الفصل الخامس والعشرون

250 39 31
                                    

#سوار_الذهب

الفصل الخامس والعشرين

             {المساومة الاخيرة}

تعسرت المساعي الحميدة بين الطرفين  لأن عرب الزين لايملكون چنار ليرجعوها لعبود ولو كانت موجودة أيضا لن يرجعوها
وهذا ماقاله عگاب النايف في المفاوضات
لشيخ ورد الساهي ابو سرحان
كبير وفد المفاوضين
واصروا على إطلاق سراح حسين او ان الحرب لا مفر منها
بل أن عگاب النايف كلف ابو سرحان
ان يقولوا لعبود سليمة
_سيرجع لنا حسين معززا مكرم واذا وصلنا حسين وقال انهم أذوه بشعرة سنقتل آخر شخص في عشيرة سويدة ولو كانت أمراة او طفل

وعبود لم يكن يملك حسين ليرجعه لهم فحسين غدا جثة هامدة وقد بدأت بالتحلل وقد تركها في خيمة وغطاها بعباءة
ولايعرف هل يدفنها ام يفاوض على تسليم الجثة مقابل السلام خصوصا انه لم يقتله لكن من ذا الذي سيصدق عبود
في دعواه هذه
وحين جاء وفد المفاوضين وعلى راسهم الشيخ ورد الساهي ابو سرحان
قال له عبود
_أنا عندي العلم الأكيد أن جاريتي عندهم وأنها كانت موجودة الى ما قبل عشرة ايام تقريبا
فكيف اصدق انها غير موجودة الآن
فقال أحد المفاوضين له
_ عگاب النايف يقسم انها غير موجودة ويقسم انها لو كانت موجودة فأنهم لن يسلموها لكم
لأنها غدت زوجة الشيخ حسين فقد تزوجها زواجا شرعيا وتم عقد قرانها امام والدها وبرضاه وقد كانت حامل بأبن حسين قبل ان تهرب
لكنها هربت ولايعرف احد الى اين

شعر عبود ان هناك سكيناً يمزق احشائه
ونظر لوضعه فعرف انه سيخسر كل شيء فوق خسارته لچنار سيخسر
سيادته وعشيرته
واصبح شبه متأكد انه سيخسر حياته
ادرك عبود أسليمة
متأخرا أن الشر نهايته وخيمة
فها قد تجاوز الخامسة والثلاثين وهو بلا زوجة بلا ذرية بلا هدف وأنه قد كان سيداً
فغدا يناور فقط للنجاة بحياته
نظر حوله فوجد أن كل من حوله غرباء
ليس له اخ أو ابن عم مباشر وليس له احداً يلجأ اليه وأنه ضيع نفسه من أجل إمرأة هربت منه من أول يوم وطأت قدميها ارض عشيرته
حاول ان ينجو بنفسه من هذه المصيبة
حاول ان يستميل المفاوضين لجهته
حين لجأ اخيرا للأعراف التي لم يؤمن بها يوما من ايام حياته قائلا لهم

_انتم اهل الأصول وترفضون الظلم وعرب الزين خطفوا جاريتي التي كنت انوي ان ابني بها اسرة وانجب منها اطفالاً واعيش حياتي مثلي مثلكم وقد تزوجها شيخهم كما تقولون انتم وقد حبلها اليس لي حق عليهم؟!
فلما لاتنصفوني من عرب الزين وتنصروني مثلما تقولون أنكم تنصرون المظلوم؟
الا ترون اني مظلوم
هل هذه اعرافكم التي حاربتم ابي على عدم اتباعها وانتم تنصرون من يعجبكم ومن هو خاصتكم وليس نصرة المظلوم
كما تدعون
فلو كنتم اهل أصول حقا كنتم نصرتم المظلوم ولو كان الظالم ابنكم
لكن كي اثبت لكم أن الاصول عندكم هو احلاف واتفاقات ومواثيق بينكم وبين بعض وليست اخلاق نبيلة تدعون المنحرفين عنها الى اتباعها
أنتم امة ظالمة والظلم اذا دام دمر
وانكم كاذبون بادعائكم الاصول....
الأصول ياسادة قوانين وضعها اسلافنا ليحمون احفادهم من بعض وأذ بكم تحولوها مع الايام لشيء آخر
الأصول تحمي الجميع من الجميع
اقول لكم جاريتي عندهم فتقولوا تزوجها حسين
حسب أصولكم ليس من حق حسين أن يتزوجها فلو كانت دخيلة العربي لايتزوج الدخيلة ولو كانت جارية هاربة من سيدها العرب ترد الجارية لسيدها فأين انتم من الأصول
هل هذه هي اصولكم؟
الان انا اعذر ابي وأنه كان محقاً أذ رفض هذه الأصول الكسيحة .

سوار الذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن