#سوار_الذهب
الفصل التاسع والعشرون
(قصة گرجية )
حين يحل الربيع تبدأ السهرات الليلية
ففي الشتاء لاتخرج النساء بسبب البرد واحيانا الامطار لهذا ما ان يخف المطر ويدفأ الجو حتى يجتمعن عند الشيخة الجازية فهي اولا وحيدة بلا زوج وثانيا هي زوجة شيخهم ولديها طفلين صغار
ومشت الايام الأولى من الربيع بين السهرات الليلية والتنزه النهاري بين الروابي الخضراء وجمع الاعشاب الطبية
فكل امرأة في البادية عندها حقيبة من منسوجة من الصوف الملون
تضع في صرر صغيرة تحوي مختلف النباتات البرية
يعالجون بها تقريبا كل الامراض التي تصيبهم وماينقصهم يشترونه من الحواج الذي يدور على العربان وقد يقيم عند بعض العربان ذات الأعداد الكبيرة
شهر او اكثر وهو يبيع كل شيء تقريبا
وقد توصيه أمرأة عن شيء يجلبه لها في المرة القادمة وعنده علاقة وثيقة مع نساء الحي من العربان وغالبا يمتاز الحواج الناجح بأمانته وعفته وما أن يرى رجال الحي اخلاقه حتى يثقون به
فيتركونه بلا رقابةفترى النساء عند الضحى منتشرات في البرية يجمعن مختلف النباتات
ويمتاز البدو بمعرفة عميقة بالنباتات البرية هذا عدا انه يوجد في كل عرب طبيب يقوم بختان الاطفال وتقوم زوجته بتوليد النساء وفحص الحوامل
هذا عدا (الصلُبّة)(1) الذين يمتازون بمعرفة عميقة في الطب العربي وهم دواجين(2) في البادية لايسكنون ابدا فهم كالغجر يدورون بين العباد يعالجون الناس ويصنعون اسنان الذهب والوشوموما ان حل آذار من العام 1883 وانقضى النصف البارد منه حتى امست الجوهرة تذهب عند الجازية وتجلس عندها كل ليلة ثم تأتي بقية النساء تباعا
حتى يكتمل المجلس بكل نساء ال الزين نمر ونايف ونادر الا من كانت مشغولة او مريضة فيذهبن جميعا لزيارتها
أما في الايام العادية فكن يجتمعن عند الجازية
اخوات حسين الاربعة وبناتهن وزوجات اولادهن وفاطمة ورازقية واخواتها
وأخوات عبود
ورغم ان اخوات رازقية من بنات بغداد لكنهن احببن الحياة في البادية
وتقدم لهن العديد من شباب القرية سرا
لان العرب في حالة حداد على شيخهم وهذا التقليد سيستمر لمدة سنة ومن اضطر للزواج يتزوج بصمت ومن يخطب يخطب بصمت
ورغم أن الشباب الذين تقدموا لسمية
من أفضل بيوت عرب الزين الا أن رازقية لم توافق على احد منهم
لكن حين تقدمت زينة لخطبة سمية لابنها الكبير شهم الذي تزوج منذ خمس سنوات ولم يرزق بطفل قررت رازقية أن تستشير الجازية بهذا الزواج هل توافق أم لا
ورغم أن رازقية كانت صغيرة في العمر لكنها كانت ناضجة نضوج مذهل تتصرف مع الحياة كأنها سيدة في الستين
وفي احدى تلك السهرات وبعد ان خرجن النساء من عند الجازية
بقيت رازقية الى الاخير
وسالت الجازية همسا
_ لقد سمعتي بخطبة زينة لسمية فماذا تقولين
هل اعطيهم سمية ام لا؟
فقالت الجازية
_نعم سمعت وقد جائت زينة الي وسالتني فقلت لها اطرحي الموضوع على رازقية وانظري ماذا تقول
بصراحة انا مثلك لا اعرف العرب بدقة ولكن ساسال لك خبير بكل العرب
فنادت يازي
التي جائت تحمل في حضنها سوار ذو الستة اشهر
وقالت لها الجازية
_تعالي واجلسي بيننا
فجائت وجلست واجلست سوار في حضنها
وطرحت الجازية عليها موضوع زواج سمية من شهم ابن زينة الكبير فما هو رأيك يا يازي قالت يازي
_زينة امرأة عاقلة هي والجوهرة افضل بنات گرجية عكس اختيهما درة ولطيفة
لقد كن يوم مقتل امهن صغيرات كانت الجوهرة بنت عشرة اعوام وزينة بنت تسعة
كانتا واعيتين على تلك المصيبة وكرهن امهن لفعلتها الشنيعة لهذا التصقن بأبوهن
وحسين حتى توفي ابوهن عكس اختيهن التان كانتا صغيرتين متعلقتين بامهن وكانتا درة ولطيفة حاقدتين على ابوهن لقتله گرجية امهن وكانتا ينفرن من ابوهن ومن حسين وربتهما العبدة سعيدة وكانت سعيدة رحمها الله عبدة لئيمة اشترتها گرجية من احد العربان حين حضرت عرس عندهم في السنة الأولى من زواج گرجية وكانت صغيرة في الثانية عشر من عمرها وعاشت ملتصقة بكرجية كوصيفة لها واخذت من گرجية كل اخلاقها السيئة
لهذا خرجت لطيفة ودرة مختلفتين عن اخلاق حسين والجوهرة وزينة
وزينة سيدة محترمة صبرت على عدم انجاب زوجة شهم كل هذه السنين فشهم متزوج منذ خمس سنوات ولم ينجب
ومن حقها ان تبحث له عن عروس وسمية فتاة مميزة وتستحق ابن الشيوخ
وشعرت يازي أن سوار بدأ يفرك عينيه
فاعطته لامه كي ترضعه وما ان نام حتى حملته وذهبت به الى خبائها