#سوار_الذهب
الفصل التاسع
الظل الظليل
يخلق الله بعض الأشخاص من انوار رحمته ليكونوا ملجأً للضائعين وللضعفاء
كتلك الاشجار المنفردة في الجبال او البراري والتي تحمل اغصانها عشرات الاعشاش لطيور وخلايا نحل وملجأ لكل من يبحث عن ضل ظليلكحسين ذلك الرجل الذي يُسعد غاية السعادة حين يغيث ملهوف او ينقذ انسان حسين ذاك الرجل السبعيني الذي قضى من عمره خمسون عاما يدور بين البراري ليساعد هذا ويقف مع ذاك ويطعم هذا ويأمن ذاك
حسين ذلك الانسان الذي حرمه ابوه وزوجة ابو من ان يصبح ابا
فاصبح اب لكل الناس
وطوبى لمن سخره الله للخير
وسخر الخير على يديه....
فمسير چنار غربا بخط مستقيم كان من تسخير الله للخير لتصل لحسين لم يذهب هو اليها بل ان الله ساقها بشكل عجيب اليه
كعصفور يطارده صياد
فطار مكسور الجناح هاربا بكل ماتبقى له من قوة الى تلك الشجرة في غرب الصحراء الى الظل الظليل
فالخير سر الوجود في هذه الارض ولولاه مادامت الارض يوما واحدا
وكل انسان يصنع خيرا في هذه الارض يساهم في بقاء شجرة الخير مورقة زاهية وارفة الظلال للجميع^^^^^^^^^^^^^^^
في ذلك اليوم قبل خمسون عاما من هذه الاحداث....
اليوم الذي خرج به حسين من بيت اهله بعد ان فقد الامل تماما من موافقة ابوه
على زواجه من المها وبعد ان شرحت له امه لماذا رفض ابوه
وهاله وارعبه واحزنه
ان يموت ابوه وهو حي يرزق
قطع القهر قلبه
حزن كثيرا على ذلك الاب الذي كان راجح العقل يقود اكثر من 400 فارس من قبيلة كبيرة يصبح مجرد لعبة في يد امرأة لعوب لاضمير ولا اخلاق لها
خرج وهو يحمل في صدره ليس قلبا بل بركانا يتفجر
واتجه الى بيت خاله ابو زعل ولم ينزل عن ضهر حصانه طوال الليل حتى
وصلهم قبل الضحى
حين رآه ابو زعل جفل قلبه وخاف ان يكون قد حصل شيء ما لأخته ومرافقينها
فاخته من المفروض ان تكون وصلت بيتها مساء امس ومرافقيها لم يرجعوا بعد حيث يتوجب عليهم المبيت هناك ثم يرجعوا في اليوم الثاني حيث انهم سينطلقو فجرا ويصلوا عصرا
وحسين وصلهم عند الضحى هذا يعني ان حسين انطلق فعلا عصر يوم امس
انخلع قلب الخال حين رآه
وخرج ووجهه مخطوف فاتحا يديه كأنه يحاول ان يجعل من جسده ويديه ساترا للشر القادم مع حسين يحاول ان يمنع الشر بيديه وبجسده عن بيته واحبابه
وقال له مفجوعا كفانا الله شر قدومك ياحسين ماذا ورائك؟!!!!!
حين نزل حسين ونزع اللثام جفل قلب خاله فحضن حسين خاله والخال مازال يكرر اخبرني ماذا هناك ياستار ياستار
قال له حسين اطمأن لايوجد شيء مخيف
لكن الخال رغم صوت حسين الهاديء لم يطمأن تماما
وضع الخال يده على كتف حسين وهو ينظر لوجهه يتفحصه لعله يكشف ماخلف الوجه من خبر وهما يسيران بأتجاه البيت
كان وجه حسين يوحي انه قضى اغلب الطريق باكيا وما دام وصل عند الضحى فهذا يعني انه لم ينم لحظة واحدة
سأله بتكرار مستمر
_هل امك بخير؟!!!!!!
يقول له حسين
_ بخير وقد وصلت امس بعد العصر بقليل....
كان ابو زعل مرعوبا يستحث حسين على الكلام لكن الأصول تقتضي ان يتركه يجلس ويسقيه الماء
وجلس حسين وجلس خاله امامه ولم يجلس في مجلس المشيخة
وساله مابك؟
قال حسين
_ ياخالي جئتك بأمر اما ان تكون الخال الذي اعرفه وتقوم بواجبك تجاهه او ان امشي من هنا ولن تراني حتى تقوم الساعة
ليس انا فقط بل انا وامي سأخذ امي واترك الديار كلها
قال له ابو زعل وهو يمسك يده والخوف يزيد وينقص في قلبه حسب تعابير وجه حسين
_اخبرني ماعندك وأنا خالك ولن يكون خاطرك الا طيب واقسم لك اني معك في كل امر مهما كان قلي فقط ماذا ورائك لقد انخلع قلبي خوفا وتوجسا
واخشى انك تترفق بنقل خبر محزن اصاب امك في الطريق
فقال حسين
_ ابدا والله امي بخير لكن ياخالي هل انت متأكد انك ستكون معي ضد اي انسان؟