مذكرات العقد الاخير : اتى من العدم2

23 3 0
                                    

اتى من العدم ،كما اتت صفاء و اصبحت صديقتي من العدم ، كما وقعت في حب هيام من العدم ..من العدم يأتي العديد من الناس و يحتلون حياتك ، و من العدم يرحلون كذلك ..
من العدم اتى ذلك الشاب الوسيم و المرح الذي لا ينفك عن الابتسام و القاء الطرف و المزاح ..كان " طارق" واحد من افضل الشخصيات حضورا في ذلك الصف الدراسي الاخير ، لربما هو الزميل الاكثر حضورا و هالة طيلة مشواري الدراسي ..انها لمن السخرية ان اكون انا النقيض له و ان يكون هو و صفاء الثنائي المثالي في مستوى التفاهم و توافق طباع الشخصيات ، انا اعي ذلك الان اثناء كتابة هاته المذكرات ..اما في ذلك الوقت كنت اتسائل مالذي يفعله ذلك الفتى معها ؟
شعرت بنوع من الخيانة و انتباني حزن شديد ما ان رأيت صفاء و طارق خارجان سويا من الفصل في حالة سعادة و بهجة لم اراها على ملامحها هي منذ ان عرفتها ..يبدو انها قد وقعت في الحب ، وجدت الشخص المثالي و الذي يكملها كما تكمله هي و كأنهما توأم روحي خارجان من قصص ألف ليلى و ليلى ..
و لكنني لم اشعر ابدا بالسعادة من اجلها ، شعرت بأن شيئا ما افتك مني عنوة بسبب اهمالي و تكبري ، لما توجب عليها ان تكون معه ؟ هل لهذا بدأت في تجاهلي في الايام السابقة؟ الهذا غابت عن ناظري ؟ الهذا انتهينا الى الابد ؟

كانت عدة تساؤلات تخالجني حول ذلك الموقف الذي اراه على بعد امتار مني ..و لأن فضولي القاتل قادني نحوهما ، فقط طاوعت قدماي عندما تحركا نحوهما و انا اتصنع ابتسامة خلفها غضب شديد و حزن عميق ، تظاهرت بأنني في زيارة لإلقاء التحية عن بعض الزملاء ، و كانت هي قد لمحتني بالفعل ، و كنت ارى كرهها الشديد لي عندما اختفت ابتسامتها العريضة عن شفاهها و طأطأت رأسها في رسالة منها انها لم تراني و لن تراني ..
حينها فهمت الامر اكثر ، كنت مجرد مرحلة في حياة صفاء ، و بغض النظر عما كانت تكنه له ، فهي قد تجاوزتني و صنعت لنفسها حياة اجتماعية جديدة ، او لربما كما اخبرتني هي في اولى مذكراتي انني فاقد للتركيز بمحيطي ، لربما كانت هي تعيش حياة اجتماعية اخرى و انا لم اكتشف ذلك بسبب شتات ذهني ..لا علينا  ذلك الموقف قد ولى بالفعل ، و كنت قد حافظت عن ما تبقى من كرامتي عندما القيت التحية على هيام و احمد و بضع اصدقاء اخرين و تبادلنا اطراف الحديث حول يوم الاحتفالات او ما يعرف عنه في بلادي ، يوم "الدخلة" و ليست دخلة زفاف بل هي طقوس و تقاليد عظيمة جدا لا تراها الا في معاهد بلادي مرة كل سنة من شهر ابريل .
و لكنه سيكون يوم احتفال خاص جدا بالنسبة لي ، لأنني لم اتوقع ان يكون يوما دراميا جدا بذلك الشكل .اعتقد بانه يصلح لكي يكون فيلما في حد ذاته او رواية او لربما عرض تلفزيوني ..الفصل القادم ، هو يوم الاحتفالات .

مذكرات العقد الاخير .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن