#سوار_الذهب
الفصل الثاني
النزوح من لاوا
استمر الوضع في التدهور في قرية لاوا
وبدأ الموت يغزي حضائر الاغنياء في القرية
وبدأ اهل القرية يسحبون كل صباح دوابهم النافقة من ارجلها ويلقونها في الوادي العميق غرب القرية
ولا يكف الناس عن هذا العمل الى وقت الضهيرة
وبدأت البيوت شيء فشيء تفرغ من الدواب
ماتت معزات العم شيروان ابو چنار
ولم يبقى غير البقرة والعجل فقامت آسيا ام چنار بسرعة بخياطة غطاء يسمونه (أجلال) بالعامية للبقرة والعجل من بقايا ثيابهم القديمة و من بعض اكياس القنب
ولفتهما جيدا كي تمنحهما بعض الدفء فحياتهم متوقفة على هذه البقرة
ومرت الايام ثقيلة مملة كأن اليوم الواحد عدة ايام
توقفت سهرات چنار وآران واصبح كل واحد منهما يكتفي برفع يده من بعيد للآخر(وكأن الحب مخلوق من خيال شفيف لاينمو ولايعيش في الاجواء القاسية بل ينزوي في ثنايا القلوب حزينا بائسا حتى تتغير الاوضاع السيئة الى جيدة فيرفرف فرحا حول القلوب العاشقة)
ومع بدايات الشهر الواحد من السنة الجديدة 1880 حين اشتد البرد نزحت اولى العائلات من القرية ونزلت الى قرية قريبة تسكن في منخفض من الارض طلبا للدفء وبعضهم لجأ الى بعض الكهوف العميقة
ومايحصل في بيت العم شيروان يحصل مثله في كل البيوت
في صباح احد ايام من الشهر الواحد
دخل العم شيروان بعد صلاة الصبح للحضيرة
فوجد البقرة تشم عجلها والبخار يخرج من انفها لكن العجل ساكن لا انفاس له
ركض اليه تفقده فوجده بااارد
مات العجل فقرر ابو چنار ادخال البقرة الى كوخهم في غرفتهم الوحيدة التي ينام فيها الجميع
هو وزوجته ينامان خلف حاويات المؤنة
وچنار 17 عام
ودلشاد 14 عام
وسليمان 10 اعوام
وأمينة ست اعوام
ينامون في الغرفة
التي هي مجلسهم ومطبخهم ايضا
فجائوا بالبقرة وربطوها في زاوية الغرفة المقابلة للباب
ولم تكن تنام البقرة حزنا على صغيرها لكنهم مجبرين على تحملها
فمدفأة الخشب لاتنطفيء طوال الليل كي تمنحهم الدفء
وكل مدة من الوقت ينهض احد الابوين ويلقي في جوفها قطعة من الخشب ثم يعود فينام ثم ينهض بعد ساعة حين يشعر ان البرد غزا الغرفة فيلقي في جوفها قطعة اخرى وهكذا كان نومهم
كان يخيم على النفوس خوف ووجل
ليس البرد فقط مايقلقهم لكن احتباس المطر هو الهم الأكبر
فهم قد سمعوا سابقا عن مصائب احتباس الامطار وعن الموت جوعالم يكن الانسان في ذلك الزمن مثل انسان اليوم
فأربعة قرون تقريبا
من الاحتلال العثماني حول الانسان الى جاهل ابن جاهل ل اثنا عشر جيل
ومن المعروف ان العلم يورث فالاب يورث ابنه كل معلوماته لمصارعة الضروف والمستجدات من نوائب الازمان لكن ان تعيش في زمن انت من الجيل الثاني عشر فيه وانت في جهل تام
لاتعرف كيف تتصرف في مثل هذه الحالات
فتلك مصيبة ادت الى كارثة كبيرة
رغم ان تركيا احسنت الى العراق احسان
عظيم يوم ان عينت
((مدحت باشا واليا على العراق سنة 1869 والذي ادخل بعض معالم الحضارة الى البلد
مثل المدرسة والمستشفى والمطبعة والجريدة والمصنع وسكة الترام والحديقة العامة والشارع المبلط))(1)
لكن هذه التطورات لم تطال القرى والارياف بل بالكاد في العاصمة ومراكز المدن الكبرى الموصل والبصرة