الفصل الواحد والعشرون

242 38 23
                                    

#سوار_الذهب ....الفصل الواحد والعشرون

!!!!!!!!!!!           تحذير الفصل دموي لمن
                        تخاف اعبري الى الزهور

في بغداد
بعد شهر من سفر حسين وجماعته
وبحث ام عبدالله عن عروس
وكلما وجدت واحدة ووصفتها لعبدالله يرفضها
كان يشعر ان روحه لاتتقبل اي أمراة اخرى غير چنار
كان كل ليلة يجلس في جوف الليل يبكي
في غرفته حتى كاد ان يجن
وأبوه وأمه واخواته الصغار يسمعونه ويتحسروا لايعرف احد منهم ماذا يجب ان يفعل
ذات صباح قابله احد اصحابه ووجد وجهه قد اصفر وحاله في هزال
وبعد سؤال وجواب
عرف الصاحب وكان اسمه بشار
ان عبدالله عاشق ذلك العشق المستحيل
يعشق فتاة متزوجة ورغم علمهم انها محرمة لكن النفس التي تعشق تنزل الى اسفل السالفين ولايهمها حلال او حرام
حاول بشار ان يخفف عن عبدالله بعض الشيء لكن لم ينفع مع عبدالله اي تخفيف كان عبدالله يغلي غليان القدور
وفهم بشار من عبدالله انه على وشك ان ينهي حياته فلم يعد يجد طعم لأي شيء

في مساء ذلك اليوم ذهب بشار لوالد عبدالله واخبره بحال ابنه وان ابنه على شفا الموت
احتار الاب ماذا يفعل فهداه عقله لأمر
كان يرجو ان يخرجهم من هذا المأزق
فكر عباس ان ابنه احب چنار لأنها جميلة ولأنه رأها فلو رأى غيرها سيقع في حبها ايضا فالموضوع اولا واخيرا مسألة غريزة واحتياج جنسي
فكلم زوجته قائلا
_اذهبي غدا وابحثي عن فتاة بعيون ملونة وجميلة اريدها جميلة جدا ومهما كان مهرها لايهمك وحين تجديها تخبريني انا كي اكلمه انا وليس انتي
قالت الام
_لقد بحثت في كل البيوت القريبة وعند كل الاقارب ووجدت فتيات في بغداد كأنهن الحور العين لكني حين اصفها لعبدالله يرفض
قال لها
_اسمعي اريد ان تختاري اجمل بنت من كل البنات التي رأيتهن ولاتخبريه انك قد ذهبتي اليها سابقا
وعندما نكون جالسين سوية تعالي وقولي لقد وجدت فتاة كچنار بالضبط
سنخطبها ونأتي بها وحين يراها لاتشبه چنار سيحرج من ان يفعل اي شيء وسيقبل بالامر الواقع ويتزوجها وسيحبها مع مرور الوقت وتنتهي مشكلته .

ورغم رغبة الام الشديدة بأنهاء المشكلة
لكنها قالت بحذر
_هل انت واثق انه سيتقبلها
يارجل لاتبلينا مع الناس اخشى ان يرفضها وتكون البنت قد زفت اليه ونكون بمصيبة فنصبح بمصيبتين .

لم يفكر عباس بالعواقب فقد قاس الامر على نفسه كرجل يتقبل اي انثى لم يقنع ان مافي ابنه عشق
والعشق ابتلاء إن ابتلى به الانسان
هان عليك كل شيء حتى الموت وحتى الاجرام احيانا
والعاشق يرى كل إناث  العالم
ذكور ويرى حبيبته الوحيدة هي الانثى .
وانطلق الزوجين ينفذان الخطة
في اليوم التالي حين كان عبدالله وابيه جالسين دخلت عليهما الام مستبشرة فرحانة واخبرتهم الخبر
تفتح وجه عبدالله قليلا وهب واقفا بعد ان كان عابسا حزينا وسالها بلهفة وهو منحني للأمام
_بالله عليك يا أمي هل تشبه چنار
قالت له امه والله واجمل من چنار
صرخ بها مثل المجنون الذي تلبسه شيطان فجاةً وبصوت خشن اجش كأنه ليس صوت عبدالله قال كأن صوته زمجرة الوحوش
_لا أريد احسن او أجمل لاااااااا اريد
وتغير صوته فجأةً وبصوت حنون اكمل
_اريدها مثلها مثلها تماما نفس عينيها نفس فمها الرقيق نفس نظرتها الحنونة الخجولة نفس وجنتيها المترفتين اريدها چنار لا اريد احداً آخر اعطوني فتاة گچار ودعوني اسكن على شواطيء النهر اعطوني چنار لا اريد غيرها وجلس وتكور على نفسه واخذ يبكي
وجلس ابوه وامه عنده وهما يقولان هي هي كأنها چنار
واقنعوه انها تشبه چنار الى حد بعيد واقتنع
ورغم أن عباس سمح لذياب برؤية رازقية حين تمت خطبتها لكن ليس كل العوائل يقبلون بهذا الامر فأهل العروس واسمها خالدية رفضوا ان يراها
ومن هنا وهناك حاولت الأم بالأتفاق مع ام العروس ان تجعل الشاب يراها ولو من شباك لم يلمحها جيدا لكنه استطاع ان يرى جانب من وجهها ولأنه لايرى الا چنار فقد خيل له انها تشبه چنار فعلا واعطاهم الموافقة وانطلق الاب والام ببقية الاجرائات وخلال شهر آخر وفي نهاية الشهر الواحد من العام الجديد تزوج عبدالله
حين دخل الى العروس ورفع عن وجهها ليراها صعق عبدالله أن الفتاة ليست هي التي رأها من الشباك
تراجع للخلف رغم جمال الفتاة الخلاب
لكنه لايرى كل هذا
الذي يراه ان الفتاة لا تشبه چنار
لاحظت الفتاة ان عريسها تراجع عنها
عُصرت معدتها بوجع رهيب ضمت يديها على بطنها وتلوت بصمت جلست وانطلقت تبكي بمرار وصمت تااام
لكنها كانت ذات عقل عظيم فغيرها من النساء بمثل ذاك الموقف سيتوقف عقلها لكن خالدية كانت امراة فريدة من نوعها نهضت وذهبت اليه وهو جالس وقد تكور على نفسه وقالت له كنت احسب نفسي جميلة فكل النساء حولي اقل جمالا مني
لكنك جفلت حين رايتني لماذا
نظر اليها وهي جالسة تنظر اليه وحاول ان يعتذر منها عن موقفه وسالها هل عندك اخت تشبهك قالت لايوجد في بيت والدي غيري وثلاثة شباب اخوتي كلهم اكبر مني قال لها حين رايتك من الشباك لم يكن شكلك هكذا
قالت لا اعرف اذا كنت قد رايتني لكن لايوجد في بيت اهلي غيري
قال لها بلى لقد اتفقت امي وامك ان يجعلوني اراكي من الشباك حين كنتي في غرفة الضيوف ترتبينها
ولم يكن شكلك هكذا كنتي مختلفة قالت ربما لاني البس هذه الثياب ربما لو نزعتها ولبست ثيابي البيتية ونهضت مسرعة وابدلت ثيابها امامه وهو ينظر لها فوجدها حين تلتفت تشبه چنار فأنبسط قليلا ومشت تلك الليلة مثل اي عروسين
لكنه ابدا لم يكن يضحك لم يكن سعيدا
كانت هناك غصة في حلقه حتى انه ترك الكلام فما ان يفتح فمه حتى يغص بعبرة وتكاد دموعه ان تنهمل فيسكت
ومضت الايام مريرة وهو مصهور بين قوتان تشدانه حاجته الجسدية لخالدية
وحاجة روحه المعذبة لچنار
حتى مر على زواجه عشرين يوما
حتى جاء ذلك اليوم الاليم
             يوم الكارثة
يوجد في دكان عباس جويبر ادوات يستعملوها في تقطيع كتل الجبن الكبيرة التي يشترونها من القرى كأنها سيوف معلقة على جدار الدكان او يستخدموها لقشط الدهن من اسفل الجرار التي تاتي محملة به او لقطع سلال التمر الى ارباع وبيعها
وهناك عدد لاباس به من هذه السواطير التي تشبه السيوف حادة وقوية

سوار الذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن