#سوار_الذهب
الفصل 34
حقيقة مرة
(الأخ هو ذاك الذي ينسى كل افعالك السيئة معه ولا يتذكر لك الا
الا الحب والألفة ويدافع عنك حتى الموت حتى لو كان متأكد انك على غلط)بعد يومين من وصول سليمان الى قرية لاوا قرر السفر في فجر اليوم التالي لانه
كان يجب عليه السفر الى بغداد الى وحدته العسكرية الذي
تم نقله اليها
سألته چنار هل يمكن له ان يبحث عن دلشاد
قال لها
_ساعمل على هذا مؤكد
واخبرها ان موضوع البحث سيكون سهل جدا فالدولة العثمانية دولة توثيق بمعنى انهم يوثقون كل شاردة وواردة بل إنهم يوثقون حتى ثمن خيوط احذيتهم في سجلاتهم
وهذه حقيقة معروفة تاريخيا
يقال انهم في القصور السلطانية كانوا يسجلون حتى عدد اكياس الملح التي تصل لمطابخ القصور
وقال يطمأنها
_اما موضوع هايما فأنا احتاج ان ياتي معي آران كي اوصله الى هايما ونرى كيف نعالج مشكلتها
فأنا يجب علي ان اصل المعسكر بالوقت المحدد لي
وهناك فصيل عسكري سيصل دهوك بعد يومين يجب ان ارافقهم
الى بغداد وقد طلبت من رؤسائي ان اسافر قبلهم كي اتمكن من زيارة اهلي رغم عدم يقيني اني ساجدكم لكن الحمد لله على كل حال
لهذا يجب ان ننطلق بسرعة كي انجز مهمة هايما
قبل وصول الفصيل وسابلغ الوحدة العسكرية في دهوك اني سانتظرهم في الموصل
رد عليه آران بارتباك وقال يا أخي انا هارب من العسكرية وحين وصلت انت ورفاقك الى القرية كنت اتسلق الجبل كي اختفي فيه مثل السنين التي مرت ولولا اني سمعت صوت چنار تقول انه سليمان ما نزلت
ضحك سليمان من قوله وقال ضاحكاً يا اخي لقد مضت ثلاث عشر سنة تعال معي وانا اضمن لك انك ستذهب وترجع بسلام
وجهزت لهم چنار طعام سفرهم
ومع فجر اليوم الثالث انطلق سليمان ورفاقه وآران متجهين الى الموقع العسكري في دهوك وبعد ان ابلغهم سليمان انه سيلتحق بالوحدة العسكرية في الموصل انطلق سليمان ورفاقه وآران للموصل
كان آران طوال الطريق متلهف لمعرفة مصير هايما فهايما بالنسبة لآران الآن تمثل اهله جميعا فلم يبقى لآران احدا غيرها
كان يفكر بها ويتذكرها حين كانوا صغارا يتذكر مقالبهم
مع بعض
تذكر ذات مرة حين كان في الرابعة عشر من عمره
وبدأ يرعى غنيمات اسرته
حين جاء ذات يوم وقد اصطاد حَجلة وقال لهايما نظفيها كي اشويها واكلها فقالت له انظفها على ان نتقاسمها مناصفة
قال لها موافق كيف نتقاسمها
قالت نصفها العلوي لي ونصفها السفلي لك
سنضعها في سيخ التنور وبعد ان تنتهي امي من خبز الخبز ندخلها في التنور
كان شيروان ابو چنار يسمع اتفاقهما وهو يعمل على اصلاح سطح بيته ويضحك
حينها وافق آران وسكت شيروان ليرى النتيجة
وحين انتهت هايما من تنظيف الحجلة وتم شوائها وتقاسموها
وجلس الاثنان على درج منزلهم وكل واحد منهما اكل حصته سمع
شيروان آران يقول لهايما
_ لايوجد في حصتي الا القليل من اللحم اعطني من حصتك فقالت له
_ لا اخي لايجوز لقد اتفقنا وكل شيء بعد الاتفاق حرام
وحين اراد ان يهجم عليها لياخذ من حصتها رغما عنها تدخل شيروان زوج عمتهما اسيا وقال لآران
_لقد اتفقتما وانت وافقت وليس من حقك اخذ جزء من حصتها لكنك مغفل ولقد سخرت هايما من عقلك الا تعلم ان الحجل ليس فيه اي لحم الا في صدره كيف قبلت ان تاخذ النصف السفلي
لقد استغلت هليما غفلتك كان الاجدر بك ان تقسم الحجلة طوليا
ونظر آران الى هايما بحسرة وضحك الجميع
وردد شيروان مقولة يقولها القرووين قائلا
_حقا ان (الخشاف يضحك على اللقلق)
والقصد ان الخشاف وهو طائر السنونو حين ياتي اول الربيع ويبدأ ببناء عشه يراه اللقلق فيظن ان الوقت مناسب لبناء العش
فيشرع اللقلق ببناء عشه ايضا
ناسيا ان السنونو يبني عشه في داخل البيوت على العواميد عند السقف
واللقلق يبني عشه فوق السطوح والربيع في بدايته وهناك امطار نيسان التي تخرب كل شيء
لهذا يسقط عش اللقلق ويبقى عش السنونو
وينتظر اللقلق عبور ازمة الامطار ويبني عش جديد