البارت الواحد والثلاثون

2K 18 0
                                    



الليّــث بسخريه ؛ وانت تشوف هذا كله ولا تسأله وش فيه ؟ اخوك ذا !
ذيّــاب بطقطقه ؛ اسكت لا اصرعك الحين ، نفسيه ما ينحكى معه الزفت !
سكت الليّــث لثواني وهو يتصِل على يَـاسر ؛ ايَـوا ياسر
ياسَـر ؛ آمر ولد العم
الليّــث ؛ وينك مختفي ؟
ياسَـر ؛ موجود ، ليه ؟
الليّــث بهدوء ؛ تعَـال بـ الجلسه اللي قِدام الكوفي القديم !
ياسَـر باستغراب ؛ انت خرجت ؟
الليّــث بسخريه ؛ لا استناك تخرجني ، لا يكثر هرجك وتعال !
ضحك ياسر بسخريه؛ تآمر جاييك !
لف الليّـٰث وهو ينسِدح على ظهره ، ابتسم بخفوت من رسَـاله من كيَان " الساعه صارت ١٠ ، ما عندك بيت ؟ "
ضحك وهو يرد عليها بـ " لا " ، سكر الجوال وهو يحطه على صدره
ذيّـاب بغمزه ؛ يالابتسِامه اللي شَقت الوجه يارب ترزقنا !!
ضحك الليّـٰث وهو يشِوف يَـاسر يمشي من بعيَد لعندهم ، جَلس ياسر بـ جنب ذيّــاب وسرعان ما كشّر من لف ذيّــاب عليه وهو ينفث الدخان بوجهه
ذيَـاب بروقان ؛ ياهلا بالنبض والحب
ياسر بتكشيره ؛ فكني منّك تكفى ، ها ليّــث
ضحك الليّــث وهو يلف عليه : وش فيك قاطع ؟
يَـاسر بغمزه ؛ والله مشغول مع الحب !
ذيّاب بطقطقه : انا شاك فيك من زمان والله ما استبعدها عنك ! طول وقتك تفكر وتدندن وش صايبك ؟
اشر ياسَر على قلبه بهيام ؛ صابني سهَم هنا ياخوك ، مغروس بالحيل !
الليّــث بجمود ؛ ارفع علومك اقول وكانك عارف بتميل من هنا والا من هنا تزوج !
ضحك ياسر وهو يغير الموضوع ؛ امزح معاكم بس انتو صايرين تطّفشون الصراحه !
زم الليّـث شفايفه بشك ؛ عيّني عليك ياحب ، انتبه لنفسك
ضحك ياسر وهو يمثل الخوف ؛ يامامي تكفى ، اقول انا ياسر ترا
الليّــث بسخريه ؛ وانا الليّــث ! ، ذياب وش رد عليك قاسم ؟
ذيّــاب ؛ جاي بالطريق !
هز الليّـٰث راسه بـ زين وهو يلف راسه للجهه الثانيه رفع راسه بتذكِر ؛ ارجع لشغلك من بكرا سامع ؟
ذيـاب بنسيان ؛ يوه ذكرتني ما ارسلت للي عندي ان بكرا بنرجع نداوم !!
الليّــث وهو يجلس ؛ ياسر قم جِيب العود
ضحك ذيِٰاب من تعقيده الليّٰـث لحواجبه اللي تدَل ع الالم ؛ لا تكابر ياورع !
الليّــث بسخريه ؛ الورع ابـو
ياسر بتحشَيٰر ؛ ابو مين ؟
الليّــث وهو يكبح ضحكته لجل ما يقلل من مقدار عمه :: ابو العدو !
ابتسم ياسر وهو يقوم لسيارته يجيب العِود ، رجع وقاسم بجنبه
مد الليّـث ايده وهو يآخَـذ البكَـت حق ذيّــاب
مسك ذيّــاب ايده وهو ينزعه ؛ لا ياحبي معليش ، تبغى ادخن عنك ؟
الليّـٰث بسخريه ؛ هات لا اقوم لك
هز ذيَـاب راسه بالنفي ؛ والله ما ندري من اللي بيقوم لـ الثاني ، اركَـد !
الليّــث بتعجِب ؛ اضربني تكفى ؟
ذيَـاب بتعجَب اكثر؛ اكسر راسك ترا !
الليّـٰث وهو يضغط على ايد ذيّــاب ؛ ذيّــااب !
ذيَـاب بعناد وهو يضغَط على ايده : ليَـــث !
اتكـى ياسر وهو يناظرهم ؛ ايوا لوين بتوصلون ؟
قَٰاسم بطقطقه وهو يتكي على ياسر ؛ من اول كف يلا !
ضحكوا ذيّــاب والليّــث وهم يلفِون عليهم ، تشابكوا شوي وهم يضحكون ويهرجون من زمان ما تجمِعوا وفّرغوا كل الشِوق بهالجمعه
_

<< بــيت الليِـــث >>
جَـالسه بتملل وهِي تنتظر الليّــث ، ناظرت بـ شكلها لثِواني وهي تعدل شعَرها ، اخذت نفَس لثواني وهي تنتظر رجوعه بتملل ، ام الليِــث مشيت لـ بيتها اليوم بعد ما صار الليّــث يمشي ويخرج احسن من اول
توردتِ ملامحها خجل وهي تتذكَـر من رفِضت القهوه وهي تقول انها ثقيله عليها اليوم ، وابتَسمت ام ذيَـاب مباشره وهي تقول " شكلو لنَـا حفيَـد يشِيل اسم الليّــث بالطريق يا جواهر ! " لحد الحين تتذكر شكل ام الليّــث اللي ابتسمت تلقائياً وهي تناظر فيها واردفت بـ " يارب ، حامل يا كيان ؟" ، شهقت برعب من اللي حاوطها من خلفها ؛ ارعبتني !
اللّــيث بابتسِامه وهو يشوف ايدها على بطَنها ووجها احمَر ؛ وش اللي عندك ؟
سكتت وهي تشتت انظارها بعيد ؛ تعشيت ؟
هز راسه بـ ايه وهو يقبّل خدها بتقصَد للاحراج ؛ حامل اجل ؟
وسعت عيونها وهي تحس بمغص ببطنها ؛ كيف !
ضحك الليّــث وهو يرجع نفسه للخلف ؛ سَر ، والله عجبتني الكلمه وش رايك انتِ ؟
كشرت وهي تناظره ؛ لسه صغيرة !
الليّــث وهو ينزع تيشيرته ؛ كأني ما ادري يعني ، بس وش قصدك يعني صغيره على وش بالضبط ؟
وسعت عيونها وهي فاهمه قصده انه يقّرب منها ؛ والله قصدي اللي فهمته !
ضحك بسخريه وهو يدخل الحمام ؛ يصير خير ان شاء الله !
ابتسمت وهي تعدل شعرها بروقان ، خرج وهو يشوفها تلعب بشعرها ، ضحك بداخله وهو ينسدح على بطنه ، اطلق تنهيَده خفيفه لان ظهَره يوجعه فعلياً ، تمددت وهي تجلس بجنبه ؛ اللي ما يسمع كلام كيان كذا يصير فيه !
الليّــث بسخريه ؛ وش يصير فيه !

كشرت وهِي تضغط على ظهره بخفيف ؛ يارب تكلّمني يوم واحد بس بدون لا تطقطق ، والله تزعلني !
ضحك وهو يسنَد راسه ؛ طيب بس ظهري يوجعني ترا !
ابتسمت وهي تضغط عليه بخفيف ؛ نَام ويروح !
الليّث بتذكر ؛ ملكة خوله الاسبوع الجاي ترا
كيان باستفزاز ؛ ادري من قبلك !
ضحك على اسلوبها وهو يعطيها على قد جّوها بالحكي
_

<< بيَـت عبدالرحمن >> جَـالسّه بغرفتها وهي للحين مصُره على قرار تنَـزيل هالطِفل ، دخل عبـدالرحمن وهو يناظرها لثواني ، صّد وهو يخرج بدون لا يتفِوه بـ اي كلمه ، هي عنيِده بس ما بتجي بعناده ابداً
نزل وهو يلعب مع ميهاف اللي مبوزه وتشتكي له عن امها دائمه الزعل حالياً
ميهاف بتفكير ؛ ماما تكَرهنا ؟
هز عبدالرحمن راسه بالنفي ؛ لا بس البيبي يتعبها شوي ، نعطيها راحه ؟
هزت راسها بـ ايه وهي مقوسه شفايفها بزعل لان جميله ما صارت تلعب معاها ، ولا تقربها وطول وقتها زعلانه وبالها مشغول ولا كأنها عندهم
_

<< بيَـت العميَــد >> تكِـورت على نفسها وهِي تبكي وشتائـم ابوها ما تروح عن بَـالها ، وصلت فيه يلعن نفسه وتربيته لها وهو ما اعطاها مجال تبرر لو بكلمه وحَده ، رماها بالغرفه وقفل الباب وهو يخرج ، كانت تسمع صراخه من الاسفل وما تدري حَرقته عليها ولا على ثِقته بـ أوس ، يتراكم عليها شعور بالذنب من غبائها اللي ضّيعت فيه نفسها ، وظِلمت أوس فيَـه ، كيف بتقدر تبرر لابوها وهو وقت غضبه حتى لنفسه ما يسمع
بتطّول هالهرجه كثير وتعرف ان ابوها متسامح بكل شيء لكن كَونه رجَال عربي شرقي بعد ما بيرضى يمّس شرفه وبنته حتى الشِوك وما بيكون متسامح بهالموضوع ابداً ، للحين تتذكر جمود ملامح أوس من ارتفعت ايد ابوها تصِفعه بـ قوه هزت اركان الغرفه مو بس فكّه ، رغم ذلك هادئ وجدًاً
، رميت شنطتها ع الارض وهي تبكي ، تحس بـ كميه رخص مو طبيعيه تجتاح نفسها وتأنب ضميرها ، رمت نفسها ع السرير بعدم وعي وسرعان ما غفِت من بكاها
_

<< الصَــباح ،بيَـت ابِـو قاسم >>
ابَـو قاسم وهو ينادي على خوله ؛ يا خَــوله !
نزلت من الدرج ركض لجل ما يعصب؛ جيت والله جيت !!
جلست ع الطاوله وهي تفطر معه ؛ وش فيه محمد معصب اليوم !
ابو قاسم ؛اقول الولد وخالته جايين اليوم ، اجهزي يمكن يشوفك !
وسعت عيونها وهي تناظر ابوها ، شرقت تلقائياً بالمويه اللي كانت تشربها ؛ لاا لا لا لا !!
ابو قاسم ؛ اقول اركدي وش اللي لا ! صرتي خطيبته رسمي وملكتكم الاسبوع الجاي بعد !
خوله برجاء ؛ الله يخليك نأخرها والله بدري !
ابو قاسم ؛ الحين انتِ مو وافقتي على الرجال ؟ والرجال عنده شغل برا لجل كذا مستعجل !
خوله ؛ طيب عادي يروح يخلص اشغاله بعدين يرجع ليه مستعجل !
اتكى ابو قاسم بطقطقه ؛ لا يا شيخه ؟ انتِ وافقتي وانا اعطيت الرجال كلمه وش وجهي الحين ارجع اقول له أخر الموعد شوي ! لا ملكتوا تتفاهمون سوا !!
قوست شفايفها لثواني بتفكير وهي ما ودها تتناقش ابداً ؛ طيب !
صعدت للاعلى بعد ما انتهَت من فطورها وهي تتكي ، ما تعرف عنه الا شكله واسمه لكن ما تعرف شخصيته ولا اسلوبه ، سمعت من قاسم انه رجال كفو وينشد فيه الظهر لكن ما تدري هو مثل ما يوصفون او عكس ، زفرت وهي تطقطق بجوالها بعدم اهتمام ..
_

<< بيَـت الليّــٰث >> فتحت عيونها وهِي تحس بعَدم وجوده ، رفعت حواجبها لثواني وهي تقوم ، اخذت لها شاور وهي تبدل ملابَسها ، نَزلت وهِي تشوفه جالس يضرب بـ ايده ع المَـلف اللي جابته له ام قَـاسم
حَس بـ انها جات تمِشي ؛ فطِورك بالمطبخ ، سوي لي قهوه !
هزت راسها بـ زين وهِي تدخل المطبخ ، مرت نص سِاعه وخرجت وهِي تطرح القهوه قِدامه ، كان مشغول بالاوراق اللي قِدامه ومو منتبه لها ابداً
رفع جواله وهو يدق على يَـوسف ؛ حمزه موجود ؟
يَـوسف ؛ سمعت انه مشى من الرياض ، تبيه ؟
الليّـث ؛ ما يردّ علينا ، جيبه من راسه !
يَـوسف ؛ تآمر ، تبي شيء ثاني ؟
الليّـث ؛ لا ، عجل !
ترك جواله وهو يناظرها ؛ جيبي اللابتَوب من المكتب ، وجيبي اللي جنبه !
ناظرت فيه لثواني باستغراب وهي تقِوم ، ضحكت وهي تشوف اللابتوب واللي بجنبه بكت الدخان ، ضحكت وهي تآخذ اللابتوب بدونه ، خرجت من الباب وهي تشوفه يناظرها
الليّــث ؛ ارجعي هاتيه
كيَـان بتمثِيل للبراءه ؛ بس مافيه شيء جنب اللابتوب ؟
الليّــث ؛ لا تستعبطين على رأسي ، ارجعي بسرعه !
زمّت شفايفها وهي تناظره ؛ ابرجعّ اللابتوب اجل ! مافيه شيء ليه ما تصّدقني !!
الليّــث ؛ تعالي طيب !
ناظرت فيه لثواني بشّك ؛ احلف ما تسوي شيء !
الليِـث بتمثِيل للقروشه ؛ عندي شغَل مهم مو فاضي للعب البزران حقك !!
كشرت وهي تمشي لعنده ، رمت اللابتوب بجنبه وهي تقرب بتمشي ، تمدد وهو يمسك ذراعها بقوه يرجعها لجنبه
كيان بغيَض ؛ اتركني مو فاضي للعب البزران حقي !

ثبتها بقوه وهو يناظرها ؛ بتهجدين ؟
ناظرت فيه بحنق ؛ لا ، ابعد ترا اضرب ظهرك !
ضحك بسخريه لثواني ؛ فكّي نفسك بالاول ثم فكّري تضربيني !
كشرت وهو مثبّتها عليه بقوه ، طيّحها بجنبه
كيان ؛ اتركني !
الليّـٰث ؛ لو بتركك ، بتطيحين ع الارض ، حضني والا الارض !
كيان بعصبيه ؛ الارض طبعاً ، اترك !
ضحك وهو يمثل الخوف ؛ يعني كذا معصبه ؟
كشرت وهي تحاول تفك ايدها ؛ ايه معصبه ومرا بعد ! اترك !
الليِــث ؛ تراك اوجعتي ظهري ، لا تتحركين واجد !
كيان بحُنق ؛ احسن والحين اتركني ! تبي دخانك روح جيبه انا ما اعيِن على المنكر !
ناظر فيها لثواني بتمثيل للذهول ؛ الله يزيدك ايمان يارب ، اقول ما ودك تخرجين ؟
كيان بشّك : انت لك كم يوم مو عاجبني ،ليه تبغى تخّرجني من البيت ؟
ابَـتسم بخفوت وهو يشتت انظاره بعيد ؛ الحب بتجي ما ودي تشوفينها !!
كشرت وهي تقوم عنه : اشبع فيها انا خارجه اليوم اساساً !!
الليّــث وهو يفِتح اللاب توب ؛ مع مين !
كيَـان ؛ مع ابويا عندك شيء ؟
الليّــث وهو يمد خده ؛ اضربيني احسن ؟
كشرت وهي تقلده بملامحها وتدخل جوا ، ضحك غصب وهو كان متقروش من اشغاله لكن استفزازه لها يكفي يرّوقه سنه قِدام
تهاوش مع عمه ابِو قاسم تو بعد ما انتبه ان فيه خلل بالصفقه بتخسّرهم ٤ فروع لو ما اتفقِوا مع حمزه بسرعه ، بتنحدر ثروتهم للارض واحتمال تختفي من فداحه الغلط اللي وقَع عليه ابو قاسم بدون لا يقرأ كامل الشروط وكامل الخطه ، كانت ثقته بـ حمزه تِامه ووقت ما سّلم لـ الليّث الملف لجل يتعاقد مع حمزه بالشرقيه ، سأله الليّــث اذا يبي منه يراجعه او يشوفه لكن عمّه قال له روح اتفق مع حمزه وبس انا شفت كل شيء رفض بالبدايه انه يوّقع على شيء ما راجعوه ، لكن ابو قاسم اقنعه بـ جملته " تشّك بعمك يا ليث ؟ داخل هالمجال قبلك بـ ٣٠ سنه وفوق، لا تشكك فيني تعتبر قله احترام منك "
زفّر بضيق لكن رغم ضِيقه يدندن بروقان لانه استفزها
_

<< عنَـد ذيّــاب بالدوام >>
خَـرج من مكتبه وهو يشوف جيلان تحاكي احد
جيلان ؛ وربي ما كلمّني والله العظيم ، اكيد نايم !
ابـو أوس بقلق ؛ لا فيه شيء له يومين ما شفته ، متى اخر مره كلمك فيها ؟
جيّـلان بتهدئه ؛ يا حبيبي اسمعني طيب ، امس طرحني بالمول وقال بيقابل صاحبه وبيمشي ، يمكن رايحين سوا !
ابَو أوس ؛ وش اسم صاحبه ؟
جيِـلان بمحاوله للتذكر ؛ تميّم او صابر ما اذكر بالضبط ، بس اكيد مافيه شيء لا تشك على طول الله يهداك !
ابَو أوس ؛ بيذبحني هالولد والله بيذبحني !
ضحكت وهي تلف ؛ بسم الله عليك بعدين أوس مو بزر لجل تداريه هالكثر !
سكتت لثواني وهي تشوف ذيّـاب واقف ويطالعها
بلعت ريقها بتردد ؛ اذا رد عليّ اكلمك ، طيب ؟
ابو أوس بقهر من أوس اللي ما يرد عليه ؛ طيب ، انتبهي لدوامك بارك الله فيك !
ابتسمت وهي تسكَـر بخوف واضح بعيونها منه
انتبه على نفسه وهو ما يعرف يجمع كلامه لانه كان مفهّي ، ضرب الملف بـ ايده الثانيه ؛ هذا لك ، خلصيه ورجعيه !
ناظرت فيه لثواني وهي تشوفه يتِرك الملف ع الطاوله والواضح انه متوتر او متوهق ما تدري ، مشى بعيد عنها وسرعان ما ضحكت وهي تاخذ الملف بخفوت ؛ ليه تضرب الملف بايدك طيب !!
_

<< بيَـت ابِـو أوس >>
دخَـل وهو يحس بـهموم الدنيِا كلها فوق كتفه ، تسكرّت كل الابَواب بوجهه وهو مو قادر يوصل للعميَد يبرر له ، حاول يعرف الاشخاص اللي كانو بالعماره ، بالمول ، بالشوارع ، سهر طول الليل وهو يتفرج كاميرات المراقبه وبكل وحده يزيد احباط وخيبه انه مو قادر ياخذ دليل ملموس للعميد ، يعرف ان العميد يتفاهم بكل شيء ، الا بنته
محتار وجداً كيف العميد انفعل مباشره وكأنه كان يدري بوجوده ويستنى يصدق انه موجود بس ، كيف فسّر الموضوع كله بهالشكل ما يدري ، اخذ نفس وشعور الذنب يتراكم عليه كل ما تذكرها هو السبب بـ انه ما قدر يحميها من البدايه ، ما منعها تخرج مع اللي جاتها ، ما وقّف وقال لها تأكدي بالاول ، يشتم غبائه وجداً وتفكيره اللي ما كان بمحّله واستقّر على مبادئه بدون مصلحتها " بـ اي صفه يكلمها ، وبـ اي صيغه يأمرها "
رفع عيونه من انتبه للشيء اللي ضرب صدره ، ابتسم بفهاوه وهو يحاول ما يبين شيء ؛ آمرني !
ابـو أوس بغضب ؛ وينك فيه !
أوس وهو يآخذ الحجره اللي رماها ابوه على صدره ؛ موجود !
ابـو أوس بسخريه : لا يا شيخ ! والله ما شفتك وش عندك ما ترد !
أوس ؛ الشغل وما انتبهت للجوال !
ناظره لثِواني بـ شك ؛ لا هذا مو أوس ،وش عندك ؟
ابتسم أوس وهو يشوف امه جايه وبـ ايدها صِينيه شاهي ؛ جيتي بٰوقتك يالغاليه والله !


عَرف ابـو أوس ان فيه شيء خطأ جالس يصير ، أوس ما يرجع كتوفه للخلف بهالشكل الا اذا كان متورط بـ شيء ووده يوضح العكس ، نفس تصرفاته زمان بالضبط
جلس وهم يتحاكون بمواضيعهم العائليه لمُده طويله
أوس بتفكيـر ؛ امي ،الحين الظن اللي يصير عكس شلون نبين انه مو عكس ؟
ابو أوس بطقطقه ؛ جب دليل وتبين ، استخباراتي بعد ما تعرف ؟
ضحك أوس ؛ لا اعرف ، بس كيف الطريقه ؟
ام أوس وهي توقف ؛ يا مواضيعكم هذي اللي ما احبها ، بقوم اسوي الغدا قبل لا ترجع جيلان !
جلس ابـو أوس قدامه وهو يرفع اصبَعه ؛ اسألك بالله تقول وش صار يا أوس !
انلخم وهو يناظر اصبع ابوه اللي قدامه ؛ بسم الله عليك وش السالفه !
ابـو أوس ؛ بسرعه انت مو عاجبني ، قل وتلقى الحل انا ابوك مو غريب !
زفّر أوس وهو يعرف ان مافيه احد بحكمه ابوه ، وما احد بيساعده غيره ؛ صارت سالفه ، وانحطيت بموقف الشك !
ابو أوس ؛ عطني بالقلم نشرح لا توصف لي كذا !
تنهد وهو مو قادر يناظر ابوه من شِده خجله ، حكـى له عن بنت العميد وكيف انه شّك بالوضع وراح وراها ، حكى له لحد ما وصل لـجُزء العماره وانه دخل
ابـو أوس بتفكير ؛ انت دخلت ، وجاء احد ويظن انك انت اللي كنت معاها ؟
هز أوس راسه بـ ايه وهو يغطي وجهه بـ ايده بقهر : مو اي احد ، ابوها ! العميد نايف !!
ضرب ابو أوس كفوفه ببعض ؛ ياليتك قلت اسم ثاني ما جيت من الجرح ، ووش سوا !
أوس بسخريه ؛ تصّور معانا ! ، اكلنّي كف يحبه قلبك والله ، وسحبها معه !!
ضحك ابِو أوس بتهدئه ؛ ما عليك يحلها الله ،انت مو ناوي زواج ؟
وسع أوس عيونه وهو يناظر ابوه ؛ ابوي انا اجيك يمين تجيني يسار ! فاضي للزواج انا !
ضحك ابو أوس ؛ ايه فاضي ، والعروس بتحّل لك المشكله !
ناظره لثواني وسرعان ما رجع جسده للخلف : لا تقول بنت العميد تكفى !
هز ابو أوس راسه بـ ايه ؛ ما شفت البنت انت ! عيب عليك استَح !
اوس بغباء ؛ مو اول مره اشوفها عشان استحي !
تلقائياً رفع ابو أوس ايده وهو يضرب راسه ؛ كيف مو اول مره !
أوس بتزفيره ؛ شفتها قبل بس شوفه شريفه عفيفه وبالغلط اساساً والله !
ابِو أوس ؛ خلاص اجل يا أوس مالك عذر ، بعدين اكيد البنت ما يعيبها شيء واهلها ناس طيبين !
أوس بذهول ؛ ابوي انا جالس اقول لك ساعدني اصّلح الوضع بيني وبين العميد ، تجي تقول لي روح خذ بنته ! عشان يشّك فيني اكثر !
ابِو أوس وهو يـدري بـ مُخ أوس اللي مستحيل يفكّر بالصح وقت التوتر ؛ أوس ،انت شفت بنته بـ وضع ما يرضيك ولا يرضيه صح والا لا ؟ حتى لو ما كنت انت اللي معاها لكن انت شفتها والعميد يغفر انك مو انت لكن ما يغفر شوفتك لبنته بذاك الوضع اكيد ! نروح ونطلب البنت من ابوها ونفهمه الوضع وتكبّر بعينه اكثر انك مارضيت انك تشوفها وهي مو محرم لك !
هز أوس راسه بالنفي ؛ مستحيل اربط نفسي بهالشكل ، زواج ذا مو لعبه !
ابو أوس ؛ بكيفك ، وانا شاك فيك اساساً من طريقتك بالحكي عنها ، ومن قلت انها مو اول مره تشوفها زاد شكّي فيك اكثر يا أوس ، اذا كان لها مكان بقلبك او عقلك فكّر فيه زين يمكن يكون كبير وانت ما استوعبت ، واذا تبغى نصيحتي ، دام البنت شريفه وانت عارف بشـرفها واهلها ناس محترمين ومعروفين ما يعيبها شيء ، - ضحك
يليّن الموضوع ويهدئ أوس المصدوم - واذا ع الجمال والكمال لو تفكّر فيه ، امك تروح تشوفها ودام ابوها العميد ما اتوقع بتكون شينه !
أوس بعدم وعي ؛ هي كامله والكامل الله ، بس انا اشوفها بنت العميد مو شيء ثاني !
ضحك ابو أوس وهو يضرب على صدر أوس جهه قلبه ؛ اقدر اقول هي هنا والا ما اقدر ؟
وسع أوس عيونه وهو يناظر بـ ابوه اللي مشى عنه بذهول ، كّيف لف الموضوع كله ووصله للزواج ما يدري ، ما يتصّور نفسه والعميد ابو زوجته ابداً ما ينكر انه من اول ما شافها حس بشيء ، وجات بباله بعِز انشغاله بـ اوراقه لكن ابداً مو متخيل نفسه يتزوج اساساً مو العيب فيها ، زفّر وهو يرجع جسده للخلف بعدم معرفه وابوه بدل لا يعطيه الحل مباشره ، رماه بـ متاهه مالها مخرج ..

<< بيّــت العمــيد >>
تكِورت على نفسها وهي تبكي ، دخل ابوها اول وهو يهاوش ، ما فهمت من كلامه شيء لان صوته مقهور وجداً ، تفهم قليل " يا خساره التربيه والثقه ، سّودتي وجهي ، والله لا احرقك واحرقه "
كانت تحاول تتكلم وتبرر له وبكل مره تحرك شفايفها لجل تنطق يصّرخ بوجها يسكّتها
بتحس انها بتمّوت من شده قهرها والشعور اللي تحس فيه لكن ما بايدها حيِله ، تشتم نفسها وغبائها ولو ابوها يسمِح لها ع الاقَل تتواصل مع جَود لانها كانت معاها ، وسمعت الحرمه اللي جات تناديها ! بيهاوشها على غبائها وانها راحت وراها لكن ع الاقل يفهم انو ماهي مثل اللي يظنها
تدَعـي بـ اي معجزه تصيِر تفهم ابوها انها مو غلطانه وان أوس ماله دخل ، لاول مره تحس بـ الذنّب تجاهه وجمود ملامحه بعد الكّف يحسسها انه مو راضيّ بس ما بايِده شيء ، تحس بالعَار تجاه نفسها ، تتذكر لمساته المقرفه للحين تحرقها من كثر القرف والشعور اللي حست فيه وقتها
دخلت تآخذ لها شاور للمره الخامسَـه بهاليِـوم وبكِل مره تتخالط دمِوعهَـا مع المِويا اللي تنهمّر فوق راسها لحد ما يبقى فيها حيل تبكي اساساً
_

<< بيَـت ابِـو قاسم ، المغَـرب >>
وقِفت بتوتر وهي تحس بـ مغص مو طبيعي بـ بطنها ، ابتسمت وهي تناظر نفسها برضى ، مرتاحه شوي لانها بتقابل خالته واخته بس مو شخَصه ، لكن برضو متوتره ..
اخذت نفس عميِق لثواني وسرعان ما فزّت من دخلت مشاعل الغرفه
مشاعل بضحك ؛ يلا الناس تحت !
خوله برعب ؛ خالته كيف ؟
مشاعل ؛ طيّـوبه تجنن وتسأل عنك من اول تقول من كثر ما تولين تمدحها ودي اشوفها الحين بأسرع وقت !
خولَه ؛ اه بطني تكفين ، كيان وجميله جو ؟
مشَـاعل ؛ جميِله تحت ، جاء الليّث بس كيان ما جت !
رفعت خوله حواجبها باستغراب ثم ضحكت ؛ لا تكون حامل من جد !
مشاعل ؛ لا وين بدري عليها !
ضحكت خوله وهي تعدل شكلها ؛ كيف ؟
مشاعل وهي تحصّنها ؛ قمر ١٤ والله ياحظ مشعَل !
ضحكت خوله بخجل وهي تعدل نفسها للمره الملَيون هاليوم ، اخذت نفس وهي تنَزل خلف مشاعل وتحس بـ مغص مو طبيعي ببطنَـها
_

<< مجَـلس الحـريم >>
ابتسَـمت "فاطـمه " ؛ وين العَروس حقتنا يا ام قاسم !
ام قَـاسم بابتِسامه ؛ جايه ان شاء الله ، بس مو كأنكم مستعجلين شوي ؟
فاطمه بضحك ؛ والله مشعل اكَل راسي من يوم جيت للحين وهو متى بتروحين متى بتروحين مدري وش فيه مستعجل !! بس شغله اللي برا مقروشه وشكل ما وده يروح لحاله !
ابتسَـمت ام قاسم وهي تشوف خَوله داخله ، قامت فاطمه وابتِسامه عريضه على وجَـها ؛ يا هَـلا بعـروستنا !
توِردت ملامحها خجل وهي تسلم عليها ، تو ما خطِبوا ولا ملكوا ولا سوو تحاليل شلِون عدتهَـا عروس لهم من البدايه
فَـاطمه وعيونها ما نزلت عن خوله ؛ متِى تبون العرس ان شاء الله !
وسعت خوله عيونها لثواني وسرعان ما خزّتها ام قاسم بعيونها
ام قَـاسم بابتِسامه ؛ عند الرجال هالمواضيع مالنا فيها !
ابتسمت فاطمه وهي كل شوي تسولف مع خوله اللي لسَانها ينربط من شِده حياها ، نظرات كثيره متشتته بين جميِـله ، وتولين
عضت تِولين شفايفها لثواني وهي تحس انها شيء قَـذر جداً جالس بـ وسط هالمجلس ، رغم ان جميله ما ابدت اي اهتمام لها ونظراتها عاديه لكن تحس انها نظرات استحقار بشكل ما تدري ليه
اخذت نفس ووجها يتغيّر لونه ، ودها تمسح الماضي وعبدالرحمن والغلطه اللي غلطتها وطلعت نفسها قذره بهالشكل بعيون جميله
_

<< مجلَـس الرجَـال >> ابِـو قاسم بابتسِامه ؛ على بركه الله !
ابتسم مشعل لانه صار قريب منها جداً ، ما يدري ليه من اول ما شافها شغِلت مخه وعقله رغم انّه انسان لعّاب بمعنى الكلمه ومشاعره دائماً مؤقته ، يحب تسليه يومين وبس ، لكنها اشغلته كثير ويحس انه بحاجه للاستقرار خلاص ، خصوصاً انه بيسافر بعد شهرين لـلخارج وما وده يروح لحاله ابداً ..

بين ضلع وروحWhere stories live. Discover now