الفصل الثالث والعشرون

235 37 33
                                    

#سوار_الذهب

الفصل الثالث والعشرون

حدس الخطر

يقولون أن الهارب حتى اذا نام يبقى شيء فيه صاحي يراقب الاجواء حوله كي يصحيه اذا اقترب منه الخطر

في بغداد وبعد استقرار وضع اسرة عباس وعمله الذي اصبح يديره ذياب
حكى  احد العاملين لذياب ماحصل يوم الحادث وقال له بكل أسف
_والله كنا نتكلم فيما بيننا معتقدين ان عبدالله ذهب الى اهله لم نشعر به الا حينما بدأ يصراخ حينها فقط عرفنا انه كان يسمعنا وقد تغير وجهه سبحان الله كان كأن شيطان تلبسه كان يرتجف ويصرخ
ولم ينتظر لحظة واحدة بل خطف الساطور من على الجدار وانطلق يركض
ولم نستطع ان نركض خلفه فالدكان في ذلك اليوم لم يكن فيه الا انا وصاحبي
وعلمنا فيما بعد بما فعل هناك
رغم أننا نعرف ان عبدالله انسان فاسد افسدته امه بالدلال وانه كان يكره العمل
ويحب العبث ومطاردة الفتيات وكان ذو مزاج سيء وكان قاسي القلب وسريع الغضب جدا
لكن ابدا لم نكن نتوقع ان يصل به الحال ان يفعل تلك المجزرة رغم اننا  حين عملنا مع ابوه قبل عشرة أعوام  كان ابوه يشتكي من انحراف مزاج هذا الولد وسرعة غضبه
وأنه حين كان يغضب يضرب اخواته ويكسر ويحطم البيت
ورغم أن ابوه حرص عليه كثيرا وكان يضعه عند العلماء ليعلموه الدين وكان يأخذه معه كل جمعة الى الجامع لكن ابدا لم ينفع معه اي شيء ولم يتحسن ابدا
ولم يتحمل مسؤلية عمل او دكان رغم محاولات ابوه المضنية لأصلاحه وتعليمه وتربيته لهذا لم يستغرب ابوه فعله حين اخبره حسين في ذلك اليوم عن ابتزاز عبدالله له ويشهد الله ان عباس يومها كاد ان يجن من فعلة ابنه المشينة
والله كنت انا جالس واسمع حديث الشيخ حسين لابوه كم تمنيت لو كنت مع الشيخ
يومها واقوم بتأديب ذلك المجرم الذي اعتدى على فتاة ليس لها احد يحميها

عرف ذياب يومها أن عبدالله عرف من خلال كلام العاملان
بتلك الخطة التي نفذها ذياب وعگاب وحسين وچنار
وفهم لماذا فقد عبدالله عقله وارتكب تلك الكارثة

اما في البادية
انطلق عبود ومحمد وشاهين بوضع الخطط وكلما وضعوا خطة لايجدوا الى تنفذيها سبيلاً
ومن بدايات نيسان  والى وسط آب
ومحمد وشاهين وعبود ورجاله يحومون حول العشيرة لعلهم يجدوا حسين خارجا منها ويقبضوا عليه
لكن حسين ترك عاداته القديمة في الصيد والترحال كما كان سابقا كل يوم في مكان ويترك هموم العشيرة على عگاب النايف زوج الجوهرة اخته
لقد أصبح حسين لايخرج من العرب الا اذا دعاه احد الشيوخ لحفل زفاف او صلح او بعض القضايا العشائرية وفي هذه الحالة لايخرج وحده انما يخرج مع وجهاء قبيلته
يخفرهم بعض المقاتلين
ورغم ان عبود كان يغلي في داخله وهو يتحين الفرصة لأصطياد حسين وحده
لكنه لم يكن يريد الهجوم بشكل مباشر
ورغم انه يستطيع ان يهاجم العشيرة بجيش كبير
لكنه يعرف انه ستقع خسائر كبيرة وسيخوض حربا لايعلم الا الله متى تنتهى
وكيف ستنتهي
فكل قبائل البادية يعرفوا قوة رجال حسين وقوة تجهيزهم وتدريبهم
والأهم من هذا هو تلك التحالفات التي اجراها حسين مع العشائر يوم قضية سعدة الخطاب
تحالفات الدفاع المشترك ضد عرب سويدة فقط لأن عرب سويدة لايخضعون للاعراف العشائرية
فهو يعلم ما ان يهاجم عرب الزين ويصل صوت المعركة الى قبائل البادية حتى يهب كل من يستطيع حمل السلاح لحربه
وعبود لايضمن حصوله على چنار مالم يصطاد حسين فكان اسلم الحلول هو اسر حسين ومساومتهم بچنار
اعطونا چنار نعطيكم حسين هذا ما كان يريد عبود قوله لهم
بنفس الوقت كان محمد وشاهين ابناء عم حسين لايريدان ان يرجع حسين وقد اتفقوا مع عبود انه أذا اخذ حسين لن يطلقه  حتى اذا اسلموه چنار
وكان عبود ينوي الغدر بحسين ليس أكراما لمحمد وشاهين لاااااا
انما لذاك الثأر القديم
حين قتل حسين عمه حمد فعبود في الخامسة والثلاثين وهذا يعني انه قبل سبع عشرة سنة كان في الثامنة من عمره
وهو يتذكر ذلك اليوم المفجع بالنسبة لهم
يوم مقتل عمه حين دخل ابوه العرب يحمل جثة حمد سويدة على حصانه

سوار الذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن