البارت الثالث والثلاثون

1.9K 24 3
                                    


هَز جعفر راسَـه بالنفي ؛ له اخـو اللي هَـو الباتر ، وله اخَـت تصيَـر طليَـقه واحد من رجَال الطبقه اللي فِوق وعندها بنت منه ، والحين متِزوجه صاحب اخِوها سيّاف اسمه فادي !
ناظره الليّــث لثواني بعدم تصَديق ؛ كيّــف !
جعفَـر ؛ الباتـر سنينه كلها بـرا ، لما كِنت عند السيّـاف كان دايَم الاتصِال معه ودايماً الباتر اول ، ثم الباقيين ، ما يسمّيه الا ذراعي اليمين والحين رجعته مو خير لكم ابد خصوصاً انه بدأ ينتقم من الكل ! منك ، ومن أوس ومن ذيّـاب ويمكن من اهلك كلهم !
ناظره لثواني بعَدم فهم ؛ أوس ؟ وذيِـاب !
جعفَـر بهدوء ؛ الرصَـاصه اللي انت اكَلتها بدل ذيّـاب ، كانت المفَروض بـ ذيّاب مو فيك لانه رفع قضَايا قبل ع السيّاف ، ولان نصَ املاك السيّاف محجوزه من القضايا هذي ، وانت لانّك صاحب العداوه مع السيّاف طبعاً وكل مخانقاتكم ، واحداثكم عنده ، أوس لانه هو اللي قتِل السيّاف بـ ظن الباتر ! انت الرصاصه اللي بـ ظهرك اشغلته عنك شوي ، لكِن أوس لحد الحين رايح فيها ، وذيّاب لحد الحين ما قّرب صوبه !
ناظره الليّــث لثواني بعدم تصَديق ؛ وش مصَلحتك ؟
جعفَـر بهدوء ؛ انا كِنت مع السيّاف صح ، وما جيِتك هنا وشايه وطمعَ لكن جيّت اعطيك الخبر وانت بكيفك تحمي نفسك واهلك ، او تخضَع له راجع لك ! اعتبرها فَعل خير يا ليَـث !
ناظره لثواني والليّـث شبه شاك فيه ، ما احد يسِوي شيء لوجه الله فقَط بعالمهم ولا بَد له من مصلحه
الليّــث وهو يقَاطع جعفَر ؛ وش مصَلحتك يا جعفَر ، لا تقول كذا مستحيل اصَدق !
جعفَـر بهدوء ؛ طيّب مو كذا مثل ما تحبَ ، انا لي مصَلحه بس خيَر ابداً مو شَر ولا هي حولكم ، مصلحتي ان سلاله السيّاف كلها تنتهي انا تعَبت من جبَروتهم والطغيان اللي فيهم !
ناظره الليّــث لثواني ؛ عطَـيني اللي عنّدك وقول لي أوس كيف رايح فيها !
زفّر جعفَـر لثواني ؛ سوا حَركه كفّت انها تهدَم ثقه العميَد نايف بـ أوس ، شوف أوس يمشي بـ الشارع وتعرف انه مو أوس القَديم !!
ناظره الليّــث لثواني ؛ بتدخَل بالتفَـاصيل والا كيّف ؟
جعفَـر وهو يوقف ؛ ما اقَدر اعطيك معلومات غلط ، انتبه لنفَسك ولـ اهلك ، الباتر اقَل كلِمه تنقـال له مَريض نفسي يا ليّــث ، فيه عُته اكثَر من السيّاف بكثير !
لف الليّــث انظاره وهو مو جَاي يستِوعب للحين ابداً ، يحس بـ اشياء كثيره تداخلات بمخه وفعلياً يحس نفَسه بـ محّط المُستغفل ، مو لازم يِلّم بكل التفاصيل ، لكن ع الاقَل يعرف الخطَر اللي يهدده
يَـوسف : انا بحاول اجيبه لك ، وبعَلمك ما وصلنا لحمزه ابد ، حملات التفتيش جايه وابداً مو بصالحكم !
حك حَواجبه لثواني ؛ انتبه لعمامي بس !
زفّر يوسَف وهو يشِوف الليّــث يمشَـي لداخل بيَته
ناظرت بـ الشباك لثواني وهي تشوف الليّــث يرفع ايده لحواجبَه بحركه معُتاده يسويها بدون شعور اذا حَس انه متِورط او متَوهق بـ شيء ، عِرفت ان جعفَر ما جاء لله وفيه شيء كبير وراه
رفعت عيونها له من دخَل الغُرفه وهِي تشوفه يتِوجه لـ الدوَلاب ، ناظرت فيه لثواني وهو يلَبس ثِوبه بدون لا يطَلب مساعدتها رغم وجهه اللي يحمّر تلقائي من يرفع ايديه
ناظرته لثِواني وهي تخَاف تحاكيه لكن تجرأت واخيراً ؛ خَـارج ؟
هَـز راسَـه بـ ايه وهو ياخَـذ مفاتيِحه ويخرج ، زفرت وهي ترمي جسدها ع السرير ؛ غبَيه غبيه غبيَه !
_

<< الشَــركه >>
دخَـل الليّــث بهدوء وهو يشِوف المبَنى فاضيَ لانه انتهَى الدوام الرسَمي من زمان ، سكّر الباب خلفه وسِرعان ما حَس بـ حَـركه وراه ، لف انظَـاره بجمِود وهو ما يشِوف احد ، مّثل التجاهل وهو يصعِد للاعلى لعنَد ياسر ، ناظره لثِواني وهو يشوفه متكِي ع الطاوله وايِده على راسه وِيطق بالقلم ، كان يتفّرج بالاوراق بتمّعن وكأنه جالس يكتشِف اشياء جديده عليه
جَلس قبِاله وهو يناظَره ؛ ياسَــر
رفع ياسر عيِـونه بـ انتباه ؛ سَـم يا ولَد العم !
الليّـٰث بسخريه ؛ وش سويت ؟
ياسَـر بوهقَه ؛ جبت العيَـد حبتين ياخوك !! مد الليّــث ايده وهو يآخَـذ الورقَه من يَـاسر ؛ تيسّر على بيتكم يلا
ياسَـر ؛ بجلس معك !
هَـز الليّـث راسه بـ النفي ؛ روح الحين ، وشف لي اخوك وش عنده ، والصباح تعال تلقَاني هنا !
ضحك ياسَـر لثواني ؛ ذيّاب نَـايم من زمان ، بجلس هنا معك مو رايح مكان !
الليّــث بهدوء ؛ قم ورني عَرض اكتافك ، ولا تجادلني عجل !
ناظره لثواني وهو يشوف الجمَود بعيونه ، هالنظَره من الليّـث يعني ما يتحمِل يتناقش ابداً ؛ طيب ، تآمر على شيء ؟
هز الليّــث راسه بالنفي وهو يقرأ الاوراق اللي قدامه بعيِونه ؛ سكّر الباب وراك !
هز راسه بـ طيبّ وهو يسكر الباب ويمِشي ، ركِب سيارته وهو ينَاظر بـ المبنى لثِواني كأنه يتطِمن على الوضع ،

___



<< عَـند الليّـــث >>
جَـالس ويتَـأمل بالاوراق بهَـدوء ، كان عَـارف انه مو لِوحده بـ المبنى ومُتيقَـن من هالشيء
رفِع عيونه لنـاحيه الباب بهِدوء من حَـس بصوت خطِوات ، كان حَـاط سِلاحه على فخَذه ومصِوبه لنـاحيه البِاب
رجَع جسِده للخلف بهدوء وهو عَـارف ان فيِه شيء بيصير بـ اي لحظَه ، ماينكَـر توتره لدرجه انه يحَس بـ حّر مو طبيعي ، احتَد بصَره لثواني وهو يناظر بـ الباب وشبه ودّع من انطَفت الانَوار كلها
يحَس بـ الم بظَـهره من شِده توتره وسْرعان ما بِردت ملامح وجهه وهو يحَس بـ شخص خلَـفه
الباتـر وهو يصّوب السلاح لـ راسه ؛تشّرفت ياليّــث !
الليّـث بسخَـريه ؛ بـاتــر
ابتسَـم الباتر بهدوء وهو يحَـط ايده على كتَف الليّـث ؛ اسم على مسَـمى ، بس حّد السيّـف اقوى يا أسَـد !!
ابتسَـم الليّــث بهدوء ؛ ما شَفت قوه للحين ، مُجرد واحد من وراء الستّار جاييني !
ضحك البـاتر وهو ينَزل ايده لـ ظهر الليـث ؛ هنَـا ، حمايتك لـ ولد عمّك صابتك هنا !
اخذ الليّــث نفَس لثواني وهو يعرف وش بيسّوي الباتـر ، تجمّد الدم بعروقه وهو يكِبت صراخه بشكَل مرعب من غَرس البـاتر رأس سـلاحه بـ ظهر الليّــث وعلى جَـرحه ، تفّتحت كل الغُرز اللي بظهره ويحس بـ الدم ينهمّر مثل الشلال منه ، ضحك الباتر وهو يمسك راس الليّــث للخلف ؛ ما بتموت بدري لا تخَاف ، بس بتشهَد موت كثير !!
مو قادر يتنَفس او يتكَـلم من شده الوجع اللي يحَس فيه ..
_

<< بيَـت ابِــو ذيِــاب >>
دخَـل ياسر المجَـلس وهو يشوفه منسِدح يلعب سِوني
ما انتبه لوجوده وهو متحمَس مع اللعّب ولا يدري ويِن الله حاطه
نزع السمـاعات عن اذنه ؛ يا ورع !
ما كـان حس باللي يصيّر حوله لحد ما جاه كفّ هز توازنه كلِه من ياسـر
ذيِـاب بعدم استيعاب وهو يحس بـ صوت الكَف باذنه ؛ ضربتني ؟
ياســر وهو يرمي عليه المحفظه ؛ ما تحَس انت !
ناظر فيه بفهاوه لثواني وهو مو جاي يستِوعب انه اكَل كف تَو ؛ وش تبي ؟
يَـاسر وهو يعدل المخده ؛ الليّـث سـألني عنك وقلت له نايـم من زمان ، ليه ما ترد على جوالاتك لو مو نايم ياثور !
ضرب جبيِنه لثواني ؛ نسيت نسيت نسيت ! كم الساعه ؟
ياسَـر ؛ اثنين ونص ، نام الفجر نروح الشركه !
وسع ذيّـاب عيونه لثواني ؛ انت جيت من اللي جَلس !
ياسر بسخريه ؛ محد ! جالس اقول لك الليّـث سألني عنك يعني من فيه بالشركه بالله !
ذيّـاب بذهول وهو يقوم ؛ يا غبَي الليّـث للحين ظهره ما رجَع تمام شلون تتركه هناك !
ياسَر ؛ قلت له بجلس وطَردني ، اساساً شكله ما عجبني معصّب وواضح وده يجلس لحاله !
ذيّـاب وهو يرفسه ؛ ابلع تبَن تكفـى !
ياسـر وهو يغمَض عيونه؛ والله لو انه زوجتك ما خفت كذا ! بعدين ترا نتكّلم عن الليث لو تلاحظ مو بزر لجل تخاف تتركه لحاله !
ذيّـاب ؛ اسكت لا اهَد حيلك الحين !
غمض عيونه وهو تعبَان وده ينام ، له يوم وعليها صاحي وبالفعل ما مرت دقايق الا وهو بـ سابع نومِه
_

<< بـيِت سـلطان >>
متَـردد بين الفعَـل وعدِمه وخايف اكثَر شيء من ردَه فعِل كيان وكيَف بتتقِبل الوضع ، ينتابه شعِور غريب بداخله لكَن ابداً ما يصير سلطِان لو تركها وهِي بـ أمّس الحاجه له حالياً وان كان يكرهها كُره عظَـيم ، تنهد وهو يرفِع عيونه للسماء برجاء كبير بداخله انه يكون جالس يسّوي الصح مو الغْلط
_

<< بـ الشـركه >>
رفِع حـواجبَه لثواني وهو يشِوف كل الانَوار مسكِره ، فِتح فَـلاش جواله وهو يصعد الدرج ، ابتسَم بخفوت وهو يشِوف مكَتب الليّــث هو الوحيَد اللي منّور بالجهه كلها
مشِى لنَـاحيته وسرعان ما اختفَت ابتسِامته وهو يشِوف مافيه احَد بالمكَتب ، ناظر حـوالينِه لثواني وهو يمشِي لـ طاولته ، رفع حواجبه باستغراب وهو يشوف الاوراق مَرتبه كأنه مالمسها والوضع بدا يشككه ان مافي احَد موجود اساساً ، اخذ نفس وهو يتنهد ؛ الله يسامحك يا ليث !
رفع جواله وهو يتصِل عليه وسرعان ما كشَر وهو يشوف جواله ع الكرسي ، خرج وهو مقرر انه يروح يشوف سيارته عند بيِته لو لا
_

<< مكـان آخـر ، قريب من بيت الليث>>
ابتسَـم بهدوء وهو يناظر بـ الليّـث اللي مثَل الجُثه قدامه ، ضربه بـ طرف سلاحه بنهَايه عُنقه وبدون اي مقاومه اغُمى عليه لانه نَزف كثيِر ، غيَـر ان الضربه كانت قويه حيل
الباتـر وقَد وصِله الخبر ان ذيّاب متوجه لـ بيتّ الليّـث ؛ اهلاً هلا !! نسوي لك ولبنت سلطان عرض بسيط وش يضر ، شوي متعه بس !
ضحك لثواني من تفكيره وهو يشِوف رجاله يتركِون سياره الليّـث قدام بيِته ؛ انا الباتـر يا عيال الـ##### !
نَـزل ذيّـاب من سيارته وهو يناظـر بالشارع لثواني ، ضحك الباتر لان طبَع ال عُدي واضح يشكون بـ اي شيء ، مشـى ذيّاب لناحيه سيِاره الليّـث وهو يحَط ايِده ع الكبّوت ،


رفَع حواجبه لثواني لان حراره السياره للحين موجوده وكأنها تو تِوقفت
تِوجه لعنَد الباب الداخلي بهدوء وهو يحّك حواجبه ، ما يدري ليه داخله سِيء بشكل مو معقول
_

<< عنِـد كيان >>
كانت تدِور بـ البيّت تنتظِر رجوعه ، تأخر الوقت كثيِر ولا رجَع للحين ، فّزت من صوت الجرس وهِي تركَض لـ الباب بسرعه
حس بـ الباب انفَتح وهو يرجع للخلف، عرف انها هي لان صوت ركضها كان واضح ؛ ناديّ لي الليـث !
رفعت حواجبها لثواني باستغراب ؛ ما جاء !
ذيّاب باستغراب ؛ سيارته برا كيف ما جاء !
كيَـان ؛ يمكن برا بس ما جاء هنا !
بدا يشِك بالوضع لثواني لكن ما ودّه يخوفها ؛ خلاص ادخلي !
سكرت الباب وهي تتوجه لعنِد الـشباك تناظِر ذيّاب ، ما تدري ليه اخذت الشَرشف اللي جنبها تلقائياً وهي تحطه مثّل الجلال
تَـوسعت عيونها وهِي تشوف ذيّاب فجأه لف وهو يحمي راسه بـ ايديه من افواج الحجر اللي تنرمي عليه
صرخت بذهول وهي تشوف ثلاث اشخاص معاهم شخص طايح يركضِون لـ قريب من ذيّـاب لكنه مو قادر يِلف من الحجـر اللي يضرب بظهَـره
لف من حس بـ اشخاص يركضون خلفه وهو يشوفهم يرمون شخص قريب منه بـ شوي ويركضون للخارج بسرعه
صرخ فيهم بقوه وهو مو عارف يركض وراهم والا يشوف اللي طايح قدامه ، اُلجمت كِل حواسه من جهوريه الصّوت الساخر اللي جاته
البـاتر بسخِـريه وهو يطلع راسـه من الشباك لكن ما يقّدر ذيِاب يشوف ملامحه ؛ هـاك ولِد عمـّك !!
رفع ذيّـاب عيونه بذهول وهو مو قادر ينِطق من كثر صدمته ، ما استوعب ابداً لحد ما سمع صوت الفرامل وهي تتحَرر بقوه وكأنه تو يجمّع اللي صار بعقله
ركض بسرعه لعند الليث وهو يحركه ؛ لييثث !! لييث !!
قّربت بتخرج لكنها وقفِت وهي تسمع اصوات سيارات الشُرطه والاسعَـاف ، تبكي بعدم تصديق وهي تشوف الليِـث طايح بـ هالشكل وذياب يصرخ فيه يحاول يصحِيه
ما كانت مستوعبه اي شيء وهي تناظرهم بذهول لثواني ، كان الباب نصْف مفتوح لانها كانت بتِوشك ع الخِروج
ركِض بسرعه وهو يدخل للداخل من عَرف ان ال عُدي كلهم عند الليِـث حالياً والشرطه والاسعاف ما بيقصِرون
أوس بذهول وهو يشوف كيان تناظرهم وكأنها مو بوعيها ؛ كيــان !
ناظرت فيه لثواني وهي مو مصَدقه اللي تشوفه ، كيف الليّـث مو راضي يصحى ومتغِطي بـدمه بشكلَ مرعُب
مسكها من حس فيها تِرتجف وسرعان ما بكت بقوه بعدَم تصديق ؛ لاا لاا لااا !!!
ضمها لصّدره وهو يحط تحت الصفّر احتمال نجاه الليّــث ، مرعب الوضَع اللي عايشين فيه حالياً ، جداً مرعب !
ضمها بقوه وهو يحاول يهدي بكاها اللي يزيد ؛ خلاص ما صار شيء !!
بكت وهي تحاول تبعده لجل تروح لـ الليّٰث ؛ اتتترركنننيييي !! صرخت وهي تحاول تدفه من شالوا الليِـث للاسعاف ؛ لييييييث
عض شفته لثواني وهو يحاول قد ما يقدر يمكسها ، تضربه بعدم وعي لجل يبعد عنها لكنه مو قادر يتركها ابداً بوسط انفعالها ، يحس بـ قلبه يتقّطع عليها من نبْره بكاها ونداهَـا لـ الليّــث ، انبّح صوتها من كثر صراخها بـ اسمه وهي تحاول تلَـحقه وتبعد عن أوس بعدم فائده ، يعرف انها بتضّر نفسها بهالانفعال وفعلاً ما مرت دقايق الا وطاحت بحُضنه مغمي عليها من شده انفعالها
تنهّد وهو يحس بمِخه مو قادر يستوعب شيء ابداً ، تركها ع الكنبه وهو يخرج للخارج ، وقف لثواني وهو ما يشوف فَرد من ال عُدي موجود ، كانوا كلهم من ابِو قاسم ، لحَـتى صقر وما يدري بـ اي سُـرعه جو وكيِف وصلهم الخبَـر ، الشخص اللي يحاول ينتقم منه ، هو نفسه اللي ينتقم من الليّـث ، وهو نفَسه اللي جالس يدخّل الامور ببعض
رفع حواجبه من رساله جَات على جواله " لا تّدور بعيد ، سبب اللي انت فيه من وضع مع العميد ، وسبب رصاصه الليث من اهل السياف "
وسع عيِونه لثواني بذهول وكأنه تو يستِوعب انه غَفل عن اهل السيّاف ، واولهم اخوه باتـر اللي يعِرف بـ مدى عُته ومَرضه
ضرب جبينه بغباء لكن ما يقدر يتحرّك بدون العميد ؛ يا أوس يا أوس يا أوس !
وده يروح المركز لكن مو قادر يترك كيان لحالها ، رفع حواجبه لثواني وهو يشوف ياسر اللي على وجهه علامات غريبه ، ندم وقهر وخوف
أوس باستغراب ؛ ياسر ؟
رفع ياسر عيونه لـ أوس وكأنه مو معه ، ما يدري كيف صحى من نومه من تعالت الاصوات بـ الصراخ ببيتهم من ابوه وامه ، كان ابوه يصّرخ بكلمه راح وامه تبكي ، ما فهم من الموضوع شيء لحد ما شاف ابوه يركض ويكلم عّمـه ابو الليّـث ، وصلهم الخبر مره وحده وهم ما يدرون مين المعُتدي لكن يعرفون ان الليّث ابداً مو بخير ، يكره عالمهم المليان جرائم واصابات ، يكره كونه من ال عُدي لهالشيء
أوس ؛ وش جَـلسّك !
ياسر وهو ما يناظر بـ أوس بخفوت ؛ ما حميّنا ولد العم نظَل عند زوجته ع الاقل !
أوس بهدوء؛ عندك خبَر بـ أي شيء يساعدني ؟

هز يَاسر راسه بالنفي ؛ حالنا من حالكم ، وصلنا الخبر برسايل على جوالات عمامي ان الليّـث فيه احد اعتدى عليه ، وبنلقاه بحديقه بيته وجينا على طول !
زفّر أوس وهو يحك جبينه ؛ طيب ، تامر على شيء ؟
هز ياسر راسه بالنفي وهو يجلس ؛ روح انا هنا !
أوس وهو يتصل على سلطان ؛ انتبه تكفى
حط ياسر ايده على راسه بـ معنى على راسي وهو جامد الملامح تماماً من شده لوَمه لنفسه انه طاوع الليّـث ومشى
_

<< بالمسَـتشفى >>
ابِـو قاسم بغضب وهو يهاوشهم ذيّاب وقاسم اللي امامه ؛ ما منكم شنب يوقف مع ولد عمه يعني ! ما احد اكَلها من بينكم كلكم الا هو يا حيف بس يا حيف !!
كان يناظرونه الاثنين بجمود تام
ابّو ذياب وهو يعرف هالنظرات زيِن من ذيّــاب
صرخ ابو قاسم بحده لـ ذياب اللي راح يمشي ؛ ارجع هنا !!
تجـاهله وهو يخرج لسّـيارته ؛ والله لا أجيب راسك والله !!
بَلغه يوسف عن المِوضوع كامل ، عن جعفر وعن الباتر وعن كل الاحداث اللي صارت لكنه طمئنه بـ ان لحد الحين ما فيه شيء يخوف
رفع جواله وهو يتصل على يوسف ؛ عطيني عنوان الباتر !
يوسف بذهول ؛ مستحيل ما اقدر !
ذيّـاب بغضب ؛ يوسسسسف !
يوسِف ؛ ما عندي عنوانه ، عندي عنوان رجّال من رجاله بس !
ذيّـاب بحده ؛ هات اي زفت !!
تردد يوسف لثواني ؛ تمام ، على مسؤوليتك !
ذيّاب وهو يمسك نبرته لانه ما يحّب يعليها على احد من رجالهم ؛ عجل بس !!
رمى جواله وهو يطلع سلاحه بعدم اهتمام لـ اي شيء غير انه ياخذ حق الليّـث من عيونهم ؛ اصبر لي يا باتر اصبر لي يا زفت!!


<< بـ الجهه الاخـرى ، بيَـت الباتر >>
دخل بيِـته بروقـان من انجازه وهو يبّدل ملابسه عن الدّم اللي مغرقهَا
الباتـر بروقان وهو يدندن وانظاره على صوره ذيّاب ؛ ذيّاب يا ذيّاب ، باقي انت يا حُب هّدينا حيل الليّـث بما فيه الكفايه خل يرتاح الحين شوي ، نلعب معك انت وش ورانا ؟ متأكد ما بتكون بـ مثل مُتعه الليّـث يا محـامّي بس ماعليه !!
قّرب بينزل لجل يشِوف جنِان واوقفَه صوت جواله
ردّ باستغراب ؛ سمّ
غـسّان " ذراعه اليمين " ؛ ذيّاب ال عُدي ، جاي لنا !
ضحك الباتر وهو يطّق اصابعه ؛ يا حلاوه والله ! امسكه ما فيحالي اجيكم !
ابتسَم غسّان لثواني ؛ على امرك !
_

<< مكـان غسّــان >>
ابتسَم بهدوء وهو يشِوف ذيّاب داخل الحّي بـ اقصى سُرعه ممكنه ، اخذ نفس لثواني وهو يحط رصاصه بالسلاح
تنهَد وهو يحط سِلاحه وراء خصره ؛ نبدا على بركه الله !
نَزل وسرعان ما ابتسم بهدوء وهو يسمع ذيّاب يصرخ بـ اسمه
ذيّـاب بـ صراخ وهو يدخل؛ غسّـاان !
ابتسَـم بهدوء وهو ينِزل بروقان ؛اهلاً ذياب !
تلاشـى روقانه مباشره وهو يشِوف رجـال يعرفهم اكثَر من اي شيء ، رجّال الليّـث كلهم خَـلف ذيّاب
وسّع يوسف عيونه وهو يشوف ذيّـاب بدون اي مقدمات مسّك غسان من عُنقه ، ما يدري بـ اي سرعه وصل لعنده وهو يصّرخ بوجهه ؛ وين الباتر !!
ناظره غسّان ببرود وهو يحاول يفِك ايده ؛ اترك !
شَد ذيّـاب بقبضِته على عُنقه وهو يحَس فيه يحتضِر بيِن ايديه ؛ قلت وينه !!
ناظـر غسان برجاله لِثواني وهو يشوفهم كلهم خَـلف رجال الليّـث ومو قادرين يتحَـركون ، تّورط بمعنـى الكلمه
تدخّل يوسف من تغيّر وجه غسان وهو يبعدِ ذيّاب عنه ؛ اهدأ !!
ذيّـاب بغضب وهو بعدم وعي رفَس غسّان اللي منحني على ركبته امـامه ياخذ انفاسه ؛ وينه !!!
يوسف وهو يمسك ذياب بقوه ؛ اصبر !!
ذيّـاب بتهديد لـ غسّان ؛ وربي تندم انت والكلب اللي وراك !! والله لا اقَلب هالدنيا جحيم عليك وعليه !
يوسف برعُب ان الليّـث يزعل منه لو ورّط ذياب نفَسه ؛ تكفـى ، تعال معي الحين ونتفاهم بعدين انا اجيب لك الباتر ورأسه بس تعال !
ما كان وده يخرّج لكنه انثَنى وانحنى يحس بظهره ينكِسر من كلمه يَوسف " لا تِوجع الليّـث اكثر ، يكفيه ! "
ما يَدري لـ وين يتجّه من غضبه وحزنه ، للمره المليون الليّـث يحميهم بنفَسه ، دف يوسف عنه وهو يتوجه لسيارته ، ضَرب راسه بالدركسون بقوه وهو يضرب بـ ايده عليه بنفَس القوه ؛ ياخَذك يا ذياب ياخَذك !!
يشتم نفسه بكل قوه وعنفَ وكأنه شخص ثاني ، يحَس نفسه بيجّن من كثر الاثقال اللي تتراكم على ظهره بمجرد ما يطيح الليّـث
_

<< بـ المستشــفى >>
جلَـس قاسم وهو منحني وعيونه بالارض ، تميِل عيونه للاحمرار من كثر شروده لدرجه انه ينسى يرمش اساساً ، دخل ياسر وهو يشوفهم واقفَين ووجيهم جامده ، مثل الليل بـ سواده من كثّر الهم فيها
خرج الدكتِور وهو ياخذ نفَس لثواني
جلَس ابو الليّـث وهو يغطي وجهه بشمـاغه ، ماله حيَل يقوم ويسمع ابداً ، اجهَش بكي تلقائياً من سمع كلمه الدكتور الاولى " للاسف "
الدكتِور بحزن ؛ للاسف ، سوَينا اللي علينا لكن ابداً ما اعطانا اي مِؤشر استجابه ،

ما اقدر اعطيكم معلومه اكيده لكن حالته ابداً ما تبشر بخير للحين ما تعدا الخطَر ، آسف !!
ناظر قاسم بـ عمه ابو الليِـث اللي يغطي وجهه بشماغه ويبكي بشكَل موجع ، كأنه طفل
لف انظـاره لعمامه بذهول وهو يشوف ابو ذيّاب مو قادر يوقف على حيَله وابوه يناظر بعدم استيعَاب وكأنه ينتظر الدكتور يقول كلام ثاني
انهار ياسر بدون اي مقدمات وهو يبكي بعدم تصَديق ، يلوم نفسه لو ظل عنده ما صار كذا ، لو حاول يكمّل المعاملات بنفسه ما يطلبه ما صار كذا ، بكى بذهول وهو مو مستوعب ابداً
_

<< بالمـركز >>
دخَل أوس مكتبه وهو ينبَش بين الملفات بسرعه ، اخذ ملف اهل السيّاف ومن وسَطه ملف اخوه الباتر وهو يركض لمكـتب العميد
دق الباب وهو يدخل ؛ طال عُمرك ابيك تشوف !
دخل بعد ما اشَر له العميَـد يجي وهو يشوف عصِام وغازي جالسين معه ، ترك الملف قدامه
أوس بهدوء وهو يفِتح جواله ع الرسَاله اللي وصلته ويحطه قدام العميد؛ وصلتني هالرساله بعد الاعتداء اللي صار على الليّـث ال عُدي !
ناظر العميد لثواني وطاحت عينه على "سبب اللي انت فيه من وضع مع العميد " ؛ كيف يعني ؟
فتح الملف وهو يأشر على صوره الباتـر ؛ اخر رجّال يقِرب لـ السياف واخر فرد من عايلتهم ، يصير اخوه الصغيّر والظاهر انه رجَع ينتقم طال عمرك !
ناظر فيه العميَد لثواني ؛ شلون ؟
رفع كتِوفه بعدم معرفه ؛ عيال عبدالجليل " ذيّاب وياسر" عندهم علم اتوقع ، اذا تسمح لي افتح تحقيق معاهم يمكن نوصل لنتيجه !
العميَـد بجمود ؛ افتح ، للحين ما نسيت موضوعنا يا أوس !
أوس بهدوء وهو يناظر بعِيون العميد مباشره ؛ ولا انا نسَيت ، ولحد الحّين انتظَر ردكّ !
العميَـد وهو يمّد له جواله ؛ افتح التحقيق ، واثبت لي صحّه اول جزء بالرساله ثم تعال اطلبني اللي تريده !!
هز أوس راسه بمعنـى على أمرك ؛ والحين ؟
العميّـد بهدوء وهو يلف على الفَريق غـازي ؛ افتح تحقيق كامل عن الباتر هذا ، وعن اهل السيّاف كلهم بعَد ، وعلى رأس المفِتشين يكون أوس يا غازي !!
قام غازي وهو يدق له التحيه ؛ بـ أمرك !
خرج أوس ركض وهو يتوجه لمكتبه ، بيحاول يحّل الموضوع بـ أسرع وقت لجل يطّلع الكل
_

<< الصبـاح ، بيِت الليّــث >>
فتحت عيونها وهِي تحس بـ وجع مو طبيعي بـ راسها ، اخذت نفَس لثواني وهي تحاول تتذكر اللي صار بالامس لكنها ما تذكر شيء ابداً ، قامت ورقبتها متشنجه تماماً وكل خلاياها توجعها من نومتها ع الكنبه
صعّدت للاعلى باستغراب وهِي تدور على الليّـث ، غمضت عيونها لثواني وهي تحس بـ صُداع ينهَش اجزاء راسها من قِوته
اخذت شاور وهي تبدل ملابسها ، نزلت للمطبخ وهي تتصل على الليّـث ما يرد ، خرجت للخارج لجل تشوف لو كان برا او لا ، رجّعت الاحَداث لعِقلها من شافت الدم اللي يتوسَط البلاط ، قربت بتسكّر الباب وترجع للاعلى لكنها وقّفت من شافت ابوها جاي لعندها
سلطـان ؛ كيــان
ناظرت فيه لثواني وهي تنتظِر منه اي خبر عن الليّـث
سلطِـان وهو يدخلها تحت ذراعه ؛ طلع من العمليات قَبل شوي ، بخير لا تخافين !
كيّان وهي تحاول ما تبكي ؛ وش صار له ؟
رفع سلطان كتوفه بعدم معرفه ؛ المهم انه بخير !
شتت انظارها بعيّد وهي تشتم نفسها انها زعّلته ، بكل مره تزعله تهَل عليه مصِيبه ما تدري من وين جاتهم
حس فيها تبكي وهو يضمها بحنيّه ؛ بيعّدي كل شيء بيعّدي !
_

<< بعَـد يِوميـن ، بيِت ابّـو قاسم >>
خـوله بجمود ؛ مستحيل ، لو قام الليّـث ان شاء الله انا ملكه ما راح اسوي ، نملك ع الورق بس !
ام قاسم ؛ صاحيه انتِ ؟
خوله بسخريه؛ الحين انتِ مو تحبين الليّـث ؟ شلون يطاوعك قلبك احنا نفَرح وندق ونغني وهو بالمستشفى هناك ! بين الحياه والموت بعد !
وقفِت بمكانها بذهول ، ما سمعت الا آخر جمله " بين الحياه والموت " ؛ مين اللي بين الحياه والموت ؟
عضت خوله شفتها لثواني بوهقه
ام الليّـث اللي بجنَب كيـان وكانوا داخلَين سوا اساساً ؛ تعالي !
ناظرت فيهم لثواني وهي تمشي بجنب ام الليّـث
كانت بالبيِت ولها يومين بـ وضع لا تُحسد عليه من شده اكتئابها ، واليوم كلِمتها ام الليِـث تقول لها اجهّزي بنِمرك الحين بنروح بيت ابِو قاسم ، رغم انها رفضت وقالت ما ودها ، الا انها ارتخت بـ كلمه ام الليّـث " زوجِه الليّـث ما تكون بهالضعف يا كيان ، اجهزي نص ساعه وانا عند بابك "
نزلت عبايتها وهِي تجلس ، تسمع احاديثهم لكن ابداً مو معاهم ، كـ جسد معاهم ، لكن كـ روح وقَلب وتفكيِر كلَه مع الليّـث
زفّرت وهي تشوف أوس تو يرد على سؤالها عن الليّـث " للحين على حاله ، اول ما يصحى ببلغك "
ام الليّـث وهي تشوف كيان تسكّر جوالها ؛ وش قال ؟
كيان وهي ما تناظرها لجل ما تبكي؛ للحين على حاله !
ام ذيّـاب بحزن ؛ الله يسامحهم اللي ما نقَدر نشوفه ، يطّلعون هالرجال اللي عنده ساعه ما يضرهم !


بين ضلع وروحWhere stories live. Discover now