لماذا يجب على القدر التدخل و تنغيص احدى افضل لحظات حياتي ..صحيح انني تناولت البيتزا مائات المرات بعد ذلك اللقاء ، و لكنها كانت لحظة خاصة بالنسبة لي اين اكتشف فيها مذاق تلك الاكلة السحرية و اتعرف فيها عن صديقتي الوحيدة في ذلك الوقت صفاء ..لماذا هي هنا ؟ تلك الفتاة التي كنت هائما بحبها و لازالت لما توجب عليها ان تجعل اللحظة الجميلة مربكة و مريرة ؟
- مرحبا صفاء (قالت هي)
= هيام ، تفضلي بالجلوس .
( ها نحن مجددا نعيد تكرار نفس مشهد المكتبة )
- مرحبا وسام .
رددت تحيتها بهدوء و رصانة ، لست مستعدا لافساد ذلك اللقاء الذي بدأ بطريقة مثالية .
- لم اكن اعلم انك ستكون هنا .
يا لها من فتاة صريحة و مستفزة :" و انا ايضا لم اكن اتوقع مجيئك" (تصنعت الابتسامة و رددت الاهانة).
ابتسمت صفاء حينها و ارادت تخفيف حدة المشاحنة و الحرب الباردة بيننا ، فأردفت :" لقد قمت بدعوة كليكما ".
و لكنها لم تعلم انها كانت تؤجج نيران غضبي اكثر فأكثر بذلك التصرف المتهور الذي اقترفته ، فقلت لها بنبرة حادة :" توجب عليك اخباري بالامر "
- وسام هل حضوري يزعجك ( ردت تلك الفتاة المتعجرفة بنبرة ساخرة).
كنت افكر في المغادرة على الفور ، و لكن ذلك الوقت كان مثاليا لأقوم بطرد تلك المشاعر السامة و ان انهي هاته القصة العاطفية الفاشلة نهائيا ، و لهذا رددت عليها : " لا اهتم حقا ، كل ما في الامر انني اردت التحدث مع صفاء على انفراد" ( نعم ذلك هو سلاحي ، ان افضل صفاء عليها ، فالانثى يا صديقي حتى و لو كرهتك فهي ستشعر بالغيرة ان فضلت عليها انثى اخرى , تلك هي عقيدتهم..و لهذا شعرت بأنني فزت بالنقاش )
و لأن صفاء لا تنفك الا ان تنغص علي نشوة الانتصار التافه الذي حققته ، ظلت تترجاني ان احدثها بما كنت سأتفوه به قبل ان تقاطعنا هيام ..احيانا اشعر بأن صفاء كانت تحبني و لم تعترف بذلك بل ارادت انتظاري انا ان اتخذ المبادرة .لا علينا .
سبب بقائي هناك في وجود هيام كان ايضا لكسر شوكتها مرة اخرى ، شعرت بالملل من ثرثرة صفاء المتواصلة و تصرفاتها الغريبة ، و شعرت بالامتعاض من وجود تلك الفتاة الباردة بيننا ، كانت اجواء سيئة جدا في نهاية اللقاء حتى قررنا الرحيل اخيرا و العودة للديار ..حينها ناديت صفاء التي كانت متجهة للدفع ، و اخبرتها انني انا من سيدفع .
- "حقا ؟ شكرا وسام (كانت سعيدة جدا و كأنني طلبت يدها للزواج)
قمت بدفع ثمن ما تناولته انا و صفاء و ما شربناه , الحمدلله ان الحساب لم يتجاوز العشرين دينار .
و كنت اراقبها هي متجهة لدفع حسابها الخاص و اتلذذ بذلك , شعرت بأنني اريد الانتقام من هيام بأي طريقة ممكنة حتى لو كانت مجرد تصرف عرضي و غير لائق نابع من غضبي و احباطي الشديد تجاهها ..لقد تخليت عن لباقتي في ذلك اليوم حتى انتصر لكبريائي .
و انتهى اللقاء و ذهب كل منا في سبيل حاله ..امضيت ليلة السبت في الدردشة مع صفاء اين عبرت عن امتنانها لي مرة اخرى عن ما بدر مني في المطعم و اين كررت مرات عدة انه ليس بالتصرف الجلل .و كنا نمزح و نتسامر لساعات متأخرة في الليل حتى ارسلت لي هيام رسالة متأخرة في محاولة منها لاسترجاع كبريائها مفادها :" شكرا على اليوم، دعنا نكرر ذلك مجددا ".
كنت اتمنى في ذلك الموقف ان اشكرها هي على ما حبي لها، او اشكرها على لطافتها او ان اشكرها على مراسلتي حتى ..و لكنني كنت قد قررت بالفعل ، توجب علي كره ما احبه حتى اعتزل حبه ..و لهذا عندما فتحت تلك الرسالة ، فكرت في العديد من الخواطر و كيف سأرد و ماذا سأقول ..ايقنت حينها ان اي ما سأقوله سيعد بمثابة انتصار لها ..و لهذا قررت تجاهلها و انتصرت لنفسي مرة اخرى .
أنت تقرأ
مذكرات العقد الاخير .
Romanceانه انا من يحدثكم بمذكراته حول السنة الاصعب التي قضيتها في حياتي ، السنة الدراسية التي عهدت فيها الحب لأول مرة .