#سوار_الذهب
الفصل ال33
سليمان
حين وجد الشاب أن چنار مرعوبة صرخ بها اختي الحبيبة انا سليمان
ركضت اليه چنار
ولفت يديها حول عنقه بقوة وهي تصرخ بأعلى صوتها
سمو سمو سمو لا اصدق يا الله انه سمو
وصرخت باعلى صوتها آراااان لقد رجع سمو
كان صوتها يتردد في جنبات الجبال فتوقف آران عن صعود الجبل ورجع هابطا يركض واحتضن سليمان من الخلف لأن چنار كانت ماتزال متعلقة برقبته ولا ترضى ان تتركه لشدة خوفها ان تفقده مرة اخرى
واجتمع الناس عليهم جميعهم عربهم وكردهم يباركون لچنار رجوع اخوها اما چنار تلك العملاقة التي لم تهزها الصعاب هزها الفرح فجلست على الارض حين كان الناس يقبلون سمو ويرحبون به
جلست تبكي تبكي بحرقة الفرح
اي نعم إن للفرح حرقة كبيرة
فالفرح مثل الحزن تماما واحيانا يكون اقوى تأثيرا على المشاعر من الحزن
واستقبل عگاب رفاق سمو وادخلهم بيته واجلسهم وقدم لهم اللبن والماء ريثما تنفض تلك العقدة البشرية التي التفت على بعضها في فناء بيت اهل چنار الصغير
لقد كانوا ست شباب في مثل عمر سليمان لكنهم كانوا جنود لايلبسون مثل سليمان فالواضح ان سليمان اعلى منهم رتبة لكن عگاب لايعرف الرتب العثمانية
اما چنار فأكثر ما اثار بكائها حين كان يتلفت سليمان بين الناس ويسالها بلغته
_چنار اين ابي وامي ودلشاد وامينة اين اهلي اين خالي وابنائه
وامسك آران بيده يساله اين كنت وكيف اصبحت هكذا
اما الناس.... كانوا جميعا فرحين بعودته ورغم تكرار سؤال سليمان لناس جميعا عن اهله لكن لم يجيبه احد بل
كانوا يجيبون على اسالته بالكثير من الاسالة الاخرى
وحين التفت الى چنار التي بركت على الارض والنساء حولها مابين مباركة ومواسية
جاء اليها يسالها چنار اين اهلي
اخبرته بسرعة ان ابوه حي في بغداد اما دلشاد فلا نعرف عنه اي شي وأمي وامينة توفيا
احتضنها وبكى بكاء مرا وهو يقول لها كنت امني النفس ان ارى امي والله إن موت امي لهو اكبر المصائب كيف استطعتي الصبر يا چنار
بكت چنار بحرقة كأنما امها ماتت توا
فامسكه آران وانهضه وادخله لبيت والده واجلسه
وجلب له الماء ودخل خلفه جميع الشباب والنساء حتى ضاقت الغرفة بهم ووقفت چنار عند عتبة الباب تنظر اليه وهي غير مصدقة
كان الجميع يتكلمون فيما بينهم كل شخصين يتكلمان سوية بينهما عن ما اثار افكاره
بعضهم يقول ماهذا اللبس المميز
والبعض يقول يبدو انه اصبح ضابط
وتقول اخرى لا اصدق ان هذا سليمان كم اصبح وسيما يكاد ان يكون مثل الاغوات
واخران يتحدثان عن حظ ال شيروان كيف انهم محظوظين فجنار عادت للقرية كأميرة ويعود سليمان كضابط فاي حظ يملكون
وفاتهم ان يقولوا ان ال شيروان تعرضوا لأعلى درجات السوء
فهناك نوع من البشر لايشعر بوجعك لكنه يرى بوضوح تميزك ويحسدك لدرجة تمني زوال نعمتك
فكل ذو نعمة محسودفي القرى يكون الناس على الفطرة غالبا
هم لم يدخلوا متدافعين خلف سليمان وآران حبا بسليمان فقط لكن اغلبهم يريد ان يشبع فضوله
او هو فرحان على فرح الناس الذين يحبهم
او أنه يريد ان يقتل بعض ذلك الفراغ الذي يعاني منه فالحياة في القرية روتين قاتل وفارغة من اي جديد
او أنه يتوقع ان تنثر چنار بعض الحلوة او ربما ستقيم مأدبة ويريد ان يحجز لنفسه مكان ليأكل ويحاول ان يبدو متفاعل اكثر ليلفت انتباه اصحاب البيت فيبقونه حين يمثل الانسحاب