الفصل السادس والسابع

414 37 17
                                    

#سوار_الذهب

الفصل السادس

العدو الخسيس

القائد هو الذي يعرف كيف يقود مشاعره
وعواطفه فلا يغرق بمشاعر الحزن او الفرح
ولاينجرف خلف الرغبة

                  ^^^^^^^^^^

حين انطلق الصراخ في عرب أمحمد سويدة لم ينتبه احد لزغرودة محشرجة
خرجت من حنجرة سيدة عجوز تسكن في اطراف العرب
كان اسمها خزنة
خرجت خزنة من خيمتها ترقص وتصفق وتزغرد وتبكي بنفس الوقت وتصرخ بكل صوتها المتعب والله حصل مثلما دعوت طوال عمري حصل يارب لك الحمد يارب الان فقط بردت ناري
ركضت احدى الجارات اليها وسحبتها بالقوة وادخلتها للبيت وجلست توبخها وتقول لها _(ياخزنة اشجاچ أنتي أنجنيتي لو نسيتي لما سحلوچ ورا الحصان نسيتي لو تريدين يجون يكتلوچ اسكتي يخية اسكتي
ردت وقالت
_والله فلا اكف عنهم الا افنيهم بالدعاء يولي طول عمري واني ادعي على الفطيسة امحمد الچلب يموت موتة محد مات مثلها يخيتي ماشفتي اشلون مات ؟
ترى الله مايضرب بحجار))====

_يا خزنة ماذا دهاكي هل جننتي ام نسيتي
حينما سحلوك خلف الحصان هل نسيتي؟
ام تريدي ان يأتوا فيقتلوك اسكتي يا اختي
ردت خزنة بشماتة وهي تقول
_والله لن اتوقف عن الدعاء عليهم حتى افنيهم جميعا طوال عمري وانا ادعوا الله على أمحمد الذي نفق بمثل هذه الميتة يا أختي الم ترين كيف مات؟ لكن الله لايضرب بالحجارة.
والقصد أن الله يسخر احد جنوده فينتقم من عدو الله والبشرية
وانطلقت خزنة تبكي وجارتها وقريبتها وصديقتها ورفيقة عمرها حسنة تصبرها وتقول لها ادعي وانا ايضا سادعوا عليهم كما دعوت طوال عمري لقد دمرونا وقضوا على اهلنا وانتقموا منا منذ ان خطفونا وزوجونا غصبا عنا لرجالهم المجرمين وعشنا في ذلهم طوال عمرنا ها قد بدأ حسابهم فيارب انتقم منهم شر انتقام .

           ^^^^^^^^^^^^^^^^^^

لم يفطن عبود سليمة ان يسأل عن چنار
الا بعد ضحى اليوم التالي
بعد ان دفنوا ابوه
لأن الملا رفض ان يتم دفن المتوفي ليلا وقال نغسله ونكفنه ثم نجلس عنده نقرأ عليه القران حتى الصباح
ولم يكن في العرب الا الملا وأبنه يقرأن القرآن فتناوبا الأثنان على القراءة طوال الليل وكانت جميع اسرته وعبيده وبعض قادة رجاله جالسين حول عبود
ولم ينم عبود ولم يأكل ولم يتذكر چنار
كأن الله قد قدر كل تلك الاحداث فقط كي يمنح چنار الفرصة للهرب من ذلك المصير الاسود

وبعد ان انتهوا من الدفن وعادوا الى مجلس العزاء تلفت عبود وسأل عن كبير العبيد مسعود اين هو قالوا هناك فناداه وجاء اليه
وسأل مسعود عن چنار قال مسعود
_لقد انزلتها من على ضهر  الحصان وادخلتها بيتك وأمرت ثلجة بالأهتمام بها فقال عبود
_احسنت اذهب وتفقدهما بأستمرار حتى ننتهي من هذا الامر وتأكد من ان تكون مرتاحة واحذر ان تغضبها .
اجابه مسعود بخضوع تام
_حاضر ياطويل العمر
ومسعود هذا هو القائم بأمر العبيد كلهم فهو كأنه ابوهم جميعا
ذهب مسعود ووقف عند المحرم ونادى ثلجة فلم تخرج تلفت يمين يسار لمح احدى العبدات ناداها
_قال لها ادخلي وانظري لما لاتخرج ثلجة وتكلمني
دخلت العبدة وماهي الا لحظات حتى انطلقت تصرخ يابا مسعود ادخل بسرعة
انخلع قلب مسعود ودخل مسرعا ليجد العبدة تفك قيود ثلجة التي كانت بحالة
صعبة جدا كانت قد قضت حاجتها على نفسها وهي تبكي ووجهها ملوث بالمخاط والدموع وشعرها ملتصق بوجهها لكثرة حركتها ومحاولتها فك قيودها بفسها
ومرهقة وعطشانة لأبعد الحدود
فدفع العبدة و حررها مسعود من قيودها وجلست تبكي وقد احتضنتها العبدة
ومسعود يسالها
_اين الفتاة قولي قولي
وهي تبكي وترتجف من الشدة التي كانت بها ومسعود يكرر ساله
ثم لكزها في كتفها ليحثها على الكلام وهي تبكي وبصوت مكلل بالدموع قالت لقد هربت منذ امس
فخرج العبد يركض ليبلغ سيده
وماهي الا لحظات حتى خرج الجميع يبحثون عن چنار وتركوا موضوع مجلس
العزاء
لم يرى احد من العرب عبود بتلك الحالة الرهيبة من الغضب والاهتمام
لسبب بسيط جدا لم يعرفه العرب
في كل زوجاته السابقات بل انه لم يكن يذهب خلفهن اصلا لولا اهلهن الذين يبحثون عنهن لما عرف احد انهن متن عطشا او قتلتهن الوحوش
لم يعرف احد من الناس ان يفسر تصرف عبود هذا
لم يعرفوا ان تصرف عبود هذا فقط
لانه لم يستطع ان ينالها لم يستطع ان يأخذ منها مايريد فعبود لايحب ولايعرف الحب
حتى بكائه على ابيه ليس حبا انما ولاء والولاء ليس له علاقة بالحب احيانا
فقد يوالي احدهم شخصا لماله
او لمكانته او للمصير المشترك او للأهداف المشتركة

سوار الذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن