مذكرات العقد الاخير : اليوم الدراسي الاول .
الحياة مليئة بالتقلبات ، اعي ذلك . رغما و انني خيرت ان اغطس في نهر عمقه سنتيميترات على ان اقارع موجات البحر الهائجة .
شاب مثلي في سن الثامنة عشر كان قد سابقا لعصره ، لن ادعي النرجسية و لكن سأصحح بأنني اكتسبت خبرة كبيرة في هذه الحياة نتاجا عن تجارب مهنية و اجتماعية مرهقة خضتها على صغر سني و حاربت البعض منها و تركت البعض الاخر و ما تبقى منها يلاحقني و سيلاحقني ابد الدهر . هؤلاء بالنسبة لي مجرد اطفال اياديهم لم تتسخ الا بالاتربة عندما كانو يلعبون ،.يداي اتسخت بالكثير الذي لا استطيع سرده في مجلد واحد ، لربما احدثكم به اذا كان للعمر بقية .
شخص مثلي يعي تماما انه سيواجه لحظات حاسمة تمثل انقلابات في عالمه الخاص ، و لهذا قمت بتجنبها قدر الامكان و أجلت مواجهتها ليوم اخر اكون فيه على اهبة الاستعداد و التجهز ..شخص مثلي يرواغ امواج البحر و يتفاداها ..هاهي الان تتمكن منه و تقوده نحو التيارات الساحبة .
عندما رأيت صفاء تنظر الي بتلك الشاكلة الغريبة و كأنني اثير اشمئزازها ، حينها ادركت بأنه كان يوما مليئا بالتقلبات !
سرعان ما تداركت الامر و عدت الي صمتي و عاد معه سير الدرس الى طبيعته المعهودة ،و ظللت هكذا حتى انتهت حصة الفيزياء .
مع الساعة الرابعة مساءا كان قد انتهى اطول يوم دراسي اعيشه في حياتي ، اليوم الاول هو نفسه اليوم الاول الذي لم اتوقع ان يؤول الى هذه الشاكلة العشوائية و العاطفية على حد سواء ..مهلا هل قلت للتو عاطفية ؟ لا اظن ذلك ، لا اظن بأنني عشت العاطفة او عاشها غيري في ذلك اليوم .
و لكن ما سيحمله ذلك اليوم في المستقبل هو امر بعيد كل البعد عني و عن صفاء و عنها هي ..لقد كان يوما طويلا جدا و لكن ما تلته من ايام كان جحيما .
أنت تقرأ
مذكرات العقد الاخير .
Romanceانه انا من يحدثكم بمذكراته حول السنة الاصعب التي قضيتها في حياتي ، السنة الدراسية التي عهدت فيها الحب لأول مرة .