عاصفة الهوى ٢٣

46.4K 2.4K 464
                                    

عاصفة الهوى (٢٣)

بقلم / الشيماء محمد احمد
#شيموووو

الساعة ٣ إلا ربع سبيدو كان داخل الشركة عند سيف ومستغرب من نفسه جاي ليه ؟
دخل مكتبه وهو أول ما شافه ابتسم : كويس جيت في ميعادك تعال ادخل دقيقتين وهنبدأ .
دخل قعد قصاده بتوتر : مين هيكون موجود ؟
سيف حاول يطمنه : ناس عادية المهم كل المطلوب منك النهارده انك تطمن الكل ان المصنع شغال والأمور تمام وأي كمية هنقدر نوفرها حتى لو مش هنقدر علشان بس في منتج جديد عايزين نسوقله فلازم يبقى عندنا مقدرة نغطي احتياجات السوق .
سبيدو بحيرة : وده مهم ليه دلوقتي ؟ يعني احنا هنصنع فمحتاجين بس نسوق بعدها .
سيف وضح : لا يا ذكي محتاجين الشركات تشتري المنتج ، احنا مش بنتعامل مع الجمهور احنا بنتعامل مع شركات والشركات دي هي اللي بتتعامل مع الجمهور وبتوزع ، احنا التوب بندي لشركات معينة هي اللي بتنزل توزع فلازم تشتري المنتج وتدفع مقدم و بالمقدم ده احنا بنصنع ونديهم فهم بيبيعوا و بيدفعوا الباقي، احنا بنستمر في التصنيع بس طبعا لو عرفوا ان المنتج مش موجود فمش هيشتروا حاجة مالهاش وجود ، وظيفتك تقنعهم ان الحاجة دي موجودة والمصنع بالفعل شغال فيها وخلال فترة بسيطة جدا هنبدأ التوزيع مش الإنتاج
سبيدو هز دماغه باستيعاب : يعني من دقنه وافتله
سيف بضحك : أيوة بالظبط كده
سبيدو بتفكير : طيب استنى مش المفروض يكون عندك نموذج تعرضه ؟ ولا هيشتروا كلام ؟
سيف وضحله : النموذج موجود ، كريم المفروض انه شغال فيه ، والمفروض النهارده هنشوف ايه الوضع
سبيدو اتوتر : انت بجد بتدخلني اجتماع بالحجم ده بدون ما تحضرني له كويس و
قاطعه بهدوء : سبيدو اهدا النهارده الاجتماع بينا وبين بعضنا ، مجموعتنا علشان نستعد للاجتماع التاني فالنهارده انت هتفهم الدنيا أكتر علشان تستعد للمرة الجاية
سبيدو هدي نوعا ما : مين هيكون موجود؟
سيف : شلتنا ، كريم ، مؤمن ، نادر عبدالرءوف وطبعا الناس الكبيرة عز الصياد ، حسن المرشدي ، خالد عبدالرءوف
سبيدو كان مبتسم بس رجع كشر لما سمع أسماء الناس الكبار .
الباب خبط ودخلت آية بتنادي : سيف (اتصدمت بوجود سبيدو فسألته ) انت معاك حد ولا ايه ؟
شاورلها : تعالي يا آية ده سبيدو مش حد غريب ادخلي
قلبها دق بعنف بس حاولت تتكلم بنبرة عادية بعد ما دخلت : ازيك يا سبيدو
كان باصص قدامه ولما هي اتكلمت بص ناحيتها ببرود ورد بلامبالاة شديدة : أهلا
رجع بص قدامه وآية اتصدمت من أسلوبه؛ كان نفسها لو ينفع تشتمه ، سيف فوجئ بالطريقة اللي رد بها عليها واستغربها ، ليه كلمها بمنتهى البرود كده ؟ كان بيحسسه دايما متوتر وهي موجودة ليه المرة دي حاسس بكمية برود غير طبيعية ؟ معقول صاحبه يكون عادي  وهو اللي بقى حساس زيادة بعد حازم وبيكبر فعلا المواضيع ؟
انتبه على آية بتكلمه : بقولك أنا ماشية محتاج مني أي حاجة للاجتماع قبل ما أمشي ؟
سيف بص لساعته : بدري يعني ، وراكي حاجة ولا رايحة البيت ؟
آية كانت رايحة البيت بس حبت تشوف رد فعل سبيدو : رايحة أتغدى مع البنات ، سارة والبنات
استنت تلمح أي رد فعل بس فضل محافظ على جموده و ماسك موبايله يقلب فيه بدون ما يدي أي رد فعل .
سيف : طيب روحي بس ما تتأخريش وعرفيني هتتغدوا فين برسالة ، خليني أبقى عارف مكانك طول الوقت
وافقت وخرجت وهي مستغربة تماما اللي حصل ، معقول سارة قدرت بزيارة واحدة بس تاخده منها ؟ طيب زعلانة ليه هو كان ليها أصلا ؟ ماهو قالها بنفسه انهم بيجاملوها علشان خاطر أخوها مش علشان سواد عينيها واهو عاملها عادي علشان تبطل تاخد قلم في نفسها .
أما سبيدو أول ما سمع اسم سارة ضغط على ايده جامد وشتمها كذا مرة في سره واستغرب هي ليه مصممة تفضل غبية دايما ؟ ليه مش بتحترس ؟ يعني يقولها ايه تاني أكتر من اللي قاله علشان تقطع علاقتها بالأشكال دي ؟ الظاهر انه غلطان في الحكم عليها ما يمكن تكون هي زي سارة وعلشان كده مش مستغربة تصرفها ، بالرغم من انه رافض التفسير ده بس كل الظروف بتقول كده ، ارتباطها بواحد زي حازم ، علاقتها بواحدة زي سارة ، حيرتها بينه هو وباسم ، كل المعطيات بتقول انها شخصية مش كويسة للأسف .
انتبه من أفكاره على دخول مريم : باشمهندس الكل وصل في غرفة الاجتماعات
سيف وقف : يلا يا سبيدو .
الكل اتجمع وسبيدو كان متوتر بس كل الوشوش اللي حواليه مألوفة فده خلاه بقى أهدا كتير .
قبل ما يبدأوا يتكلموا في أمور الشغل خالد وقفهم وبص لمؤمن وحسن المرشدي وقال بحرج : أنا حابب في الأول أستأذنكم أو آخد رأيكم في حاجة بعيدة عن الشغل
كلهم انتبهوا فكمل : دكتور نادر خطيب ملك بنتي كان عايز يكتب كتابه الجمعة ، هو متردد وعايز يأجل بسبب ( بص لمؤمن وقال) اللي حصل امبارح
سكت فمؤمن قال باعتراض: عمي ما تأجلش ، ايه فايدة التأجيل وليه ؟
حسن أكد لصاحبه : أيوة خير البر عاجله ، توكل على الله وجوزهم ، ملك تستاهل كل خير ودكتور نادر شخصية محترمة ولا ايه يا سيف ؟
سيف وضح بابتسامة: جدا فوق ما تتخيلوا ، مبروك يا عمي مقدما وربنا يتمملهم على خير ( بص لنادر أخوها ) مبروك ياباشمهندس
باركوله كلهم و بعدها بدأوا يتكلموا عن الشغل واستمر الاجتماع أكتر من ساعة لحد ما اتفقوا على كل حاجة هتتعمل ، وسبيدو كل ما حد يسأله يعمل زي ما سيف قاله ويأكد ان كل حاجة تمام والمصنع قادر يلبي كل طلباتهم .
وكريم أكد ان النموذج تمام وبيشتغل وكل حاجة هتتم في وقتها ، خلصوا الاجتماع والكل قام مشي وفضل كريم ومؤمن وسيف وسبيدو ومروان .
لحظات صمت قطعها مروان وهو باصص لكريم باستفسار : هو بجد النموذج اشتغل ؟
كريم هز دماغه بنفي ، مروان بص لسبيدو بحيرة: امال المصنع شغال ازاي والنموذج مش جاهز ؟
سبيدو مد شفايفه بجهل وبص لسيف : رد انت .
سيف بص لكريم : هو انت مش قلت النموذج هيشتغل والدنيا بمبي بمبي ؟
كريم رد ببساطة : مش عارف أشغله مش راضي يشتغل محتاج دماغ تانية معايا
سيف بص لمؤمن بغيظ: سيادتك ايه ؟
مؤمن اتنهد بتعب وإرهاق : سيادتي دماغي عطلانة تماما
سبيدو باصصلهم كلهم وفجأة بدأ يضحك عليهم ، كلهم بصوله باستغراب فرفع ايده باعتذار: آسف بس بجد هي دي بقى الاجتماعات بتاعة رجال الأعمال ؟ كان نفسي من زمان أعرف بتعملوا فيها ايه ؟ طلعتوا بتحوروا على بعض كلكم وبس ، كله بيحور على كله .
مروان سأله : ازاي بيحوروا ؟ ماهو بيزنس كل واحد معتمد على التاني
سبيدو بضحك : لا لا مش بتكلم في كده بتكلم في الحوارات ، كريم المفروض يشغل نموذج مش شغال أصلا بس أقنعهم وهيقنع الكل انه شغال ، وبناء عليه سيف هيصنع النموذج ده اللي هو مش موجود أصلا وهيبيعه للشركات وهيقنع الشركات ان النموذج موجود والمصنع شغال علشان يقبض منهم فبالتالي يقبض وبفلوسهم يروح يصنع النموذج ( ضحك جامد وكمل) اللي هو مش موجود أصلا ، يا لهوووي على كمية الكدب اللي شوفتها النهارده في الاجتماع ده! كله بيحور على كله والمصيبة ان كله فاهم ان كله بيحور على التاني ، يعني هل حسن المرشدي مش عارف ان ابنه لسه ما شغلش النموذج ؟ ولا هل عز مش عارف ان المصنع لسه ما اشتغلش ؟ يا نهار أبيض عليكم .
الكل دخل في نوبة ضحك مع سبيدو
كريم رد من بين ضحكه: على فكرة شغل البيزنس كله كده بتاخد فلوس بتصنع منتج بتوزعه
سبيدو بمرح : كله نصب يعني ؟
مؤمن : يا ابني هو احنا بناخد فلوس وبنهرب ؟ مش بنديهم منتج بيبيعوه ويكسبوا منه ؟ وبعدين احنا لينا اسم والاسم ده كفيل يخلي الناس تشتري وهي مغمضة .
سبيدو : يا لهوي عليكم .
كريم بص لسيف بجدية مصطنعة: الواد ده ما يحضرش الاجتماع التاني ، ده هيفضحنا
سيف : بفكر فعلا في الغلطة اللي ارتكبتها
سبيدو بضحك : تخيلوا أقولهم ان لسه المصنع مش شغال ومفيش أي انتاج وهم عايزين فلوسكم علشان يبدأوا شغل بها ؟
مؤمن رد بمرح : ساعتها هيبقى مباح هدر دمك
استمر الضحك والمشاكسات بينهم لحد مروان ما وقف : بقولكم ايه أنا عايز أشتري بدلة لخطوبتي ( خبط على دماغه بتذكر ) نسيت أقول للكل ان يوم الخميس خطوبتي ، مش تفكرني يا سيف ؟
سيف باستغراب : إذا كنت انت نفسك نسيت خطوبتك هفتكرهالك أنا ؟
مروان بصلهم : هشتري منين بدلة ؟
اقترحوا كذا اسم بعدها سألهم : هو أنا المفروض أجيب فستان الخطوبة ولا أعمل ايه ؟
كلهم ردوا مع بعض إلا سبيدو : طبعا
سبيدو ضحك وعلق : كلكم بقيتوا خبرة ما شاء الله .
انفض الاجتماع وكله مشي
مروان قاعد مع سيف فساله : بقولك يا سيف
سيف بصله : قول
    ⁃ هو ينفع تكلم همس وهي تكلم هالة وتيجوا معانا نشتري الفستان كلنا ؟ لان صعب أشتريه لوحدي ومش هعرف أصلا ، والأحسن لو هالة تنقيه بس مش هينفع لوحدها فهمس تكون معاها ايه رأيك ؟
سيف : تمام أكيد هكلم همس أقولها تبلغ هالة وتشوف رأيها استنى
اتصل بهمس اللي ردت عليه : هتيجي امتى بقى ؟
ابتسم وماجاوبش على سؤالها : بقولك علشان معايا مروان اتصلي بهالة وشوفي لو ينفع نخرج كلنا دلوقتي تشتري فستان الخطوبة
همس : مين كلنا ؟
سيف وضح : أنا وانتِ وهالة ومروان
همس بتفكير : ما أعتقدش هترضى بس هقولها
سيف قال لمروان فاقترح : قولها أنا هكلم أبوها هستأذنه وهبلغه إنكم معانا مش هنخرج لوحدنا .
همس قفلت واتصلت بهالة اللي اتوترت وخافت بس قالت هتكلم أمها تشوف هتقول ايه
خلال ساعة كانوا الأربعة في عربية واحدة راحوا اتغدوا الأول وبعدها راحوا اتيليه كبير فيه كمية فساتين كلها أحلى من بعض
همس اتصلت بأخوها : نادر هو انتم اشتريتوا الفستان ؟
نادر بإحباط : لا يا همس مالقيناش حاجة دخلت دماغنا
همس بحماس : طيب احنا في اتيليه فيه كمية فساتين تحفة بشكل غير طبيعي ومعايا هالة هتختار لخطوبتها ما تجيب ملك وتيجي واهو نبقى معاها نساعدها في الاختيار
نادر اتحمس للفكرة فقفل معاها وكلم ملك قالها فوافقت وعدى أخدها وراح لأخته على الموقع اللي بعتته ، دخلوا سلموا عليهم وهمس شدت ملك من دراعها : تعالي هالة جوا بتجرب الفساتين .
أخدتها ودخلت معاها وبدأوا رحلة لا تنتهي من تجربة الفساتين .
نادر عجبه فستان اوف وايت رقيق أكمامه شيفون طويلة ومجسم و نازل على واسع ، مسكه وبص لملك اللي قربت منه : ده عجبك ؟
هز راسه بتأكيد : جدا ، بس لو مش عاجبك نشوف غيره
ملك أخدته من ايده : هقيسه بس لو عجبني مش هوريهولك غير يوم كتب الكتاب
دخلت لبسته والبنات الاتنين انبهروا بها؛ كان شكله جميل عليها
ملك عجبها بس اترددت: بس مش هيقولوا فستان فرح ؟
همس بهدوء : أولا هو فرح فعلا وثانيا فستان الفرح بيكون منفوش وكتير مش سيمبل بالشكل ده ، الفستان جميل أوي بس لو مش عاجبك نشوف غيره
ملك ابتسمت : عاجبني خلاص هو ده .
قلعته وخرجت لنادر و أول ما شافته ابتسمت : هناخده
ابتسم : عجبك بجد ؟ طيب كنتي خليني أشوفه
ابتسمت بدلال : هتشوفه يوم الجمعة إن شاء الله .
هالة اختارت فستان أخضر تفاحي فاتح كم شيفون فيه لمعة وكم عادي بنفس قماشة الفستان
أما همس فاختارت لكتب كتاب أخوها فستان فضي ناعم بنص كم شيفون ونازل على واسع .

عاصفة الهوى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن