الفصل 9: شاب مراهق

2.9K 187 72
                                    

بعد هذه المحادثة لم يتحدث او يلتقي شين ليان بتسو شينغ ابدا .

في الاصل و خلال فترة انشغال شين ليان لاسبوع في تدوين الرواية على الرغم من كسر ذراع تسو شينغ الا انه كان يتدرب كل ليلة و ذات صباح اثناء جلوسه على بقعة من العشب سمع الخادمات و هن يتهامسان :

" هل سمعتي بالامر ؟ "

الخادمة الاخرى ردت : " ماذا ؟ ماذا "

"سمو الامير ، لقد امضى ثلاثة ايام في غرفته و الى الان لم يخرج مررت هذا الصباح بجناحه و قد لمحت هيئته فقط حينما فتح السيد يوان النوافذ لتهوية الغرفة ، كانتا عينا الامير باهتة و يملك بشرة شاحبة و هالات داكنة ، و كأنه لم ينم خلال الايام السابقة ...كان جالسا على كرسيه كالعادة و يخط بشيء على مجلد و يده لم تتوقف. "

"اوه ؟ ما الامر مع سمونا ؟ هل قرر العودة للعمل بما انه شفي جزئيا ؟ لكني اذكر تمريره مثل هذه الامور للوزير تانغ ؟ " تفاجئت الخادمة

"لا اعلم ، لا اعلم ...على اي حال سمعت السيد يوان يقول بأنه على هذه الحال...ارجو ان يكون بخير فجسد الامير هزيل و نحيف و بشرته شاحبة و مفاصله و عظامه هشة...و الان مع سيقانه المعطلة...ياله من حظ..."

استمع تسو شينغ بملل ثم نهض و نفض ثيابه و تسلل بالقرب من جناح الامير المذكور ، حينما وصل القى نظرة خاطفة على النافذة المفتوحة ، كان شين ليان يستمر بالكتابة مع رموشه المتدلية للاسفل بهدوء و شفتيه المطبقة و عيناه الثابتتان على مجلده .

بعد النظر اليه لفترة عاد تسو شينغ لغرفته و لم يفكر بالامر ، و حينما تم استدعائه تلك الليلة كان متعب بالفعل و سمع الامير يتحدث بالهراء و اجابه ب " انا افعل " ... رغم قوله هذا الا انه بعدها التقى بأعين الامير الباردة كانت اقرب للجمود و كانت شفتيه مزمومة .

رغم كونه حبيس في هذا الجناح الا انه كان يملك حرية التجول و هذا كان يحيره احيانا...لم يوقفه احد و لم يخبره احد بأنه ممنوع من دخول كذا و كذا و لم يقترب منه احد ايضا و سمح له الامير بتناول ما يشاء و اعطاه غرفة و لم يزعجه احد هنا بالاضافة لكونه يشعر بالتقزز من فكرة انه مرتاح هنا .... هذا غير طبيعي ...أليس أسير هنا ؟



لذا و في صباح هذا اليوم بعد تناوله للفطور تجول في الفناء لفترة و نظر للسماء ثم شخر بلا اهتمام و اكمل سيره الى اللامكان ، حتى قادته قدميه بلا وعي لجناح شخص غير محبوب ، بالنسبة له على الاقل .

لكن الجناح كان فارغا و كأن الشخص لم يكن هنا من قبل و في اثناء تفكيره مرت خادمة من جواره و هي تصيح لاخرى من بعيد : " الاخت لينغ ، هل غطى السيد يوان الامير باللحاف الثقيل قبل ذهابه للقاء الامبراطور ؟ لديه مناعة ضعيفة ! "

شرير الرواية هو انا ! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن