِـد ؛ الدكتور اللي عقّد لي الماده اللي قلت لك عنها ، قال تعاليني بالمكتب العشاء ونتفاهم !
ذياب بذهول ؛ وش تعاليني بالمكتب ! ارجعي اقول
ضحكت غصب منه ؛ تغار يعني ؟ مو منجّدك !
ذيَاب وهو يأشـر لها من بعيد ؛ اقول ، اقضبي ارضك بتفاهم مع ابوك ثم نخرج سوا
وسعت عيونها وهي تشوفه يسكَر ويمشي لناحيتها ، ركبت سياره السواق وهي تشوفه يدخل البيّـت وماهي الا ثواني وخرج ، دق الشباك عليها وهو يأشـر لها تلحقه سيارته
وسعت عيونها وهي تشوف ابوها راضي ويأشـر لها تروح معه عادي
نزلت بـ استغراب وهي تركب معاه ؛ ذيّـاب ؟
ذيّـاب بطقطقه ؛ قال ايش قال العشاء تعاليني المكتب !
ضحكت وهي مو مصدقته تماماً ، من بعد خطوبتهم وهي مصدومه من ابوها اللي سمح لـ ذياب يصير على تواصل معاها بـالاتصِال وغيره
جيّـلان ؛ وش مسوي بـ ابوي انت ؟ مهكّر عقله ؟
ضحك ذياب ؛ ما سويت شيء ، ليه وش فيه ؟
رفعت كتوفها بعدم معرفه ، وهي مو مصدقه التطِور اللي صار بـ علاقتهم ، شوفتهم لبعَض بـ الخطِوبه ، واحلَى اسبِوع تدريب اخيَر قضِته معاه وهي خطيبته ، يبتسم لها كل ما شافها وهي تحس بكل خوفها منه تلاشى بعيّـد
نزل وهو يعدل تيشِيرته ؛ تعالي
نزلت خلفه وهي تضحك منه ، عرفت انه يغار بس بينصدم لو شاف الدكتِور اللي يـدرسها
دق باب المكَتب وهو يدخل وسرعان ما بِردت ملامحه بذهول
ضحك الدكتِور عبـدالرحيم وهو يبتسَم له ؛ ايش المفاجأه الحلوه يا ذياب !
ضحك ذياب بعدم تصَديق ، احب الدكاتره لـ قلبه هو اللي معقّد مادته على زوجِته المستقبليِه
عبدالرحيم بابتسِامه عريضه وهو عارف ان جيلان مو اخته ؛ المدام ؟
هز راسه بـ ايه وهو يحك حـواجبه ، ابتسمت جيلان بغباء لثواني وهي مستغربه منهم
الدكتِور عبـدالرحيم ؛ عـزيز وغالي يا ذيَـاب ، اعتبر اشغالها تمّت آسف ع الازعاج بس لان غياباتها واجد عندي والمفروض تآخذ حرمان وترجع تحملها بس الله ستر عليها !
حكت حواجبها بفشله وهي تشوف ذيّـاب يبتسم للدكتور ويتفـاهم معه
خِرجت خلفه وهي تهيئ نفسيتها لـ طقطقته
انفجر ضحك وهو يلف عليها ؛ صاحيَـه انتِ !!!
ضحكت وهي تصد ؛ لا تضحك طيب !! ترا والله بتطقطق ابكي !!
ذياب بضحك : يارب السّـلامه بس ! كنتِي بتحملينها وش الله حادّك تغيبين عنها !
جيلان وهي تأشر على عُنقها ؛ لانه غثيث ، ما عنده غير جيلان يناديها بكل محاضراته ! بعدين ولو حملتها يعني شفيه استغفرالله
ذياب بطقطقه ؛ عن الغلط ، بعدين شفيك مستعجله عالحمل ؟ يجيك الخير بس ماهو بالمواد ان شاء الله !
وسعت عيونها وهي تضرب ذراعه بذهول ، انفجر ضحك وهو يعرف انها استحَـت ؛ درجه النجاح وزياده عليها ازهليها الحيّن ، الدكتور عبدالرحيم مافي منّه اثنين !
كشرت غصب ؛ حلو استفدت منك ، الحمدلله ان مافي منه اثنين والا كان انتحرت من زمان !
ضحك غصَب ؛ ياليت ابوك يحّن علي ويخلينا نخرج سوا بعد !
كشرت ؛ انا مستغربه انه سامح لي اكلمك ، والحين سمح لي اجي معاك للدكتور بعد !
ذياب بابتسّامه خفيفه ؛ ابوك مافي منه اثنين مقّدر وضعي الله يديمه !
ناظرته بـ شك ؛ ووش فيك ؟
ضحك غصب وابِو أوس سامح له يكّلم جيِلان ،وسمح له يخرج معاها الحين لانهم ما يقدرون يسوون ملكه او غيره لان الليّـث مسجون
سمح لهم رحمَه بهم الاثنين وثقه فيهم ، وابو أوس اكثَر من يفهم بـ المُحبين
ابتسَـم وهو يوقف قّدام بيتهم ؛ خليك حلوه مع الدكاتره وبـالاخص عبدالرحيم ، بيّضي الوجه !
كشرت وهي تنزل ؛ مع نفسك !
ضحك عليها غضَب وهو يبتسم لحد ما دخلت ، حَرك وهو يتِوجـه لـ البيِـت بكل هدوء
_
<< الصبـاح ، بيِـت سلطان >>
نِـزلت وهي تعدل شعرها ، تمللت من كل شيء وتفكّر هي شلون كَانت عايشِه قبله ، اكتشفت انه شيء حلو بحياتها وكثير بعد ، ضحكها وبكاها خوفها وحزنها وفرحها كله مرتبط فيه
جلست وهي ترجع جسدها للخلف تفِطر مع ابوها بكل هدوء
سلطان ؛ وش فيك !
كيَـان بتملل ؛ متى ينتهي هالترم !
سلطان بابتسِامه خفيفه ؛ ما عهَدتك كذا ، هانت ما باقي شيء اسبوعين وتختبرون النهائي ، الله الله بالمعدل لا اوصيك !
ابتسمت بتسليك ؛ انا اعدّي ، بالكيمياء مع الزفت اللعينه ما ظنتي !
سلطٰان ؛ قلت لك اشيلها ، رفضتي !
زفرت وهي تقوم ، حطت الشنطه على كتفها ؛ انا آسفه طيب ؟ شيلها عن وجهي
ابتسم وهو يقوم ، هو اللي بيِوصلها اليِـوم
ركبت بجنبّه وهي ما نامَت امس بطوله من كثر تفكيرها ، عجزت تلاقي سبب لـ سفَره المفاجئ هذا او اللي تظّنه سفَـر
طِول اليوم وهِي مسرحه وبـالها مو معاها ، من حسَن حظها هيَام ما حضِرت لان ابسَط كلمه منها بتخليها تتمشكل معاها
كيان برجاء ؛ ما ابغى ارجع البيت ، بيصيبني اكتئاب وربك !
تولين ؛ تعالي معي نتغدا سوا مع فيّ - بنت خالها واخت عماد وصديقه جيلان - وننادي جيلان اختك بعد !
زمت شفايفها لثواني وهي تلمح سياره مثِل سياره الليّـث ، فز قلبها وطارت لـ سابع سماء لكِنها بكل سهوله طَاحت من شافته شخص ثاني
زمت شفايفها ؛ احتاج اغيّر جو وبشده ، قدام يلا بس بحاكي ابوي !
هزت تولين راسها ؛ تمام ، وانا بروح سياره السواق تعالي !
مشيت كيِان لسيِاره ابوها لجل تقول له انها بتروح عند تولين ، استغربت من موافقته مباشره لكن عرفت انه يبيها تغيّـر جو
زفَرت لثواني وهي تتعدا من جنب المكـان اللي ناداها الليّـث فيه اول مره بـ ولد سلطِـان
ضحكت لثواني وهي تدعي بـ قلبها يرجع بـ اسرع وقت ، ينطِبق عليها " كل شيِء حـولي يذّكرني بـ شيء "
حتى نفسها ، اول ما تشوفها بـ المرآيا تتذكر الليّـث تلقائي ..