الفصل ال38

206 40 29
                                    

#سوار_الذهب......

الفصل ال38

((بعض النساء تلد والقليل منهن تنجب)) 

في لاوا وبعد سفر سوار وجماعته بعشرين يوم
لم تعد چنار تستطيع الصبر كان قلبها يأكلها ندما انها لم تسافر معهم
فاصبحت
ترتقي الجبل الواقع خلف بيتها كل يوم وتجلس هناك
تراقب الطريق
لعلها ترى من بعيد اي خبر يصلها عن ولديها
رغم انها تتذكر كلمات سوار حين سافر 
حين قالت له
_لاتتركني بلا خبر عنكم ارسل لي من يطمأنني عنكم
قال لها
_يا أمي لايعرف طريق لاوا الا نحن انا وعيسى وحسين وعمي ذياب واولاده وعمي عگاب
ونحن سنكون مشغولين بأمور كثيرة
لكن تأكدي اني سارسل لك في حالين فقط
اذا انتصرنا وأذا هلكنا سيصلك الخبر حتما ومؤكد ليس بأول شهر من سفرنا لاننا سنحتاج زمن للوصول هناك ثم زمن لجمع الناس ثم زمن لنذهب الى عرب سويدة لقتالهم
فمؤكد اول شهر اطرحيه من الحساب
بعد الشهر ستظهر الامور للعيان

لكن چنار لم تستطع الصمود
لم تستطع الصبر
وقلبها يكاد يطير خوفا ورعبا عاشت الثمان ايام الاخيرة تقريبا فوق الجبل واخيرا نزلت من الجبل
ونادت العبد خويلد وقالت له سترافقني الى البادية
جهز نفسك غدا فجرا
حاول آران ان يثنيها عن عزمها وكذلك فاطمة ورازقية وهايما
كلهم اجتمعوا كي يقنعوها قالت لهم
_ لا استطيع الجلوس ابد يجب ان اسافر لهم
أصر دلشاد أبنها على مرافقتها وأوصت ابنتها أمينة على ابوها واخوها والبيت ولم تخرج چنار بزي أمراة
بل إنها  لبست ثياب الرجال وركبت حصانها وانطلقت مع العبد خويلد ودلشاد
بعد سفر اولادها بثمان وعشرون يوما وعشرين يوم
متجهة الى البادية
ولم تكن ترتاح في الطريق الا كي ترتاح الخيول وتأكل وتشرب
كانت تكاد ان تطير لتصل باسرع وقت

             *****************************

أما في البادية في ذلك اليوم العصيب من اوائل نيسان
حين ابلغ الرسول سوار برسالة أبو السبع

صُعِقَ سوار لهذا الخبر بل إنه تجمد مبهوتا حتى نسي ان يتنفس للحظات لكن تلك اللحظات كانت سنين طويلة عاشها سوار مع حسين
لقد غاص سوار بلحظات فقط في دهاليز الذاكرة وهوى سريعا
في ذلك البئر العميق الذي يقع في عمق الذاكرة فرجع الى يوم ولادة حسين............
تذكر ذلك اليوم حين كان تقريبا في الثالثة من عمره
يومها صحى صباحا على صوت غريب في الغرفة
صوت شيء كأنه عواء كلب صغير
حين فتح عينيه ونظر الى أمه التي كانت جالسة في فراشها وفي حجرها شيء مخيف يصدر صوتا كعواء جراء كلبتهم
حبى على يديه قليلا ثم نهض وذهب اليها
وهو مستغرب متحير منما يراه ووقف قرب امه ونظر الى ذلك الشيء الذي يصدر صوتا غريبا ولم يكن يعرف شيء مماثل غير صوت جراء كلبتهم التي ولدت قبل مدة
وأشار الى الطفل وقال بصيغة السؤال
_كلب؟
فضحكت امه وآران ورازقية
وأخبروه ان هذا ليس كلبا بل إنه اخا له اخ مثله لايشبه الكلاب
وأن اخوه هذا يحبه وسيلعبون سوية بعد ان يكبر قليلا
فمد يديه لحمله فأجلسته امه ووضعت حسين في حضنه
تذكر شعوره حينها حين امسك حسين واحتضنه وقبله
شعر حينها ان الفرح يغمر قلبه
وكلمه قائلا
_لاتصرخ لاتصرخ ساعطيك الجرو الابيض
وكلما استمر حسين بالبكاء كلما قال له سوار اسكت وساعطيك الجرو الرمادي ولكن حسين استمر بالبكاء فالتفت سوار الى أمه يسألها
لماذا يبكي ماذا يريد
قالت له چنار
هو لايفهمك لكنه سيكبر ويفهمك هو يبكي لانه جائع
واخذته الى حضنها وبدأت ترضعه وسوار ينظر اليه متعجبا بهذا المخلوق وسالها أمي اين وجدتيه
قالت له وجدته في الوادي وجلبته لك ليكون صديقك
وأخوك وسندك في الحياة
لم يفهم سوار يومها اغلب كلام أمه
لكنه كان فرحان باخيه لدرجة انه في ذلك اليوم لم يخرج ليلعب خارج الغرفة
ولم يحصل بين سوار واخيه مايحصل دائما بين الاطفال لم يمنع سوار اخيه من اي شيء يريده وكذلك لم يكن حسين شريرا كان طيبا محبا لسوار لدرجة التبعية العمياء
تذكر يوم ان ضرب اطفال من القرية حسين
ورجع للبيت باكيا كان صغيرا يومها ربما في السابعة من عمره قبل ان يذهبوا الى الموصل
يومها قال له سوار
_لما لم تناديني؟
قال حسين كانوا يضربوني وانت بعيد كيف اناديك ؟
قال له سوار هكذا
ووضع سوار يده على فمه وعلمه صوت الزاق (وهو الغراب)
ضحك حسين على سوار وقال له
_ وانت ايضا اذا احتجتني قلد صوت الزاق أو اي صوت لكن كرره ثلاث مرات فاعرف إنه انت وساتيك لو اين ما اكون
وذات يوم ايضا حين كان سوار ابن تسع سنين وحسين ابن ستة  نشب عراك اطفال بين سوار وصگر ابن ذياب
وتدخل عگاب وفصلهما عن بعض
رجع سوار للبيت ووقف في داخل باب غرفة امه ينظر الى صگر
الذي كان يلعب مع اخوه حاتم في باحة بيتهم المنخفض ويعتبر ارض فناء بيت آران بمساوات سطح بيت رازقية وكان سوار يراى صگر بوضوح حين اشار صگر اشارة تغيض سوار فنزل يركض اليه ليضربه ولحق به حسين يحمل عصا اكبر من حجم جسمه بل انها كانت تسقط منه ويرجع ويحملها حين وصل اخيه كان هو وصگر مشتبكين مع بعض
ولما لم يستطع حمل العصا ترك العصا وركض الى حجارة صغيرة فحملها وضرب صگر الذي كان ملتحم مع سوار فجائت الحجرة في جبين سوار فوق حاجبه الايسر وشقت في جبينه جرح بقي اثره الى الموت
مد سوار يده الى جبينه يتحسس أثر الجرح حينما هزه عيسى
وهو يمتطي جواده ويقف مبهوتا امام الرسول
وصوت الرسول يسأله
_ماذا اقول لقائدنا ابو السبع؟

سوار الذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن