الفصل ال 40 والاخير

493 58 91
                                    

#سوار_الذهب   متابعة+تعليق جميل+ رايكم في الرواية

الفصل ال40 
والاخير

صراع الموت والحياة

{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}

((فلاتكن كالزبد وكن كالشجرة الوارفة الظلال يلچأ اليك المتعبون لتخفف عنهم و يدوم ذكرك الطيب بين الناس بعد رحيلك عن هذه الدنيا  ))

كانت چنار بعد رحيل سوار
في عرب الزين تدعوا الله ليل نهار أن يرجع لها ولديها احياء
ويكاد قلبها ان ينفجر خوفا عليهما
أما تلك الهجمات العنيفة التي كانت تشنها عصابات سويدة
فلم فلم تتوقف
ولم يتوقف القتال يوم واحد بل أن عگاب طلب من بعض الشباب حفر خنادق صغيرة لهم في اطراف العرب والاختباء فيها
كي يهاجموا العصابات من الخلف ويمنعوهم من الهرب وقد نجحت هذا الطريقة ووقع منهم الكثير في الاسر
ومن خلال التحقيق معهم يعرف عگاب كل واحدا منهم من اي عرب جاء
واكتشف عگاب إنهم جميعا من نفس القبائل العربية التي في حلف سعدة الخطاب
لكنهم اسوء مافي تلك القبائل من السفهاء
ولهذا أمر عگاب بتسليم كل واحد يأسرونه لأهله وهم احرار به لكن شرط ان لايطلقوه أما ان يعدموه أو يسجنوه هم احرار
وبعد عشرة ايام من القتال
وحين شعر قادة العصابات ان الوضع اصبح خطير جدا قرروا الرجوع الى عرب سويدة ليطرحوا على أبو السبع
مشكلتهم لعله يجد طريقة أخرى للقتال
فقد اصبح قتال العرب صعباً جدا
او ان أبو السبع يشن حربا كبيرة كما كان مقرر وينهون عرب الزين الذين اقلقوا راحتهم التي نعموا بها مايقرب من 20 عام
ينهبون ويقتلون وعاثوا في الارض فسادا ولم يواجههم احد الا دفاعا
لهذا بدأت العصابات ترجع تباعا الى عرب سويدة بعد عشرة ايام من القتال
و هناك مايقرب من خمسة ايام او اكثر مابينهم وبين عرب سويد

أما في عرب سويدة
وكانا سوار وفضة بهذه الاثناء جالسين القرفصاء أمام خباء ثلجة التي كانت تقف خلف ستارة بابها ترتجف خوفا وتراقب طريق فضة الواقع يسار بيتها
حين وصلت فضة و سوار
ورفع راسه ليرى المكان وجد أن خباء ثلجة خلف خباء وصايف
ويسار خباء وصايف من جهة التل الذي انحدرا منه سوار وفضة خباء بنات وصايف الشابات
ويمين خباء وصايف يقع خباء أبو السبع ويمين خباء أبو السبع خباء اولاده الذكور ويمينهم يقع بيت صهرهم أبو سطم
وفي الساحة يوجد الكثير من الحراس وفي الجهة المقابلة في الساحة كان يقع بيت الضيوف
اما خلف خباء ابو السبع فكان خباء جواريه
وبين خباء أبو السبع وخباء الجواري طريق
لايدخل منه الا الجارية التي يرسل ابو السبع في طلبها
قالت فضة لسوار
_ذلك هو المدخل الخلفي لخيمة أبو السبع
كانا جالسين عند باب خباء ثلجة
التي رفعت الستارة واشارت لهما بالدخول
حين دخلا انزلت الستارة ونظرت الى سوار على ضوء سراجها
وقالت لسوار
_انت أبن چنار قال لها نعم قالت له
_ لك نفس العينين اسمع يابني خذ فضة واهرب بعيدا
قال لها نعم فورا
وحمل سوار الكيس وخرجا والتفا خلف الخباء
وترك الكيس خلف بيت ثلجة ومشى مع فضة حتى وصلا الباب الخلفي لخباء أبو السبع
التفت سوار الى فضة وهمس بأذنها قائلا
_أذا كنتي مستعدة لكل شيء فادخلي معي
واذا كنتي خائفة فالحقي بحسين فنحن اذا دخلنا قد لانخرج ابدا
امسكته من راسه وقربت فمها من أذنه وقالت له بنبرة اصرار
_انا معك حتى الموت لن اتخلى عنك ابدا
شعر سوار ان كلماتها بثت فيه روحا جديدة روحا اكثر صمودا واكثر رغبة بالحياة تقدمها سوار
ورفع طرف الستار الذي على الباب بهدوء
ودخل كانت الخيمة مفروشة بافضل الرياش وفي وسطها فراش ثخين يرقد عليه أبو السبع نائما على ضهره عاريا وعلى جنبيه شابتين صغيرتين يبدو أن التي على يساره في العشرين والثانية ربما في السادسة عشر
وصل سوار عند راسه ونظر اليه بأشمأزاز كأنه ثور رابض وله رائحة نتنة وكانت آثار الجروح في جسده لم تشفى تماما بعد
أشار بيده لفضة لتقف قرب الجارية التي عن يمين ابو السبع
وأشار لها على رقبته بمعنى هكذا ذبحا
وأستل سوار خنجرين بآن واحد وبهدووووء شديد
وقف بين راس ابو السبع والجارية العشرينية
واعد خنجر يده اليسار للجارية وخنجر يده اليمين لأبو السبع
وفضة تنظر اليه تنتظر اللحظة الحاسمة
وفي تلك اللحظات العصيبة
وسوار يقف وفي يديه خنجرين
أشار لفضة اشارة بمعنى الان وهوى عليهما
اما الخنجر المخصص للفتاة فقد اتم مهمته لكن الخنجر المخصص لأبو السبع توقف في الطريق
حيث صحى أبو السبع بتلك اللحظة الرهيبة وأمسك  يد سوار قبل ان تهوي اليه فترك سوار الخنجر من يده اليسار فسقط قرب وجه الجارية التي كانت تنازع الحياة وهي تنزف من رقبتها
وامسك خنجره الموجه لأبو السبع بكلتا يديه وضغط بكل قوته
ورغم أن أبو السبع صحى من نوم عميق لكنه
امسك بيد سوار اليمين بكلتا يديه
وسحبه بقوته المعروفة فسقط سوار فوق أبو السبع ولف سوار لفة حول نفسه بسرعته المعروفة لكن ابو السبع كان قد اصبح فوق سوار حين دفعه ورقد فوقه ومازال الخنجر بينهما
يديره سوار الى أبو السبع وابو السبع يديره الى سوار
بهذه اللحظة
انجزت فضة مهمتها مع الفتاة الصغيرة والتفتت الى أبو السبع الذي يضغط عل سوار بكل قوته وهو فوقه وأوشك الخنجر ان يصل عين سوار فوقفت فضة  خلف أبو السبع وبسرعة ودهوت على ضهره من الخلف بطعنة نجلاء اخترقت ضهره
ولما شعر ابو السبع بلسع الخنجر وان هناك احد خلفه رفسها باحدى رجليه فطارت مسافة للوراء وسقطت وارتطم راسها بالارض
وقد دارت الدنيا فيها
بينما سوار وابو السبع في صراع الموت والحياة
وبدأت يدا سوار بالارتجاف لكن وبلحظة واحدة فقط وقبل ان تنهض فضة لترجع وتجهز على ابو السبع من الخلف
تخشب أبو السبع وارتخت يداه وشعر سوار بدم ابو السبع يفور ويسقط على صدره
وسقط فوق سوار يختض ورجعت فضة تضربه من الخلف في رقبته ضربات متوالية وسكنت حركته بعد عدة ارتعاشات ودمائه تفور مغطية سوار بشلال بدأ يتناقص
فدفعه سوار ونهض ليجد أن الجارية التي طعنها سوار لم تكن قد ماتت والتقطت الخنجر الذي افلته سوار وغرزته بآخر أنفاسها بين ضلوع أبو السبع من تحت أبطه الأسير ودفعته بماتبقى لها من رمق حتى مزق قفصه الصدري وسقطت  ميتة وعلى وجهها ابتسامة عريضة
وانتهى ابو السبع
وامسك سوار راس ابو السبع من شعره ونزل بخنجره على رقبة القتيل حزا حتى فصل راسه عن بدنه وحمله من شعره الطويل بينما كانت فضة تنظر من فتحتة ستار باب الخيمة الأمامي الى الساحة لترى هل هناك من شعر بشيء
فوجدتهم منشغلين بسهرهم وعربدتهم

سوار الذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن