الفصل الثالث عشر نوافذ الروح

134 24 24
                                    

#سوار_الذهب

الفصل الثالث عشر

نوافذ الروح

من قال ان جمال العيون بوساعتها والوانها وتصميمها وطول اهدابها فقد اخطأ
العيون هي نوافذ لروح
من كانت روحه جميلة طيبة
حين تنظر لعينيه ترى جمال روحه وجاذبيتها فترى ان عينيه جميلة
وتود لو انك تلتصق به طول العمر
فالأرواح الطيبة كبساتين الزهور
العطرة حين تراها عبر النوافذ
لاتريد مفارقتها ابدا.

~~~~~~~~

وصلت القافلة بغداد عند الضهر
كان الجو لطيفا ونسمات تشرين الثاني عذبة
استغربت چنار تبدل الاوضاع هذا التبدل العجيب
حين وقفت چنار في نفس تلك الساحة التي كانت مسرح لموت امها واختها وموت الكثير من الجياع
واختفاء ابوها واخوها وخطيبها خلف ذلك الباب الذي في نهاية الساحة والذي يطلقون عليه مركز الدرك او مركز البوليس أو الجندرمة سابقا
واشارات بيدها وقالت لحسين
_انظر اهلي كلهم هناك
قال لها
_ كان هذا قبل مايقرب من اربعة اشهر الله اعلم اين هم الان
نظرت اليه برعب وقالت بصوت يذيب الصخر كمن يطلب العفو من الاعدام
_لاااا ياشيخ بالله عليك لاتقلها
هم موجودين هناك اكيد
قال
_ إن شاء الله..... قفي انتي هنا ولاتتحركي
وأوصى الشابان قائلا احذرا ان تتركاها تتصرف اي تصرف اسمعتم؟
ابتسمت واطرقت برأسها شعرت بصوت حسين وخوفه عليها وكأنها قطعة من روحه شعرت بالأمان

ومشى حسين حتى وصل منتصف الساحة اوقف احد العابرين وتكلم معه ثم اشار الرجل لأحد الطرق الواقعة خلفه بين المحلات
ومضى الرجل في طريقه
وعاد حسين اليهم ليخبرهم
انهم سيبقون هنا وانه سيذهب لشخص يعرفه
قبل كل شيء
واخذ حصانه وانطلق الى الطريق الذي اشار له الرجل
وغاص بين البيوت والخانات
حتى وقف امام دكان كبير نوعا ما يبيع كل انواع الزيوت والدهون والأجبان والالبان في موسمها
وترجل حسين عن حصانه ووقف امام الدكان وقال
_مرحبا يا عباس جويبر
رفع الرجل راسه
كان في اواسط الخمسين من عمره بلبسه البغدادي الجميل
وقد كان غارقا في الحسابات يراجعها مع احد عماله
وحين راى حسين انطلق اليه وهو يقول
بصوت يملؤه الفرح
_اهلاااااااااا ومرحبا بالشيخ حسين النمر
وانطلق اليه يحضنه ويقبله
ونادى احد العمال لياخذ الحصان ويربطه
وأجلس حسين وساله عن احواله
واشار لصبي يعمل عنده اشارة
انطلق الصبي على اثرها الى زاوية في الدكان وجاء بعد قليل بصحن تمر وطاسة من اللبن الممزوج بالماء(شنينة)
وقدمه للشيخ حسين مع ابتسامة وانحناء وانسحاب للخلف كعادة الصبيان في ذلك الزمن حيث كان تقدير كبار السن كبيرا ولايستدير صغير لكبير ويعطيه ضهره حتى يبتعد بضع خطوات
وبعد سلام وسؤال عن الصحة سأل عباس صاحبه
_ متى وصلتم بغداد؟
قال حسين وهو يضع كف بكف
_قبل قليل.....
وأنا يا اخي قصدتك بطلب ارجو ان اجده عندك؟
قال عباس
_قل وان شاء الله مجاب فأنا مهما فعلت لن اجازيكم
افضالكم فوق راسي
قال حسين
_ اكرمك الله يا اصيل
والله انا اريد ان اسأل عن اشخاص تم سجنهم اثناء حالة شغب حصلت قبل اربعة اشهر
ايام المجاعة قبل وصول المساعدات من الدول الاخرى وزوال الأزمة
ولا اعرف كيف اسال عنهم

سوار الذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن