انها حتما من اغرب الامور التي حدثت ..لا تزال صفاء لحد.هذه اللحظة في قائمة اصدقائي على مواقع التواصل الاجتماعي ، بعد عشر سنوات من الزمن، اريد احيانا مراسلتها للحديث عن تلك الامور التي جدت مع مطلع السنة الاخيرة من الحياة الدراسية ، و لكنني قمعت فضولي الشديد و تجاوزت الامر ..
اتذكر دائما ان اعز صديقة لي انذاك كانت صفاء ، هذا لا جدال فيه ..تلك الفتاة كانت سندي في العديد من الاوقات ، فتاة تتكئ عليها الرجال ..غالبا ما كنت طفولية في تصرفاتها و مشاعرها عدا ان في وقت الشدائد تظهر لتتصدر الواجهة ، لن انسى لها ابدا انها انقذتني من الرفت و دمار حياتي ..لن انسى انها اتاحت لي فرصة تناول البيتزا لاول مرة ، كما انني لم و لن انسى مواقفها معي و مشاعرها الصادقة تجاهي و لن انسى محادثتنا و اعترافتنا حول حياتنا الشخصية و اسرارنا الخاصة ، هنالك سر هي الوحيدة التي تعرفه عني ، ذلك مستوى الصداقة و الثقة التي كانت بيننا .
كنت دائما ما اتسائل ما اذا لم اقع في حب هيام في ذلك اليوم المشؤوم ، لربما طلبت من صفاء حينها ان تكون شريكة حياتي الى الابد، لربما هي تكتب معي مذكراتنا الان ..
ما بين هيام و صفاء في ذلك الوقت علاقة اخوة اكبر من ان تكون مجرد.صداقة ، كانتا دائما سويا يقضيان معظم اليوم في الحديث و المزاح و الدراسة ، يخرجان سويا لتناول الطعام ، كنت الاحظ ذلك من صورهما معا ، لأنين قررت ان ابتعد عن كليهما بالفعل و ان التزم بوعودنا الدراسية لا غير .
عدا ان تلك الوعود الدراسية لم تكن تخلو من الاثارة و الغموض ..عهدت العديد من المواقف التي تحاكيني بلغة الغيب ان صفاء تعشقني حد الجنون ، و لكنني كذبت ذلك ، اذا كانت تلك الفتاة تريدني فستحدثني بالامر ، لانها تعلم انني تجاوزت قصة هيام الى الابد و انا صادق في ذلك ..
لم تكن صفاء صريحة في حقيقة مشاعرها تجاهي ، عدا انها كانت تريد التلميح "هذا ما اعتقدته" ، احيانا تقوم بتصرفات غريبة ، فمثلا اعتادت ان تكسر هدوء المراجعة بسؤالي ما اذا كنت بخير ؟ و اكرر دائما انا بخير و اردف بسؤالها لماذا ؟ فتجيب :" فقط اطمئن عليك" .
اتذكر ايضا انها لا تنفك عن سؤالي حول رأي في مظهرها اليوم , كيف ابدو ؟ تسألني , هل انا جميلة ؟ تضيف ،.
احيانا اشعر بالخجل من صفاء لأنها شخصية جريئة جدا ، تسأل عن اشياء لا يتوجب على صديقان ان يتحدثا حولها ..
و لكن مستوى جرئة صفاء ، كان غير عادي بالمرة ، لقد كانت تسألني عن رأي حول مظهرها امام هيام و احمد و كأنها لا تأبه بوجودهما ..هي بالاحرى لا تشعر الا بوجودي انا حتى عندما نتحدث عن الدراسة ، فهي تحاورني فقط على مسألة ما او حول منهج ما و تكتفي بالرد ما اذا سألها غيري، و هكذا تواليا بتلك المواقف الغريية التي تربكني بها صفاء و كأنها تريد اخباري حول عدة اشياء و لكنها تأبى الاعتراف و تتمنى ان افهم انا ما بين السطور ..
ذات مرة ، كنا قد انهينا حصة المراجعة و غادرنا المكتبة العمومية ، كنا نمشي نحن الاربعة حتى قرر احمد انه سيتركنا و يمضي من طريق اخر ، و كانت الاجواء عادية جدا فنحن معتادون على العودة معا كما انني اعتدت على تواجد هيام معنا دون ان يزعجني الامر ، اخبرتكم سابقا اننا اصبحنا اصدقاء لا غير بعد ان نسي كلينا الماضي و اخطائه ..
عدا انا صفاء قررت ان تتصرف بغرابة شديدة انا لم افهمها لحد هذه اللحظة ..عندما كنا نتمشى نحن الثلاثة التفت صفاء ل"هيام" قائلة لها : " هيام هلا غادرتنا رجاءا ؟ اريد ان اكمل الطريق مع وسام .
أنت تقرأ
مذكرات العقد الاخير .
Romantikانه انا من يحدثكم بمذكراته حول السنة الاصعب التي قضيتها في حياتي ، السنة الدراسية التي عهدت فيها الحب لأول مرة .