الفصل الثالث نكبة چنار

399 56 24
                                    

#سوار_الذهب

الفصل الثالث

                 نكبة چنار

هايما ومعناه الثلج المتجمد
اختفت هايما من وسط الجميع
كان العم شيروان يضع الفتيات والصغار في الوسط وينام هو والرجال والنساء في الاطراف وغالبا يتوسد بعضهم بعضا 
وكان يصحى على اي حركة فكيف
خرجت هايما من وسطهم دون ان يشعر احد
اخبرتهم چنار انها عصر امس شاهدت بعض الرجال كانوا يتبعونهم لكنها لم تكن تعرف ماذا يريدون منهم فهم مجرد مجموعة من الجياع بوجوه شاحبة وأسمال بالية(١)

كان ابو آران وامه من الناس البسطاء الفقراء الذين لايحسنون تدبير اي شيء لهذا جلسا مع الاطفال والنساء يبكون
اما العم شيروان ابو چنار  بحث عن هايما مثل المجنون واخذ يسال الناس الاكراد المشردين في الأزقة المتربة وغير المتربة وبصعوبة شديدة وجد شخصا يعرف اللغتين الكردية والعربية من كرد الموصل وطلب شيروان من الرجل ان يدله الى قصر الاغا ليشتكي فاخبره الرجل  قائلا
_ لايوجد هنا اغوات وانما  يوجد بوليس
فاسد واذا ذهبت اليهم لن يفعلوا شيء فهم قوم يبتزون الضحية ويتركون المجرم
سينتقمون منك وينهبونك والافضل ان لاتشتكي
قال العم شيروان
_نحن اساسا لانملك اي شيء فماذا سينهبون مني قال سيأخذون احدكم او كلكم ويلقونكم في السجن فهم ياخذون من ارزاق المساجين ويبيعونها ودخول اي سجين عندهم زيادة في ارباحهم
فكر العم شيروان قليلا
هو بوضع لا يسمح له بضياع باقي الاسرتين وكاد قلبه ان ينفجر وهو يتخيل تلك الصغيرة الرقيقة يمزقها المجرمون
رجع الى المجموعة الجالسين قرب النهر
وجلس بينهم واخذ يبكي من القهر وقلة الحيلة ولطم وجهه وضرب صدره
والتف حوله الجميع يصبرون بعضهم البعض ويواسون بعض على هذا المصاب
وجاء بعض الكرد من المشردين وجلسوا قربهم يبكون معهم وحين امسى المساء اكتشفوا ان بعض الصغار قد فقد صرة التمر
خاصته يبدوا ان الناس الذين اجتمعوا عليهم لم يكن هدفهم المواساة فقط بل لانهم لمحوهم وهم يضعون شيء في افواههم
فأجتمعوا عليهم ليس للمواساة بقدر ما لسرقة مالديهم من طعام وهذه طبيعة البشر في حقيقة الامر
رغم كل شيء لم يفقدوا الامل
قرر العم شيروان وآران ودلشاد وچنار مع العم ابو آران ان يذهبوا ويبحثوا في كل زقاق كانوا يدورون في الازقة ويصرخون باسمها هايما هايما اذا كنتي تسمعينا فأصرخي وسندخل اليك وناخذك ابنتي قولي كلمة فقط واستمر البحث عشرة ايام
حتى عاد شيروان ذات مساء الى النساء عند النهر وقالت له اسيا
_ياشيروان حين تذهب نخاف من الناس حولنا انا وامينة وحمو وشيراز وزوجة اخي لانستطيع الدفاع عن انفسنا اذا حصل اي أمر والله اصبحنا نأكل حتى نوى التمر
لأنك تركت البحث عن الطعام
قال لها صدقتي ولن يجدي صراخي في الشوارع اي شيء
فجلس معهم واخبرهم انه
قرر ان يخرج بهم الى بغداد قال
_ لهم امس اخبرني احد الاكراد إن بغداد مقر الحكم ولابد ان يجدو لنا حل وعرفت المجاميع الذاهبين الى  بغداد وقررت الذهاب معهم

سوار الذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن