الفصل 31

249 40 41
                                    

#سوار_الذهب

الفصل 31

لاوا من جديد

سار الركب متجها الى لاوا
لم تكن چنار تعرف الطريق بدقة
لكنها كانت متأكدة أنها لن تتوه فلا يمكن لأي أمراة ان تحفظ اي طريق حين تمر به لمرة واحدة لكن چنار كانت تأمل أن ترى احدا من قريتها في دهوك أو أن تسأل في دهوك عن الطريق الى لاوا
فمثلما أن من لا يعرف الصحراء يتوه بها
كذلك الجبال بل أن الضياع في الجبال اخطر واكبر في ذلك الزمن الذي كانت الوحوش البرية منتشرة ولم تنقرض بعد
كما هو الحال الان

حين وصلوا دهوك سالت عن الطريق الى لاوا فرافقهم رجل من دهوك اسمه ادريس كان صديق لوالدها
وقد حزن كثيرا لما حصل لأهل جنار حين سالها عنهم
وحين سالته هل يعرف اي شيء عن اهل القرية قال لها
_ هناك بعض العوائل رجعوا خصوصا العوائل الذين لم ينزحوا للموصل او بغداد وذهبوا الى الجبال والقرى القريبة
لكنهم بحدود العشرين بيت
لم اذهب الى القرية لكن بعض رجال القرية ينزلوا الى دهوك لشراء ماينقصهم.

وحين وصل الركب لطريق القرية عرفت المكان وقالت له يمكنك ان ترجع فنحن عرفنا الطريق
ودعهم ورجع وسار الركب صعودا الى القرية القابعة على سفح احد الجبال شمال غرب دهوك
حين وصلت ذلك المنحدر الذي جلست عنده تبكي يوم أن نزحوا وتذكرت كيف امسك آران بيدها بكت كثيرا
كانت دموعها تنزل بصمت وسوار في حضنها ينظر اليها مستغربا بكاء أمه
واخيرا ظهرت القرية وراتها
........
شعرت أنها لم تغادر القرية منذ خمس سنوات فقط
شعرت كأنها غابت عن القرية زمن طويل جدا حتى كأنها نسيت بعض تفاصيلها كانت القرية موزعة حسب انبساط الارض فترى ثلاث بيوت متجاورات ثم يأتي تل صغير يفصل تلك البقعة المنبسطة خلف التل التي تحوي اربع او خمس بيوت أخرى وهكذا كانت بيوت لاوا موزعة حسب تضاريس تلك الارض
وكان بيت اهلها قريب من الشلال النازل من الجبل الكبير ويصب في حوض كبير الى حد ما قد يصل قطرة الى عشرة امتار
تذكرت چنار امها كيف كانت تنفخ لها القربة وترميها في حوض الشلال وتركب چنار القربة وهي تضحك وتلعب
تذكرت كيف فارقت امها شعرت كأنها فقدت دنيا الطفولة بلحظة واحدة
وبين ليلة وضحاها كبرت اعوام كثيرة
اقترب الركب من بيت اهلها كانت تتوقع ان البيت ربما قد هدته الامطار خلال السنوات الخمس الماضية لكنها تفاجأت أن البيت كامل مرتب كأنها فارقته امس
وحين اقتربت اكثر وبدات التفاصيل تظهر اكثر
رأت شجرة الورد وقد كبرت وازهرت ووصلت الى سطح البيت كانت من النوع المتسلق فكيف صعدت للسطح لو لم يكن هناك شخص اعتنى بها خلال الخمس سنوات وربطها بسطح المنزل فعرشت فوق السطح ونزلت بعض اغصانها الموردة على باب البيت واصبحت شجرة الورد جميلة
وايضا هناك سور صغير
قد تم بنائه من جهة المنحدر ذلك المنحدر الذي كانت أمينة تلعب عليه دوما حين كانت تسرق بعض الماء من حوض البهائم
وتلقيه على المنحدر فيصبح زلقا فتصعد الى فناء بيت اهلها عبر درجات المنزل
وتجلس عند راس المنحدر وتنزلق ملوثة ثيابها بالطين رغم أن قلبها انعصر وهي تذكر تلك الطفلة الجميلة التي ماتت بين يديها جوعا في بغداد
لكنها ايضا شعرت بفرح غامر وهي لاتعرف من ذاك الذي فعل كل تلك التحسينات في البيت حين وصل الركب دقت على راس الجمل دقات بسيطة بعصاها الصغيرة كي يبرك الجمل لتنزل
ونزلت واعطت سوار ليازي التي نزلت قبلها وصعدت من تلك الدرجات الحجرية التي وضعها ابوها ذات يوم حين كانت طفلة يوم أن سكن ابوها في هذا البيت
وقد كان صعودهم ونزولهم من والى البيت متعب فقام بجلب احجار مسطحة ووضعها على شكل درجات هناك لتسهل لهم الصعود والنزول
صعدت تلك الدرجات بلهفة
كان قلبها يدق بسرعة خافت ان يكون ابوها تعرض لشيء ما في بغداد ورجع الى بيته في لاوا
دخلت فناء البيت وهي تصيح
_ بابو بابو تا الفيري؟!!!!
أبي ابي هل انت هنا؟!!!!
فخرج شابا احمر البشرة كث اللحية
طويل القامة ذا عينين خضراوين كبيرتين وشعره طويل لمنتصف ضهره
من باب الغرفة ووقف مبهوتا يسأل
_تا كي
_من انتي؟
لقد كانت چنار قد تغيرت لتلك الاحداث التي مرت بها والشدائد التي انضجتها
وزيها الذي غيرها تماما بلباسها العربي
الفخم وكأنها أميرة عربية وقد لوح الهواء الساخن خديها فاصبحتا اكثر حمرة من قبل
ولم يبقى فيها شيء يشبه چنار الا بياض بشرتها وخضرة عينيها
وقفت تنظر الى الشاب وبلحظة واحدة صرخت
_آرااااااان وهجمت اليه تحضنه
كانت يدا اران مفتوحتان لم يدرك أن التي تحتضنه هي چنار بلحمها ودمها
الا بعد لحظات فجمع يديه حولها واحتضنها بقوة احتضان لايكاد ان ينفك كأنه كان يود ان يمتزج ببها
وهو يصرخ چنار چنار والناس الذين صعدوا خلفها مذهولين من ما يحصل أمامهم فقلة من يعرف أن چنار كانت مخطوبة لأبن خالها آران وحتى رازقية وفاطمة
التان تعرفان هذه المسالة قد نسيتاها تماما

سوار الذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن