احمق من يظن انه يستطيع اهانتي دون الرد عليه...لو كان شابا لعنفته ، لم اكن ذلك الفتى المسالم المتخلق الذي يرد على الاهانة بالتجاهل ، كنت مؤمنا بقانون "حامورابي " : العين بالعين .
اولئك الذين نظرو الي بإزدراء ، وددت ان اقتلع اعينهم و رميها في التراب ، تبا لقوانين الحكومات التي تجعل الاوغاد يهربون من عقاب هرسلتهم للبشر ..
من الممكن ان اغفر لشخص ما اذا اعتذر بصدق ، و لكنني لن انسى ما فعله ..و لأن الانتقام كان مقموعا من قبل مراكز الشرطة..كان الانتقام المتوفر لي هو ان احتقر اولئك الذين فكرو في انني شخص يستهان به .
لن اكذب عليكم ، انا لست بالشخص المثالي و لن اكون كذلك ابدا ، عدا انني قطعت وعدا على نفسي ان لا اظلم احد قط ..تلك الفتاة لم اظلمها ابدا بل هي فقط من بادرت بإحتقاري عندما قدمت لي مالا لقاء خدمتي لها ، انه نوع من الاهانات التي لا تغتفر ابدا ..و لهذا كنت في لحظة نشوة ابدية عندما سمعت بكائها و نواحها على الهاتف ..كنت في ذلك الزمن حاقدا بشكل جنوني عليهما ..لم يكلفا انفسهما ان يعتذرا حتى، من اجل ان اقمع "حامورابي" و انسى ما بدر منهما ..و لكنني لن انساه .
لهذا فكرت في اي طريقة اجعلهما فيها تشعران بالازدراء من انفسهما ، لم انفك عن كتابة سيناريوهات اكون فيها انا الشخص الشرير الذي انتصر عليهما في قصتهما ..
لربما اكثر فكرة جنونية خطرت ببالي انذاك هي ان ازيف حبي لصفاء و اعترف لها بكذلك و من ثم اقوم بهجرها في ذات اليوم ..كانت فكرة محفوفة بالمخاطر ، لإنها اذا رفضتني ستفوز هي و تنهي علي الى الابد .
لهذا في ذلك اليوم ..قررت انني سأخاطر ..هاتفتها و اعتذرت منها عما بدر مني في المكالمة الماضية و تمنيت لها عيد ميلاد سعيدا ، تجاذبت على اثره بعض اطراف الحديث .. لكن كانت خطتي قد بائت بالفشل عندما هيئ لي من كلامها انها تحقد علي بدورها و لن تغفر لي ابدا ..ممتاز نحن اعداء الان ، اريدها ان تحقد علي بقدر ما احقد عليها ..اما تلك هيام فكان مني الا حل واحد ، عندما راسلتها على تطبيق فيسبوك متسائلا عن حالها و سير المراجعة و بضع تفاصيل اخرى ..حتى مهدت الى رسالتي الاخيرة عندما كتبت لها بالحرف الواحد :" هيام ، اود مصارحتك بشيئ ما ، لقد تعلمت معنى الحب منك حقا ، كنت قد ظننت انك فتاة احلامي و كنت اتخيل حبي لك ، الان بالحديث عن الامر ، اكتشفت انني لم احبك قط ..لأنني ظللت ابحث عن اي ميزة فيك تجعل شخصا ما مثلي يقع في حبك ، و لكن للأسف لم اجد اي تفصيلة تميزك عن بقية الفتيات اللاتي قابلتهن في حياتي ..لهذا تعلمت منك معنى الحب ، لأنني لم احبك قط ..الحب اسمى من ان يمنح لكي ، اعتذر اذا اشعرتك بقيمتك كإمرأة في يوم من الايام" .
و بالفعل كنت قد حطمت تلك الفتاة نفسيا لدرجة انها لم تستطع الرد علي بعد قرائتها لرسالتي ...كانت تشعر بذات الحقد الذي اشعر به ، كان هذا جل ما اصبو اليه ..و احقاقا للحق كانت كلماتي صادقة و لم ازيفها ، فهي كانت حب اول تافه جدا ، فلو كان حبا عميقا لما تخليت عنها.
تلك الاجواء ما قبل الاختبار النهائي كانت مليئة بالحقد ما بيننا نحن الثلاث ، كان الحقد في ذروته لدرجة اننا لم نعد ننظر في اعين بعضنا البعض ، تجاوزنا مرحلة كوننا غرباء ، نحن الثلاث عندما نلتقي صدفة في المعهد او في حصص التدارك كنا مجرد ثلاث قطع من الجماد المحترق .
أنت تقرأ
مذكرات العقد الاخير .
Roman d'amourانه انا من يحدثكم بمذكراته حول السنة الاصعب التي قضيتها في حياتي ، السنة الدراسية التي عهدت فيها الحب لأول مرة .