البارت الواحد والاربعون

2K 24 0
                                    




<< عنِـد الليّـث ، قدام بيِت ابِـو أوس >>
نِـزل من سيارته والروقان فُل الـفل عنده ، رفع حواجبه لثواني من سياره مألوفه على نظره بس مو قادر يجيبها صح ، تجاهل بعدم اهتمام وهو يدخل ، ابتسم من خرج ابو أوس من بيت الشَـعر وهو يهّلي فيه ويرحب
ابِو أوس بابتسِـامه ؛ هلا بـ الاسـد والله ، الله يحييك !
ابتسم الليِٰث وهو يدخل ؛ الله يبقيك ، كيف الحال
ابتسم ابو أوس وهو يناظره ؛ الحال يسّرك ويسّرني يا ولد عزام ! انت مستبشر عساه خير !
الليِـث بابتسامه ؛ والله الحال يسّرني ويسّرك كثير يا عمي ، ويسّر أوس بعد وش رايك !
ضحك ابِو أوس وهو شبه حزين على حال أوس اللي انقلب من لعبه قذره من شخص يشكون انه باتر ، لكن ما ثبتّوا دليل عليه للحين ؛ عساك تكون السبب بـ سروره ياولدي !
الليّـث بابتسامه ؛ بعد الله اي ، عرفت باللي صار يا عمي وما عرفته صدفه ، أوس بيرجع ثقه العميد فيه وبيثبت نفسه ، فوق هذا كله ياعمي لا تناديني الليّـث لو ما تَرقى بمنصَـب اعلى !
ضحك ابِو أوس لثواني ؛ خبري فيكم ما تحبون بعض واجد ، وش مسويه كيان ؟
حاول الليّـث ما يضحك لكنه ما قِدر وابو أوس صادق بكلامه ، شال هم أوس اكثَر من همّ نفسه والسبب هي
الليُِث ؛ ايه وش موضوعك ياعمي ؟
تعدل ابِو أوس بجلسته وهو يناظره ؛ جينا للشيء اللي نريده ، اسمعني يا ليّـث
شكّ الليث بالوضع من جمود ابِو أوس وهيبته وهو صدق " يخاف منه " ؛ آمرني !
ابِو أوس بهدوء ؛ ما ادري يا ليّـث لو تدري بهالشيء لو ما تدري ، سلطان رجع لقوته وهيبته مثل أول ، وناوي الباتر صدق بس فيه شيء مهم لازم تعرفه ، سلطان وغاده مو متزوجين ، مخليها عنده عشان كيان بس ، غاده مو حامل وعلى اساس انها تخدع الباتر بهالحمل لكن رغبتها الاساسيه يا ليث كيان ، تبي تخلط الحابل بالنابل وتكره كيان بـ سلطان ، سلطان جالس يلعب ع الخفيف واتوقع بشطارتك تعرف انه جالس يبعدك عن كل شيء لجل ما تتضرر انت ، وبتضررك تنضّر بنته !
وسع الليّـث عيونه بذهول لثواني ؛ انا كل ما قّربت من الباتر فيه شيء يمنعني ! اخر مره وقت دخلنا سوا جاني العسكري قال لي فيه شخص مهم حرك المركز بكبره عشان تخرج انت ! شلون !!!!
ابِو أوس ؛ ومين هالشخص المهم غير سلطان يا ليث ، قلت لك رجع بقوته كلها وما كنت استهبل ابد !
وسع الليّـث عيونه لثواني وهو مو جاي يستوعب شيء ، سلطان مو متزوج غاده ، وهو اللي خّرجه من المركز وقت ما مسكوه الشرطه مع الباتـر ! يعني انو نفسه اللي بّلغ بالاول لجل ما يرمي الليّـث ورقته الرابحه قدام الباتر ويهزمه او يزيد غضبه بالاصح ان غاده حامل من اخوه اللي الباتر نفسه ما يدري انه تعالج
الليّـث وهو يحك جبينه ؛ مقّدر اللي يسويه سلطان ، بس ما يشفع لـ الباتر ع اللي سواه فينا ابد !
ابِو أوس بهدوء ؛ اشتغل بعقلك بس لا تقفل قلبك يا ليث ، انت تعرف لو بتنتقم من الباتر بتشّب بينكم حرب لها اول مالها تالي ، استغل غبائه القوه مو دايم بالعضلات ياليث !
ناظره الليّـث لثواني بعدم فهم ، شلون يطلبه شيء غريب عن ال عُدي وهو انهم ما يآخذون حقهم بـ ايدهم
ابِو أوس بعقلانيه ؛ عارفك يا ليث ، وعارف اطباعكم من زمَن جدك الله يرحمه ، لكن جدك بعمره ما فضّل انتقامه على جدتك واسألني عن هالشيء ، وهي كبيره وشلون لو هي صغيره ! انت بتنتقم من الباتر ما اختلفنا لكن انت ضامن تطلع من انتقامك سليم ؟ انتقمت منه ما بينتقم منك ؟ ابسط انتقام يسويه لك لكن يدمر حياتك بالقانون يا ليث ! ما يدمر نفسه ، ولا يتضرر بالعكس يصير مستفيد وجداً انه تعاون مع الدوله ! انت مو عزابي مثل اول يا ليث ، ولا اخذت وحده بالقوه اللي تواجه الدنيا بدونك ، انا عارف كيان مثِل كفي وان كنت تحبها شوي يا ليث ، لا تحرمها تشوفك !
ناظره الليّـث لثواني ؛ وش تقصَد يعني ؟ اتركه يلعب كذا !
ابِو أوس بهدوء ؛ لا تتركه ، يقول لك يا ليث ابعَد عن الشر وغنّي له ! عندك طريق اسهل من الانتقام وانك تدخل نفسك بمشاكل وداومات كثير تتعب نفسك واللي حولك ! القانون قدامك يا ليث قدامك !
ناظره الليّـث لثواني وهو يحك جبينه ، قرب بيتكلم وتبعَثـر كل كلامه من دخلِت كيان معاها الشَـاهي وابتسمت له ، ابتسِم تلقائياً لها وهو يناظرها بذهول ، هي تزيِد بحلاها كل ما غابت عنه شوي ، لو هو من كثر الشوق عيونه تحليّها
راقب كل حركاتها وهي تصّب الشاهي لـ ابو أوس ، وله
ابتسم بخفوت وهو يآخذه من ايديها وعيونه ما نزلت دقيقه عنها ، تصيَر مثل الملاك بالابيض بس محد ينافسها بـ الفِتنه وقت تلبَـس الاسِود ، يحبه وزاد حبه له من أسرت قلبه فيه وهي لابسته اليوم
جلست بجنبه بخجل وهي مستحيه من نظراته ؛ عيونك !
محـى ابتسِامته بتدارك لـ ثقله اللي اخِتفى من دخولها وهو يِلف على ابِو أوس المبتسـم ..



بِو أوس بابتسِامه وهو يشوف ابتسِـامه كيان ؛ حرام تحِرم الثَـغر البشوش من الابتسِامه ياليث ، اوزنها بعقلك !!
ابتسم الليّـث بخفوت وهو يشوفها تلعب بـ ايدها من شده خجلها ؛ نمشي ؟
ابِو أوس ؛ لا لسى عشاكم عندنا ، بعدين أوس وسلطان جايين الحين !
ابتسمت كيان وهي تسمع صوت خطوات ابوها ؛ سلطان جاء !
ابتسم سلطان وهو يدخل ؛ السلام عليكم !
قاموا وهم يسلمون عليه ، ضمهّا بحنيه ؛ زعلانه عليّ يعني ؟
هزت راسها بالنفي ؛ اخسَـي ، بس ما ودي اصادفها لا تزعل مني !!
ابتسم سلطان وهو يجلَـس ، وبعدها بشـوي دخل أوس بعد
سلّم عليهم وهو يجلس بجنب كيَـان ، همس بـ اذنها ان الليّث صاير يعجبه وسرعان ما ابتسَـمت كيان بروقان ؛ الله يزيدك !
ابتسم أوس وهو يناظر ابِوه وسِلطان وليّـث يتناقشون بس مو فاهم
كيِـان وهي تشوف جيِلان ارسلت لها ؛ انا بروح عندهم !
هز أوس راسـه بـ زين وسرعان ما ارتفعَـت عيون ليّـث لها : نص ساعه وماشيين ، اجهزي
هزت راسهَـا بـ زين وهي تخرج ، كانت المسافه شبه بعيده بيِن بيَـت الشعَـر وداخل بيتهم بس ابداً ما كانت خايفه او متردده لانها بـ بيت ابِـوها الثاني ، مشِيت بروقان وهي تدندن بداخلها ، وقفت وهي تناظر انعكَـاس ظِلها بالجدار ، عدلت شعرها وسرعان ما بردت ملامحها من ظِل صار خلفها ، لفّت وهي تتوقعه أوس او الليّـث لكن تجمّـد الدم بعروقها وهي تشِوفه عزيز
كيان بذهول وهي تحاول تستر نفسها تلقائياً ؛وش تسوي انت !!
صَد بنظراته بكل هدوء ؛ كِنت احبك ، بس صدقيني اكرهك كره ما يعلم فيه الا ربك الحين ! حتى كونك بنت عمّي ما يشرفني !!
ناظرته لثواني بجمود ؛ ابعد طيب !
عزيز بسخريه ؛ ما جيت لجل سواد عينك لا تخافين بس شفتك حبيت تعرفين وش شعوري تجاهك الحين !!
كيَـان وهي مرتاحه انه ما يناظرها : بـ حريقه انت وشعورك ابعد !
ابتعَـد بكل هدوء وعظيم الكُره اللي استقّر بداخله لها ؛ الليّـــث ميّت قريب ، لا تتأملين فيه واجدَ !
ناظرته لثواني بحده والكلمه استفَزتها حَـد النُخاع ؛ احفَـظ لسانك !!!
ضحك عزيز بسخريه وهو يمشي بعيد عنها بروقان تام ، خَـرج من بيِت ابِو أوس بـ اكملَـه وهو مروق تماماً انه زعزع كيَـانها بـ كلمته لكنه ما يَدري ان الموضوع من جذوره انحّل بـ بيت الشعـر والكل وافق ابِو أوس بقراره ، استسَلم الليّـث وخضَع تماماً انه يسّلم كل شيء لـ أوس يستلم الباتر ، ويا فرحه أوس اللي ما تنوِصف انه لقى الدليل اللي يثَبت براءه ترف وبراءته بعين العميد ، ويوضح له ان الموضوع كله كان لعبه لان جنان ارسلت لـ ياسر محادثه خالها مع رجاله ، وارسلت له تسجيل جوالها وقت ركبوا السياره لجل تبين له ان الموضوع كله لعبه صدق ويصدقها ، خرج من مكانه وهو متوجه للمركز بـ انبساط تام لجل يراجع الادله ويتأكد منها قبل لا يوديها للعميَـد
خرج الليّـث من بيّـت الشعَر وكيان خرجت لانه حاكاها بيمشون وهي تعدل شعرها لجل تربط نقابها ، ابتسمت وهي تشوف سلطان يضحك لَـها وسرعان ما راحت وهي تضِمه ؛ واحشني مره ترى !!
سلطان بابتسامه وهو يبوس راسها ؛ وانتِ اكثر يا بنتي ، جاتك المدرسه انتبهي لدراستك !
كيان بشبه زعل ؛ لا تذكرني لو سمحت !
ضحك وهو يضمها ويشوف الليّـث بالخارج يسلم على عمِاد ؛ الليّـث ينتظرك يلا ،
ربطت نقابها وهي تخرج بابتسامه توضح من عيونها ، رجع عماد للخلف وهو يركب سيارته بعد ما ودّع الليّـث ، بلع ريقه لثواني بتردد وهو يستغفر ؛ بنت سلطان وزوجه الليّـث يعني ، استغفر ربك يا عماد شفيك !!
مسح على وجهه وهو يحلف لنفسه انه فهَى وقت شافها بدون قصَد ، ما عمره ناظٰر لاحَـد غير تِولين بس ما ينكر انها جذبته بشكل غير معقول ، استغفر لثواني طويله وهو ابداً ما يمد عينه لعَرض احد ولا تربى كذا ، ابتسم من دخلوا فيّ وتِـولين وهو يحرك لـ بيت ابو مشعل بدون لا يتكلم احد فيهم
_

<< بيّـت قـٰاسم >>
صحيِـت على صوت ضحك قاسم وهي تتأفف ؛ قاسم ووجع !!
ضحك قاسم من رجع عُدي وهو ينطق " بابا " ؛ قومي اسمعي ولدك !!
ابتسمت مشاعل لكن النوم يغلبها اكثر ؛ سمعته من امس ، الله يخليكم اتركوني انام !
قاسم وهو يلبس عدي الجاكيت ؛ انا وولدي طالعين اصلاً ، سوي اللي ودك
مشاعل ؛ فين بتروح !!
قاسم ؛ نامي بس !
كشرت من خرج وسكر الباب وهي ودها تقوم لكن رجعت نامت
خرج قاسم وهو متواعد يخرج مع ياسر وذياب
ابتسم وهو يأشـر لـ عدي جهه ياسر اللي نزل من سيارته يبتسم ويصرخ بـ " هلا خـٰالي "
ضحك قاسم من ضحك عُدي بانبساط من خـاله اللي يستهبل قدامه لجل يضحك
قاسم ؛ مرجوج انت !
ياسر وهو يآخـذ عدي ؛ العقل للتافهين ، وين اختي !
قاسم ؛ نايمه ، الشيخ بيجي معي !
ابتسم ياسر وهو يشوف عدي مروق ؛ خله يجي شيخ ال عُدي ! من قده حبيب القلب !

___



<< بيّـت الليّـٰث >>
نزلت عبايتها وهي تشوفه ؛ شفيك انت !
الليّـث بخفوت ؛ ما فيني شيء انتِ وش عندك !
ناظرته لثواني وسرعان ما ضحكت وهي تمشي لعنده ؛ دعوتي استجابت يعني ما بتروح ؟
الليّـث بروقان ؛ ما بروح وش تبين اكثر !
كيان بروقـان اكثَر منه وهي تسند ايديها على صدره ؛ ما ابي شيء اكثر !
محى ابتسامته وهو يمثل الثقل من حركتها اللي جابت راسه ، سندت ايديها على صدره وعيونها بعيونه
كيان بابتسامه وهي ترفع ايدها لعند شنبه ؛ يعني ثقيل ؟ مو عليّ !!
الليّـث بابتسِامه خفيفه ما وضحت تمام لكِيان ؛ روقيَـنا !
كيان بروقان وهي تبعد عنه؛ واذا ما روقت ؟
ضحك وهو يفتل شنبه بتمثيل للجمود ؛ بتندمين بعدها !
ابتسمت بعبط لثواني ؛ لَك ابن عمّي شكَلين ما بيحكي !!
ضحك بانبساط على روقانها وهو يشوفها تمشي للدولاب ، مسكها من خصرها وهو يرجعها لحضنه ؛ صح عليك ، شكلين ما بحكي !
ابتسمت بخفه وهي تحط ايدها على عوارضه والنوم واصل فيها اقصى مراحله ؛ مره مره مره تعجبني !
عض شفته لثواني وهو يشتت انظاره بعيد ؛ الله يسّلمك مني !
ابتعدت عنه بابتسامه بريئه وهي تآخذ ملابسها وتتوجه للحمام ، بدلت بعد ما مسحت الميك آب وهي تبتسم لنفسها ودايخه من كثر النوم ، خرجت وهي تشوفه يلبس تيشيرته وسرعان ما ابتسمت من ابتسم لها ، مشيت لعنده وهي تضمه تلقائياً ، تحب حضنه بشكل مو معقول ، باس راسها بخفه وهو يحاوط كتوفها ويعجبه سكونها بحضنه تماماً ،ما يدري انها دايخَه نوم ودايخه عند ريحِه عطره اللي ما تحلى الا عليه
غمضت عيونها وهي تحس بكل تعب اليوم ينزاح عنها من حاوط كتوفها
الليّـث ؛ تعبَـتي يعني ؟
هزت راسها بـ ايه وهي ما ودها تبعد عن حضنه لو شوي ؛ ما فيني حيل افتح عيوني حتى ، خلينا كذا !
ظل بمكانه بدون لا يتحرك وهو حاضنها وهي بالمثل ، شالها بخفه وهو يمشي فيها للسرير ؛ خليك !
ما كان فيها حيل تتحرك اساساً ، سدحها بخفه وهو بجنبها ، سندت راسها على صدره
الليث ؛ وش تعبَك طيب ؟
غمضت عيونها وهي تشبك ايدها بـ ايده ؛ عادي ما تروح مكان ؟
رفع ذراعه بهدوء وهو يضمها لعنده ؛ بتنامين بحضني ، وش القلب اللي عندي اقوم واتركك !
غمضت عيونها بارتياح وكلام عزيز خوفها كثير بس تمثل عدم الاهتمام وانه مجرد كلام فاضي
ابتسم لثواني وهو ساند نفسه ع السرير وهي سانده نفسها على صدره ، نامت وهو ما طول من غرقه بالتفكير ونام وراها
_

<< العصَـر ، بيّــت سِـلطان >>
دق الباب عليها وهو ينزل للاسفل ، نزلت خلفه وهي تحس فيه مو طبيعي من يومين
سلطان بهدوء وهو يترك جواز سفرها ، ومبلغ مالي بجنبه ؛ لا تستمرين بلعبتك ، الوجه من الوجه ابيض يا غاده !
ناظرته لثواني بعَدم فهم ؛ كيف ؟ بنتطلق !
سلطان بسخريه ؛ متى تزوجنا لجل نتطلق ! تبين اخذك وانا حارم نفسي سنين من محبّتي للنِور " غيداء" ! اللي حتى وهي بقبرها ما تركتي الكره اللي بقلبك لها ! مو ذنبها لو كانت تحاول تصلحك بس حقدك كبير يا غاده !! ناظرته لثواني بذهول وهو لعَب عليها تماماً ، استغلت اول مخرج واول خطه قدامها لجل تبين نفسها بريئه بعيونه ؛ بس انا ما اكره غيداء ! اختي شلون اكرهها !
ضحك بسخريه لثواني ؛ ما تكرهينها ؟ تكرهينها وكره الشيطان للملاك يا غاده ! تكرهينها وتكرهين بنتها وما ودك غير بضررهم ! ليه ارخصتي نفسك وتزوجتي السيّـاف ! ما احد فرح بخبر موتي كثرك وما كانت رجعتك بوقتها الا انتقام من كيان اللي مدري وش ذنبها بعيونك ! تظنين اني مغفل عندك آخذك بعد غيداء اللي ما يجي لا قبلها ولا بعدها احد ! اخذتك عشان احفظ ما بقى من نسل عمّي-ابوها- اللي فنى عمره وهو يحاول يحميك ولا اتعظّتي وانتِ ترخصين نفسك لقاتل اختك وسبب حادث اهلك كله من كرهك لها ! ما ينفع معك المعروف والردي طول عمره ردي !!
ناظرته لثواني بذهول وهي تشوفه يخرج ويسكّر الباب خلفها ، جلست بمكانها بعدم استيعاب انها انحّطت بموقف الغبيه بشكل بشع جداً ، تلاشت كل خططها من تزوجت السياف واللي للحين من كلمه سلطان ، كان عارف كل شيء ويستغبي عليها !

رجعت بذاكرتها قبَـل سنوات طويله ، قبل ٢٠ سنه او اكثر
كانت تو راجَـعه البيِت بعد سهَره ممله بنَـظرها ، ابوها مو موجود ومسافر ، وامها نايمه ، ما كان فيه الا غيداء اللي جَـالسه بالصّاله وايدها على قلبها تنتظرها
غيداء بذهول ؛ من وين جايه انتِ وش هالعطر !!
ابتسمت غاده بروقان ؛ ما نمتي انتِ !
انتبهت غيداء لـ لبس غاده اللي وضح من حركت ايدها تعدل شعرها وهي مذهوله تماماً من قصُره ؛ وش فيك انتي منجدك !!
ناظرتها غاده لثواني بتأفف ؛ عندك شيء !!
مشيت لعندها بحده وهي تنزع عبايتها وسرعان ما بردت ملامحها من الكف اللي جاها من غاده
غاده بتوتر وهي تضم العبايه لها ؛ شفيك !!ابعدي وجع !!


غيداء بذهول ؛ تستهبلين على راسي انت !!
مسكت الطرحه بقوه وهي تنزعها عن عنقها ، خاب ظنّها وانصدمت بشكل موجع لقلبها وهي تشِوف الاثاَر اللي ماليّه عُنق اُختها ؛ غاده !!
مسكت عبايتها وهي تدف غيداء وتصعد لغرفتها بسرعه ، تحس بهبوط مو طبيعي وخوف ان غيداء تخبّر ابوها عن رجوعها المتأخر او عن طريقه لبسها وسرعان ما زاد هالخوف من الضرب اللي تحسه بـ قلبها قبل الباب والصوت الغاضب اللي اخَترق مسامعها يصرخ بـ اسمها ، ما قد انضَربت بحياتها كثر الضرب اللي اكلته من ابوها بـ ذيك الليّـله ، شتمها بكُل انواع الشتائم وهو بكل مره يزيد بشتمه " يا سواد وجهي منك " ! كانت تظن ، وللحين تظن ان غيداء هي اللي خَبرت ابوها ، ما تدري ان غيداء اخذت كف من ابوها لانها كانت تحاول تمنعه عنها ، كان بيذبحها لو ما تدخلت امهم وهي تطلعه من الغرفه ، من وقتها وهو يكرهها وحبسها عن الكل ، كل ما شافها رمى كلام موجع بوجها " الله يسود وجهك " ومن هالقبيل ، كله انها حبَت ولد جيرانهم اللي مع الاسف بعد شهور قليله ، القوا القبض عليه بتهمه حيازه مخدرات ، والاستراحه حقته مشبوهه بـ امور تفوق الوصف وخارجه عن الدين تماماً وفعلاً بعدها ضِبطوا اكثر من ٢٠ بنِت وولد فيها وحالات جماعيه من السَكر والخراب والفساد اللي قبل ٢٠ سنه ، كانوا يسمعون فيه بس ما يصدقون انه موجود من كثر تمسكهم بالدين ، من رحمه الله فيه ما عاش صَدمه وجود بنته معاهم ، صغيرته اللي كان متأمل فيها كثير انصَدم منها وحطته بموقف لا يحسَد عليه من جاه واحد من اصحابه "انتبه لـ بنتك ، ولد فاضل ما منه خير " ولد فاضل والمقصود فيه ولد جيرانهم ، شافها وهي نازله من سيارته وداخله البيت ، شاف لبسها والاثار اللي بعنقها ولاول مره ينصدم لدرجه انه يعجز عن الكلام وفرغ كل غضبه وهو يضربها بعدم وهي ويصرخ فيها ، تقّطع عقاله على ظهرها بـ ذاك الوقت وهو وده تموت من شده عجزه والشعور الهائل اللي حطته فيه وهو يشوف كل ثقته فيها تتبدد ، بكِى بوقتها بعدم تصديق ان غاده تسّود وجهه وترخص نفسها وهي بنته بهالشكل ، ما قصّر عليها بشيء ويا سوء الشعور اللي حطت فيه ابوها لدرجه انه يبكي من شده قهره ، ويا عظم ذنبها وهي السبب بقهره ، قهر الرجال كبير لدرجه الاستعاذه منه شلون تهاونت فيه وحتى بعد وفاته ما نزلت لها دمعه وبأول فرصه تزوجت قاتل اختها ، وسبب حادث اهلها ووفاه ابوها
_

<< بيّـت الليّــث >>
عدلت شعرها وهي تتعطر وتنزل ، كان جالس عـلى عتبَه الباب ، جلست بجنبه وهي تحس بابتسامته
ابتسمت بخفوت وهي تسند راسها على كتفه ؛ ليّــث !
الليّــث ؛ ما عجبتني نبرتك ، انتبهي تزعجيني
كيان بتكشيَره ؛ ما بزعجك رغم انك تستاهل الازعاج ، بتخرج مكان اليوم ؟
هز راسه بـ ايه ؛ رايح الاستراحه ، بتظلين بالبيت ؟
رفعت حواجبها لثواني ؛ المفروض تظل معي اليوم !
الليّـث بسخريه ؛ بزر اظل معك ؟
هزت راسها بـ ايه بعبط وهي تمسك سيجارته وترميها ؛ مؤذيه !
ضحك لثواني وهو يناظرها تقوم ؛ ما تأذيني بكثرك ع الاقل !
رفعت ايدها وهي تعدل شعرها ؛ وش سويت لك يا ظالم !
هز راسه بالنفي ؛ حاشى ما سويتي شيء ، اسكتي بس
كشرت وهي تشوفه يرد على جواله ويتجاهلها ، مشيت بعيد عنه وهي تتمشى حوالين البيت بروقان وتتأمل بالاشياء ، ابتسمت غصب وهي تشوف درّاجه "سَيكـل " بس انها كبيره عليها شوي ، وقفتها ع جنب وهي تركب غَـصب ، توازنت واخيراً وهي تمشي فيها بشَـويش لجل ما تطيح
كان يدورها بعيونه وسرعان ما ضحك بعدم تصديق وهو يشوفها جايه من بعيَد
كيَـان بابتسِامه عريضه ؛ حقت مين هذي !!
الليّـث بسخريه ؛ حق ولَـدي !
ابتسمت بعبط لثواني وهي عارفه انه يطقطق ؛ عَرفني عليه ، بحبه اكثر منك !
ضحك وهو يشوفها تدور بالدراَجه ، قربت بتطيح من صرخ عليها ،صرخت وهي توزن نفسها ؛ الله ياخذ عدوك يا ليث !!
ضحك بطقطقه وهو صَرخ عليها متعمَد لجل يشوف تترك على طول او تتمسك وما تطيح ، وقفت بملل وهي تثبت رجلها ع الارض ؛ تمللت ، ابغى اخرج خرجنّي !
هز راسه بالنفي ؛ تعالي بوريك شيء ثم نخرج
ابتسمت وهي تنط لعنده ، دخلت تحت ذراعه من مد ايده وهو يضحك عليها ؛ تراك كبرتي ، ومتزوجه بعد انتبهي لحركاتك !
كيان بسخريه ؛ لو اني حامل والله !
ابتسم بتقصَد للاحراج ؛ قريب ما عليه !
غيرت الموضوع بسرعه وهي تأشـر له على فازه ورد قدامهم وتبعد شوي ؛ الورده حلوه !
ناظرها بخَبث وهو يقربها منه اكثَر ؛ من يبي الورد وينظر له بوجودك ؟
انبسطت لثواني وهي تناظره ؛ فـ هذي صِدقت بس ا
سكتت من شافت نظراته وهي تناظره بـ شك ؛ مو عاجبني اليوم غيّر نظراتك !
الليِــث وهو يسكّر جواله اللي يرن ؛ مع الاسف رضاك وعدمه الحين ما يهمني !


ناظرت فيه لثواني بحُنق وهي تلف عليه ، قربت بتتكلم لكنه ضمها لصدره بهدوء وهو يفتح باب الغرفه خلفها ؛ اهجدي !
جاب راسها من ضمته لها ووجهها اللي يقابل صدره بالزبط
ابتسمت بخفوت من رفع وجَـها لناحيته وهو يتأمل فيها ، نزل راسه للاسفل وهو يقبّل جبينها لثواني
_

<< بيّــت العميَــد >>
نزل بكـل ثقه ماليته ، ابتسم بخفوت من شافها تركض للاعلى وهو يدخل المجَـلس عند العميَد بعد ما سمحِت له الخادمه
العميَـد باستغراب ؛ أوس !
أوس بابتسِامه ؛ اي نعَـم ، عندي لك شيء بيسّرك يا عميَـد
ناظره لثواني ؛ تعال
جلس أوس وهو يفِتح اللابتوب قدامه ، شغّل تسجيلات الباتر اللي ارسلتهم جِنان لـ ياسر وهو يشوف ملامح الفرح بـ وجه العميَـد ؛ كنت عارف لا انت ولا ترف تسوونها يا أوس ! كنت عارف والله كنت عارف !!
ابتسَـم أوس بانبسِاط ان الحقيقه كلها ظهِرت قدام العميَـد ، سكر العمّيـد اللابتوب وهو يناظره لثواني ؛ والحين ؟
أوس ؛ الحين يا عميَـد انا معي ادله قويه ضَد الباتر ، اعطاني اياها الليّـث ال عُدي ، كلها صارمه وقويه جداً ضد الباتر بس احقق فيها ويصير بـ ايدنا ان شاء الله
العميَـد نايف بابتسِامه عريضه ؛ تعيِٰـش يا أوس ، تعيّــش ويعّـيش ذيّـاب على هالتَٰربيه والاصل والله وما يهّون نسيبك طبعاً - الليّـث - رجِال ابن عشر رجـال والله !
ابتسم أوس بهدوء وهو وده يبوس رأس الليّـث صدق ، تردد بالنطِق لكن عِزم امره وهو ينطق ؛ والحين موضوعنا يا عميّـد ؟ تردّني بعد ؟
العميَـد باستغراب ؛ الموضوع ماله داعي يا أوس ، مو شاك فيك ولا شاك فيها بعد هالدليل ليه تطَلب !!
ناظره العميَـد لثواني بذهول وعدم وعي ؛ تظِن اني ابيها وطالبها لجل اثبت لك نفسي واثبتها ؟ والله ما فكرت كذا !
ناظره العميد لثواني بشّك ؛ ليه طالبها اجل يا أوس !
أوس بهدوء وهو ما يدري كيّف يرقّع ولا يبين انه يحبها ؛ بنّت رجال يا عمَـيد ، وانا رجَال معّزم ع الزواج وودي بوحده تعَرف طبيعه شغلنا وتتفهم ! وما اظن اني بلقى احسَن من بنتك الا ان كان لك رأيي ثاني !
ابتسم العميَـد بخفوت واصرار أوس على ترف حتى بعَد انعِدام الشك من ناحيه العميد انهم صدق بعـلاقه يعجبه كثير ؛ اعِزم أمرك وتعال يا أوس !
ناظره أوس بذهول وعدم تصَديق ، وده يقوم يبِوس راسه من كثر فرحته ؛ متى !
ضحك العميّـد لثواني باعجاب ؛ بالوقت اللي تريده !
ابتسم أوس غصب ؛ العشِاء يا عميّـد لو ما عندك مانع !
العميِـد نايف بابتسِامه عريضه ؛ الله يحيِيك !
منع ضحكته لا تخرج من شده فرحه وهو يآخذ لابتوبه ويخرج ، ما قِدر يمنع فرحته اكثر وهو يشوت كفَـر سيارته ويضحك ؛ صارت لي والله صارت !!!
ركب بروقان واصل حدَه من شِدته وهو يتوجه لـ بيتهم لجل يحاكي ابوه
_

<< مكَـتب ذيّــاب >> ابتسم وهو يناظرها بالخارج تحـاكي صَديقتها ، شافها مره بالغلط واخذَت عقَـل عقله بحركتها وهي تعدل سلسِالها ، مره تعجبَـه شلون واثقه بنفسها بشكل حلو رغم انها تخاف كثير وبالاخص منه لكن وقت الجِد صدق تصيَـر أوس وابوه بدون لا تسأل ، فوق هذا كله جميّله بشكل يعجبه والجمَال اللي يجيب راسه صدق ، استغفر لثواني وهو يشوفها قدامه تأشٰر بـ ايدها
جيّـلان باستغراب ؛ فيه شيء ؟
تعدل بوضعه وهو يستغفر ويشتم بصَره اللي تمرد وصار كل تفكيره فيها من بعد ما شافها ؛ لا ابد ، تآمرين على شيء ؟
هزت راسها بـ ايه بتردد ؛ عمِاد ، يقول الجهه الرسميه اللي يشتغل فيها صديقه اعطوه تأميناته وما عاد وده يرفع عليهم قضيه ، وتعهدوا له ولجميع الموظفين بعدم التأخير بعد !
ذيّـاب بابتسِامه ؛ زين على كذا ، شيء ثاني ؟
هزت راسها بـالنفي ؛ تآمر على شيء ؟
هز راسه بالنفَـي وهو يشوف ياسـر يدق الباب ويدخل
رفع حواجبه باستغراب لان مو من عاده ياسر يدخل بهالشكل اذا كان عنده احد ، قّرب ياسر وهو يهمس له بـ اذنه ويخرج
زفّـر وهو يـآخذ جواله ؛ قولي لـ صالح ذيّاب ما بيكمل الدوام !
هزت راسها بـ زين وهي تشوفه يتصِل ع احد بـس ما يرد ، ما كان عارف انها خرجت وراه وهو يشتم بخفوت؛ سود الله وجهك يا ليّـث !
توردت ملامحها تلقائياً من الكلمه وهي تمثل انها ما سمعت وتتوجه لمكتبها
قرب بيخرج ورجع لمكتبها ؛ يا جيَـلان ، ما عندكم شيء تكملونه اليوم ، اكتبوا تقاريركم واخرجوا وبلغّي صالح لجل لو جات مشرفتكم او شيء !
هزت راسها بـ زين وهي تناظره لحد ما خرج باستغراب من هدوئه ، قامت لعند الشباك وهي تشوفه يحاكي ياسر والواضح انهم يتشاتمون ، ابتسمت غصب من توجه ذيّـاب لسيارته وهو يرفع اصبعه لـ ياسر بتهديد بس ما تفهم كلامه ..

بين ضلع وروحWhere stories live. Discover now