#سوار_الذهب
الفصل الثامن
رحمة الله
الفرق بين الشخص الشاب والشخص الكبير
أن الأول يتصرف ثم يفكر
والثاني يفكر ثم يتصرف وكلما
كبر الانسان اكثر كلما كان تفكيره اكثر واعمق في كل مسألة قبل أن يقدم عليهالكن كل تفكير وتدبير لايساوي لحظة واحدة من توفيق الله ورحمته بعباده
سمع حسين قصة چنار بالكامل وفهم النكبة التي تعرضت لها هي واهلها والكثير من الناس في ذلك العام لكن الكرد تركوا قراهم ونزلوا يبحثون عن الطعام وهذا جعلهم مشردين في الطرقات رغم ان هناك الكثير من الجياع في المدن يخرجون فيستجدون الطعام ثم يعودون لبيوتهم تحفظهم وتحميهم من مصائب التشرد
لكن ماحصل مع الكرد ان المصيبة اصبحت مصائب فكان حسين
يقود الركب وهو يفكر بالكثير من الامور اولها... هو التخلص من مطاردة عبود أسليمة
وأحتار كيف سينجو بمن معه من هذه المصيبة
فوصولهم الى النهر لايعني الخلاص مالم يجد حل ناجع
فكر ان يأخذ چنار وحدها ويهرب بها ويرجع الشباب الى القبيلة من منطقة المخاضة فيبدو للناظر ان الفرسان ليس لهم علاقة بموضوع چنار
لكن خشي ان يدركه عبود ورجاله ويكون هو وحده مع چنار والكثرة تغلب الشجاعة
حتما ولم يفكر بالموت قدر ما كان يخاف على كلمته التي قالها لچنار
لن يمسك سوء وانا حي واذا انا مت سيحميك هؤلاء الشبابثم فكر ان يدخل النهر ولايخرج الا بعد مسافة طويلة لكنه خاف على الشباب ونعم هو يعرف السباحة ويستطيع ان ينقذ نفسه لكن البقية ربما هذه اول مرة يصلون بها النهر وهو ليس سباح ماهر لينقذهم اذا ماغرقوا او انجرفوا مع التيار
ثم فكر ان يسحب عبود الى منطقة يختارها هو
ويتقاتلون حتى يقضي عليهم جميعا فكم قد يكونوا لايمكن ان يكون عددهم كبيرا
اما تبعات المعركة سيتغلب عليها حينما ينجز مهمته هذه
كما تغلب على تبعات تلك المعركة القديمة التي جمعته بحمد وأمحمد سويدة قبل سبع عشر سنة
ونظر الى الشباب السبعة الذين معه
وقال في نفسه وانا بسبعة رجال هكذا اصبحنا 14 رجل
لكنه رجع وقال اللهم اصرفهم عنا برحمتك التي وسعت كل شي
لا اريد ان اتصادم معهم قبل ان اساعد الفتاة للوصول الى اهلها واجمع شملها بعائلتها
ثم فكر من اين سيبدا بالبحث عن هايما
اما سليمان فأمره هين طالما قالت چنار انها تعرف اين المنزل الذي هو فيه
لكن هايما موضوعها صعب جدا لكن الله قادر على كل شيء
ثم يفكر كيف سيخرج الرجال من السجن
ونعم أن البادية تعتمد على قوة الذراع والعقل لكن المدن تعتمد على المال والمعارف والذكاء والعلم
ورغم هذا كان يراقب الطريق ويقود الركب الذي معه وكلما شعر ان الحصان تعب ينتقل لحصان آخر كي يردف چنار خلفه هو رغم ثقته بكل الشباب الذين معه لكنه كان يخشى من كل شيء على الفتاةلكن حسين كلما صمت يفكر بكل الحلول
ويدعوا الله ان يعينه على حفظ الفتاة من ان ينالها ذلك اللقيط
واذا تكلم كان يسأل چنار عن كل تفصيلة مهما صغرت ليعرف كيف يفكر
يسالها ماذا تريدين فتجيب بأصرار
اريد ان استعيد اخي سليمان واعرف مصير هايما ومن الذين خطفوها واستعيدها اذا استطعت
واريد الرجوع لبغداد والبحث عن اهلي
ابي اخي وأبن خالي وخطيبي فلم يبقى لي غيرهم
كانت تحاول ان تختصر الكلام
فالكلام فوق الحصان يصبح متعثر كثيرا
وايضا لاتريد ان تدخل في التفاصيل الموجعة والمحرجة