كيف عرف مقاسه قبل أن يتبناه
لم يفكر كنان كثيرا بالأمر ، فقط ارتدى ملابسه ، نظر إلى الأجهزة التي على السرير ، ثم نظر إلى أرجاء الغرفة وتنهد ، هل ستصبح حياته هكذا؟ ، أن أنه يحلم ؟ ، أن كان يحلم متى سيستيقظ؟
هو.. لا يريد أن يستيقظ ، أعجبه هذا الحلم ، سيحاول أن يبقي هذا الرجل باردا لكي لا يستيقظ
تنهد مرة أخرى ، رتب ملابسه وخرج من الغرفة ونزل للمطبخ مقررا أن يفتح الأجهزة لاحقا
حين نزل ، رأى صحن من الدجاج المقلي ، النودلز ، وقدر من حساء الخضار موضوعين على الطاولة
أكلاته المفضلة الثلاثة موضوعة على الطاولة ، أهي صدفة ؟ ، ماذا عن الملابس ؟ ، أهي صدفة أيضا ؟
هو تجاهل الأمر مجددا ، ما الذي سيجعل رجل أعمال كبير المقام ومخيف هكذا يعرفه ويعرف مثل هذه التفاصيل عنه
جلال : أخيرا نزلت ، ظننت أنه أغمى عليك بالأعلى ، هيا اجلس وكل
قال هذا الكلام بينما يقف ليسكب لكنان طبقا من حساء الخضار
ها هو يمزح معه ، حتى لو لم يضحك ، لا زال يسمى الطريق الى اللين واللطف ، هذا يعني.. أنه سيستيقظ من الحلم ، وهو لا يريد ، لا يريد
ربما يُظهر أنه غير مهتم بمعيشته السابقة بالميتم ، لكن لا يريد أن يعود إلى هناك ، ..
هو لم يجرب بعد ..ولم يعرف كيف ستكون معيشته هنا ، في هذا الحلم.. لكن من الواضح أنها جيدة
بدأ بتناول الدجاج والنودلز بسرعة طبيعية ، ويأخذ ملاعق من الحساء من حين لآخر
جلال يراقبه بصمت ، يراقب حركاته الخفيفة وكيف أنه لا يأكل بطريقة مقززة أو مخيفة ، هو صغير وبريء ومثالي
بعد 45 دقيقة انتهى من الأكل ، نظر لجلال وشكره بلطف
ثم وضع الأطباق فوق بعضها وكاد يحملها لكن أوقفه صوت جلال
: لا داعي ، هذه ليست مهمتك ، فقط اذهب واغسل يديك
______
عودة للحاضر
___________
يقف أمام سرير طفله يتأمله ، يتسائل أن كان سيخرج من هذه المساحة غدا ام سيبقى عالقا فيها لمدة طويلة
يتحسس وجنتاه بظهر أصابعه بلطف وكأنه زجاج وسينكسر ان شد عليه ولو بقوة بسيطة ، ثم ابعد أصابعه وتنهد
تأكد من عدم وجود أي شيء قريب منه ، لكي لا يتحرك أثناء نومه ويقع وينكسر ويتأذى
حسن تأكد من ذلك انحنى الى مستوى طفله ، اقترب من اذنه وهمس:
هذه المرة تركتك تنام طوال اليوم ، لكن.. المرة القادمة سأحرص على بقاءك مستيقظا لكي ألعب معك وأريك روعة ما يعنيه أن تكون طفلي يا صغيري

أنت تقرأ
معلمي
Teen Fictionلاحظ جاد معلم الصف الثانوي (عاشر) أن طالبه زياد بدأ بالتراجع بدراسته ، على رغم من تفوقه في السنوات السابقة جميعها ، فقرر مساعدته على الرجوع لرشده على طريقته الخاصة. ملاحظة : الرواية ليست مثلية وسيبكم من الغلاف ، ما لقيت غيره