عاصفة الهوى ٣٣

51.9K 2.8K 449
                                    

عاصفة الهوى (٣٣)

بقلم : الشيماء محمد أحمد
#شيمووو

نور نفضت دماغها بنفي؛ هم امبارح قالوا ضغطها عالي وتعبانة فمالهاش هي دعوة بتعبها ده .
الإسعاف و وعاصم وصلوا ونقلوها المستشفى وحالة من الرعب سيطرت على مؤمن وأبوه .
مها اتصلت بمؤمن وبعد ما سلمت عليه سألته : مؤمن ماما مش بترد على موبايلها طمني عليها ، هي نامت بدري ولا ايه ؟
اضطر يقولها اللي حصل وشوية ووصلت عندهم وهي هتموت من القلق والخوف.
الدكتور خرج وجريوا عليه كلهم بلهفة : خير يا دكتور ؟
الدكتور : هو لسه بدري نحكم على حالتها بس الضغط عالي جدًا وتقريبًا اتعرضت لأزمة أو لانفعال قوي  ، على العموم احنا دخلناها العناية المركزة لان لازم نسيطر على الضغط وننزله ، مش هنقدر نقيم حالتها إلا لما تفوق ونعرف هي مالها بالظبط وكمان التحاليل اللي عملناها تظهر نتيجتها وده هيساعدنا أكتر .
مؤمن سأله : حضرتك شاكك في ايه ؟ يعني أكيد عندك تقدير مبدئي لحالتها .
الدكتور بصله بتردد : زي ما قلتلك لسه بدري
قاطعه بضيق : قولي شاكك في ايه من غير مقدمات لو سمحت
الدكتور : انها تكون اتعرضت لجلطة - كلهم اتفزعوا فحاول يهديهم - بس زي ما قلت لسه بدري نحكم عليها هنحاول ننزل الضغط وننظم ضربات القلب بعدها نقدر نحكم صح ، ألف سلامة عليها .
سابهم في حالة غير الحالة ، الصمت والرعب مسيطر عليهم .
نور اتصلت بمؤمن تعرف ايه الأخبار واتصدمت أول ما عرفت حالة حماتها .
كريم بالليل اتصل بمؤمن يكلمه عن النموذج وحس ان صوته مخنوق فمؤمن قاله اللي حصل ودي كانت صدمة لكريم اللي قرر يسافر لمؤمن فاضطر يبلغ ناهد وحسن اللي سافروا معاه وحتى أمل وإياد راحوا معاه .
الكل عرف باللي حصل وصفية وبنتها راحوا المستشفى وتقريبًا كل البلد راحت تطمئن عليها .

أخيرا سناء فتحت عينيها وفاقت بس اتصدموا من حالتها لانها مش قادرة تتكلم ولا تنطق ودي كانت أكبر صدمة للكل .
نور راحت المستشفى لما عرفت ان كريم وأهله موجودين وأول ما وصلت سلمت على الكل بفتور ، دخلت عند حماتها تشوفها ومؤمن معاها بس سناء أول ما شافتها صرخت ورفضت تشوفها وعايزاها تطلع برا الأوضة ، نور اتوترت و مؤمن مسك ايد والدته اللي كانت بتشاور على نور يطلعها برا.
مؤمن بص لنور بحدة : اطلعي برا دلوقتي
طلعت وهي متضايقة والكل وقف جنبها: طمنينا عليها حالتها ايه ؟
كشرت وردت بتردد: معرفش اسألوا الدكتور ، أصلًا مافهمتش هي مالها ومعترضة ليه .
قعدت بعيد على جنب وفوجئت بأبوها وأمها وباقي أهلها داخلين حتى نادر زوج ملك معاهم .

مؤمن جوا مع أمه ماسك ايدها وبيحاول يهديها وهي بتعيط في حضنه .
الباب خبط ودخل عاصم قعد جنبه بقلق : هي بتعيط ليه يا مؤمن ؟
بصله بقلة حيلة: والله ما عارف .
قعد عاصم جنبها وقال بحزن: مالك بس يا أم مؤمن ايه اللي جرالك
فضلت في حضن مؤمن مش عايزاه يقوم من جنبها .
عاصم: دكتور نادر جوز ملك برا مش بتقولوا انه دكتور قلب شاطر ؟ ايه رأيك لو يدخل يكشف عليها ويطمنا عليها ؟
مؤمن وافقه بسرعة وقام يجيبه ، سناء كانت ماسكة هدومه بس مسك ايدها باسها : هجيب نادر يطمني عليكي وهقعد جنبك مش هسيبك.
خرج وسلم على الكل بعدها بص لنادر يستأذنه يدخل يطمنه على والدته، نادر بص لملك ودخل ، كشف عليها وقعد معاها شوية يسألهم شوية أسئلة وهل بتاخد أي أدوية ؟ بس مؤمن ماعرفش يجاوبه ، مرة واحدة وقف بتذكر : لحظة يا دكتور
خرج برا بص لكل الموجودين لحد ما شافها و نادى عليها فنور قربت بسرعة: عايز ايه ؟
تجاهلها وسأل سما : انتِ عارفة الأدوية اللي أمي بتاخدها صح ؟
سما بتأكيد : اه عارفاها
مؤمن : طيب تعالي قولي لدكتور نادر عليها
دخلت معاه وفضلت تجاوب هي على أسئلة نادر بعدها بصلهم : ألف سلامة عليها وإن شاء الله مع العلاج المناسب هترجع زي الفل بس أهم حاجة تهدا نفسيًا لاني ملاحظ انها مش مبطلة عياط .
مؤمن بحيرة : أنا مش عارف أصلًا مالها وبتعيط ليه ؟
نادر قرب منها وقال بابتسامة: انتِ عايزة تعرفي غلاوتك ؟ تحبي أفتحلك الباب تشوفي الناس اللي هيموتوا من القلق عليكي قد ايه ؟
مؤمن ضغط على ايدها وسألها بحزن : طيب حد مزعلك ؟ عرفيني شاوري اعملي أي حاجة
مدت ايدها لوشه وحاولت تبتسمله بس ماقدرتش ، سما قربت منها بحب : خالتي بالله عليكي ما تخوفينا بالشكل ده، احنا كلنا جنبك اهو ، و مها برا هتموت من الخوف عليكي  ، قوميلنا بالسلامة بقى .
نادر كلم الدكتور بتاعها وادوها حقنة تهديها وتنيمها ، خرجوا برا وسابوها ترتاح .
كريم قاعد جنب مؤمن سأله: هو ايه اللي حصلها بالظبط ؟ تعبت فجأة معقول ؟
مؤمن بحيرة : معرفش يا كريم ، أنا كنت سايبها كويسة رجعت لقيتها على الأرض - بص لسما وناداها - انتِ قلتي امبارح ضغطها كويس ، ولا كان أي كلام وخلاص للاطمئنان ؟
سما نقلت نظراتها بينهم وردت: ضغطها كان عالي شوية بس في الحد المعقول .
مؤمن زعق : يعني ايه الحد الزفت ؟ ماهي وقعت اهيه ولا انتِ ما بتعرفيش …
كريم مسك دراعه يهديه : اهدا وما تطلعش غضبك على حد مالهوش ذنب .
سما بحزن : ضغطها كان معقول مش عالي أوي ولا مظبوط لكن دلوقتي ايه حصلها وليه تعبت كده معرفش ، ممكن تكون اتعرضت لضيق أو أزمة قوية ، حد فيكم زعلها ؟ أو حاجة حصلت جننتها بالشكل ده ؟
نور قربت لما سمعتها وعلقت بتهكم : هيكون ايه اللي جننها يا هانم ؟ مش يمكن انتِ بتديها أدوية غلط ولا انتِ 
مؤمن بصلها بغضب : اخرسي وبطلي اتهام غيرك .
نور راحت قعدت جنب أختها في صمت وأبوها وأمها قاعدين جنب عاصم ومعاهم حسن المرشدى وناهد جنب أخوها .
سما انسحبت بعيد وشافت أمل شايلة إياد اللي نايم فقربت منها : هو ده إياد صح ؟
ابتسمتلها : اه هو ، انتِ ..؟
سما وضحت : سما ما أعتقدش اتقابلنا قبل كده ، والدتي تبقى بنت عم خالتي سناء
وسعتلها مكان تقعد جنبها وسألتها : انتِ تعرفي إياد منين ؟
ابتسمت بحرج : ماأعرفهوش بس لسه كنت بلعب مع أخوه وكل شوية يقولي إياد فعرفت انه نصه التاني
أمل ابتسمت : إيان وهو اخوات ومش بيفارقوا بعض ربنا يحفظهم ويخليهم لبعض
نور كانت جنبها وسامعاها فعلقت بضيق : يخليهم لبعض ههه ، قال يخليهم لبعض قال !
أمل كشرت وبصتلها : الجملة مضايقاكي في ايه يا نور ؟ طول عمرهم اخوات و
قاطعتها بحدة ونسيت ان صوتها مسموع للكل : عمرهم ده اللي هو سنة وشوية ؟ وبعدين مش اخوات ، هو بالعافية اخوات اخوات اخوات ؟ قرفتونا بقى بالقصة دي .
مؤمن بصلها بغضب وجه يتحرك بس كريم مسك دراعه بتنبيه: سيبهم مش وقته ولا مكانه دلوقتي هيسكتوا .
نادر أخوها قام وراح عندها وهمسلها : صوتك عالي فاخرسي مش وقته يا نور لان حماكي مركز معاكي أوي لمي الدور شوية .
نور وقفت في وش أخوها بانفعال : انت من امتى بقيت جبان كده ؟
نادر بصلها بصدمة : جبان ؟
نور بنرفزة : أيوة جبان ، طول عمري بشوفك عصبي وجاد وما بتعملش حساب لحد ليه دلوقتي بقيت بتعملهم ألف حساب ؟ ليه خايف منهم بالشكل ده ؟ علشان الشركة والشغل ؟
نادر بعدم تصديق: بعمل لمين حساب ؟ أنا لو يهمني حد فالحد ده انتِ ، فوقي لنفسك واسمعي بتقولي ايه
زعقت بغضب: أنا فايقة وعارفة نفسي وعارفة عايزة ايه لكن اهتماماتي مختلفة عنكم ونظرتي للأمور مختلفة
بصلها بتهكم : وايه هي اهتمامات سيادتك المختلفة دي ها؟ ونظرتك دي ايه ؟
وضحت بقوة : إيان وإياد مش اخوات لا كانوا ولا هيكونوا
مؤمن شد دراعه من ايد كريم وقرب منها بتحدي : ومين اللي هيمنع ده ؟ علشان بس فضولي
بصتله بتحدي مماثل : أنا يا مؤمن ، مش هعمل كريم ومؤمن تانيين ، أمك كانت أضعف من انها تقف في وش أبوك وتقوله لا ابني في حضني بدل ما يرميك لغيرك تسلي ابنهم وتكون وصلة بينه وبين العالم ويتنازل عنك لأخته وبدل ما يبقى ابن عاصم الدخيلي بقى مجرد تابع لابن المرشدي وسكتوه واقنعوه انهم اخوات وابنوله ملحق زي الخدم وادوله كام سهم يسكت بيهم ، فلو أمك سكتت أنا مش هسكت .
حالة صمت تام سيطرت على الكل لدرجة ان حتى النفس مش مسموع بعد كلام نور ، مؤمن قطع الصمت ده بسؤاله المترقب : انتِ قولتي لأمي الكلام ده ؟
عاصم وقف و الكل تباعًا وقف وخالد اتمنى لو يقدر يتحرك ياخد بنته من هنا أو يخرسها بأي شكل لكن رجليه ما طاوعتهوش يمشي لعندها وسمع بنته بترد بكل الغضب اللي جواها: اه قلتلها اني بكره كل ست ضعيفة سواء أمي اللي اتجوزت راجل ماقدرش يحميها ويحمي عيالها ولا أمك اللي رمت ابنها لغيرها واتنازلت عنه
مؤمن حاول يسيطر على أعصابه لان أبوها وأمها وأخوها ناس بيحترمهم ، بص لنادر أخوها جنبها وتمتم : أنا آسف يا نادر
نور استغربت أسفه ويادوب هتتكلم بس القلم اللي نزل على خدها من مؤمن خرسها و وقعها على الكرسي وراها وقبل ما تستوعب اللي حصل سمعت مؤمن بيقول باحتقار: انتِ طالق يا نور ، طالق ومش هتشوفي ابنك تاني و وريني القوة بتاعتك دي هتعملي بها ايه ؟ وإيان وإياد هيكبروا اخوات غصبا عن أنف الكل ، وكريم ومؤمن لسه ما اتخلقش اللي ممكن يفرقهم عن بعض أو يشوه العمر اللي عاشوه والعلاقة اللي بينهم ، لسه ما اتخلقش فاهمة ؟ ودلوقتي اتفضلي من غير مطرود من هنا مش عايز أشوف وشك في أي مكان تاني .
بص وراه لخالد وقال باحترام: عمي أنا آسف جدًا بس حضرتك مكانك محفوظ أنا بحترمك وبقدرك ويعز عليا بجد أقول كلام زي ده لكن وجودها هي غير مرغوب فيه - بصلها باشمئزاز - اطلعي برا المستشفى وبرا البلد كلها وانسي ان ليكي ابن أصلًا .
نور وقفت باستيعاب وصرخت بكره : هرفع عليك قضية حضانة
رد ببرود : اعملي ما بدالك بس اتفضلي من هنا
نور بصت لأبوها اللي أخيرًا لقى صوته وقال بحزم : نادر خد أختك من هنا لو سمحت كفاية قلة أدب منها لانها مش عاملة احترام لحد لا كبير ولا صغير والظاهر انها اتجننت - بص لعاصم باعتذار - حقكم عليا أنا من جنانها وربنا يطمنا على الحاجة ويقومها بالسلامة يارب والباقي كله مقدور عليه .
نور وقفت قصاده بغضب : بتعتذرلهم ليه ؟ انت هتفضل تعمل حساب للدنيا كلها إلا احنا لحد امتى ؟
خالد زعق فيها: بعتذرلهم لاني ماعرفتش أربيكي ، ماعرفتش أربيكي بجد
نور بتهكم : اه كنت مشغول بتربيتها
بصت ناحية ملك فمسك دراعها بقوة : للأسف ماكنتش جنبها ياريت كنت جنبها بس بالرغم من كده إلا انها رافعة راسي دايما لفوق غير انتِ يااللي وطيتي راسي ودلوقتي بتسأليني بعتذر ليه ؟
بصتله بعصبية : لو حد وطى راسنا فالحد ده هي - بصت لأمها باتهام - لما راحت قتلت واحد و
قاطعتها المرة دي صفعة خالد على خدها وسط ذهولها، بص لابنه بأمر : خدها من هنا كفاية قلة أدب ، طلعها برا ، انتِ لا يمكن تكوني بني آدمة عاقلة ولا طبيعية.
نادر شد نور اللي حاولت تعترض أو ترفض تتحرك بس شدها بعنف ، ملك قربت منهم تمسك دراعها وتكون جنبها بس نور بصتلها وزعقت بحقد: ابعدي عني علشان بكرهك انتِ أخدتي مني أبويا وانتِ اللي عرفتيني عليه انتِ
نادر شدها بغضب : كفاية بقى واسكتي .
شدها لبرا وهي فضلت مكانها، جوزها قرب منها حط دراعه حواليها بمواساة: اعذريها هي مش في وعيها ومش عارفة بتقول ايه .
سندت على كتفه بحزن فضمها وهمس : أنا جنبك ما يهمكيش حد تاني .

عاصفة الهوى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن