ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻
الفصل التاسع والستون
ارتخت يديها على سياج سور الشرفة الصغيرة وتوقفت عيناها عن ذرف الدموع عندما وجدت إحدى سيارات الأجرة الخاصة بهذه المدينة تقف أمام بوابة المنزل.
أخذ قلبها ينبض بعنف وابتعلت لُعابها بترقب وهي تنتظر أن تعرف هوية من بداخل السيارة.
انشق ثغرها بإبتسامة واسعة وهي تراه يترجل من تلك السيارة. تعلقت عيناها به بلهفه وبصوت خافت مهزوز هتفت باسمه.
_ "عزيز".
أخذت "ليلى" درجات الدرج ركضًا لتتعرقل عند أخر درجة وتسقط على إحدى ركبتيها.
هَـز قلبه مشهد وقوعها الذي أتى بنفس اللحظة التي فتح فيها "عزيز" باب المنزل.
_ "عزيز".
تمتمت بها وقد عادت الدموع تعرف طريقه على خديها؛ فأسرع "عزيز" إليها بهلع يجتذبها برفق ويضمها إلى صدره.
_ أسف، والله أسف، غصب عني..غصب عني صدقيني.
قالها وهو يشدد من ضمها إلى صدره تارة وتارة أخرى يُبعدها عنه حتى يحتضن وجهها بكفوف يديه ويمسح دموعها.
_ أنت كنت فين، أنا خوفت عليك أوي... كنت بفكر اطلع الشارع ادور عليك.. قولي طيب أنت كويس.
خرج صوتها متقطعًا مهزوزًا ثم ارتمت على صدره تحتضنه بقوه.
_ قلبي كان هيقف من القلق عليك.
أغدقته بمشاعر وكلمات جعلته يشعر بالخزي من نفسه، هو خرج من المنزل هربًا من ماضي يخشى أن يعيشه معها، تركها ليعيد ثبات نفسه وهي تقف الآن بين ذراعيه تمنحه سلامًا لا يعيشه إلا في حضنها.
_ حقك عليا يا حبيبتي بعد كده مش هخرج غير معاكي.
وأردف بمزاح جاهد بكل قوته أن يظهر في نبرة صوته.
_ لو كنتي معايا مكنش قطيع الفيلة هجموا عليا.
انفلتت شهقة قوية منها وابتعدت عنه تنظر إليه بهلع.
_ اتعورت فين طيب؟
ورغم الوهن الشديد الذي يسيطر عليه إلا أنه كان بحاجة إلى كل ما تمنحه إليه بسخاء.
_ ارفع وشك يا "عزيز".
بدأت تتفحص وجهه تحت نظرات عيناه العاشقه وقد ترك نفسه إليها.
_ إيه بقعة الدم دي، أنت متعور في كتفك؟
قالتها بفزع، فنظر إليها ثم إلى بقعة الدماء وقبل أن يخبرها أنها ليست دمائه، أسرعت بفك أزرار قميصه وهي تقول:
_ أنا قلبي كان حاسس إن فيك حاجه وأنت واقف تهزر يا "عزيز".
لهفتها لرؤية جرح كتفه المَزْعُوم ألجمته عن أي حديث أراد قوله، سحبت قميصه برفق حتى لا تؤذيه لتتسع ابتسامته.
أنت تقرأ
ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة)
Romanceالنساء لا مكان لهُنَّ في حياته، عالمه ينصب على أبناء شقيقه وتوسيع تجارته في أنحاء البلاد. هو "عزيز الزهار" الرَجُل الذي أوشك على إتمام عامه الأربعين. "ليلى" الفتاة اليتيمة، صاحبة الأربعة وعشرون ربيعاً التي تڪفلت بتربيتها عائلة وبعد وفاة تلك العائ...