الفصل27 و28

289 39 40
                                    

#سوار_الذهب🌹

الفصل السابع والعشرون
و الثامن والعشرون

وحشة الديار

((اثاري الدار توحش عگب اهليها
عبنهم عمروها وسكنوا بيها))

حين وصل ذياب الى بيت فوزية خاتون
في تلك الليلة لمحته چنار قبل ان يدخل الى غرفة ابوها كانت تنشر ثياب طفليها
كان وجه ذياب حزينا
فذهبت اليه وسالته
_مابك ؟!!
قال
_ لاشيء
قالت
_ لما رجعت لما لم تبيت عند اهلك
قال وهو ينظر الى اصابعه المتشابكة
_ليس لي اهل هنا
_قالت هل تخاصمت مع رازقية بسببنا
قال منفعلا
_لا لا رازقية لم تحترمني انا
لقد اهانتني انا
قالت چنار بصدق
_اسمع ذياب
اي أمراة مثلها وفي مثل الحالة التي اصبحت عليها
اخوها وابوها وامها وزوجة اخوها يقتلون بيوم واحد بساعة واحدة حتما ستفعل هذا واكثر....
لاتتصور ابدا أن زوجتك شيطان والاخريات من النساء ملائكة....
ارجع لزوجتك وصالحها وعش حياتك بسلام
فحكى ذياب كل ما دار بينه وبين رازقية
فغضبت چنار عليه غضب كبير وقالت له كيف تسحب طفل رضيع من ام لم تنهي اربعين الولادة حتى
والله لو كان الشيخ هنا كان سيغضب كثيرا
ارجع لها هيا
فقال دعي الامر للغد انا على موعد معها غدا ثم هم الان قد ناموا
وكان سيدخل حين التفت الى چنار وقال لها
_لقد قلتي لي ان رازقية لاتليق بي لانها ليست أصيلة
فمالذي غير تفكيرك الان وجعلك تناصريها؟
قالت له
_ اتعرف ياذياب ماسر تعلق الناس كلهم بي؟
ليس لجمال وجهي فقط لكني كنت غالبا اكبت قهري من الشخص الذي يؤذيني بقلبي
حين اغضب اسكت كي لا اجرح من حولي
لكني ياذياب انسان مهما حاولت ان اضغط على نفسي لابد ان يخرج من داخلي بعض القهر
مافعلته رازقية بنا من سب واهانة وطرد
أمام الناس لا يفعله الا الغجر
كان شيء فضيع جدا وقد كنت غاضبة منها جدا فقلت ماقلت
لكني بلحظة صدق وضعت نفسي مكانها وتذكرت كيف خسرت اهلي وتذكرت تلك النار التي مازالت مشتعلة في قلبي
ورغم كل شيء عذرتها
حين عذرتها شعرت اني اتعاطف معها رغم اني لم ارتكب اي ذنب يستوجب مافعلته بي
لكن بصورة او بأخرى انا متعاطفة معها جدا فلا يعرف
من لم يذق تلك النار الا انا وهي
لهذا عذرتها ولهذا لا اريد لها الاذى لهذا ادعوك الى مسامحتها .

نظر ذياب اليها وقال لها
_نعم عمتي سأفعل كل ماتأمرين به سأترك لها طفلها واسافر معكم
قالت له
_لاتسافر معنا بل ابقى مع اسرتك
فقال بأصرار اما هذه فلا ابدا
انا ايضا عذرتها ذات مرة حين كانت تسب وتصرخ يوم ان عرفت بقصة الاتفاق الذي تم بيننا يوم عقد قران الشيخ عليك عذرتها ولم اتخذ ضدها اي أجراء بالعكس حتى اني تنصلت منكم وادعيت يومها اني كنت خارج الاتفاق حتى لاافقد ودها وكي استمر معها لكن الذي حصل انها تمادت
وهذا طبع الانسان ما ان يجد التساهل حتى يتمادى
انا لن ارجع لها ابدا ولن ابقى في بغداد وهذا قرار اتخذته وانتهى الأمر
لكني ساترك لها الطفل حتى يكبر وتفطمه يومها سأتي واخذه وهذا الذي سابلغها به غدا ان شاء الله اكراما لك
ودخل غرفة ابو چنار بسرعة كي لايمنحها فرصة الكلام وتغيير رايه فهو قد اتخذ قراره
وذهبت هي الى غرفتها تحوقل
في صباح اليوم التالي على الفطور جلست چنار تحدثهم عن بعض الامور
قالت لهما
_ ستذهب ياذياب الى زوجتك وأنا وعگاب نرجع للعرب
فقال باصرار
_ ابدا لن اترككم تسافرون وحدكم الدنيا خطرة
قالت
_ نحن سنسافر مع قافلة حتى نصل مقابل عربنا فنعبر اليهم
قال بعناد
_ولو.... ساذهب معكم
نظر عگاب له ولم يكن مرتاح منه ابدا
لكنه صمت
كان عگاب يشعر أن ذياب ومنذ أن عرف بموت الشيخ اصبح يحوم حول چنار وانه ربما سيطلبها للزواج وعگاب يشعر أنه ابن الشيخ حسين ويغار على چنار كما لو كانت امه فعلا رغم أنه اكبر منها بنحو خمس سنوات
لهذا لم يكن مرتاحا ابدا من ذياب
لكن قلوب الرجال صناديق مقفلة
وقلوب النساء قدور تغلي فإن لم يخرج منها رذاذ ساخن خرج البخار الحارق

سوار الذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن