الفصل الرابع عشر لأجل عينيك

282 42 45
                                    

#سوار_الذهب

الفصل الرابع عشر

لأجل عينيك

(عد عيناچ)

العطاء جميل جدا بالنسبة للواهب والمستفيد
لكن عندما تعطي لمن كان السبب في انقاذ حياتك من البؤس ومنحك السعادة
يكون العطاء سعادة مطلقة فعلا

          ~~~~~~~~~
بعد ان اطلق حسين يدين قاسم وخرج هو ومن معه مسرعين
تحامل قاسم على نفسه وبصعوبة جلس والتقط بنطاله الذي القاه عليه حسين بسرعة وجمعه بيده وجعله كتلة وامسكه بيد واحدة وهو يصرخ وضغط به على جرحه بقوة
واستند بيده الثانية على الارض ليحاول ان ينهض لم يستطع تحامل على نفسه ونهض وخرج من
الباب يترنح من الالم مثلما كان يترنح قبل ساعة من الخمر
وهو يصرخ ويركض  بذاك الوضع الذي كان عليه
يصرخ صراخ شخص تأكله النار
رغم الوجع الذي يشعر به كي ينقذ نفسه ولكثرة النزف كان يسقط احيانا ثم ينهض طلبا للحياة
فنعم خسر هذا العضو من جسده لكن الحياة اهم من كل شيء
كان الناس في ذلك الزقاق
يسمعون الصراخ  فينظرون من نوافذ بيوتهم لكنهم لايرون شيء
فالليل مظلم والأزقة معتمة
وشدة الصراخ ونوعه ارعبهم فلم يخرجوا
وحتى لو كان احد الأشخاص قد دخل في الزقاق فما ان يسمع الصراخ الرهيب الذي ينبأ بمصيبة حتى يعود ادراجه هاربا
أو ينزلق الى احد الافرع الجانبية
ورغم ان المسافة لم تكن بعيدة جدا عن مركز الشرطة فهي بالكاد تصل الفين متر لكن قاسم شعر ان الطريق فجأتا اصبح طويلا كيوم القيامة
لكنه اخير وبعد عدة سقطات
استطاع ان يخرج من الزقاق الى الساحة الكبيرة كانت الساحة مضاءة بفوانيس مثبتة في بعض الجدران
حين وصل الساحة كان هناك بعض العائدين الى بيوتهم من سهرات الاصحاب
او من عمل كمن ذهب وعجن العجين كي ينهض فجرا ويخبزه فشاهد بعض الناس ذلك المنظر المهول على بعض الاضاءة البسيطة في الساحة
كان منظره مرعبا
شخص عاري وكل جسده مغطى بالدماء ويركض بأتجاه مركز الشرطة حتى اوشك ان يصلهم فرفع الحرس عليه البنادق وأمروه بالتوقف لكنه استمر بالركض وهو يصرخ بهم انه انا انا انقذوني فلا هو يسمعهم ولاهم يسمعونه
فاطلق احد الحراس النار على قدميه فسقط حين ركض الحرس اليه ليرونه لم يعرفوه
حتى قال لهم انا قاسم انقذوني وركض الحرس وجائوا بعربة وحملوه الى الخستخانة وطول الطريق يسألونه من فعل هذا بك فيقول لا اعرف
كانت يتوجع وكان حين يتذكر انه فقد ذكورته يكاد يجن فيصرخ يصرخ
فيسألونه كم كان عددهم
قال من بين الأنين والصراخ
_كانوا ملثمين كانوا ثلاثة رجال
لكنهم قالوا لي هذا مصير كل من يعتدي على شرف عراقية
قالوا له ومن هذه العراقية
هكذا قد حكموا على انفسهم بالاعدام
وسنذهب الى اهلها ونسحلهم للسجن
قال بكلمات محملة بالأنين والوجع والبكاء
للاسف انا اعتديت على الكثير
حتى على فتيات صغيرات فلا يمكنني ان  اعرف من هم
لأني اساسا لا اعرف اهل اي بنت من تلك البنات.......
اوصلوه للمستشفى وعالجوه ونجى من الموت ليعيش حياة امر من الموت
ورجع لبيته بعد شهر وحاول ان يتذكر ماحصل لكنه ابدا لم يتذكر
الا لمحات مشوشة لكنه يتذكر الالم جيدا لقد كان مخمور لدرجة كبيرة ولم يعي اي شيء مما حصل وكلما خرج وسار في ذلك الطريق يستغرب فعلا كيف أن المسافات
نفسها تختلف من حال الى حال
وقرر ان يطلب الرجوع الى تركيا بعدما ينهي كل اجرائات الخروج من الخدمة
ولم يكن يعرف ان دوره في هذه القصة لم ينتهي بعد......

سوار الذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن