الفصل الثاني والعشرون

248 37 30
                                    

#سوار_الذهب

الفصل الثاني والعشرون.

السهم المكسور

يذكر في الأزمان الغابرة
أنه كان هناك ملك حكم بلاده بالعدل والمساواة وكما أن للظلم اعداء فأعداء العدل اخبث واشرس واقوى
فدائما اعداء الظلم هم الفقراء المغلوب على امرهم
أما اعداء العدل هم اصاحب القوة والمال والاتباع
وطالبين الدنيا بأئعين الأخرة
وذات يوم دارت معركة بين الملك العادل وأحد خصومه وانتصر الملك عليهم فهرب قائد الخصم ووقع اصحابه في الأسر
لكن الملك اشفق على بعضهم واطلق سراحهم
لكنهم تآمروا عليه
واستطاعوا الوصول الى ابناء عم الملك وبعض من حاشيته وأشتروا ذممهم
بتحقيق احلامهم المستقبلية
واتفقوا معهم على قتل الملك قتلا شرعيا
وذلك بأن يطلب خصم الملك المهزوم من الملك
المبارزة بالسهام أمام الناس
وذلك بأن يقف الملك وخصمه في ساحة كبيرة امام بعضهما ومنح كل واحدا منهما سهما واحدا فقط
وبنفس اللحظة يطلقان سهميهما تجاه بعضهما فمن يقتل الثاني يصبح هو الملك
واقتنع الملك بفكرة ابناء عمه وحاشيته كي ينهي الصراع على العرش حيث اقنعوه ان هذه الطريقة افضل من حروب داخلية
اذا قتل الملك خصمه في نزال شرعي وامام شهود واقنعوه
لأن الملك كان ذا باع طويل برمي السهام ولايوجد احد يباريه وتجنبا
للحروب وافق الملك لأنهاء الصراع
و قام احد الخونة بكسر سهم الملك ولحمه وصبغه بطريقة لايمكن كشفها الا لحظة التنفيذ حين يشد عليه الوتر
ونزل الملك وخصمه الى الساحة والناس شهود
وما ان جاء الامر بأطلاق السهام وما ان سحب الملك وتر قوسة حتى تهشم السهم
فالتفت الى مستشاريه ليرى غدرهم به
حين كان خصمه قد اطلق السهم وقتله
واصبحت فكرة السهم المكسور كناية على الخيانة من اقرب الناس

           ~~~~~~~~~~~

وصلت رازقية بغداد
وحين وصلت بيت اهلها ولم تجد احد وكان البيت مقفلا
انتابها رعب شديد واصبحت تلتفت يمين يسار تبحث عن احد تساله
حاول ذياب ان يهديها
لكن كيف لها ان تهدأ
بهذه الاثناء خرجت  احدى جاراتها
فركضت رازقية اليها تسألها اين اهلي
استقبلتها الجارة بالتقبيل والترحيب
وقالت لاتخافي اهلك ذهبوا لعرس احد اقاربهم
وطلبت الجارة منها ان تدخل عندها ريثما يرجع اهلها من العرس
لكن رازقية لم تصدق لعدة اسباب اولا رؤيتها المرعبة التي كانت كأنها حقيقة
ثانيا كانت عتبة الباب مغبرة كأنها متروكة منذ زمن لايقل عن عشرة ايام
او ربما اكثر
قالت لها الجارة لا لا
ربما لان عاصفة رملية ضربتنا لية امس واهلك عند اقاربهم
وجلست رازقية وهي تقنع نفسها انه لاشيء هناك
قدمت الجارة لها ولزوجها اللبن والتمر
واقنعتها الجارة ان تشرب وتأكل ولو تمرة واحدة فأكلت وشربت هي وزوجها واستراحت قليلا
وقالت لذياب والله ياذياب قلبي غير مرتاح

بعد مدة يسيرة دخلت عليها المراة وقالت لها انتي يارزقية مؤمنة بالله وتعرفين أن الله سبحانه هو مقدر الاقدار
هبت رازقية واقفة قالت بخوف ووجل اخبريني ماحصل
قالت لها لقد ارسلت الى اخواتك وسيصلون حالا
قالت وأمي وابي
سكتت الجارة وبكت
صرخت رازقية
_ ياويل قلبي ياويلي من نار بعدكم
ماذا حصل اخبريني
قالت  الجارة لها.....
_لقد توفيا
سالت رازقية وهي تصرخ وتضرب صدرها
_ كيف كيف هل احترقا ؟!!!!
انا رأيتهم يحترقون ربما لان الجو بارد هل احرقتهم المدفأة؟!!!!!!!!!!
قالت الجارة
_سيصل اخواتك فورا اصبري لكن رازقية بدات تضرب نفسها وتصرخ
وتمزق ثيابها وذياب يمسك بيديها التان جزت جزء من شعرها وهي بهذه الحالة سمعت صراخ اخواتها فخرجت من الغرفة وهي تصرخ اخبروني ما حصل بالله عليكم ومن بين الصراخ فهمت الموضوع كله وجنت جنوووون حين عرفت ان اخوها غالي قلبها ايضا قد قتل ضربت نفسها مزقت شعرها ادمت وجهها بأظافرها
وبعد ساعات من الصراخ واللطم
فتحت باب اهلها ودخلت تلطم على ماحصل بهم وبكت وابكت الناس جميعا فمازالت دماء اهلها
منتشرة في ارجاء الغرفة وعلى الجدار
وكل مخلوق لو مهما فعل سيخضع اولا واخيرا للقدر
فسكنت بعد ان اهلكت نفسها ضربا وتعذيبا كأنها تلوم نفسها انها لم تموت معهم أو ان العذاب الداخلي كبير لدرجة أن يخترع الدماغ فكرة ضرب النفس كي يشتت الالم
وقامت هي واخواتها بتنظيف البيت والسكن به وجاء اقاربها يعزوها ويسلومنها اموال اهلها
وقررت زراقية ان لاترجع الى العرب وان تبقى في بيت والدها تربي اخواتها واخوها عبدالرحمان
وخيرت ذياب بين الرجوع الى اهله او البقاء معها
فقرر البقاء وادارة اعمالهم كي لايضيع حق الايتام
وكان ذياب فعلا ابن اجواد وحقا ثلثين الولد لخاله واستطاع ارسال رسالة لخاله يخبره بما حصل وبما قرر

سوار الذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن