البارت التاسع والخمسون

1.5K 18 0
                                    



<< بيِـــت سلطـان >>
ضحكِـت لثواني وسلطِـان بالمثِل وهم يشوفون الليّــث نازل من سيارته توه
ضحك سلطان وهو يناظره ؛ ما يكلم بنتي الا اللي يجلس ع الرصيف عشانها ، فمان الله يا ليث !
ضحك الليّــث وهو يجلس على الرصيف ؛ تم يا عمي ، ما يردّ الكريم الا اللئيم !
ضحكت كيان غصب وهي تناظر ابوها ، سلطان بابتسامه ؛ نسمح والا نمنع ؟
رفعت كتوفها وهي تناظر الليّـث بعبط ؛ مدري ، انت ايش رآيك ؟
ضحك الليّــث غصب ؛ يا بنت !
ابتسم سلطان وهو يناظر ساعته ؛ نصّ ساعه يا ليث ، بعدها لا تلومني !
ابتسم الليّـث وهو يوقف ويأشر على رآسه ، جات كيان بجنبِ الليِـث وضحكت من دخلها تحت ذراعه ؛ ترانا بالشارع !
الليِــث بابتسامه خفيفه ؛ مافيه احد ، تعاليّ !
ابتسمت غصب وهي تسند رآسها على صدره ؛ ليّــث
الليّـث بابتسُامه ؛ عيونه
ضحكت ؛ لحظه لا تتغزل طيب ، خليني اتكلم !!
الليّــث ؛ انتّ تبين الغزل والا انا للحين ما تغزلت ، هاتِ اللي عندك !
ضحكت وهي تمسك ايده ؛ الحين ليه جايّ ؟
الليّــث بتزفيره ؛ والله على اساس انها بتكون ليله بحقّ وحقيق ما دريت انه سلطان بيآخذك ، الثلاثاء قريب ما اقول غير الله يعجلّ بالايام !
كيان وهي تنزل عبايتها ؛ ولا كأنوا بكرا بتشوفني ! نصاب !
ابتسم الليِــث لثواني ؛ والله انا اشوف كل اللي نسويه ماله داعيّ ، وش النظام التعبان هذا ياخذونك عني وانتِ زوجتي !
كيان بابتسامه وهي تجلس ؛ عشان تشتاق !
الليّــث ؛ على اساس اني مو مشتاق الحين ، الله يسامح سلطان بس ! ابتسمت وهي تتكي ، تناظره بنظرات تعجبِه كثير ، وواثقه انه ما بيقربّ بوجود ابوها
تنحنح وهو يقوم وانظاره حوالينّ البيت ، ما شاف سلطان وهو يعدل تيشيرته ويمشي لناحيتها
وسعت عيونها وهي تضرب كتفه
الليّــث بابتسامه ؛ انا فاهم قصدك ، بس شكلك ما تدرين انه ما يمنعني عنكّ شيء ، الا الموت عاد !
وسعت عيونها بتّوتر ، ما تتخيل لو شافهم ابوها بهالمنظر حتى لو انه زوجها ؛ بجيح !
ضحك وهو يبوس رآسها ؛ تآمرين على شيء ، يا زوجتي ؟
كيان باحراج ؛ الله معاك !
ضحك وهو يمشي مع سلطان اللي توه جاء من الخارج ، ظلوا يتناقشون لدقايق طويله واثنينهم مبتسمين ، آمن حرب بقٰوه العلاقه اللي بين الليّـث وكيان ، ومقدار الرضى اللي بيِن سلطان والليّـث لانه كان حاضر المشهد من البدايه ، من لما نزل الليِـث من سيارته وهو يجلس على الرصيف ، لحد خروجهم الحين وهم يضحكون سوا
خطِه حرب واساسها عّزيز ، يبي يفهم الموضوع من عِزيز نفسه ، شلون وهو كان يدري انه يحّب كيان ، وبما انه عزيز كان صديقه قديماً ، همهم واحدّ
_

<< بِـّيـت ابو أوس >>
جـالسين ذياب وجيلان ع الارض قدام بعض ويتقهوون سِـوا ويسولفون ، يضحكون مره ويتضاربون مره ثانيِه وهم يتناقشون بقضيه ارائهم تضاربت عندها
ذياب ؛ لا اقوم اكسر خشمك اقول لك ينسجن يعني ينسجن !
هزت رآسها بالنفي ؛ ما ينسجن سجن سجن ! يتحاكم وهو حُر بلا كذب !
عض ذياب ايده ؛ يا حلاه من يصفقك كف ! بنت !
جيلان بعناد ؛ يتحاكم وهو حرّ ! قال ايش قال ينسجن !
عفس ملامحه وهو يمثل الغضب ؛ ينسجن يعني ينسجن !
قربت ؛ ينسجن لا كفّ !
كشرت وهي تسكت ، تحاول تبين انه عادّي الا انها ضحكِت من ابتسم وهو يشرب فنجاله ويرجع للخلف ؛ ايه وش تقولين !
جيلان وهي توقف ، تنحنت لثواني ؛ يتحاكم وهو حر !
عض شفته وهو يرمي علبه المناديل ناحيتها من راحت ركض للخارج وهي تضحك ، ضحك غصِب عنه وهو يستغفر
رجعت بعد دقايق وهي تدخل طرف رآسها ؛ لو مُصرّ على رآيك بطردك ، عاد شوف لك حلّ !
ذياب وهو يطقطق بجواله ؛ تعالي ، بوريك الحين وكف على كف !
ضحكت لثواني " كفّ على كفّ " ، يعني اللي رآيه صح يعطي الثانيّ كف ؛ تمام !
جلست بجنبه ، ورأي ذياب هو الصّح
زمت شفايفها لثوانيِ وهي تكشر ، مدت خدها بخفيف ؛ خلاص انت صح !
ضحك لثواني وهو يضمها ؛ انا الكف عندّي شيء ثانيِ ، وش رآيك !
ابتسمت جيلان وهي تسمع صوت ابوها ؛ ابو أوس وش رآيه ؟
تركها ذياب وهو يدندن ؛ ليّـله خميِس
دخل ابو أوس المجلس وهو يغنيّ مع ذياب ، ضحك ذياب وهو يقوم يسلم عليه
ابو أوس وهو يتأمل المنديل اللي وراء الباب ؛وش هذا يا جيلان ؟
ابتسمت بغباء وضحك ذياب ، ابتسم ابو أوس بطقطقه ؛شكلها مناقشه حاميه ، تبين شيء ترانا جاهزين !
ضحكت غصب ؛ لا مافيه شيءّ ، طار من ذياب بس !
ضحك بطقطقه ؛ ماشاءالله ، انتبه لا يطير على بنتي بس !
ذياب ؛ لسى توي شباب الله يطول بعمرك ، ماني بايع عمري !
ضحك ابو أوس وهو يخرج ،جلست جيلان وهي تناظر ذياب بانتصار ، كان يشرب فنجاله ويناظرها بطرف عينه وسرعان ما ضحكوا الاثنين ..


<< بيّــت يِـوسف >>
تغنِي قدام المِرايا وتعدل شعرها ، ابتسمت لثواني وهي ترسل قُبله لشكلها وانعكاسه
دخِل يوسف وهو يسكِر الباب خلفه ، لفت باستغراب ؛ نعم ؟
ابتسم بداخله وهو يشوفها بنّفس اللبسّ وللحين ما بدلت ، قفّل الباب خلفه وهو ينزل المفتاح
بردت ملاّمح وجها لثواني ؛ انا بنام ، اخرج !
يوسف بروقان وهو يمشي لعندها ؛ ننام سوا ، وش فيها ؟
ناظرته لثوانيّ وهي ترجع لوراء ، تعرف انه ما يحبها ولا يبيها ومستحيل تسمح له يقربها ؛ يوسف لو سمحت !!
ابتسم بروقَان وهو يتأملها ، يا اعصابها يا اعصَابه اللي لعبت فيها من العَصُر
بردت ملامّح وجها من مسكها مع خصرها وهو يلصِقها فيه تماماً ، ما قِدرت هالمره ترفع عيونها لعيِونه تِوترت لثواني من ايده اللي على خصرها وهي تحاول تبعد بتردد ؛ يـ يوسف !
انتابتِها رجفِه من حست بـ ايده على ظهرها بهدوء ؛ ايِـد حرب ، كانت هنا !
هيفاء وهيّ تحس بـ شعور فضيع يداهمها ، اختفت كامل مقاومتها ؛ حَـرب اخّوي
يوسف وهو يشدّ على كلمته بتقصّد ؛ وانا زوجّك !
حّر يداهمها بشكل مو طبيعي رُغم بروده الجّو وبرِوده الغُرفه ،
هيفاء ونبِرتها تميِل للرجاء ؛ الله يخـليّك !
اخذ نفّس وهو شبه يستدرك نفسه ، لف انظاره لاحمِرار ملامحها ودموعها ، ما استوعبّ على نفسه ، نِطق وهو يّدري انه بيدمّرها بهالشكل ؛ مُغريه ، مِثلها !
دفته وهي تحاول تبعدّ الا انه رجعها بحضنه ، بكِت من كل قلبها وهي تحسّ فيه يضمها بقوه ، احرقّ كل شعور انتابها بتشِبيهه لها بـ خطيِبته الاولّى ، استنقصّها كثير بهالشكل وهو جّالس يتخيلها انها شخصّ آخر ..
عض شفته لثواني وبوادر النّدم توضح على وجهه ، كيف يتحكم بنفسه وهي مُغريه بشكل مو معقول وبحضنه ، تمادى لحدّ كبير وبشكل ما يتوقعه وتدارك نفسه بالاخيّر
بكّت من كل قلبها الحيّن ويوسف يا جبّل ما يهزك ريّح ما تزحزح من مكانه ولا ابعد ايدينه عنها ،
_

<< العشّــاء ،بيِــت ابّـو الليّــث >>
العِزومه ما قبّل الزواج اللي صار باقي عليه ايّام ، اصوات الضحك والزغاريطّ بكل مكان ، وريحِه العود ما تنفكّ من كِثر المباخـر الداخله والطالعه ، انِواع الضيّوف من اهِل واصحاب وزُملاء عمل وغيرهم
عريسّنـا مع الرجِال ، وعروستنِا داخلّ مع الحريم
كِـانت حلوة لدرجه ان اُم الليّـث حصنتها علنّ وخفاء ملِيون مره ، كل شوي تمسكها وتحصنِها
كِـانت لابسِه قُفطـان مغِربي فخِم بمعنى الكلمه وزايدها حلاوه ابتسمت وهيّ تشوف ابوها يحاكيها ويطمنها كلّ شوي ، ما تحتّاج احد بوجوُد سلطانها
ابتسمت بخجل وهيّ تشوف اُمها تبتسم لها ، يغنِون ويصفقون لها وتفكيرها كله بـ الليّ يعِرضون له برا ، اللي سمعت ضحكه بـ الاولّ وودهِا تسِرق النظر لناحيته لكن مشاعل سحبتها لجل ما يتلاقِون
_

<< عنِــد الرجـال >>
يدبكِون مره ، ويلعبِون عُرضه مره ثانيه ، محتفليّن بشكل ما يُصدق وكأنه تو بيتزوج ما صار له قريّب السنه
ابو الليّــث بانبسِاط ؛ يا ليّــث تعال هنا !
ضحك الليِـث وهو يدخل بجنبِ ابوه وسلطــان ، فَرحه ابو الليِـث ما تنوصف اليِـوم ، اخيراً الدنيا بتشهد على زواج الليِـث العلني
ياسر بابتسامه عريضه ؛ حضره العريس
ضحك الليِــث من دخل ياسر تحت ذراعه وبينه وبين ابوه ؛ منها المال ومنك العيال ان شاء الله !
الليّـث وهو يغمض عيونه ؛ لا تدعي الله يرحم لي اهلك ، لا تدعي مشكور !
ضحك ياسر وهو يعدل دعوته ؛ آسفين طال عمرك !
الليِـث وهو يحضن رآس ياسر ؛ بزر
ابتسم صقر اللي توه خارج ويأشر لـ الليّـث على خده ، يقصد ان كيِـان باسته
رفع الليّـث ايده وهو يأشـر على عقاله ؛ بيّـلعب ع ظهرك يا حبيبي !
ضحك صقر وهو يرسل له بوسه ويدخل ، ياسر ؛ وش بينكم ؟
الليّـث وهو يعدل شماغه ؛ اخوك وده ينذبح وما طلب شيء ، انا داخل !
ذياب وهو يتكيّ على ياسر : صقر بمثابه الحُجه لـ الليث انه يدخل جوا ، لازم تفهم هالتكتيك يا ياسر !
ياسر بطقطقه ؛ الخواريف تفهم على بعضها ، فمان الله !
ضربه ذياب على راسه وهو يشوفه يمشي ويضحك باستعباط ، اكثر شخص يطقطق على ذياب والليث هو ياسر
_

دخِـل الليّـث وهو يتنحنح ، خرجت له مشاعل وهي رافعه حواجبها ؛ وش عندك ؟
الليّـث ؛ صقر وينه ؟
ابتسمت لثوانيِ ؛ عند كيان ، تفضل بدون مطرود !
ضحك وهو يعدل شماغه ؛ يا مشاعل !
ابتسمت بعبط ؛ عشانك مسكت عدي ، كرماً مني هالمره بس لا تقول مشاعل !
ابتسم لثواني ؛ هذا العشم بنت العم !
ضحكت وهي تدخل جوا ، قومِت كيان وهي تناديها للمجلِس الليِ الليث كان فيه
دخلت كيان وابتسمت من شافت الليث ، خرجت مشاعل وهي تبتسم لـ الليث اللي مبسوط لآخر حد
ابتسمت كيان وهي تشوفه يتأملها ، دارت حول نفسها لثواني ؛ كيف ؟


عض شفته لثواني ؛ وش رايك نكنسل الزواج وتجين معي من الحين ؟
ابتسمت بعبط وهي تعدل ياقه فستانها ؛ حبيبي انتَ ، لا !
ضحك وهو يفتح ذراعه ؛ تعالينيّ !
كيان وهي تمشي لعنده ؛وش سالفتك مع كلمه تعاليّ ، تعالي وتعاليّني وجسور الليل ومدري وشّ !
الليّـث وهو يمسك وجها ؛ لانّ كل طريق بحياتك ، ينتهيِ عندي !
ابتسمت وهي تشوفه يتأملها ؛ يا واثق !
ضحك وهو يحضنها ، يحسّ فيه شيء حلو بيصير اليوم ، وبنفس الوقت فيه شيء غريب يضيّق على صدره كل شوي
كيان ؛ مو المفروض تكون عند الرجال ؟ ايش جابك !
الليّــث ؛ تعقليِ وخلينا ثقيلين ، لازم اطلع للرجال بعد شوي لا تلعبينّ !
ابتسمت بعبطِ وهي تلعب بـ ازرار ثوبه ، رفعت ايديها ببراءه وهي تتأمله ؛ ما قلت شيءّ ، تفضل !
عض شفته وهو يعدل شماغه ؛ الثلاثاء قريب ، هانت !
ضحكت وهي تمشي لبعيِد ، لفت وهي ترسل له بوسه من بعيد ؛ يا عريس !
ضحك وهو يتأملها ، فخمه ولطيفه بنفس الوقت ، مُذهله دائماً وابداً له ؛ يا بنت سلطان !
ابتسمت له وهي تخرجّ وماهي الا ثوانِي وخرج وراها وهو يتوجه لعند الرجِال
_

<< بعّد يوميِـن ، ليِله زواج الليّــث وكيان >>
كِـان مع اصحابه خـارج واللي نعرفهم هم ذياب ويِوسف ، ضحك وهو يودعهم ويقوم
قام يوسف بعده بـ ثوانيِ لانه بيمشِي لبيته ، رفع حواجبه وهو يشوف الليِـث جالس يحاكّي احد بس غريب الهيئه عليهم
الليّـث باستغراب ؛ قل لي من انت طيب ؟
ابتسم بهدوء وهو يناظره ، مد ايده بهدوء ؛ انا معاك مو ضدك ، ومعيّ امانه لك ، من ناصر ، بنقذك وبنقذ نفسي بهالشكل اعذرني !
لف هالشخص وهو يشوف يوسف جايِ ؛ وقفه ، لا ترعبني !
رفع الليّـث ايده وبلحظه غباء منه ، لفّ راسه لناحيِه يوسف لجل يحاكيه ، لكن حّد السكين كان اقوى !
تِوسعت عيون يوسف بذهول ، ما استوعب وهو يشوف هالشخص قريبّ من الليث بهالشكل والواضح انه يضحك ، خرجّ السكِين من اعماق بطن الليّـث وهو يضحك بتوتر ؛ انا معك مو ضدك ، تلقى ناصر بـ الشارع اللي تعرفه ، بالخرابه ، اذبحه ولا تسأل !
ركض بسرعه من شاف يوسف جايِ لعنده ، قوه يوسف بهالموقف كانت اقوى من سرعه هالشخص اللي جالس يركض ، بدون ادنى تردد طلع سلاحه وهو يطلق بوسطّ رجِله
فِزوا ذيابّ واصحابه من سمعوا صوت سلاِح وهم يركضون للخارج
، رجع يوسف سلاحه وهو يركض لعند الليّـث اللي انقلبِت ملامح وجهه ، بردت ملامح يوسف بذهول وهو يشوف الليّـث يستندّ ع الجدار وملامحه مقلوبه ١٨٠ درجه
يوسف وهو يمسك الليّـث ؛ ليث !! ليث !
جاء ذياب وهو يركض ، سمع اصوات صراخ اصحابه انه فيه احد طايح بعيِد
سند الليِـث بسرعه من ناداه يوسف ؛ ليث ليث ليث خلك معيّ !!
صرخ ذياب بذهول وهو يحسّ بجسِد الليث يثقل على كتفه ؛ ولددد
راح يوسف ركضّ لهالشخص اللي طايح بعيِـد وقلبه عند الليّـث وصراخ ذياب ، مسكه من شعره بقوه وهو يلصّق راسه بالارض ، صرخ فيه بقوه من سمع اصوات اصحابه ان الليّـث طاح ؛ مـــن اِنــت !!
تزلزل داخله وهو يحس بفّكه ينطحن من قوه ايدّ يوسف اللي على راسه ، نطق بذهول ؛ معاك مو ضدك ، لازم اسوي كذا ما بيصير له شيء صدقني ! قلت له مكان ناصر ، والله قلت له !! يوسف وهو يمسكه بقوه ؛ يعني انت من طرف ناصر ، وينه !
بكى من قوه الم رجله والرصاصه ؛ ساعدني ، وبعلمك !
يوسف ؛ قلت وينه !
علّمه بالمكان وهو يشوف يوسف يمشي بعيد عنه ، صرخ بقوه وهو يبيه يساعده بعدم فائده ، مشى بكل قلب بارد وهو يتركه
يوسف ، حالياً بموقف لا يِوصف من بشاعته ، يروح لمّ صاحب عمره ، والا يروح يذبح ناصر ويرتاح
الاثنين بوقت واحد ، مو صعبه عليه ومن زمان "ما طلّع عضلاته" على احدّ
راح لسيارته وهو يتصل على باقيّ رجالهم ، لجل يشيلون هالشخص الطايح وهم يعرفون شغلهم
، كان الليِـث بحضن ذياب جامد مثل الجثه بدون حراك ، كانت ايد ذياب ملفوفه بالشماغ وتضغط على جرح الليث اللي ينزف ، متوتر واختلط بياض ثوبه بـ لون الدم بشكل مُخيف ، اللي مريّح ذياب انه باقي يتنفس ، فيه امل ع الاقل !
_

<< بيّــت ابِو الليِــث >>
طاح الجـوال من ايده ، عجز هالمره ع الكلام وكان اللي صار له قبل سنه ، بيرجع عليه الحين ، كان طايحّ من طوله بسبب صدمه ومن ضغط مهند وغدره ، شكله بيفقد حياته الحيّن ، من وصله الخبر انه وحيِده ، تِـوفى بـ ليله عرسه
نزلت دموعه وايده ترجف ، يتصل على يوسف ، على ذياب ، على كل اصحابهم ولا احدِ رد يطمّن قلبه
طلعت جميِله من المطبخ وهيّ تغني ، بردت ملامِح وجها وهي تشوف ابوها بهالشكل اليائس والباكيّ بذهول ؛ ابـوّي ؟

طاحت الكاسه من ايدها برعب وخوف وهي تسمع صوت امها يصرخ من فوق ، نِزلت دموع ابو الليّـث وهو يبكي بكل قوته ، ما قدر يتمالك نفسه الحيّن ابداً
بردت ملامحّ وجها وهي تشوف عمامها داخلين يركضون لعندّ ابو الليّــث
ابو قاسم بتهدئه ؛ وحّد الله ،قل لا اله الا الله !
ما قدر ينطق من هول صدمته ، منظر الليِـث مو راضي يروح عن باله وهو يستند ع الجدار والدم ينهمر منه ، صراخ ذياب اللي قّطع حباله الصوتيه ونبره الخوف والرجاء فيه وهو يحاول يوقف الليّـث " ليث خلك معيّ " ، شاف سقوط الليّـث بحضن ذياب بعيونه ، يا عيونه اللي شهدت كل مصايب الدهر على وحيده الولد وبِكره
كانت جميله مذهوله تماماً ، فرحانه انها ليله زواجه لكنّ فهمت ان مصُيبه حلّت عليهم من بكيّ ابوها وصراخ اُمها اللي وقّف شعر رآسها من قوته
ما استِوعبت لحدّ ما دخلوا ياسر وقاسم ، نزلت امها وهي تركض بدون عبايتها بتخرج لـ وين ما تدرّي ، الا انه ياسر مسكها ، كانت تبكي وتصرخ وتضّرب بياسر اللي يا جبّل ما يهزك ريح ، الا عيونه ، هي اللي انهّزت ، غِرقت تماماً من الدموع اللي تجمعت بداخلها بشكل يحِرقه ، لا هيّ اللي تنزل وتريِحه ، ولا هيّ اللي تختفي ما تبيّن ضعفه
، لململّوا انفسهم واستجمعوها بعّد وقت طويل وهم يتوجهِون للمستشفى ، شبه انتشر الخبر بينهم واكيّد بوصل لـ كيان ، الا اذا قّدر الله ومِنع سلطان هالخبر من انه يوصلها
_

<< بيّــت سلطِــان >>
متمدده بـ غُرفتها ، مبتسِمه وملامِحها تميّل للاحمرار ،كيّف بتكون ردّه فعله ، يفرح من ايّ ناحيه بالزبط ، تصورت مِليون صوره للموقّف اللي بيجمعهم بكرا ، الا انّ الليّـث دائماً وابداً يجيّ احلى من خيالاتها ، واقرب لقلبها من نفسها
دخلِ سلطان وهو يشوف ايدها على بطنها ، ابتسم بحنيه لثواني ؛ انا خارج ، جوالك معاك ؟
هزت رآسها بـ ايه باستغراب
سلطان بابتسّامه خفيفه ؛هالمره بنِرجع لموال قديم ، هاتيهِ لجل ما تحاكين احدّ !
ضحكت وهي تمده له ؛ تمام
سلطان بابتسِامه وهو يحاول ما يبين شيء ؛ نامّي خلاص !
غمِضت عيونها بهدوء ، قال لها الليث اول ما يرجع البيت بيحاكيها ، صار آذان الفجر وما حاكاها ، انتابها النعاس الا انه تقاومه لجل تحاكيه ، اكيدّ انه مشغول وما تقدر تقاوم اكثر من كذا
اخذ مفاتيحه وهو يخرج ، وصله الخبر بمثابه الفاجعه ، الا انه تأكد من رجاله ان الليّـث بـ غُرفه العمليات ما تِوفى مثل ما يقولون
_

<< بـ المُـستشفى >>
الممر بكـامله مقفّٰل من رجال الليّـث واصحابه اللي قلوبهم على ايديهم بذهول ، يوسف اسوأهم حالّ ، تفكيره كله بالانتقام الحين ، بيآخذ حق الليّـث لو على حساب نفسه
قام وهو يعدّل تيشيرته ، من اول ما قام وشافوهّ رجال الليّـث وهم يتأهبون خلفه ، يوسف اكبرهم وذراع الليّـث اليمين
خرج من المستشفى وهو يتِوجه للٰخرابه مثِل ما يوصفونها ، المكان المتخبِي فيه ناصر ، بيقلبها جحيّـم عليه
_

<< عنِـد حرب وهيفــاء >>
من بعِد اللي صار بينها وبيّن يوسف ، ما استأذنته حتى ورجعت لـ بيت اهلها ، غيره كثير وما توقف الحياه عليه
كانوا يفرفرون بـ الشوارع لحدّ ما وصله الخبر ان الليّـث تصاوب ، وان يِـوسف متوجه لـ ناصر
غير طريقه وهو يوصل للخرابه قبلهم ، بعيّد عنها بـ شوي ، لف انظاره بهدوء وهو يتأمل السيارات اللي مرت من جنبه بلمح البصر من سرعتها
بردت ملامّح وجه هيفاء من فتح حِرب الشباك وهو يناظرها بسخريه ؛ اسمعي !
وسعت عيونها وهي تلف عليه بعدم تصديق صوت رصاصه ووراها صوت يوسف يصرخ بـ " ناصـر "
ضحك حرب بسخريه وهو يحرك ؛ مثله مثل صاحبه ، الله ياخذ صاحبه !
ضربت ايده تلقائي بذهول ؛ استغفر !! وووقف !
حربّ بسخريه ؛ اتركيك منه ، بتطلبين الطلاق اساساً خل يسوي اللي يبي ، يبي يقتل ناصر بكيفه ، يخيّس بالسجن وغصباً عن خشمه يطلقك بوقتها !
كانت مذهوله تماماً ، لمحته وهو يضرب احدّ ، الرحمه صفر عنده وهذا اللي واضح ، ما عندها استعداد يطيح من عينها اكثر ، بتتفاهم معه مافيه حل ثاني ؛ ودينيّ ، بيت يوسف !
حرب بتزفيره ؛ يوم ما تبينه ويوم تبينه ! حددي يا بنتي !
زمت شفايفها وهي تسكت ، عرف انها ما تستحمل النقاش وهو يتوجه لـ بيت يِـوسف
وقفها قدام بيت يوسف وهو يناظرها ؛ تفاهمي معه بكيفك ، ما بيطول وهو حر !
تجاهلت وهي تنزل ، ابتسم حرب وهو يتأمل بـ جواله ؛ الليث طاح ، وصاحبه الله يجازي قوته بيخيس بالسجون !

<< بـ المستشِـفى >>
بارده ملامّح ذياب بشكل مهول وهو يتأمل يّديه والشماغ، بـ دم صاحب روحه وولدّ عمـه ملّونه ، اتفقِت الدنيا تقسِى على الليّـث لحاله ؟ حتى بـ ليلِه زواجه ما يتهنـى ؟ تقسِى على ذياب وشعوره اكثر من جسِد الليِـث اللي انهلك من كثِر الحوادث اللي تصير له ، انهلك وقوته كلها تلاشِت هالمره
حتى والطعِنه جاته عرضّيه ، لان الشخصّ اللي طعنه مو بالتمّرس الكثير ، ولانه قال له انا معاك مو ضدك ، بس لجل ينقذ نفسه من بطّش ناصر وهذا المفهوم ، وينقذ الليّـث من انه يُقتل
لكّن الخنجِر طول بـ اعماقّ الليِـث ، طولّ كثير بشكل آلمه وزاد الاذَى والنّـزف عليه ، محتاج دم كثيِر حالياً والمتبِرع هو ذياب ومِين غير ذياب اللي لو يقولون له هاتّ روحك الحين يقدمها على طّبق من ذهب بس يقوم الليّــث
، جلسّ ابو قاسم ع الارضّ ولاول مره ، يحِس بـ حُنق تجاه الكلّ ، استغفر من تفكيره اللي يميِل للجزع والحُنق على المصايب اللي تتوالى عليهم عامه ، وعلى الليّـث اللي كان ومازال وجه المدفع بكل الحوادث خاصه ، تنهد وهو يدعّي من كل قلبه يقوم الليّـث بصحته وعافيته ، رفع عيونه وهو يتِوسل من كل قِلبه لحد ما تجمّعت الدموع بمحاجره ، ما احتِرمت شيب رآسه وهي تنهمر بكل سهوله
_

~آذان الظهر ~
فز ذياب بذهول من طاحت ايده اللي سانده رآسه ، ما كان نايم تماماً لكن حيله مهدود من التعب ، فرك عيونه لثواني وهو يشوف ابو الليّـث يتأمل بالغرفه بشحوب والواضح انه مو بوعيه ، وابوه وعمّه ابو قاسم وياسر وقاسم مو موجودين
رفع عيونه وهو يشوف يوسف جاي يركّض من بعيد ودخل الغُرفه مباشره
قام وهو يدخل وسرعان ما بردت ملامِحه وهو يشوف الليّـث جالس بهدوء
يوسِـف ؛ بنأجل الزواج ، بنأجل كل شيء بس ارتاح !
تنهد وايده على بطنه ، ملامحه توضح تعبّه الا انها احتدّت من قال يوسف " بنأجل الزواج " ؛ اقطع !
ذياب ؛ هالمره بسّ ، تكفى !
هز راسه بالنفي وهو يرفع عيونه لـ ايد يوسف اللي مليانه خدِوش وجروح وضحت من رفع ايده يساعده ؛ ناصر ؟
يوسف بهدوء ؛ انتهى ، بعدين
زفر لثواني وهو مكسور من نفسه مليِون مره انه وصِل لهيئه الضعيّف بهالشكل ، بيعلن ضعِفه لناصر واللي وراه لو كنسل زواجه وأبعد موعده ، وبنفسّ الوقت بيكسر كيِان اللي جاته حتى بحّلمه بهيئه العروسّ ، رغّم انه كان ينازع روحه وشبه بيودع ، الا انه فز من حس فيها بتطيِح وكان يتخيّل انه يمسك ايدها
، ارسل لـ يوسف من أول ما صحيّ ولهالسبب جاء يوسف يركضِ بظنه انه صار له شيءّ
كان ابو الليّــث واقفِ يتأمل من بعيِد ، يعرفّ نظرات اللّـيث هذيّ ، صعب مين من كان يكون يحددها ، هيّ انتقام ، هيّ حزن ، هيِ ضعف ما يدري
الليّــث بهدوء ؛ جهزّ
ذياب ؛ وانت ؟
الليّـث بجمود رغم المه ؛ اتصرف بنفسي
كان بيتصِل على كيان توه الا ان جواله فصل شحن ، بدون ادنى تردد رماه بالجدّار وهو معصّب ، مقهور من نفسه كثير انه صار "غبي " بظنه، نزيفّ الدم اللي صار هو اللي صعّب حالته ووهق الدكاتره لانه صار له نزيف ثاني فُجائي غير النزف اللي نزفه بوقت الطعنه ، والا العملِيه ما طولت اكثر من ساعتين من سهولتها خصوصاً انها ما وصلت لمكان خطير
مد ذياب جواله بهدوء ، يعرف الليّـث وعصبيته اللي تصير مفرطه وقت يتعب ؛ ولدّ العم ، احنا برا !
خرج ذياب وبجنبّه يوسف ، كل الزعزعه اللي صارت لهم من الخبر المِخيف اللي وصل لـ كبِار ال عُدي كلهم بـ وفاه الليِـث اللي أكدّها الفيديو وصراخ ذياب اللي يترجاه يجلس معاه ،وصراخ العيال ان الليّـث طاح ،دائماً مقاومه الليّـث وبدنه اقوى من انه يطيح بسبب طعنه وبهالسرعه الا انهم انصدموا هالمره
، اخذّ الليِٰث جوال ذياب وهو يتصِل على كيان بهدوء ، رفع حواجبه من جاه صوت سلطان ؛ سلطان !
سلطان وهو قبل نص ساعه خرج من المستشفى بعد ما تأكد ان حالته مستقره ؛ الليّــث !
الليّــث بهدوء ؛ وصلها الخبر ؟
سلطِـان بتنهيده ؛ ماوصلها ، جوالها معيّ زي ما تشوف ! ، ولا هو واصل لجوالها من زمان !
الليّــث : العِرس اليوم ، ما تغيِر شيء وانت فاهمني ، اذا رجعت خليها تحاكيني هنا !
زفر سلطان لثواني لان الليِـث ما وده كيان تدري بـ شيء ابداً ؛ تمام !
_

<< بيّــت ابو الليِــث >>
كانوا متجمعيِن كلهم ، شبه مرتاحيِن بعد ما كلمهم ياسر من اول انتهاء عمليّه الليث وهو يطمنهم ان اللي وصل كله كذب ، وان الليّـث بخير
للحين بـ حيّره ما يدرون هو بيتّم الزواج ،او بيأجلونه ، ومن الصباح قال لهم ابو قاسم " الموضوع بيّد الله ثم الليث ، ان قال تّم بـ يتّم جهزوا انفسكم "
وصلت رساله من جوال يِوسف لـ اُم الليّـث " الليث بخير ، الزواج اليوم "
جميِـله بتوتر ؛ كيف الزواج اليوم !

بين ضلع وروحWhere stories live. Discover now