عاصفة الهوى ٥٢

33.5K 2K 436
                                    

عاصفة الهوى (٥٢)

بقلم / الشيماء محمد أحمد
#شيمووو

مؤمن كان نايم في أوضته، وحلمه تحول لكابوس. كان بيجري ورا إبنه اللي بيختفي قدامه، وبيصرخ بأعلى صوته، بينادي عليه، لكن مش قادر يشوفه. فجأة سمع صوته بوضوح: "بابا!"
صحى من النوم مفزوع، نفسه سريع ، لكن الصوت لسه بيرن في ودانه: "باااابا!"
قام بسرعة، وهو بيهتف: "إيان؟"
بص حواليه، لقى إياد داخل عليه. عينيه مليانة تساؤل: "بابا، يان فين؟"
غمض مؤمن عينيه لحظة وكأنه بيحاول يستوعب. بعد كده قام من على السرير ونزل قعد قدام إياد على الأرض، وحضنه بقوة. دموعه خانته ونزلت رغمًا عنه.
إياد حس بالألم من الضمة الشديدة، فحاول يبعده وهو يقول: "بابا..."
مؤمن ساب إياد وبص له، مسح دموعه بسرعة. إياد ابتسم ببراءة، باسه في خده : "يلا جيب يان. نور وشة(وحشة) جيب يان يلا!"
أمل كانت بره وسمعت إبنها بيتكلم، فكانت عايزة تدخل علشان تطمن عليه، لكن تراجعت بسرعة وراحت لأوضتها. صحت كريم اللي فتح عينيه بفزع: "فيه إيه؟ حصل حاجة؟ إيان رجع؟ عرفتوا حاجة؟"
أمل ردت بأسف: "لا يا حبيبي، آسفة إني بصحيك وإنت يدوب نايم من كام ساعة، بس إياد..."
كريم اتعدل بسرعة وقطع كلامها: "ماله إياد؟"
أمل حطت إيدها على كتفه تهديه: "حبيبي، اهدى. مفيش حاجة. إياد دخل عند مؤمن، صحاه وبيشده يقوله يلا نجيب إيان من عند نور. قوم هات إبنك قبل ما يتعبه أكتر."
كريم قام بسرعة رايح لأوضة مؤمن، اللي لسه قاعد على الأرض، وإياد ماسك إيده وبيكرر: "يلا بابا."
أول ما كريم دخل، إياد ساب إيد مؤمن وجرى عليه: "يلا نجيب يان عند نور، يلا بابا!"
كريم شاله وحاول يهدّيه: "روح لمامي الأول وغيّر هدومك."
إياد ابتسم بفرحة: "روح ليان؟"
كريم اتردد، مش عارف يجاوب عليه: "روح لمامي يلا."
إياد جري على أمه، اللي أخدته وراحت بيه أوضتها، قفلت الباب، وحاولت تلهيه بأي حاجة.
كريم رجع وقعد جنب مؤمن، اللي كسر الصمت: "لما يكون عندك توأم، مش بتحب واحد عن التاني. بتحب الاتنين بنفس القدر. زي ما إحنا موجوعين، إياد كمان حاسس ومش فاهم هو فين. من أول ما اتولدوا وهم مع بعض، طبيعي يكونوا متعلقين ببعض."
كريم أخد نفس طويل: "عارف يا مؤمن، عارف."
مؤمن نظر له بنبرة جدية: "إنت مش محتاج تبعد إبنك علشان تراعي مشاعري. ما تعملهاش تاني."
كريم ماردش وفضل ساكت. بعدها مؤمن سأله مباشرة: "تفتكر هنلاقيه؟ إحساسك بيقول إيه؟ جراله حاجة ولا هيرجع؟"
كريم قعد يفكر، مش عارف يرد. هل يقول الحقيقة اللي جواه، ولا يدّيه أمل كاذب؟
مؤمن بصّله بتركيز: "قول، إحساسك إيه؟ من زمان وإنت دايمًا عندك إحساس داخلي بيطلع صح. فقول من غير لف ودوران."
كريم تهرب من نظراته وقال بصوت متردد: "المشكلة إني مش عارف ده إحساسي ولا أمنياتي يا مؤمن. إحساسي بيقول إنه هيرجع، هيكبر هو وإياد مع بعض، وهيعيشوا عمرهم كله سوا. بس ده إحساس ولا أمل؟ مش عارف أجاوبك. كل اللي أعرفه إني مش هقف. هفضل أدور عليه، حتى لو خبطنا على كل باب في القاهرة لحد ما نلاقيه."

عاصفة الهوى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن