الفصل الخامس الصوقعانات

296 37 26
                                    

#سوار_الذهب                

الفصل الخامس

الصوقعانات

وصل ركب حسين وهزاع
الى ديار ال خطاب اهل هزاع
وهب الناس لأستقبالهم من كل مكان
فمنظر الاغنام تدخل (للفريج)=حي
منظر يسر القلب ويطيب الخاطر

ونعم ان البدو لايحلبون الاغنام الا لطعامهم وشرابهم ونعم ان الاغنام في أواخر الصيف وأول الخريف يجف حليبها خاصتا لقلة المراعي في ذلك العام الصعب
لكن منظر دخول الاغنام يسر قلوب ابناء البادية

فلم يبقى الا شواطيء الانهار
والينابيع والاعلاف التي يتم خزنها في الارض لعامين وحتى ثلاثة
وذلك ببناء جدار على ارض مرتفعة قليلا
ويكون ارتفاع الجدار متر تقريبا على شكل مستطيل يبلغ طوله احيانا 15 مترا بعرض
ثلاث امتار  او حسب كمية التبن
ويصبح كأنه حوض ويقومون بدق سيقان الحنطة حتى تصبح تبن ويضعوها في هذه الحوطة ولايتوقفون حتى يصبح التبن كانه جملون كبير
فيقومون بضربه بضهر
(الكرك او المسحات او المذراة)(1)
كي يرصونه جيدا ثم يقومون بعجن الوحل مع كمية من التبن ليمنحه الصلابة ويقومون بتغطية التبن بطبقة ثخينة من الوحل وهكذا يسلم من المطر والنار والهواء ويسمى هذا الجملون
ب(لوذ او لوذ التبن) كلمة شعبية))
عند العربان ومازال الريفيون يحفظون التبن بهذه الطريقة
ولو ذهبت للقرى في ايام الخريف لرايت من بعيد الألواذ منتشرة في كل انحائها

                °°°°°°°°°°
حين وصلوا الى بيت سعدة وكانت سعدة تقف في انتظار وصولهم فقد بشروها ان ابنها غاب غاب وجاء بالغنائم
ذهلت حين رأت حسيت ومازال سوارها يلمع على صدره
فخفت الخطى وركضت تستقبلهم
وترحب وترحب وترحب كأن ابوها عاد من القبر
ونزل حسين وابنها ورغم شوقها وخوفها على ابنها الا ان فرحتها برؤية حسين فاقت كل تصور
ونعم مضت سنين طويلة
لكنه لم يتغير الا بطول لحيته ولونها من السواد الموشى ببياضٍ قليل الى بياض ناصع
رحبت بهم وهي مستغربة كيف اجتمعا فديار حسين تبعد مايقرب من مسيرة ثلاثة ايام او اكثر شمال ديارهم
ودخلوا المضيف وجلس حسين وجلس الجميع حوله
شعر حسين بروح طيبة تغمر المكان
روح الام ملكة البيت الروح التي تحمي الجميع شعر براحة فأعتدل بجلسته
وخرج هزاع وذبح بعض الخراف ليدعوا اخواله وابنائهم وجياع القبيلة على شرف العم حسين
وسهر الناس عندهم وكانت سعدة تجلس مع الرجال لعظم مكانتها عندهم فسعدة سيدة فريدة بين النساء لذلك الموقف الذي جمعها بحسين قبل سبع عشر عام مضت.............

            °°°°°°°°°°°°°°°°°
على الجانب الشرقي من البادية العراقية
وصل ركب عبود أسليمة
الى مشارف دياره
لكنه حين لمح العرب خفق قلبه بسرعة لمنظر الديار
لقد شاهد على آخر خيوط الشمس
تجمع كبير لافراد القبيلة عند خيام اهله
فلكز حصانه بقوة وانطلق مسرعا ودخل الحي وهو على ضهر حصانه منطلق كالمجنون حتى وصل اهله
حين وصل قرب تجمع الناس الذين علت اصواتهم بعضهم بالصراخ وبعضهم بالعويل قرب خيام اهله نزل وهو يصرخ ماذا حدث ماذا حدث ماذا حدث
وهو يركض ولاينتظر كي يسمع الجواب بل انه يركض وقد فقد عقله خوفا
لمح زوجة ابيه واخواته منثورات الشعر ويصرخن في وسط النساء يسار المضيف
حتى دخل المضيف ليجد ابوه مسجى
وسط الناس دفع الناس يمينا ويسارا ووصل ابوه كان في حالة نزع عنيف
امسك يده وهو يسال
برعب وقهر وخوف ومفاجئة لم تكن على البال ما الذي حصل اخبروني بسرعة؟؟؟؟؟

سوار الذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن