الفصل الرابع والعشرون

243 40 32
                                    

#سوار_الذهب

الفصل الرابع والعشرون

صدمة عبود

اعلم إن الحبل اذا اشتد اشتد سينقطع حتما

قبل أسبوع من يوم الحادث

وصل محمد النادر الى بيت الشيخ حسين
وكزيارته الماضية كان يراقب كل شيء
يبحث عن ثقب ابرة ليجد فيه حل لعبود اسليمة الذي بدأ يخيفه فهو ومن معه لاقبل لهم بعبود ورجاله
وأصبح يخشى اللجوء الى حسين لينقذه
لأن أمره سينكشف وسيعيش اسود الوجه
فألسنة الناس لاترحم وسيبقى هو وأولاده منبوذين في قومهم واذا خرجوا من العشيرة وابتعدوا عاشوا غرباء مضطهدين في تلك الازمان التي كانت العشيرة هي السائدة في المجتمع
ولم يسعفه عقله الناقص ان الخيانة ككل الذنوب التي متى ماتراجعت عنها قبل التنفيذ ربحت
وبدأ يشعر انه اصبح فريسة بدل ان يكون في عزوة اهله واقاربه
لكن هذه هي حقيقة الخيانة
كتلك المرأة التي ركضت خلف رغباتها
وخانت دينها واهلها
فسقطت في براثن رجل ادعى انه يحبها واخرجها من اسرتها فوقعت في بئر الرذيلة
فالعفة عن الخيانة ليست في صالح من تخونه انما في صالحها اولا
لأنها مشت حسب مارغبت لكن الحقيقة أن رغبتها فجعتها وجعلت منها عبدة ذليلة .

حين امسى المساء نام محمد وحسين في المضيف
فقال محمد لحسين على سبيل الود
_لاعليك مني يا أخي اذهب عند اسرتك ونم عندهم فقال حسين بكل براءة
_لايخوي انا منذ اسبوع انام هنا
لقد اصبحت الجازية في آواخر ايامها ويازي وهند والثريا={أبنة الجوهرة  } ينامن عندها كي يساعدنها اثناء الليل وكذلك مرزوق ينام عند بابها حتى اذا اقتضى الامر احيانا يذهب مرزوگ لينهضها
لقد اصبح حالها بالويل اعانها الله وسلمها
فأنتبه محمد لفكرة لم تخطر على بال الشياطين......

كان بيت حسين وبسبب ميلان الارض مبني بشكل مدرج المضافة مطلة على النهر مباشرةً وخلف المضافة بيت الأسرة الذي تسكنه الجازية وخلفه بيت العبيد وقرب بيت العبيد بيت فاطمة وعن يمينه بيت الجوهرة وعن يساره بيت زينة
وكل بيت اعلى من بيت بثلاث واربع درجات قام الرجال بعمل هذه الدرجات حين نزلوا في هذه الارض
وفي البداية كانت الجازية تتنقل بين هذه البيوت بسهولة لكنها حين ثقلت بطنها اصبحت حبيسة بيتها لاتخرج الا للخلاء القريب
عرف محمد ان حسين ينام وحده في المضافة
وبما أن بيت الشيخ محاط من جهاته الثلاثة شرق وغرب وجنوب ببيوت العشيرة
لم يبقى الا جهة الشمال جهة النهر
فخطرت بباله الخبيث فكرة لصيد حسين
لكنها كانت ناقصة بعض الشيء وما ان خرج من عرب الزين متجها الى بيته الذي مازال بموقع العشيرة القديم وقد استطاع اقناع حسين ببقائه هناك
حين قال له حسين
_بما أن كل الرعاة عرفوا موقعنا الجديد فالمفروض ان تأتوا هنا وتسكنوا وقد تركت لكم ارض جميلة مطلة على النهر لكم .

تحجج محمد بالكثير من الحجج منها مثلا
_اننا نحب ارضنا تلك فهي مربى صبانا وتلك الارض يجب ان تبقى لنا ولأبنائنا وأن العشيرة ستكبر يوم بعد يوم ولسنا بعيدين كثيرا بيننا وبينكم مسيرة ثلاثة ايام
واقتنع حسين ليس لتلك الحجج التي قالها محمد
انما اقتنع ليرتاح من محمد واخوه الذان كان حسين دوما يشم رائحة الكره تفوح من كلماتهما
وايضا كي يرتاح من مشاكلهما الكثيرة
وكي تنتهي تلك النتف الكريهة من تصرفاتهما
والتي كان يظن حسين انها تصرفات غبية لم يخطر بباله ابدا انما كانت تلك هي السوخنة
التي تخرج من الرماد لتنبأ عن وجود جمر كثير يكاد ان يكون له ضرام

سوار الذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن