البارت الثالث والخمسون

1.6K 20 0
                                    



ابتسمت جميله وهي تو بتتكلم وسرعان ما انقّلب وجها وهي تشوف عمامها خارجيّن من المجلس وواضّح عليهم الاستعجال
جميّله باستغراب ؛ شفيهم ؟
زادّ توتر ام قاسم وهي تصرخ ؛ يا محمّـد وش فيه !!
ابو قاسم مو قادر يتكلم ابداً ، رد ابو ذيّـاب بداله وهم يخرجون ؛ ما فيه شيء اجلّسن !
زمّت مشاعل شفايفها وهي تحسّ بـ ضيق لثواني ؛ بسم الله !
ام قاسم بتّوتر ؛ المفروض لهم نص ساعه واصلين ، وش هالتأخير !
ام ذياب بتهدئه ؛ يمكن قطع عليهم البنزين ، يمكن ما طلعوا بدّري !
ام قاسم ؛ قبّل ساعه كلمني قاسم وهم بالسيارهّ ، واصلين المفروض !!
ام الليّـث وهي تخّز ام قاسم من تّوترت مشاعل؛ بشويش يا ساميه مافيّهم الا العافيه شفيك !!!
_

<< بـ المستشـفى >>
واقفِين كلهم وكل واحّد حالته اسوأ من الثاني من شِده خوفهم على قاسم
الليّـث ماسك ياسر اللي يكِره حوادث السيارات دائماً وابداً ، اعز اصحابِه توفـى بحـادث سياره ولجلّ كذا متعقّد منها جداً ، وذيّاب جالس ع الارض وعيِونه وشّوي وتطلع من مكانها من شده خوفه وترقّبه ، وباقيّ اصحابهم نفس الشيءّ التوتر مآكلهم تماماً
خرج الدكتّور وهو يبتسّم لهم بـ طمئنه من منظرهم : الحمدلله ما جتّ قويه بالحيل ، لو كَانت اقوّى بـ شوي على راسه كان ممكّن تصير مضاعفات خطيره ، بس كسور بـ اماكن متفّرقه لكن ما تضّر ان شاء الله !
زفّر الليّـث براحه وضحك تلقائي من حضنه ياسر ،شّد على راسه وهو يبوسه ؛ بشويش ياولدّ العم !!
ضحك ياسر وهو مو مصّدق ، منظر قاسم ما كّان يهيئ انه بيخرج من الحادث سليم بـ كسِور بس
ابتسم ذياب غصب وهو يشوف ياسر كيف مبسّوط وحّاضن الليث، اكثر واحد بيتأثر فيهم لو صار بـ قاسم شيءّ هو ياسّر لانّه فقد اعز اصحابه بـ حادث ، ما بيتحمّل يفقد ولد عمّه بعد بـ حادث بنفّس الطريقه
دخلوا ياسّر وذياب عند قاسم ، والليّـث يطمّن اصحابهم ويتطّمن ع اللي كانوا مع قاسم بـ السياره بعد ، انهّد حيله وهو يحاكّي هذا وذاك وبعدها استلموه عمّامه
الليّـث وهو يشرح لهم الحادث ؛ هذا الليّ صار ، وكلهم بخير الحين !
ابو قاسم بشبه غضب ؛ عديمين اهتمام كلكم ما تفهمون !
زفّر الليّـث والنقاش مع ابو قاسم ضايع تماماً وهو بحاله الخّوف ؛ اللي تآمر فيه !
دخلوا عند قاسم بعّد ما ضرب ابو الليّـث على كتف ليّـث وهو يتعداه ، زفّر من كل قلبه وهو يدخلِ وراهم
فتِح قاسم عيِونه وهو مو مستِوعب لثواني ، صِداع يذبح من قّوته
ابو قاسم بابتسامه خفيفه ؛ آخر الاوجاع ،ارتاح لا تحكّي !
تنهد قاسم لـ ثواني وهو يقّرب بيجلس ، اوجعه ظهره وكنسّل الفكره وهو يغمّض عيونه ، رجع نام بِدون لا يحّس بنفسه وابداً مو مُدرك الوضع اللي حوله
ابو قاسم بتنهيده ؛ واحد منكم يروح بيتي ويبلغهم ، وروحوا ارتاحوا خلاص !
ياسّر : انا اروحّ لانيّ بنام هناك ، روحوا ناموا انتو !!
خرجّ ياسر يسبقهم ، وخرجوا بعده ذياب والليِـث
ذياب ؛ ليّـث
رفع الليّـث عيونه وهو يآخذ شماغه من سياره ذّياب ؛ سمّ
ذياب ؛ تعال معّي اوديك !
هز الليّـث راسِه بالنفي وهو يشوف يوسف جايّ بـ سياره الليّـث ؛ جاء يوسف ، روح ارتاح
نزل يِوسف وهو يحاكّي الليّــث ؛ روح انتّ ، انا عندي كم شغله بالمستشفى طيب ؟
الليّـث باستغراب ؛ فيك شيء ؟
هز يوسف راسِـه بالنفي ؛ خالتّي لها كم شّيء هنا ، آخذه وبعدين بمشّي !
زم الليّـث شفايفه لثواني ؛ زين ، انتظرك ؟
هز يوسف راسه بالنفي ؛ تسلم ، سيارتي هناك !
مشى الليّـث لسيارته وهو مهلوك ، طاقته صفر تماماً
_

<< مكِـان ثـاني ،مسجّـد بعيِد عن مسكّن اي احد من شخصِيـات روايتنا >>
جِالس وعيونه حمّرت من كثر تأمله ، يبيّ يبكي بَس بـ ايّ حُجه ، مُذنب ويا كبر ذنبه ، يعالجّ الخطأ بـ خطأ مثل عادته وزادت اخطاءه كثير ، تعّدته لغيره وتضرّهم اكثر مما تضّره
ارتاّح شوي انها صارت حرمه ، لكنّ وش يفيد وهم شككوا الكّل فيهم لانه وقّع ووجهه مقلّوب ، وهي اكثر منه ، حتى ابو مشعّل اللي مو من عادته الشكّ شك فيهم بـ شكل غريب ، حُبهم اكبر من انهم يِوقعون على عَقد زواجهم وكل واحِد وجهه اسود مثل الليّل
بكى من كّل قلبه ، يا كُبر عجزه قدام رغبته ، انهَزم بـ جرعه وحده بسّ ، بدلّ لا يحكّمه ضميره بـ انه يعالج خطّاه بـ استسِلامه لـ رغبته وأذيّته لـ تولين بـ انهم يتفاهمِون ويجلسون عاقليّن ، عاتبِه ضميره لِدرجه انه يرجع يآخذ اي جُرعه لجل تنسّيه اللي سواه بعدّم فائده وهو كل ما انتهّى مفعول الجُرعه رجع لـ واقعه وزاّد الندم ضعِفين عليه
يحّس بـ روحه بتخّرج من كثر ضغطه على نفسّه واعتكافه بـ المسجّد لجل ما يخرج ويرجع لـ المخدرات بِشكل اسوأ من اللي قبله ..

كّل ما داهمِته الرغبِه بـ المخدرات شافّ المصحف او الامِام قدامه ويصحِى فيه شيّء بسيِط يكبّر بـ تأمله لحد ما تهجّد الرغبه السيئه اللي فيه
جاء الامّام وهو يجلس جنبه من شافه يبكيّ ولا هو قادر يمسك نفسه ابتسم له بحنيّه وهو يمسح على راسه ؛ قل لا اله الا الله يا ولّدي !
بكى عمّاد بعدم قُدره وتمالك لنفسِه ، كان المسجّد شبه خالّي ، مو موجود غيره وغير الامام وبعّض المهموميِن مثله
دعِيوا له بـ الصبّر والفرج وهم بـما انّه بمسجِدهم ، يعتبِرونه اخوهم
جلّس الامام قدامه وهو يشوفه يبكّي مثل الطفل لكن يحاول يكتمه ، يتوجع من داخله ومين قِال ان الرجّال ما يبكي ، الا يبكّي وياقسِوه بكاه ما يبكّي الا على الشّديد المُستصعب
جلّس الإمام يخفف عنهّ ، ما سأله عن شيء لانه صار له وقِت طويل يجيّ هالمسجّد ولو كان يبّي احد يّدري كان قال همّه من زمان
قام عمّاد بعد ما تزعزع كيانه وداخله ، نصِحه الامّام بـ جُمله ساعدته كثير ، او نبهّته على كميّه قوته وصبره " انت اقِوى من اللي تظِنه ، لجئت لـ ربك يا عمّاد وما خابّ من دعى الرحمّن ، الله يفّرجها عليك "
حنى راسه ع الدركسِون وهو يفكر بـ تشتت وضيّاع ، حتى وقّت ملكّوا ما شافها واثنينهم غارقيّن بالحزن بشكل ما يستحقّونه
_

<< بيّـت ابِـو قاسم >>
دخلِ يـاسر وهو يسمع اصواتهم تناديه ، لبس الفروه عليّه وهو يغطي الدّم ويدخل بّتمثيل لـ الروقان ؛السّــلام عليكم يا معشّر المؤمنين !
ابتسمت ام ذياب ؛ وعليكم السلام ياهلاً ، شفتي يا ساميه انهم بخير والا ما جاء ياسر بهالروقان !
ابتسم ياسر وهو يحّك حواجبه لثواني ؛ يعني هو احنا بخير بس ما احنا بخير
مشاعل برعب ؛ قطعتوا قلوبنا قول !!
ياسر وهو يجلس وياخذ عُدي ؛ شوفوا انا انسان راسه مصدع ولا وده بـ بكي ونيّاح ، صار حادث بسيط بس ما مننا متضرر الحمدلله !
شهقت ام الليٌـث وهي تناظره ؛ مين !!
ياسر وهو ينزل عيونه لا تجـي بعيِون مشاعل لانه يعرف قِد ايش تحّب قاسم وحتى لو صابته حراره تبكّي ؛ قاســم ، بس سليم ما به شيء الحمدلله
شهقت ام قاسم ومشِاعل ما استوعبت للحين ؛ كيف قاسم ؟
ياسر بغباء ؛ نّط عليهم جمّل وجاء من جهه قاسم !
ناظرته مشاعل لثانيه بغباءّ وعدم استيعاب ، استِوعبت من شهقت ام قاسم وهي تصرخ وسرعان ما توسعت محاجرها تماماً وهي مو فاهمه كاملّ قصده وانه حتى روقانه كان لجل ما يخافون بـ الاول ، قام ياسر وهو يترك عدي مع امُه وانكشفت فروته ، وقِف شعر رآسها وهي تقوم عند ياسر تنزع الفروه عنه من شافّت الدم
ما قدرت تتكلم وهي تناظره بِذهول ، تجمعت الدموع بمحاجرها بعدم تصديق وهي تصرخ فيه ؛ وش صصصااار !!
ياسر بتهدئه ؛ ما صار شيّء وكلهم بخير والله ، حادث بسيط ع الطرف بس
تدخلت ام الليّـث من شافت ياسر مخروش من اخته ؛ بما انه جاء بهالروقان يعني ما فيهم الا العافيه ، الحين نتصل على عمك محمد وتتطمنين !!
جلست وهي بس تناظِر من هول الصّدمه ، بكت تلقائي وهي تغطي وجها بـ ايدها من عدُي اللي يصرخ بـ بابا ويتعلقّ بـ رجلها
جاء ياسر بجنبها وهو يضمّها ؛ والله بخيِر ما صابه شيّء ، لو صابه ما جيت وحاكيتك !! ، بس يصحى وانا اوديّك عنده بـ نفسي بس لا تبكين تكفين !!
سكتت من شافت عُدي مفجوع من بكاها وهي تمسح دموعها ، وتناظر ام قاسم اللي تحاكّي ابو قاسم وواضح انها شّبه تطمنت
ام قاسم بتنهيده راحه ؛ الحمدلله بخير كلهم
ياسر وهو يّلطف الجو ؛ ايه مو من اول مسيلمه الكذاّب اللي جالس يحكي !
ضحكوا ام الليّث وامّ ذياب وهم يلطفِون الجو معه ،مشاعل ساكته وايدها على فمها وحاضنه عُدي بس ، ملامحهّا لحالها تبّكي من شده الحزن
زفر ياسر وهو يبِوس راسها ويخرج ، بُمجرد بوسته لـ راسها انهمّرت دموعها وهي تغطّي وجها وتبكيّ
_

<< بيّــت الليِـٰـث >>
جّـالسه وتهز رجلها بـ تّوتر ، زاد تّوترها من شافت يوسف قبل شِوي جاي وأخذ سياره الليّـث ومشـى
لفت عيونها وهي كانت سرحانه لحد ما سمعت صوت الباب يتسكر ، فزت من مكانها وابتسمت من فتح ذراعه لها
حضنته وابتسمت من حاوط ظهرها وهو يقربها منه ؛ ليه تأخرت هالقّد !
باسها وهو يكتفّي بـ السكوت ، مشى فيها وهي بحضنه لحدّ ما صعدوا لـ الاعلى
كيان وهي تجلس ؛ وش صار
نزع ثوبه وهو يرميِه ؛ حادث
وسعت عيونها لثواني وهيّ تشوف الدم على بلوزته البيضاء ، ما كان واضحّ على سواد ثوبه ابداً ؛ شلون !
الليّـث وهو يرميِ بلوزته بعد ؛ جمل
كيان وهي شايفته كيف متقِروش ؛ كلكم بخير ؟
هز راسه بـ ايه ،
الليّـث وهو يقرب من الحمام ؛ جيبي مويا
قامت وهي تجيب له مويا ، دخلت وهي تشوفه واقفّ ويعدل شعره .
ترددت لثواني وهي تخاف تكلمه ويعصبّ لانه بـ المودّ ابداً ؛ ليث
جاء لعندها وهو يآخذ المويا من ايدها ،
الليّـث ؛ كيف اختبارك ؟


كيان بابتسِامه خفيفه ؛ يشبهك ، صوتك حلو !
ابتسِم غصب عنه ؛ يليّق بمقامك ؟
ابتسمت ؛ يّليق لو تعزِف لي ،ليه بخيِل علي هالقد !
ابتسم الليّـث
ضحكت غصب ؛ نام الحيّن بعدين نتفاهم
الليّـث بسخريه ؛ وانتِ وين بتروحين ؟
ابتسمت بغباء وهي كانت بتخرج لكنها غيّرت الموضوع ؛ بنام معاك وين بروح !
ضحك لانّها ما كانت بتنام لكِن رقعت الموضوع ؛ كويس بس !
زمت شفايفها لثواني وهي تنسدح ؛ جايّ بالشر الله يحميك !
الليّـث بطقطقه ؛ اهجدي وتشوفين الخير !
ابتسمت وهي تتربع ؛ ليّـث
ضحك وهو يجيّ لعندها ؛ عّز الله ما نمِنا !
ابتسمت وهي تسحبه مع ايده لانه واقف على طرف السرير ؛ تعال طّيب بحكيّك
جاء لعندها ؛ حكّيني
ابتسمت غصب ؛ الحّين انا اقوّل لو نأجل السفر شّوي ، زواج هيفاء ويوسف صار ا
الليّـث وهو يأشـر بـ ايده ؛ صار بعد اسبِوع ، عارفّ
ابتسمت غصب ؛ ايه صار بعدّ اسبوع عشان كذا ماودّي نروح على عجلّ ونرجع على عجّل
الليّـث ؛ حلويّن ، بس انا ما بظّل هنا لو اضعِف الايمان بخّرج دبّي
وسعت عيونها وهي تنحني لجل تقابل وجهه ؛ شلون شلون
ضحك غصب وهو يشتت انظاره بعيِد ؛ عاد بـ اختيارك يا تجينّ معي ، يا اروح مع العيّال والا يازين الروّحه وحداني !
كيان وهي تمسك شعره : والله يمدحون الروّحه مع زوجتك
ضحك الليّــث من قلب قَلبه ؛ ايه يمدحونها ، مع ام العيّال مستقبلاً !
تركت شعره وهي تمثل الجّديه ؛ ايه زينّ بس !
الليّـث ؛ ما لنا نصّيب من كرمك الحين ؟
ابتسمت بعبط ؛ وش ودّك وانا اقول تم !
ضحك وهو يقرب بيعتدل : بنت رجال ما ترجعين عن كلمتك
مسكته ؛ لا امزح معاك شفيك صدقت !
الليّــث وهو يضحك ؛ بيننا كلام طويّل الله يعيّن ، المهم العشاء ان شاء الله ماشيين !
ابتسّمت غصب ؛ تمّام ،
_

<< بـ المُستشفـى ، العشاء >>
تعّدل قاسم بـ جلسِته وهو يبتسم من دخّل عديّ مع ذيّـاب ؛ هِلا بالروّح !
ابتسم ذياب ؛ الله يخليّك له ، ما انفكّيت عن لسانه هاليومين يناديّ بابا !!
ابتسم قاسم بشبِه حزن وهو ما يقّدر يشيله لان ايده مكسوره والثانيّه كتفه مخلوع ؛ يا ضعّف ابوك الحين يا عُدي !
ذياب ؛ وش هالحكّي يا قاسم !
تنهّد قاسم وهو يشوف عدي يّدف نفسه عن حضن ذياب لجّل يجي لعنده ويشِيله
ذياب وهو يشيّل عدي فوق راسه لجل ما يحاول يجيِ لـ ابوه اللي واضّح انه تغيّر موده تماماً ؛ يقول الشيّخ عدي
دخل ياسر وهو يبتسم ؛ وش يقول
ذياب بوهقه وطقطقه ؛ الصراحه انه ما يقول شيءّ ما لقيت مخرج !
ضحك ياسر وهو يجلّس جنبِ قاسم ، تمدد جنبه وهو يناظره ؛ قاسم تقدّر تسوي كذا ؟
ضحك ذياب من نذاله ياسّر اللي يحطّ رجل على رجلّ ويمدد اكتافِه لانّ قاسم ما يقِِدر
قاسم ولاوّل مره يشتمه ؛ قم لا اكوفنك
تعالت ضحكاتهم غصّب ، ياسر اكثر واحد مبسوط الحينّ ؛ ايه كذا ولدّ العم اترك السلّام للناس الثانين ، ال عدي متوحشين بس !!
ضحك عدي وضحكوا كلّهم من ضحكته اللي كـ أنها تبيّن اتفاقه مع كلام ياسر
ياسر بدندنه وهو يآخذ عُدي ؛ شايف شلّون ؟ حتى ولدك يضحك ان شاء الله يطلع وحّش مثل خاله !
ابتسم ذياب بغرور وهو يبرز عضلات ذراعه ؛ من شابه خاله فما ظلم !
قاسم بطقطقه ؛ استريح انت وياه ، عضلات بدون عقل !
ياسر وهو يناظر عدي اللي بـ حضنه بـ "دراما"؛ بتشابه ابوك انت ضايع ، بتشابه خالك ذياب ضعت اكثر لكّن عندك هالخال الحلو المزيون ، حلاوه الدنيا وكامل رزانتها فيه وانت بكيفك عاد !
ضحك ذياب : الله يرحم حالك ، تآمر بـ شيءِ ابو عدي ؟
هز قاسم راسه بالنّفي وهو يرجع رآسه للخلف : تسَلم ، ياسر هات عُدي
جاء ياسر وهو يحّط عدي على بطن قاسم ، انحنى عُدي مباشره لوجه ابوه اللي باسه وهو يحّس بـ فيضِان مشاعر مو طبيعي من كثّر الشوق والخوف عليه ، تنحنح قاسم وهو يعدّل نبرته ؛ مشاعل ؟
ابتسم ياسر وهو يآخذ عدي ؛ لجلّ الرجال ما جات ، شّد حيلك وقوم تشوفها بنفسك !
هز قاسم راسـه بـ زين ؛ روحّ سوي خروج ، مب مطول اكثر من كذا
زم ياسر شفايفه ؛ بس ا
قاسم بهدوء وهو يجلس؛ لا تجادلني ، عجل
ابتسم وهو يخرج مع عُدي لجل يحاكي عمامه اللي أبدوا الرفض لحد ما يستعيِد كامل عافيته لكنّهم رضخوا بـ الاخيّر
_

<< بيّـت ابِو قاسم >> '
نِـزل الليّــث وكيِان بجنبِه ، باقي شِوي على رحلتهم بـس بـ الاول بيّودعون الناس ويتطمنون على قاسم
ابتسمّت تلقائياً وهي تشوف ابوها نازل من سيارته ويبتسم ويحاكّي بـ الجوال ، ضحك وهو يسكر ويوقف قدامهم ؛ ع البركّه يا كيان !
ابتسمت باستغراب ؛ على وشّ !
سلطان وهو كابح ضحكّته ؛ والله صراحه يا ليّـث تو داقيّن على خطّاب ، وش قولك يا كيان ؟
ضحك الليّـث وهو يظِن سلطان يطقطق : ع البركه !
سلطان بضِحك ؛ تعرف بيِت ال خاطــر اللي بـ القصيم ؟ هم بحدّ ذاتهم !

ابتسمت كيان غصب وهي تعرف ان الليّـث يطقطق ، استقصدت اغاضته ؛ اللي فيّهم حّـرب وسلوى وطلال والباقين ؟
ابتسم سلطان لثوانّي ؛ عليك نِور ، توه حاكاني ابّو حرب ووده فيك لـ حربّ !
كيان بسخريه ؛ وش قول الليّـث ، نستشيره ؟
الليّـث بطقطقه ؛ بيصير له من اسمه نصيّب لو حاول يقّرب !
ضحك سلطان وهو يسبقهم ويدخل ، ابتسمت كيان وهي تعدل شكلها بـ تمثيل للغرور
الليّـث وهو يشتت انظاره بعيد ؛ مبسوطه اجلّ ، نشوف الحرب بعدين ان شاء الله !
ابتسمت كيان بغرور ؛ ما تقّدر النعمه ، الله يجازيّك !
الليّـث وهو يعدل شماغه ؛ قّد جربّتي تسلمين على ناس وانتِ تبكين ؟
كيان ؛ ايه ، عليك !
ضحك غصب وهو يرفع راسه بدندنه ؛ ما اقول الا الله يسامح ذاك السلاح !
ناظرته لثواني وهي تبتسم وتدخل ؛ الله يسامحه !
دخّل خلفها وهو يدخل لـ عنّد الرجال وهيّ لعنِد الحريم ، ابتسمت لثوانّي وهي تشوف ام الليّـث تناظرها بـ اعجاب دائم ، تحبِها وتحسها قريبه من قلبها بـ شكل مو طبيعي ، يمكن لانّها غيرت الليّـث للافضّل مع الكل ، حتى حنيّته رجعت له ، ابداً مو متذّمره من صغِر سنها بالعكّس ناسبت الليّـث وجداً ، لو مو صغِرها يمكن كان الليِـث اقسى لكنّها صغيرّه بـ رقمّ عمرها بسّ ، بـ الباقي تناّفس الكلّ بـ العقِل خصوصاً انها من عُمر الـ ٧ سنوّات وهي تحتّ تربيه رجاّل ما يختلف عليه اثنينّ بـ التربيه
بقّد تعودها ع الدّلع متعوده ع المسؤوليه ، حتى بـ اشغال الشركه لـ ابوها لها بصمّه كبيره لانّها كانت المسؤوله بغيابه لو سافر او صار له اي ظرف
سلمّت عليهم وهي تجلّس ، جميله ما كانت موجوده وفهمّت منهم انها تعبانه ما تقِدر تجيّ ، اخذت عُدي من مشاعل من جاء قاسم وهي تبتسم ؛ روحّي له !
ابتسمت مشاعل بتّوتر لثواني ، تحس بـ سيّل عارم يجتاحها الحيّن
قامت بتّوتر وهي ترجع تجّلس ؛ بعدين اشوفه !
خوله بابتسامه خفيفه ؛ قومّي يا بنت !
توّترت اكثر وهي تشوف ام قاسم توها راجعه وتمسّح دموعها ، جات ام قاسم جنبها بابتسامه وهي تقومها ؛ تعاليّ ، حرام تضيعين وقّت !
ابتسِمت مشاعل بتّوتر وهي تقوم ، اخذتّ نفس لثواني وهي تسمعه يضحك مع ياسِر وذياب ، تحس رجّعت لها الحياه مباشره من ضحكته ، فتحت الباب وهيّ شبه مذهوله من منظره
ايده اليمين مكسّوره ، وكتفه اليسار مخلوع ولابس الحامل اللي لـ عُنقه لجل يثبت كتفه ، وراسِه ملفوف بـ الشاش من غير ركبته المكسوره ولا يقدر يوقّف لحاله الا ياسر سانّده ولا يحّب يجلس ع الكُرسي المتحرك ابداً
ابتسم لثواني وهو شبِه تلعثم من شافها ؛ صباح الخيّر !
ابتسمت مشاعل بنفس ابتسامته وعيونها تتكلم بدالها ؛ مساء النّور !
تنحنح ياسر لـ ثواني وهو يحّس بـ جفاف مو طبيعي ؛ يا الوالده الغاليه زوجيني
ضحكت مشاعل غصّب وهي تبعد ياسر وتدخل تحت ذراع قاسم ؛ خلاص روح الله يستّر عليك !
ياسر وهو يزم شفايفه ويمشي ؛ لنا الله !
ابتسمت مشاعل لثواني وهي تحسّ بـ قاسم يبوس راسها ، تلقائياً تجمعت الدموع بمحاجرها ؛ ودّع روحات البرّ حبيبي ، ما عاد ودنّا فيها !
ضحك لثوانيّ وهو يقاوم الم ظهره ؛ يصيّر خير ان شاء الله ، عِدي وينه ؟
مشاعل بابتسامه ؛ مع كيان ، عمّي كلمني قبل شويّ قال ترا ما لكم خرجه من هنا !
قاسم باستغراب ؛ وشلون مالنا خرجه من هنا ؟
رفعت كتوفها بعدم معرفه وهي تناظره ؛ تعّورت كثير ؟
ابتسم غصب وهو يعرف انهّا اذا تّوترت تجيب مليون موضوع بـ الثانيه ؛ ما حسّيت بـ شيء ، جات سليمه الحمدلله !
مشاعل ؛ الحمدلله ، يلا تعال عشان ترتاح مره وحده تسلم عليهم
_

<< بيّــت عبـدالرحمن >>
جالس وميهاف بـ حُضنه يتفرجون التلفزيِون ، جميّله تعبانه وحرارتها مرتفعه ونّواف نايم بـ السرير جنبه
رفعت ميهاف عيونها لعنده ؛ بابا
عبدالرحمن وهو مندِمج بـ اللي تتفرجه اكثّر منها ؛ عيوني
تزحلقت مع السرير وهي تنزل ، سحبته من تيشيرته وهي تقومه ؛ تعال المطبخ ، جوعانه !
قام عبدالرحمن وهو يفرك شعره لـ ثوانّي ، يدندن بـ روقان مع انه خايف نوّاف يصحى
صعدت ميهاف ع الكرسي وهي تبتسم له بعبط ؛ نسوي لماما اكل ؟
ضحك عبدالرحمّن لثواني لانه يدّري انها طفشت بدون امها ؛ نسويّ ، وش ودك ؟
رفعت كتوفها بعّدم معرفه ؛ نسوي عشان تصير كويسه !!
ابتسم عبّدالرحمن وهو يرفعها فوق الكرسي ويجيبها جنبه ، جات جميله وهي تآخذ نفس لثواني والحراره واضّحه من وجِها
ابتسمت وهِي تشوف عبدالرحمن وميهِاف يطبخون ولا حسوّا بـ وجودها ، عبدالرحمن جالسّ يطبخ وميهاف تتأمله وتضحك معه ويسولفون
ميهاف بابتسامه عريضه ؛ ماما !!
ابتسّمت جميله وهي تشوف عبدالرحمن لف عليها ؛ بخير ؟
هزت راسها بـ ايه وهي تآخذ نفس ، ريحِه الاكّل تعمقّت بداخلها وتعرف قّد ايش عبدالرحِمن يعرف يِطبخ خصوصاً انه عاش فتره طويِله لحاله ..


ميهاف وهي تشوف امها تبتسم لعبدالرحمن : انا قلت له عشان تصيرين كويسه !
ابتسمت جميله لثواني ؛ ياروحّي انتِ ، انا بصعد فوق تمام ، انتبه لنواف لا يصحى وميهاف لا تطيح
عبدالرحمن بطقطقه : هيا عاد !
ابتسمت جميله لثواني وهي تمثِل البراءه ؛ انا تعبانه حرام عليك !
ضحك غصب وهو يشيل ميهاف عن الكرسي لفوق كتوفه ؛ روحّي ، خلصنا حنا !
ابتسمت وهي تمشي ، تطمنت على نواف النايم من بعيد وهي تصعّد للاعلى ، تحس بـ خمول وحرارتها مرتفعه اساساً
_

<< بيّـت يوسِٰف>>
عندِهم ضـيوف هالمره ، ضيّوف غير ، هيفاء وأهلها وملكّوا ع الورق توهم بِس صارت الملكه بـ بيت يوسف مو بيّت اهل هيفاء لاّن خاله يوسف تعبت اليوم ولا تقدر تخرج وجوّ لعندها بطلب منها
ابتسمت هيفاء بـ احراج من كلام ام يِوسف عنها وسرعان ما انمحّت ابتسامتها من نظَـرات فرح الغريبه تماماً ، شتت فرح انظارها بعيد وهي تقوم ، انخّلق شعور غريب بـ هيفاء وهي تسمع صوت اخوها يناديهّا لجل تشِوف يوسف بما انّهم ملكوا ع الورق قبل شوي
قامّت وهي تعدل شكلها بتّوتر انها بتدخل ، مشيت لناحيِه المجّلس وهي تآخذ نفس ، سمعت صوته وهي تحسّ بتوتر من شافت اخوها يخرج بعيد
مشيت وسِرعان ما بردت ملاّمح وجـها وهِي تشوف يوسف واِقف ، وفرح قدامه تعدّل شماغه

كان خارج من المجلّس مع اخّو هيفاء اللي راح بعيِد ،قرب بيرجع وقاطعه صِوت الكعِب وهو يظنها هيفاءّ ، دفعه فِضوله يلفّ لكنه انلخَم تماماً من شافها فرح
وقِفت قدامه بابتسِامه سخريه ؛ عريسّ ماشاءالله !
ما عِرف يرد لثواني ، تنحنح وهو يبعد بهدوء ؛ ادخلي جوا !
ابتسِمت له بخفيف وهيّ تحلف يـا هوّ يـا هيّ ؛ حبيت اشاركك ، طالع حلّو !
مدت ايدها وهيِ تعدل شماغه ، تّوتر لثواني وهو مو متعّود الا يحارشها بّس ويتضارب معها ولا متعّود يقرب منها هالقربّ لا منهّا ، ولا من غيِرها
رفِعت ايدها بـ جراءه تّامه وهي تمسك ذقنه بـ انآملها ؛ يا بخّت هيفاء !
برّدت ملامح وجهه لثواني وهو يحِس بـ احدّ يناظرهم ، لف عيونه وهو يشِوف حبيبِته الاولى تتأملهم او شبيهتها ، سُبحان الخالقّ اللي صّور هيفاء مثلها ، نفّس الجسم ، والطّول والشعّر والحلاّوه ، الاختِلاف بـ المسميّات ولون البشِره هيفاء تميِل للسمِار والحنِطيه ، بعكسّ خطيبته الاولىّ
استوعب على نفسِه من شاف الدموع بمحاجر هيفاء وهِي تلف وترجع لعندّ اهلها داخل ، ابعّد فرح بذهِول وهو بـ موقف لا يُحسد عليه الحيّن
ابتسمت له فرح بخفوت وهي ترسِل له بوسه بـ ايدها ؛ موفّق بـ حياتك الزوجيّه يا يوسف !
ناظرها لثواني وهو يشوفها تعطّيه ظهرها وتخرج ، ما استِوعب ابداً وهو يحّس بـ شيءّ غريب عجيّب صار لكن ما استوعبه ابداً ، وقّف لثواني طويله بالنسِبه له لكنها مرتّ مرور الكِرام على هيفاء اللي انكسِر قلبها تماماً
دخلّت ووجّها احمّر ، دموعها بمحاجرها ، اضِطرت تبتسم من ضحكاتهم وهم يظِنون انه كلِ هالاحمرار والدموع المتجمّعه خَجل من يوسف
اقسمّت يمين ما تنِزل دموعها من دخلِت فرح وعلى ثغرها ابتسِامه نصِر خبيثه ، لو تبّي تفترق عنّه الحيِن وش ينقال ؟ ملكّوا بعدها بساعتين تطلقواّ ؟
فرح بابتسِامه عبيطه ؛ كيّف الشوفه يا هيفِاء ؟
ابتسمت هيفاء بسخريه فهمتها فّرح والباقيّ فسروها حياء ، لبسِت عبايتها وسّط استغراب ام يوسف
ام يوسف باستغراب ؛ تو النّاس يا هيفاء ؟
ابتسمت هيفاء بخفوت وابداً ماهيّ من النوع اللي يضعف قّدام خصمه ؛ تسلمّين ، ما قصرتوا ما نتعبكم اكثر
قامت ام هيفاء باستغراب وهي تلبّس عبايتها ، ودعّوهم وحسّت هيفاء بنظِرات يِوسف عليها من بعيّد ، مشيت بتجاهلّ وثقه وهيّ تتوعدّ بـ فرح ، وبـ يوسف سوا
وقِف وهو يحّس انه ضّيع كل شيء حالياً ، صحّ ما وده بهيفاءِ ابداً لكن مو وجّه تشوفه بهالوضّع مع مين ؟ مع فّرح ! ، مهما كان ما يحبِها ومو متقبل ايّ انثى بعدّ خطيبته الاولى مستحيّل يكسر قلبهّا ، وافق برضاه ما اُجبر عليها ابداً ، صح انه ماكِان وده بـ الزوّاج لكِن بعدّ ترجّي امه بـ الزواج له ما بيكسِر بخاطرها
جلّس وهو ينزل شماغه ، فرك شعره لثواني وهو يشتم فرح ونفسه ؛ رهيب يا يوسف رهيب الله لا يضرك !!!!!

بين ضلع وروحWhere stories live. Discover now