مذكرات العقد الاخير : ارتياب 4

43 4 0
                                    

تحسنت حالتي الصحية و لم تتغير وضعيتي النفسية ، كنت املك ضغينة ظلامية تجاه ذلك الفصل بجميع مكوناته ، مما زاد الطين بلة انني عندما عدت بعد اجازتي المرضية، لم يتغير شيئ و كأنني لم اكن غائبا . هذا يتجاهلني و ذاك يخاف ان يحتك بي و "هيام" بملامحها الباردة و اللامبالية و صفاء كعادتها تجلس بجانبي احيانا دون حديث و احيانا اخرى ابقى وحيدا .
اتذكر في مرة من المرات اثناء احد حصص الاشغال التطبيقية ، تم اختياري من قبل الاستاذ ان اكون في مجموعة صفاء و هيام ..كانت الاجواء طبيعية لحد الارباك ، جميع الاطراف تلتزم الصمت و التركيز على التجارب ، و بضع كلمات متبادلة في الرياح حول الدراسة و الاشغال ، لا شيئ مثير للانتباه ..كنت قد ظننت ذلك على الاقل .
انتهت حصة الاشغال النفسية الشاقة ، عفوا الاشغال التطبيقية و هم كل منا في الرحيل مع رنين جرس الفسحة ..قررت حينها ان ابادر هيام في الحديث و اجالسها في فترة الفسحة و لكن اذ بها ترحل مسرعة ..خرجت حينها للحاق بها و لكن شيئ ما طرأ و كسر قلبي مجددا ، لقد رأيتها تسير نحو احد الفتيان ثم غادرا سويا في الفسحة و انا قابع على بعد امتار منهما في حالة ذهول و انفطار ..من ذاك الفتى ؟ ماذا يفعل هنا ؟ لماذا تبدو عليهما ملامح السعادة و التوافق ؟ و ألاف التساؤلات العشوائية دون اجابة حتى قررت ان اجيب نفسي بنفسي عندما هممت بملاحقتهما كي اعرف الاجوبة بنفسي ، و لكن شخص ما استوقفني ماسكا اياي من الخلف و انتم جميعا تعرفونها .
- الى اين انت ذاهب ؟ قالت هي .
= ما شأنك؟ , كنت غاضبا جدا .
- ليس من اللطيف ان تقاطعهما .
= ما شأنك مجددا ؟
- هل تريد معرفة الجواب ؟
= اي جواب ؟
- ذلك الفتى اسمه "ايمن" ، انه حبيبها .
= ماذا ؟
- ألم تفهم بعد ايها الغبي ؟
= غبي ؟
- هي لا تحبك ، لم تحبك و لن تحبك ابدا !
= اصمتي !
- فقط تقبل الامر .
اخبرتني صفاء ان اتقبل الامر بنبرة حادة و غاضبة ثم اردفت قائلة : الفصل ينتظرك ، لن ينتظرك احد عداه .

مذكرات العقد الاخير .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن