الفصل الرابع والسبعون

25.3K 1K 103
                                    

🌻 ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻

الفصل الرابع والسبعون

انتشر خبر قدومه اليوم إلى المصنع الجديد الذي لم يتم الإحتفال بإفتتاحه رغم بدء الإنتاج به، جميع العاملين ترقب مجيئه واستعد لتهنئته إلا هي قررت الانزواء بنفسها.

أغلقت "أميمة" ورائها باب المرحاض الخاص بعاملين المصنع ثم وضعت يديها على أذنيها حتى لا تسمع أصواتهم بالخارج.

_ "عزيز" بيه وصل يا جماعه.

قالها أحد العاملين حتى يستعد كل من رغب بتقديم التهنئة إليه.

وضعت يدها هذه المرة على شفتيها بعدما شعرت بحاجتها إلى البكاء، فـ اسمه وحضوره مازال له وَقْع عليها.

_ فوقي يا "أميمة" خلاص ده بقى راجل متجوز، هتفكري فيه إزاي، أه يا قلبي ليه بس اختارت الشخص الغلط.

مررت يدها على قلبها لعله يرجع لسلامه وصموده مرة أخرى ثم أطلقت زفيرًا طويلًا من بين شفتيها.

أخذت نفسًا عميقًا و رفعت كتفيها المتدليين ثم تحركت نحو حوض المياة واستندت على حافتيه للحظات تُردد لنفسها.

_ هتقدرى يا "أميمة"، هتقدري تتجاوزي وجوده.. فكري في بنتك أنتِ متملكيش رفاهية الحب دلوقتي ولو سيبتي المصنع هنا مش هتلاقي فرصة شغل كويسة، أيوة خدي نفس عميق وارجعي لنفسك من تاني...
...

استقبل "عزيز" تهنئة العاملين وهو يتحرك بينهم بوجه بشوش، سمعته كانت تسبقه دائمًا في بساطته وتعامله اللطيف.

أطربت أذنيه تلك الدعوات التي قالها البعض وتسللت إلى قلبه العطش لسماعها.

_ شكرًا ليكم.

هتف بها "عزيز" بعدما توقف عن السير ودار بعينيه بينهم ثم أردف بصوت جَهْوري.

_ بشكركم من قلبي حقيقي وإن شاء الله هتنضاف مكافأة لرواتبكم.

تعالت الأصوات فرحًا لهذا الخبر، فابتسم "عزيز" -العم- الذي صار يعمل بهذا المصنع مشرفًا.

انسحب "بسام" من بين العاملين وتحرك قاصدًا الطابق الذي يعمل به وعلى شفتيه ارتسمت ابتسامة ساخرة عندما تذكر السبب الذي كان وراء نقله لهذا المصنع.

تنهيدة عميقة خرجت من صدره، فهل كان "عزيز الزهار" يظنه خَصْمًا أمامه ويستطيع الفوز عليه، فـ "ليلى" لم تنظر إليه سوى ڪ زميل عمل.

خرجت شهقة متألمة من بين شفتي "أميمة" وتراجعت إلى الوراء بعدما اصطدمت به، فأسرع "بسام" برفع رأسه ليتفاجئ من وجود تلك الزميلة الصامتة وقد نعتها بهذا الاسم لقلة كلامها.

_ آسف، آسف بجد مأخدتش بالي.

تمتم بها وهو يخلل أصابعه في خصلات شعره ثم تساءَل بحرج.

ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن