عاصفة الهوى ١٩

44.1K 2.5K 264
                                    

عاصفة الهوى (١٩)
بقلم / الشيماء محمد احمد
#شيموووو

الصبح في فيلا المرشدي الكل متوتر وخايف من اللي انتشر يهز علاقة كريم وأمل وخصوصا ان الأمور كانت متوترة بينهم ، اتجمعوا على سفرة الفطار ومستنيين نزولهم ، انتبهوا على نزول كريم لوحده وده أحبط الكل بس محدش علق ، كريم انضملهم وصبح عليهم ، قعد جنب مؤمن وهمسله : في ايه ؟ الكل مركز معايا ليه ؟
مؤمن همس باهتمام : انت أخبارك ايه انت ونصك التاني ؟ اتغابيت كعادتك ولا لميت الدنيا ؟
كريم بصله باستنكار : مش هرد عليك
قبل ما يتكلم تاني نزلت أمل اللي كلهم انتبهولها وهي لاحظت نظراتهم ، صبحت زي كريم وقعدت جنبه وسألته بتعجب : هم كلهم بيبصولي ولا أنا متهيألي ؟
كريم ضحك بخفوت وبصلها : كنت لسه بسأل مؤمن نفس السؤال عليا .
الاتنين ضحكوا وده خلى الكل يبتسم لان ده معناه انهم مش زعلانين ، انتبهوا كلهم لحسن اللي قال بابتسامة : نفطر بقى طالما الكل متجمع ولا ايه ؟
كريم ابتسم : نفطر أكيد
مر الفطار بهدوء وبعدها الكل بدأ يروح شغله وطه خرج هو وأبوه يجيبوا البضاعة اللي محتاجينها في المحل وأمل قبل ما تخرج مع كريم بصت لغادة وسألتها: متأكدة اني ما أفضلش معاكي هنا يا غادة ؟
غادة ابتسمت : روحي شغلك يا بنتي أنا معايا الولاد هيسلوني ما تقلقيش ونونا ومرمر الاتنين معايا .
كريم بعد ما خرج مع مؤمن استنى أمل اللي اتأخرت فرجعلها تاني : أمل مش يلا ولا ايه ؟ لو عايزة تقعدي النهارده اوك براحتك .
أمل بصت لغادة اللي ردت بدلها : لا هي هتروح معاك يا باشمهندس .
أمل قبل ما تخرج سلمت على أمها وناهد وأمها مسكت دراعها سألتها باستفسار : أخبارك ايه انتِ وجوزك ؟
أمل ابتسمت بحرج : كويسين ما تقلقيش علينا .
اتكلموا شوية لحد ما كريم رجع تاني عندها ومسك دراعها بمرح: يعني أشيلك علشان نمشي ولا ايه ؟ بعد إذنكم ها أنا اتأخرت وهي السبب .
شدها في حضنه وأخدها وخرج والاتنين انبسطوا ان موضوع الصور ده مأثرش عليهم .
وصلوا الشركة ودخلوا ايديهم في ايدين بعض كعادتهم دايما وكريم وصلها لمكتبها بعدها راح مكتبه ، علياء دخلت وراه تبلغه مواعيده بس قبل ما تخرج سألته بتردد : تخيلت انك هتحذف الصور
كريم بصلها بهدوء: أحذفها ليه ؟
وضحت بتوتر: الكلام مش لطيف اللي عليها ويضايق
قعد مكانه وبصلها : يضايق مين بالظبط ؟ الكلام فرقعة صحافة مش أكتر .
فهمت قصده وابتسمت بعدها انسحبت تشوف شغلها وهو اندمج في شغله .

في بيت كريم، وصلت بسنت المربية واستقبلتها غادة وهي مش عارفة مين دي
بسنت عرفتها بنفسها و أم فتحي دخلتها عند الولاد ومعاهم حور بنت غادة اللي جت تاخدها بس بسنت رفضت وقالتلها تسيبها زي ما هي بتلعب .
نور راحت تزور ابنها وأم فتحي اللي دخلتها وبلغتها ان الولاد في أوضة الألعاب ، دخلت مباشرة عندهم ومافكرتش تسلم على أي حد الأول ، شافت حور وماعرفتهاش فزعقت في بسنت : انتِ جايبة بنتك تلعب مع ابني ولا ايه ؟ انتِ اتجننتي ؟
بسنت قبل ما ترد غادة اللي ردت بإحراج: دي بنتي أنا مش هي
بصتلها وبالرغم من انها عرفتها بس عملت نفسها مش عارفاها وقالت باحتقار: وتطلعي مين انتِ كمان ؟ ولا انتِ شغالة جديدة هنا ؟ شيلي بنتك وطلعيها برا واعرفي مكانتك هنا ايه ؟
غادة اتحرجت من كلامها وأسلوبها وبالفعل شالت بنتها بس أم فتحي زعقت : في ايه يا ست نور ؟ لو انتِ مش عارفة هي مين اسألي الأول، دي مرات الأستاذ طه أخو أمل وهي ضيفة هنا .
نور بصت لأم فتحي بتكبر : الزمي حدودك يا ست انتِ ، انتِ مجرد خدامة هنا فاتعاملي على الأساس ده .
أم فتحي اتصدمت من التحول الكلي في شخصية نور أما غادة شالت بنتها وخرجت برا الأوضة دموعها بتلمع وعايزة توصل لأوضتها تعيط فيها ، لمحتها ناهد فوقفتها : تعالي يا غادة اقعدي معانا طالعة ليه فوق ؟
وقفت وأخدت نفس طويل علشان ترد بشكل طبيعي : هرتاح شوية بعد إذنكم
سميرة لاحظت صوتها المهزوز فسألتها : مالك يا غادة ؟ ايه ضايقك ؟
جاوبت باقتضاب : مفيش بعد إذنكم
جت تطلع بس الاتنين وقفوها ومصممين يعرفوا مالها وهي ساكتة ، أم فتحي جت وبصت لناهد بضيق : الست نور بتغلط في الكل يا ست هانم ، بتقول لمدام غادة انتِ الشغالة الجديدة ولا ايه ؟ وتقولها بنتك ما تلعبش مع العيال، وبتقولي أنا ألزم حدودي علشان أنا حتة خدامة، لا يا هانم لا أنا لا يمكن أقبل المعاملة دي .
ناهد اتصدمت من كلامها واتنهدت بحيرة مش عارفة تعمل ايه ؟ يعني من ناحية مؤمن مش عايزة تزعله ومن ناحية تانية نور لازم يترد عليها .
قامت وقفت ولسه هتتحرك بس سميرة مسكت دراعها بسرعة : اهدي يا ناهد وسيبيها تلاقيها بس متضايقة بسبب بعدها عن جوزها بلاش تضايقيها زيادة معلش ، غادة عارفة انها ما تقصدش أكيد صح يا غادة ؟
غادة أكدت كلام حماتها بس ناهد جابت آخرها من تصرف نور ، ابتسمتلهم : ده ما يمنعش انها زودتها وحتى لو هنفترض انها بجد مش عارفة غادة كمان مش عارفة أم فتحي ومكانتها في البيت ده ؟ لحظة وراجعالكم .
دخلت ناهد عند الولاد ومسكت نور من دراعها شدتها علشان تخرج معاها برا الأوضة بعنف وسط صدمة نور اللي لسه هتعترض بس ناهد منعتها بنبرة حازمة : مش عايزة أتكلم قدام الولاد
خرجوا وقفلوا الباب وسميرة وقفت جنب مرات ابنها مش عارفة تدخل ولا تسكت ؟
نور بضيق : في ايه وبتشديني بالطريقة دي ليه ؟
ناهد بزعيق : لأول مرة في حياتي كلها أعمل اللي هعمله دلوقتي ( الكل بصلها بترقب فكملت ) اطلعي برا بيتي يا نور وما تدخليهوش تاني إلا لو اتعلمتي الأدب .
الكل اتصدم من كلامها وسميرة اتدخلت بسرعة : يا أم كريم المواضيع ما تتحلش كده أبدا دي مهما كانت مرات ابنك برضه
نور تجاوزت صدمتها وقالت بتهكم : ابنها مين ؟ هي ماعندهاش غير كريم وبس إنما التاني ده لعبة ابنها مش أكتر ولا أقل فايه يعني تطرد مراته من بيتها ؟ - قربت من ناهد وقالت بابتسامة خبيثة- بس عارفة دي أجمل حاجة عملتيها انك طردتيني من بيتك ، كان نفسي تعمليها من زمان أوي .

عاصفة الهوى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن