مذكرات العقد الاخير : اليوم الدراسي الاول_2

78 8 1
                                    

تشير  الساعة الى منتصف النهار ، ميعاد المغادرة نحو المنزل ..لحسن الحظ اننا لن نعود مجددا هذا اليوم .الغيت حصة الرياضيات المسائية مرة اخرى لأننا لم نحصل على مدرس بعد .
في تلك الاثناء و عندما كنت عازما على المغادرة بعد ان خرجت من المعهد ، استوقفتي يد كانت قد تشبثت بيدي و من ثم مرت بينها و بيني حتى احتضنت يدي اليها ..هل انا احلم ؟
لعله اغرب تصرف بدر عن صفاء طيلة ذلك العام الدراسي ، ذلك لانه التصرف الذي اربكني حد الرعب من هذه الفتاة و كيف تتصرف هكذا و لماذا معي انا بالذات ؟ بالكاد اعرفها منذ يومين ، بالكاد تحدثنا !
و مما اشعرني بالرعب اكثر و اكثر هي ملامحها المليئة بالبهجة و السعادة عندما ادركت ما صنعته و التفت نحوها ، وقبل حتى ان انبس بكلمة واحدة وضعتني هي امام الامر الواقع قائلة : " هلا ذهبنا ؟".
- سرنا بتلك الشاكلة لامتار قليلة حتى استدركت الامر و اردت التملص منها قائلا : " لماذا تحضنين يدي ؟
- لأني اريد ذلك , الا تريد ذلك؟
- لا اعلم و لكن هذا غير لائق ، الناس ينظرون الينا !
- وسام ، هل تكترث لنظرات البشر ؟ لأني انا لا اكترث (تضحك)
ثم ابتعدت عني و اردفت : هل  تشعر بالراحة الان؟
- قليلا ..لقد اردت فقط معرفة سبب قيامك بهذا التصرف تجاهي .
- اخبرتك، اردت فعل ذلك بدون سبب .
- حسنا (قلتها حتى اتملص من ذلك الموقف المحرج الذي تسببت فيه هي و افسدته انا بردة فعلي )
عم الصمت قليلا حتى ابتعدنا عن المعهد و من ثم سألتني : " وسام ، هل تكترث بالبشر حقا؟"
- لا (اجبتها بسرعة و دون تفكير )
- انا ايضا (تبتسم) ،املك العديد من الاصدقاء و لكنني لا اكترث بتواجدهم في حياتي .
- اوليس هذا تصرفا فظا منك ؟ سألتها ثم اردفت : اعني اذا كنت لا تهتمين بتواجدهم معك فلماذا تستمرين في مصادقتهم ؟
- لا ادري ، ربما لانني لا اريد الشعور بمثل ما تشعر انت به (يا لها من اجابة صاعقة سمعتها من شخص يضحك و كأنه يستهزأ بي )
- ايتها الفتاة ، هل تعلمين من انا حقا ؟ هل تعلمين مالذي اشعر به؟ انت لا تدرين حقا بأنني امتلك العديد من الاصدق..
- فراغ ...انت تشعر بالفراغ .
- ماذا ؟ سألتها متعجبا !
- رأيت ذلك في عيناك ، انت لا تركز في اي شيئ يحيط بك ..حسنا يجب علي المضي من هذا الطريق ، اراك غدا يا وسام ..ايها الولد (اردفتها تعقيبا على وصفي اياها بالفتاة) .
و من ثم انعطفت يسارا و تركتني  واقفا عاجزا حتى عن توديعها.

مذكرات العقد الاخير .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن